.
فرح الشارع العربي بالاحداث و الانقلاب الذي حصل من الشعب التونسي ضد حاكمه الظالم, لكن كان هذا الفرح يحمل في ثناياه مشاعر اخرى ليست فقط مشاعر فرح بسقوط نظام زين العابدين بن علي فالقليل هم الذين زاروا تونس او تربطهم علاقة الاشقاء هناك, فلماذا كل هذا الفرح؟
لعل الفرح بسقوط نظام حاكم عربي لم يكن لذاته انما لرمزية الفعل، فكيف يستطيع شعب من العالم الثالث ان يخرج على احد اشد الحكام العرب و اكثرهم طغاةً و يخلع منه عرشه؟
بل و يجعله هارباً بلا وطن.
بل و يجعله هارباً بلا وطن.
الشعوب العربية -على الغالب- لا تستطيع ان تعبر عن كراهيتا لحاكمها بشكل مباشرة فكانت الفرحه التونسية هل بمثابة المتنفس و الرسالة المبطنة للحكام. :إستحسان:
فهل يعي الحكام هذه الرسالة ام يستعيدنوا على شعوبهم بزيادة عدد المساجين و الممارسات القمعية؟!
..
ولعل السؤال الاهم المطروح على الساحة الان: هل صلح حال التونسيين الأن؟
بالتأكيد لا يمكن الحكم الان لكن ما حصل ليس من صالح كثير من حكام القمع ان تكون الثورة التونسية مثالا جيدا لشعوبهم حتى لا يحلقوا بزين العابدين بن علي.. ولعل الممكلة بذلك لن تكفي قصورها لاستيعابهم!
و مصداق ذلك: تصريح القذافي الذي استنكر الخروج على زين العابدين و ندد بالانتفاضه
و هو الذي يعلم بانه اول المتضررين من هذه الانتفاضه و أن نظامه قد يطاله الامر.
و هو الذي يعلم بانه اول المتضررين من هذه الانتفاضه و أن نظامه قد يطاله الامر.
في المقابل: ماذا لو أدى هذا الانقلاب الي استبدال طاغية بطاغية؟ و لربما يكون أشد من سابقة حتى لا يتجرع من الكأس ذاته؟!
فقد سبق و أن حدث ذلك حين أزاح زين العابدين الحاكم التونسي بورقيبة من منصبه.
فقد سبق و أن حدث ذلك حين أزاح زين العابدين الحاكم التونسي بورقيبة من منصبه.
..
بنظرة و لمحه شرعيه سريعه جداً وأنا على علم أكيد بأنها لن تروق للبعض.
يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )(النساء: 59).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( على المرء المسلم السمعُ والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصيةٍ فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة)) متفقٌ عليه.
وعنه رضي الله عنه قال: كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمعِ والطاعةِ يقول لنا: (( فيما استطعتم))متفقٌ عليه.
وعنه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( من خلع يدا من طاعةٍ؛ لقي الله يوم القيامة ولا حُجة لهُ، ومن مات وليس في عُنقه بيعةٌ مات ميتة جاهلية)) رواه مسلم.
وفي رواية له: (( ومن مات وهو مفارقٌ للجماعة فإنه يموت ميتة جاهلية)) ((الميتة)) بكسر الميم.
وعن أنس رضي الله عنهُ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اسمعوا واطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي، كان رأسه زبيبة)) رواه البخاري
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني)) متفقٌ عليه.
وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: (( من أهان السلطان أهانهُ اللهُ)) رواه الترمذي . وقال : حديثٌ حسنٌ.
وقال عمرو بن العاص لابنه يا بني احفظ عني ما أوصيك به : إمام عدل خير من مطر وبل وأسد حطوم خير من إمام ظلوم , وإمام ظلوم غشوم خير من فتنة تدوم .
ولنا ايضا في الامام احمد رحمه الله مثال عظيم في تعامل الإمام أحمد مع ظلم الحاكم.
(فقد اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلى أبي عبد الله، وقالوا له: إن الأمر قد تفاقهم وفشا – يعنون إظهار القول بخلق القرآن وغير ذلك – ولا نرضى بإمرته ولا سلطنه، فناظرهم في ذلك، وقال: عليكم بالإنكار بقلوبكم ولا تخلعوا يدً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم، وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح برٌّ، أو يُستراح من فاجر. وقال: ليس هذا بصواب ، هذا خلاف الآثار.)
فالقارء للنصوص يجدها واضحه و متواترة والايات ايضا مفسره و ميسره لللجميع لادراك ما فيها و المفسدة المترتبة على الخروج على الحاكم اكبر بكثير من ابقاءه. ولنا في العراق اكبر مثل فهل ستكون تونس ممثالةً لها؟
الحاكم التونسي بن علي كان ظالما و قاهرا لشعبه لكن هل الخروج عليه حقاً فيه مصلحه للشعب؟ ام هل ستكون انتفاضة وراءها ما وراءها من فتن و صراعات لا يمكن درءها لسنوات طويلة؟ فالشعارات الرنانه تحمل احيانا في مضامينها المصائب.
صدقوني فخروج الرعية على الحاكم بدليل على صدق النية و ابتغاء الاصلاح، أو ليس هذا شعار من خرج على عثمان بن عفان رضي الله عنه، هذا رغم صلاحه و ورعه وهو من هو، لكن الفتن تنقاد بالاشرار لا بالاخيار.
ختاماً: ندعوا الله و نتمنى للاشقاء في تونس الامن و الامان و ان تنتهي محنتهم هذه على خير، و نقول اللهم ادم علينا نعمة الامن و الامان و الاطمئنان ووفق ولي امرنا لما تحب و ترضى و ابعد اللهم عنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن.
الحاكم التونسي بن علي كان ظالما و قاهرا لشعبه لكن هل الخروج عليه حقاً فيه مصلحه للشعب؟ ام هل ستكون انتفاضة وراءها ما وراءها من فتن و صراعات لا يمكن درءها لسنوات طويلة؟ فالشعارات الرنانه تحمل احيانا في مضامينها المصائب.
صدقوني فخروج الرعية على الحاكم بدليل على صدق النية و ابتغاء الاصلاح، أو ليس هذا شعار من خرج على عثمان بن عفان رضي الله عنه، هذا رغم صلاحه و ورعه وهو من هو، لكن الفتن تنقاد بالاشرار لا بالاخيار.
ختاماً: ندعوا الله و نتمنى للاشقاء في تونس الامن و الامان و ان تنتهي محنتهم هذه على خير، و نقول اللهم ادم علينا نعمة الامن و الامان و الاطمئنان ووفق ولي امرنا لما تحب و ترضى و ابعد اللهم عنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن.
من جاز له كلامي فاهلا، و من لم تستسغه نفسه فعليه ان يراجع فكره و يضع النصوص أمامه و يعي من ما يحصل في العراق و تونس فلا امن ولا استقرار و قتل و نهب.
ولا حول ولا قوة الا بالله.