لمن الولاء ؟
بعد أن وضعت الحرب الصهيونية على لبنان أوزراها "مؤقتا" ، نعود الى قضية مهمة وخطيرة حدثت ومازالت تحدث في الكويت أثناء الدعم الشعبي والحكومي للمقاومة اللبنانية المشروعة في الدفاع عن أرض الوطن اللبناني. لاحظت الجماهير المشاركة في المهرجانات والندوات والمظاهرات السلمية التي حدثت في الكويت لدعم الشعب اللبناني ، أن هناك مجموعة من "الكويتيين" يرفعون أعلام لحزب من الأحزاب المنتمية لدولة عربية ويرفعون صور لأمين عام هذا الحزب بالإضافة الى صور لمرجع ديني وسياسي في دولة جارة !!هل يعقل أن يحمل صاحب الجنسية الكويتية والحاصل على جميع امتيازات هذه الجنسية علم لحزب سياسي ولرموز لحزب يتبع دولة أخرى ؟!!
في الستينيات رفع كل العرب صور الرئيس المصري جمال عبدالناصر وقد عاصر بعضنا هذه الحقبة ومن لم يعاصرها فقد عاصرها من خلال الأفلام الوثائقية والكتب السياسية والتاريخية ، ولكن عبدالناصر وقتها كان رئيس لجمهورية مصر العربية ومن ثم رئيس للجمهورية المتحدة "مصر وسوريا" ، وأحبه الشعب العربي من الخليج الى المحيط فبالتالي كان زعيما لكل العرب بغض النظر عما حفلت سنوات حكمه من سيئات أو حسنات.
نعم نحن ككويتيون ندعم المقاومة بقوة بالدعم المادي والمعنوي ونشد على يد أمين عام الحزب الذي مرّغ صورة الجيش الصهيوني في الوحل ، لكن أن يرفع في الكويت صورة للسيد حسن نصر الله وصور لخامنئي وغيره من السادة بالإضافة الى أعلام حزب الله بدلا حتى من العلم اللبناني ، فهنا تأتي علامة الاستفهام الكبرى؟!
وهناك سؤال جوهري آخر ، أين هذه المجاميع من فلسطين ومنذ "58" عاما فلسطين والفلسطينيون تزهق أرواحهم وتهرق دمائهم فأين هؤلاء منهم ؟! أم أن الدم الفلسطيني لا يمت بالقربى والصله لهؤلاء كما الدم اللبناني الجنوبي ؟!
الدعوة الى الطائفية دعوة منتنة حاشا لله أن ندعو إليها ودق إسفين الطائفية والتفرقة بين الشعوب لا يجلب الا الدمار ولكن وبما رفضنا في السابق لرفع شعارات بن لادن والظواهري وطالبان في وطننا ورفضنا لموالاة دولة تتزعم الإرهاب و"الفاشية" كالولايات المتحدة الأمريكية فإننا كذلك نرفض أن ترفع شعارات وأعلام ورموز "حزب الله " أو إيران ثم الدعوة لمقاطعة صحيفة أو شركة وطنية كويتية من أجل اتخاذها موقف معارض أو حتى محايد لتوجههم ، ويحق لنا أن نتساءل ولاء "هؤلاء" لمن ؟
قد يقول قائل ان الولاء وضح أثناء الغزو العراقي الصدامي للكويت ، ولكن أيها السادة صدام كان عدو للطائفتين بل لكل البشرية وليس عدو لطائفة دون أخرى . ولكن ماذا لو "لا قدّر الله" اشتعلت الحرب على الجانب الشرقي من الخليج واطلقت ايران صواريخها على الكويت ودول الخليج العربي بأكملها ، مع من ستقفون ؟!
هل ستكررون ما فعل "عماد مغنية" رئيس أركان حزب الله الحالي عندما قام بخطف الطائرة الكويتية "الجابرية " وألقى بأجساد شباب الكويت الطاهر من على الطائرة صرعى ، أم بخطفه للطائرة الكويتية الأخرى "كاظمة" أم بما فعل زميله "إلياس صعب" بتفجيرات السفرات والمطار وبرج التحكم والمقاهي الشعبية وموكب سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه؟! أم ستزيلون الغشاوة من فوق أعينكم وتفيقون من سكرتكم وتعلمون أنكم كويتيون ، وللكويت عليكم وعلينا حق ؟!
فهل من مجيب ؟
بقلم :
"يا وطن"
صلاح الأنصاري