الوقت الآن تقريبا" بعد صلاة العشاء بقليل
الجو شتوي .. شتوي بمعنى كلمة و وصف " شتوي "
البرد يكاد يدخل العظام .. ألبس فوق " الدشداشه " معطفا" ثقيلا" , لكنه وفي أكثر
المرات يخونني مع البرد .. نظرا" لرداءة صناعته , اشتريته من سوق شعبي بدينار
وربع " بعد المكاسر " ( مكتوب على ياقته بسبعه ونصف
)
والوانيت مشكلته مشكله .. زجاج الشباك الذي بجانب الكرسي الأيمن , لايرتفع !
وهو مكان مثالي .. وومتاز لدخول البرد الشتوي القارس على حضرتنا . وحضرة
العبريه , الذي جعلهم حظهم العفش ( مفرده صعيديه بكسر العين , وتعني الحظ
السيئ ) زبائن مع حضرتنا !!
تصليح " جام " أو زجاج الشباك , يكلف مبلغا" كبيرا" , لا أستطيعه الآن .. وهذه
مشكله .. !
ركبت الوانيت السكراب , واول ماطرأ على بالي , المعلم بسيوني " زبوني المخلص "
إتصلت عليه , من هاتف المطعم الهندي ( رصيد هاتفي النقال لايوجد به سوى مائه
وخمسون فلس :باكي: )
أنا .. ألو ألووووو
بسيوني .. أيوه .. مين معايا
أنا .. أنا صاحب الوانيت يابسيوني .. شلونك ... كيف حالك
بسيوني ( وبضحكه تبرز سعادته بإتصالي ) هههههه أهلا" أهلا" يابتاع الوانيت
الإستكراب ( هكذا نطقها ) إنتا فينك وفين ايامك
أنا .. هههههه موجود ياصعيدي ياحمار ههههههه .. انا بخير , بس ابي منك سلف
خمس عشر دينار , واذا ماجبتهم لك قول الغايب حجته معاه
!!!
بسيوني .. ( وبضحكه وقهقهه أكثر من الأول ) أيوه ايوه دلوقت فلست ومامعاكش
فلوس يابتاع الإستكراب .
وتقولي بقى ياحمار .. إزاي تركب دي يارجاله .. عاوز مني سلفه وتقولي ياحمار
( يكلمني وهو ميت من الضحك .. كأني أدغدغه
)
أنا .. ( اتصنع الغضب والزعل ) والله لا ألعن ابوك لابو من جابك ياصعيدي
ياشمات , الشرهه على اللي جايك يتسلف منك
بسيوني ( مواصلا" ضحكه وقهقهته العاليه ) لا لا .. خلاص متزعلش يابتاع الوانيت
المفلس
تعالا بقى وخد اللي انتا عاوزو , وأنا عارف مش حترد الفلوس ( قالها
وهو ميت من الضحك )
أنا .. خلاص .. أبجيك الحين , وين ألقاك
بسيوني .. ( وكأنني قلت له نكته .. ومواصلا" ضحكه العالي ) تلقاني في الافنيوز
يعني حتلقاني فين يابتاع الاستكراب ؟ حتلقاني في خرابة الجليب
أنا .. ( متصنعا" الزعل ) خلاص خلاص انا جايك الحين .. بس خل الفلوس جاهزه ,
مو تنقعني ( أي لا تجعلني أنتظر طويلا" )
بسيوني .. مش حا انقعك , بس بشرط بابتاع الاستكراب ( وهو يضحك )
انا .. وليييييه صعيدي ويتشرط , هاه يابسيوني شنو الشرط ؟
بسيوني .. ( وأيضا" مواصلا" الضحك ) تتعشى معانا انا وانتا والواد المعفن برعي ,
صحن فول مدمس بس معتبر ميه ميه
أنا .. ( متشمتا" ) شدعوه إسكالوب بانيه
بسيوني ( بتعجب ) لوب باني ايه ؟
أنا .. ( وانا ضاحك ) ههههههه اترك عنك هذي خلك على الفول يافوووول
بسيوني ( متصنعا" المسكنه والزعل ) ماشي ماشي يابتاع الوانيت .. هي دي
أخرتها نديك فلوس .. ونعشيك ومانلقاش غير الشماته والضحك علينا .. تعالا بس خد
الفلوس ياوش الفقر
أنا .. ( وانا أضحك ) وش فقر والا وش غنى .. اهم شئ الفلوس الفلووووس
يابسيوني
بسيوني .. ( يضحك بهدوء ) خلاص ماتزعلش .. تعالا دلوقت يابتاع الإستكراب
يافقري وخذ الخمس طعشر واوعى ماتردهاش , دا حا ادوس على نفوخك ( قالها
ضاحكا" )
انا ( ضاحكا" ) غن شاء الله , اردها لك بعد ماتسلم على عزرائيل
بسيوني ( بضحكه ممزوجه بغضب ) كده يعني يافقري يابتاع الفقر والاستكراب , د
تعترف انك مش حتسدد ؟ , دانا عارف ده , ويبقى حتى الورثه مش حيستلموا
السلفه ههههههه .. بس تعالا تعالا .. خذ فلوسك يافقري ياصايع ( قالها وهو ميت
من الضحك )
طلعت من المطعم الهندي , بعد المكالمه , وبعد أن تناولت وجبه ساخنه كيمه
وجباتي
,
وذهبت للصعيدي الطيب بسيوني , وناولني المبلغ , وحصل فاصل من الضحك , ولما
دخلنا في الضحك والنكت اللي
. زاد ضحك بسيوني لدرجة إنه كاد يغمى
عليه , حمر وجهه , وحسبت إن به تشنج .. حتى مافي أحد بالجليب ماسمع
ضحكته وقهقهته العاليه ..
كنا واقفين على الشارع .. وحاول ان يعزمني ببصحن الفول والشاي الصعيدي لكني
اعتذرت وكنت اتشمت عليه , وهو يضحك ...
غني عن الذكر .. إنه أكد لي إنه يعتبر الخمس طعشر دينار منحه لي , لاني
مستحيل اردها له .. قالها وهو " ميت من الضحك " , وتواعدنا على مشوار بكره
الصبح لمنطقة سعد العبدالله .. حيث اوصل بسيوني ومعاه برعي الغلبان
وغادرته بمثل ما استقبلني , بضحكه وقهقهه عاليه
...