أضع مشاركة قديمة في أقوال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كتب الإمامية , وقد كانت في موضوع يتناول عمر رضي الله عنه
((إقتباسات من كتاب ( الشيعة وأهل البيت ) عن أقوال علي رضي الله عنه في الفاروق رضي الله عنه
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى ثم أمابعد...
...
.. يصعب جدا على المسلم أن يتناول شخصية مثل شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه أميرالمؤمنين والفاروق مؤسس الدولة الإسلامية ومقوض أركان الكفر شرقا وغربا والخليفة العادل الذي بلغ صيته الآفاق.
من الذي يستطيع أن يتناول شخصية مثل شخصية الفاروق رضي الله عنه الذي عاش على الخبز والزيت والثياب المرقعة وما سكن القصور و هو الذي كان يجلس على خزائن الدولة وما يعلوه أحد من الناس.
هل يصح أن يتناول سير العظماء من فسد دينه وانتكس قلبه وحظي بزبالة الأفهام , وقد حكم الله تعالى على السابقين بالجنة وبشرهم بها وهم في حياتهم الدنيا يمشون على الأرض وقلوبهم في السماء...
بالطبع لابد أن يتطهر الإنسان كثيرا حتى يفقه كلام الصالحين وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين جعلهم الله تعالى منارات للهدى والتوحيد ومنابر النور في الحياة الدنيا...
في هذه المشاركة أورد بعض ما جاء على لسان علي رضي الله عنه وما أورده الشيعة في كتبهم عن عمر رضي الله عنه من أقوال الخليفة الرابع والذي كان في حكمه من مستشاريه ومؤيديه ومحبيه والأكثر من ذلك أنهم كانوا أصهارا...
ولا أورد مثل هذه المشاركة لكي نرفع من شأن الفاروق رضي الله عنه بل إن الناس جميعا إلا الأنبياء والرسل ليرتفع شأنهم بمجرد الحديث عن عمر رضي الله عنه , دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ومذل المشركين في مكة وخارجها وسبب تكبير الملائكة في السماء.
عمر رضي الله عنه ضرب الدين بجرانه
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يذكر الفاروق وولايته مصدقاً لرؤيا سيد ولد آدم - صلى الله عليه وسلم - الذي رآه وبشر به عمر بن الخطاب رضي الله عنه. "ووليهم وال، فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه" ["نهج البلاغة" بتحقيق صبحي الصالح تحت عنوان "غريب كلامه المحتاج إلى التفسير" ص557 ط دار الكتاب بيروت، أيضاً "نهج البلاغة بتحقيق الشيخ محمد عبده ج4 ص107 ط دار المعرفة بيروت].
وقال الميثم البحراني الشيعي، شارح نهج البلاغة، وكذلك الدنبلي شرحاً لهذا الكلام "أن الوالي عمر بن الخطاب، وضربه بجرانه كناية بالوصف المستعار عن استقراره وتمكنه كتمكن العير البارك من الأرض" ["شرح نهج البلاغة" لابن الميثم ج5 ص463، أيضاً "الدرة النجفية" ص394].
ويقول ابن أبي الحديد المعتزلي الشيعي تحت هذه الخطبة، ويذكرها من أولها "وهذا الواليهو عمر بن الخطاب، وهذا الكلام من خطبة خطبها في أيام خلافته طويلة يذكر فيها قربه من النبي - صلى الله عليه وسلم - واختصاصه له،وإفضائه بأسراره إليه حتى قال فيها: فاختار المسلمون بعده بآرائهم رجلاً منهم فقارب وسدد حسب استطاعته على ضعف وجد كانا فيه، ثم وليهم بعدهوال، فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه" ["شرح نهج البلاغة" لابن أبيالحديد ج4 ص519].
علي رضي الله عنه يقول :لله در عمر الخطاب.
ويقول علي رضي الله عنه : (( لله بلاد فلان، فقد قوم الأود، وداوى العمد وخلف الفتنة، وأقام السنة، ذهب نقي الثوب،قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته، واتقاه بحقه، رحل وتركهم فيطرق متشعبة لا يهتدي بها الضال، ولا المستيقن المهتدي)) ["نهج البلاغة" تحقيق صبحي صالح ص350، "نهج البلاغة" تحقيق محمد عبده ج2 ص322].
ويقول ابن أبي الحديد: العرب تقول: لله بلاد فلان أي در فلان ….. وفلان المكنى عنه عمر بن الخطاب، وقد وجدت النسخة التي بخط الرضى أبي الحسن جامع نهج البلاغة وتحت فلان عمر ….. وسألت عنه النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي فقال لي: هو عمر، فقلت له: أثنى عليه أمير المؤمنين عليه السلام؟ فقال: نعم" ["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد ج3 ص92 جزء12].
علي رضي الله عنه يقول للفاروق أنت ردءا للناس ومثابة للمسلمين
وكان عليّ وهو قائد أهل البيت يعد الفاروق ملجأ للإسلام،ومأوى للمسلمين ومرجعهم، فانظر كيف يصفه بهذه الأوصاف ولقد استشاره في الخروج إلى غزو الروم فقال له(( إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك، فتلقهم فتنكب، لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم. ليس بعدك مرجع يرجعون إليه، فابعث إليهم رجلاً محرباً، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهر الله فذاك ما تحب،وإن تكن الأخرى، كنت ردأ للناس ومثابة للمسلمين)) ["نهج البلاغة" تحقيق صبحي صالح ص193].
ويكتب ابن أبي الحديد تحته شرحاً لهذه الخطبة "فتنكب مجزوم لأنه عطف على تسر وكهفة أي كهف يلجأ إليه، ويروي كانفة أي جهة عاصمة …..، وحفزت الرجل أحفزه أي دفعته وسقته سوقاً شديداً وردأ أي عوناً، ومثابة أي أمنا، ومنه قوله تعالى: { مثابة للناس وأمنا} ، أشار عليه السلام أن لا يشخص بنفسه حذراً أن يصاب فيذهب المسلمون كلهم لذهاب الرأس، بل يبعث أميراً من جانبه على الناس ويقيم هو في المدينة، فإن هزموا كان مرجعهم إليه" ["شرح نهج البلاغة" ج2 جزء8 ص369، 370].
علي رضي الله عنه على سنة الفاروق في أفعاله
لما قدم علي رضي الله عنه الكوفة "قيلله: يا أمير المؤمنين! أتنزل القصر؟ قال(( لا حاجة لي في نزوله، لأن عمر بن الخطاب كان يبغضه، ولكني نازل الرحبة، ثم أقبل حتى دخل المسجدالأعظم فصلى ركعتين، ثم نزل الرحبة )) ["الأخبار الطوال" لأحمد بن داؤد الدينوري ص152].
علي رضي الله لا يغير فعل الشيخان في قضية فدك
لما تكلم في رد فدك أبى أن يعمل خلاف ما فعله عمر، فهذا هو السيد مرتضى يقول: فلما وصل الأمر إلى علي بن أبي طالب (ع) كلم في ردفدك، فقال(( إني لأستحي من الله أن أردّ شيئاً منع منه أبو بكر، وأمضاه عمر )) ["كتاب الشافي في الإمامة" ص213، أيضاً "شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد].
علي رضي الله عنه لا يخالف الفاروق في أعماله
قال حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما: (( لا أعلم علياً خالف عمر، ولا غيّر شيئاً مما صنع حين قدم الكوفة )) ["رياض النضرة" لمحب الطبري ج2 ص85].
والرواية الثانية "أن أهل نجران جاءوا إلى علي يشتكون ما فعل بهم عمر، فقال في جوابهم: (( إن عمر كان رشيد الأمر، فلا أغير شيئاً صنعه عمر )) ["البيهقي" ج10 ص130، "الكامل" لابن أثير ج2 ص201 ط مصر، "التاريخ الكبير" للإمام البخاري ج4 ص145 ط الهند، "كتاب الخراج" لابن آدم ص23 ط مصر، "كتاب الأموال" ص98، "فتوح البلدان" ص74].
والرواية الثالثة أن علياً قال حين قدم الكوفة(( ما كنت لأحل عقدة شدها عمر)) ["كتاب الخراج" لابن آدمص23، أيضاً "فتوح البلدان" للبلاذري ص74 ط مصر].
علي رضي الله عنه يتمني صحيفة أعمال مثل صحيفة أعمال عمر رضي اللهعنه ليلقى بها رب العالمين
لما غسل عمر وكفن دخل علي عليه السلام فقال(( صلى الله عليه وآله وسلم ما على الأرض أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى (أي المكفون) بين أظهركم )) ["كتاب الشافي" لعلم الهدى ص171، و"تلخيص الشافي" للطوسي ج2ص428 ط إيران، و"معاني الأخبار" للصدوق ص117 ط إيران].
شهادة علي رضي الله عنه في الشيخان
فلقد شهد علي رضي الله عنه: (( إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكروعمر )) ["كتاب الشافي" ج2 ص428].
وقال فيه وفي أبي بكر في رسالته(( إنهما إماما الهدى، وشيخا الإسلام، والمقتدى بهما بعد رسول الله، ومن اقتدى بهما عصم)) ["تلخيص الشافي" للطوسي ج2ص428].
هذه بعض الشهادات في حق الفاروق رضي الله عنه أفضل الناس بعدالصديق رضي الله عنه والخليفة الثاني العادل إمام من أئمة الهدى والتقى لا يجهل قدره إلا جاهل ولا يجترئ على مقامه إلا من فسد دينه وانتكست فطرته وساء خلقه وحظي بزُبالة الأفهام...
رضي الله عنه عنه وعن صحابة رسول الله عليه وسلم عليه وسلم وحشرنا اللهم في زمرتهم مع سيد الخلق أجمعين محمد بن عبد الله قائد الغرالمحجلين صلى الله عليه وسلم على آله وصحبه وأزواجه وأنصاره ومن سار على نهجه واتبع سنته إلى يوم الدين
والحمد لله رب العالمين.
.