خواطر عاااااااابرة

أكذب أن قلت أنــــــي لا أعشقك أيتها الصحراء ،،،
وأكذب أن قلت أنــــــي مكثت بك طويلا ،،
من طويق إلى الجوف شرقا ،،،
إلى الروضتين شمالا إلى نفود السر ،،،
تدمــــي شفتايا هبوب البوارح ،،،،
وتلفح وجهي سموم الثريا
ويحرق أطرافي المرزم ،،،
إلا أنـــــــي مغرم بك متيما ،،،،،،،
بقدر ألم قبور أجدادي المتفرقة بين قتيل ومتوفى ،،،
وبقدر شحك بالماء والظل والكلأ ،،
وبقدر عبوس وجه أصحابك ،،،
وبقدر ضيق ضدورهم وفقههم ،،،،،
تبقين الأجمل والأرحم ،،،،،،،،
ويبق عبق نسيمك الأجمل والأزكى ،،،،،،،،
ويبق أهلك وإن عبسوا ففي صدورهم الجواهر والندى ،،،
ما أجمل أن رميت فراشي يين أحضانك ،،،،،،،
لا يوجد أحن من حضنك وأرئف ،،،
سماءك في دجى الليل جواهر تتدلى ،،،
وصدرك يتسع لصوت حزين جر لحن الوداع ،،،
وجبالك الشم تردد لحنه مواسيتا له ،،،
رحابك وهضابك مرتع الحرية والكرامة ،،،،،،،
وغيرانك وفيافيك مأوى لك جاير بك ومستجير ،،،،،
من يلومني بعشقك ،،،
في ثنايا خدك وريضانك خلق الله أجمل مخلوقاته
الخيل والأبل وسيدة الغنادير ،،،،،،،
من يلومني ،،،،،،،،بعشق نجد ومن حولها ،،،

،،،،،،،،،،،،
إلا أن أبنك أيتها الصحراء قد تغير ،،،،،،،
هم يريدون مني أن اتغير رغم عني ،،،،،،
تحديتهم حاربتهم .......حتى خارت قواي ،،،
أبنك الصغير الذي كان يرتع بين هضابك ،،،
يناديك اتسمعيه ،،
أبنك الذي تعلم منك النقاء ،، لوثته صروف الليالي ،،،،،،
فلم يعد كما هو ،،،،،،،
ولكن أنت لازلت كما أنت ............
جميلة مذهلة ،،،،







 
وش العلم يا رجل ننطرك ! ترى أزعل وأهاجر للمحيط المتجمد الشمالي .. نبي لو رذاذ من عطر كلماتك يا عابر .. :(

شكرا يا خالد على الاهتمام ولكن هي خواطر تأتي وتذهب ،،،،،احيانا لا استطيع ان اكتب حرف واحد ،،،واحيانا تنهمر ،،،،،
 
لا أدري ما الذي يلزمنــــــــي بالوفاء بعد أن خانوا ،،،،،،،،،،،
ما الذي يلزمنــــــي بالسخاء بعد أن بخيلوا ،،،،،،،،،،،
ما الذي يلزمنـــــــي بذكرهم بعد أن نسوا ،،،،،،،،
يا آهات جسدي المثقل الهموم والجروح ،،،،
هلّا وضعت عنك ذكرهم لتشفى ،،،
هلّا نظرت لنفسك برهة ،،،،،،،
ألم تكفيك الماضيات ،،،
الحائرات ،،
الحاسرات ،،،
لم يعد للرجاء محل ،،،
لم يعد للرجاء عقل يبرر له ،،،
آه يا قلبــــــي اتعبتني بعنادك حيرتني ،،،
متى تسمع لعقلي وتجازيهم بما فعلوا نكرانا ،،،،،،،،،،
 
جمع بينهم الفراق ، هل رأيتم فراق يجمع بين أثنين ،، فبين توديع غالي قد طواه الثرى ،،إلى توديع جاحدٍ قد قطع حبال الرحم ،،،كلاهما جمع همة في جوفة ولم يستطع ان يبوح به ،، جمعتهم الأقدار على وعد أو دون وعد ،،، فحيا القدر أن كان يبرى من القضى ،،،،، تنتابني رجفة كلما تذكرت همسات الحنين ،،،همسات الوداد ،، لم أعلم بأن الأرواح تتلاقى تمتزج حتى تنصهر قبل عناق الحنين ،،،، أن كنت طعنتني غدرا فأنت من وهبتني معنى الحياة ،،،،،،،، فحيا لوكزة أتت بعد سقية ، اتاكِ قلبا خاليا فملأتهِ حبا ،،، وأتتكِ روح هائمة فبنيت لها قصرا ،،، مهما كان أنحراف وعدك سيئا فلن يكون أجمل من أنحراف خصرك ،،ومهما كانت طول المسافة بيننا طويل،، فقد كان طول عنقك أبهى وأجمل،، ريحانة العود ،،،،، اغاضبت أنت عليّ ؟،أن تركتك ،،، فأنا عااااااابر لا أستقر ،،أذكر بأني وعدت بالبداية كذا ،، وقد وعدتك أيضا بأني لن أنساكِ أبدا،، فلا تذكرى الأولى وتتركي الآخرى ،،........... ،،،،،،،،،،،،،،


 
التعديل الأخير:
الا أن كانت خيبة رجاءك الظنون / الا فلا خبت وخابن الظنون //
تعادي أحلامك الوقت والوقت قاهرٌ / ومن يعادي الوقت يا صاح ملعون ،// هكذا هي الاقدار وقتت وعددت / تبتأس أو تبتسم فكلا الأمران مقرون / ويحك يا قلبي هلأ تعقلت وتدبرت / بما في الصحيحين مكنون // أن القلم خط ما عملت وأعملت / وأن النهايات قد دونت والجهد مركون ،،،
 

khalid ahmed

عضو ذهبي
جمع بينهم الفراق ، هل رأيتم فراق يجمع بين أثنين ،، فبين توديع غالي قد طواه الثرى ،،إلى توديع جاحدٍ قد قطع حبال الرحم ،،،كلاهما جمع همة في جوفة ولم يستطع ان يبوح به ،، جمعتهم الأقدار على وعد أو دون وعد ،،، فحيا القدر أن كان يبرى من القضى ،،،،، تنتابني رجفة كلما تذكرت همسات الحنين ،،،همسات الوداد ،، لم أعلم بأن الأرواح تتلاقى تمتزج حتى تنصهر قبل عناق الحنين ،،،، أن كنت طعنتني غدرا فأنت من وهبتني معنى الحياة ،،،،،،،، فحيا لوكزة أتت بعد سقية ، اتاكِ قلبا خاليا فملأتهِ حبا ،،، وأتتكِ روح هائمة فبنيت لها قصرا ،،، مهما كان أنحراف وعدك سيئا فلن يكون أجمل من أنحراف خصرك ،،ومهما كانت طول المسافة بيننا طويل،، فقد كان طول عنقك أبهى وأجمل،، ريحانة العود ،،،،، اغاضبت أنت عليّ ؟،أن تركتك ،،، فأنا عااااااابر لا أستقر ،،أذكر بأني وعدت بالبداية كذا ،، وقد وعدتك أيضا بأني لن أنساكِ أبدا،، فلا تذكرى الأولى وتتركي الآخرى ،،........... ،،،،،،،،،،،،،،



هذه غاية في الروعة :وردة:
 
لا تبتسمِ لي وأنت حزينة ،،
ولا تحزنِ على سراب قد مضى ،،،
الأيام تجري بنا والسنون تدور ،،
والأيام كفيلة أن تحرق الذكرى ،،
أوعديني أن تذهبي وأن تنسي ،،،
وأنا أوعدك أن أنســـــى ،،،
لم أنس ...... ولكن أنتِ نسيتي ،،،
******************
كزهور الربيع تخرج بين ثنايا الزروع اليانعة ،،
هكذا كان حبنا ،،،،
فجق عليها الأقتلاع ،،،،،،،،
لا تحزنِ فداكِ نفسي ،،،
هكذا نحن أردناها وهكذا هي جرت ،،
بريء ونقي هو حبنا ،،
وسائر بلا خطام وعنان ،،،،،،،
بين عواصف وبين جبال ،،
بين هوام وبين ثعالب ،،،
كان همّنا أن تبق أصواتنا متعانقٌ ،،
بين السحاب ، وسط الغيوم ،،،
نغتسل ببردها ونرتشف منها حياتنا ،،
حتى أضحت علينا شمس النهار ،،،
فقذفت بي الى واد سحيق ،،
وبيقت أنت ايتها الغيمة هناك ،،،
لا تفكرِ أيتها الغيمة بالنزول ،،
فيكفيني ظل ذكراك كل ما حلّ الربيع ،،،،،،،،،،،،










 
صديقي الفاشل
لم تصنع منه نصائح المتعلمون تلميذا ،،ولم تشده مكاتب اصحاب الشهائد شيء ولا تجارتهم بل كان جل همه أن يكون متدينا ، شاعرا ، عارف بتقاليد العرب وقصصهم وأخبارهم ،،،،،،،،،،،،،،،،،
كان يتسلى مع والده بأخبار الأولين وأشعارهم حتى ينادى للصلاة فيذهبا سويا ،،،،،،،،،،،
وذات يوم وحين كان ذاهب مع أبيه الذي لا يكاد يفارقه إلى أحدى الدوائر وبعد نهار طويل قال له أبيه لنعرج على أبي حسين ،، صاحب له قديم ،،وكان مريضا
قدم صديقي ووالده إلى أبي حسين وسلما عليه
وكان صاحبنا يتسم بحسن الهيئة وحسن السمت ،،
نظر أبو حسين للشيخ قائلا ولدك هذا ؟
قال نعم ،، هو أحد أبنائي الصغار الذين لم ترهم قبل ذلك ،،
رد أبو حسين ما شاء الله ،، وش شهادته ؟
نظر الولد لوالده و قد أعتلى وجهه حمرة الحياء ،
فرد الشيخ قائلا أظن شهادة متوسطة ،،،
فرد أبو حسين يائسا أفا كنت أظنه جامعي أو دكتور ،،،،،،،،،
سكت الشيخ برهت وغير الموضوع قائلا أخبرني عن صحتك كيف الآن ؟
تمنى الأبن حينها بأنه لم يخلق بعد ،،،،،،،،،
كانت الحسرة تعصر فؤادة فلم يتوقع يأتي يوم كهذا أو أن يكون يوما موضع خجل لوالده
ولم يكن يعلم بأن للشهادة قيمة عند والده ولم يعرف قيمتها إلا في تلك اللحظة ،،،
عادا سويا والصمت يلفهما ،، كان الوالد مشغول في أمر المراجعة بينما الولد مشغول
بحرارة الموقف وما سببه لوالده من أحراج ،،،،،،،
الولد : أبي لم اكن أعلم بأنك تهتم بالشهايد الدراسية كثيرا ،،
الوالد / لا عليك من كلام بو حسين هو يحب الحكي كثيرا
الولد : ولكن شعرت بأن .......أمم تضايقت قليلا ،،
الوالد لا عليك
شعر الولد بأن والده كان يريد التخفيف عليه وحسب ،،
كرس صاحبي كل وقته للدراسة بعد ذلك وأستطاع بأقل من 8 سنوات
أن ينهي الثانوية والجامعة بتقدير جيد جدا ،، وأن يجري دراسات وبحوث قدرت
بأحترام الدكاتره وحين أقترب وقت تخرجه من الجامعة كان المرض
قد تمكن من والده ،كان همه أن يتخرج بسرعة
لكي يهدي والده شهادته
وفي الكورس الأخير من دراسته توفى والده يرحمه الله ،،
تخرج بعد ذلك وحين أستلم شهادة الجامعية رماها أمامي وقال لا حاجة لي بها
فأنا لم أدرس وأسعى للحصول عليها إلا لأجل واحد وهذا الواحد قد توفى ،،،
لبث عام كامل دون دراسة ودون عمل ولم يكتب بقلم لأجل دراسه إلى الآن ،،
وقام بتوزيع بحوثه ومشاريعه العلمية لكل من يريد ،،،،،
عاد طبيعيا كما كان إلا حين يذكر والده تشعر بأن غيمه قاتمة تعتلي وجه في الوقت الذي
ترى الدموع تلوح بعيونه ،،
قصة صديقي الفاشل كما يحب أن يطلق على نفسه دائما ،،،،،،،
ودمتم ،،،،،،،،،،،،،،
 
التعديل الأخير:
لو أن الزمن حداني على الفرقا ،،
تبقين حبيبت الروح والظروف القوية ،،
تلومني حنايا الصدر وتنوح لي ورقا ،،
وتقف بي على حلم الليالي الندية،
تمشيبي الرجل على سكة الفرقا ،
،وتمنعنيي الظروف والسلوم الزكيية ،
 
ما أجمل ذرات المطر حين تسقط على وجهي ،،
وعبق النسيم ، النقي الذي كان يحملها ،،،
يَلِجُ في صدري ، تنتشقه رئتايا يطهرها ، وتنفثه جحيما،،
مطر يغسل الأرض ،، ونسيم يغسل قروح صدري ،،،
جميل هو مطر البارحة ،،،،،،،
كنت معــــــي ،
هناك في أسفل الشارع بجانب شجرة الأثل التي كانت تستر نجوانا ،،،
صواعق البرق أفسد ذكرايا ،،،
وأيقضت قروح صدري ،، وندبات وجهي ،،،
وذكرتني بإبتسامات الرماح الغادرة ،،،
وسيوف الألسن الجاحدة ،،،
آه ثم آه

سخيف من يقول أن السعادة تعني الإنتصار ،،،
ألم يرى بإن أبتسامات المنتصرون،،دائما صفراء ،،،
ما فائدة أنتصار ذهب بكل لديك ،،،

،،،،،،،،،،،،،


 
ما أحرّ الجمرة التي أحتضنها فؤادي ،،
وما أسوء الصده التي أدارها جبيني ،،
بين نكوص صديق ، وجحود حبيب ،،،
وصمت حليم ،، وأعراض قريب ،،،
أجبرتنـــــــي خطايا على الرحيل ،،،
حلمي قريب ،، وأنا بعــــــيد ،،
تماما كرؤية الماء دون دلّوٍ وَرِشَا ،،
لم تعتد يا وجهي على الهروب ،،
ولكنك أعتدت على رؤية الخذلان ،،
حتى خطت بؤس الأيام في وجنتيك طريقها ،،
تدفعنـــــي الحماقة أحيانا ،،
أن أنزع ردائي وأعلن معركتي ،،،
ولكن خشية الهزيمة ،
وشماتت الأنذال تجبرني على الانتظار ،،
،،،،،،،،،،،،،
أسوء الأشياء أن تعرف هدفك ،،
وتقاتل لأجله ،،
دون قناعة ودون حب ولا أي شيء ،،
أحيانا أشعر بأني لا هدف لي ،،،
أم هكذا هم العابرون عادة ،،
خلقوا ليكونوا هدايا للاخرين ،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،








 
ولادتــــــــــــي كانت معكِ ،، وحياتــــــي أنا ،،،
سامرينـــــــي وأبعثينـــــــي إلى حياتك أيتها الفاتنة ،،
أهمس بأذنــــــي كلماتـــــــي التـــــــي تعرفينها ،،،
لا تبخلــــــــي عليه ببحات صوتــــكِ ودفا أنفاسكِ ،،
دعينــــــــي أقترب إليك ،،دعينـــــــي أقترب أكثر وأكثر ،،
لا تخش فلن يتجشمنـــــــي الشوق أكثر من الأقتراب ،،،
دعينـــــــي أرى جمال الحرف حين تداعبه شفتيكِ ،،
دعينـــــــي أقترب من عينيك ،، وأرى بحرها ومدها حين تطرقين حياءً ،،
دعيــــــني أقترب لأنسى ،،حياتــــي يا حياتـــــــــــي
أكاد أشعر بطيفيك كل ليلة ،، حين يتوشحنــــــي ،،
حين يسرقني من واقعي إلى خيالك ،،،،،،،،،،،،
سقا الله ذكرى محبتنا ،،،
وشكر الله أطيافك فلم تخن ولا تبتعد كأياكم ،،،
 
من مدينة كيلان في شمال أيران ،، أستغلت فرناز حافلة الرحيل،،
كانت رحلتها الأولى إلى الجنوب ،، لم تتوقع يوماُ أن تغادر مدينتها ،،
كان عبق أزهارها لا زال في ثنايا رداءها ، و نسيمها يداعب خديها ،
عبر نافدة الحافلة ،،، كانت متفاءلة ومشتاقة للرحيل ،،، إلا نظرات
الحنين لسهول مدينتها وبحيراتها التي بدأت من بعيد ، جعلت بالقلب غضت ،
حتى خنقتها فناحت المشاعر لتنهار العين دمعا ،،، لم يكن في الحافلة،،
صدر حنون ترتمي به ، ولا وجه قريب يواسيها ،،
فقد كانت بها غريبة كما عاشت في مدينتها غريبة ،،،
لم تتوقف نسمات الفجر القادمة من جبال كيلان والمتسلل إليها عبر النافذة
من مداعب خصلات شعرها ،،وجرح وجنتيها الذين توشحا بالأحمرار ،،
كانت ملامح أمها الكردية تبدو على أبتسامتها وحدة أنفها ،وطول عقنها وأنسدال ظفايرها ،،
بينما أستحوذ أبيها الفارسي على ما بقى من ملامحها ،،كانت بيضاء كالثلج ممزوجة بالاحمرار ،،
طفولية الأطراف والطباع ،، ولم تكن لتبين بين مقاعد الحافلة لقصر قوامها ،،،،،،،،،،
كان ركاب الحافلة ينظرون إليها من بين فينة وأخرى ويتناجون فيما بينهم وهم ينظرون إليها ،،
فقد كان الأمر مدهشا لهم فرحلة كهذه تمتد لأيام ،، تقطع بها مسافات طويلة
من كيلان إلى طهران لا تجرأ عليها فتاة لوحدها ،،
إلا أن هذه النظرات المتطفلة لم تكن لتربك فرناز ،، فمعظم الركاب من كبار سن ومن
تجار كيلان ورجال الدين وسعاة البريد ولم تكن نظراتهم إلا تعجبا ،،،،
لم تكن إلا لحظات حتى قدم إليها مساعد السائق مقدما لها كوب من
الشاي ،، وناشدها أن اردات شيء ليس عليها سوى الأشار إليه ،
شعرت فزناز ،بالأمان بينهم حتى توقفت الحافلة فجأة بين الجبال ،،،
وركب أحدهم ،،، كان شاب بالثلاثين من عمره ،، كان جشم الملامح ،أسمر
البشرة ثقيل الشنب ، حليق الذقن ،، لم يكن برد جبال كيلان لتجعله يرتدي
معطفا ،، بل كان جل ما عليه قميص مفتح الأزرة ،،،
لم يتوقف الركاب من التحديق به حتى أعتلى الحافلة فأطرقوا وأشاحوا برؤسهم عنه ،،
لم يحي أحد منهم بل توجه إلى المقاعد الخلفية الفارغة ليجلس وحيدا،،،
توقفت أحاديث الركاب وأصواتهم العالية ولم تعد تسمع إلا همسا ،،،،،،،،
شعرت بأرتباك شديد وخوف شديد إلا أنها أعرضت عن ذلك برؤية سفوح
جبال كيلان الجميلة ،،
كانت السفوح تغطيها اشجار البراري وكانت الزهور تطرز خضرتها ،،
وكان الورد يكمن بالمحاجر وبين الصخور ،،،وتغذيها جداول العيون اليانعة ،،،
كانت الطرائد تتلعب هنا وهناك ،، والطيور تغني في بين الاودية والسفوح ،،،
تذكرت وابتسمت وخنقتها عبرة لم تكن تريدها ،،
فكم تمنت رؤية تلك الجبال منذ طفولتها عندما كانت تعتلي
سقف بيت أبيها ، تذكرت وعد أبيها لها عندما
كانت في الثالثة عشر ،حين كان يقول لها سأذهب بك الى هناك إلى هناك سنلهوا
سأجعلك تشاهدين الطرائد والزهور والعيون فقط حين تخرج أمك من المشفى ،،
خرجت أمي من المشفى.......لكنها خرجت بعد أن فارقت الحياة ،،،،
تذكرت حين وقف أبي في العزاء لوحده ،، لم يكن معه سوى أخوالي بأستثاء خالي كاشان ،،
فقد كان أبي فارسيا من سكان طهران وكان
ضابطا في الجيش الأيراني في كيلان ، وكان حينها شابا ،وكان متزوجا من أبنت
عمه ولديه منها طفلان وبنت ،،،فأغرم بحب أمي ،، حتى صار يتردد على بيتها ،
ويعترضها بالطرقات حتى ضاق أهل الحارة به ،،،وعندما شعر بذلك طلبها للزواج ،،
ورفض جدي وأخوالي ذلك إلا أنه ضيق عليهم بحكم قيادته في الجيش ،،،
وتوصلوا بالنهاية الى أن اشترطوا عليه أن يطلق زوجته الأولى وأن يلبث في مدينتهم
وأن لا يغادرها أبدا ،،،كان شرطهم محاولة لأبعاده إلا أنه وافق على الرغم من مرارة شرطهم ،،
لم يكن وقع ذلك على أهله بالهين ،،، فقط أغضبهم جدا حتى أعلنوا براءتهم منه ورفضهم
هذا الزواج ،،،،،،،،،،،،كما أنه لم يكونوا راضين إلا انهم قبلوا بالنهاية عادا خالي أحمد كاشان فقد كان يلقب
بذلك لولادته في مدينة كاشان ،،،
مضت السنوات الجميلة وكنت ثمرتها كنا أجمل عائلة وأسعد بيت
في كيلان كلها ،،،حتى أصيبت أمي بداء عظيم أقعدها في المشفى حتى توفت ،،،
عندما فقد أبي أمي شعر بأنه فقد كل شيء ، كل شيء ،، كان شبح الموت يخيم على
منزلنا ،منذ وفاة أمي كان أبي يحاول ابعاده لأجلي فلم يستطع حتى توفى بعدها يثلاث سنوات،،
أنتقلت ألى منزل أخوالي الضيق بجانب جدتــــي ، ثم أنتقلت جدتي بجانبي في منزلنا ،،،
تغيرت المدينة التي أعرفها ، فلم تعد مدينتي تغير أهلها بعد وفاة أبي ،، فقد كانت
الاعين التي ترمقنا بالامس خجلة ، اضحت اليوم تحدق بي غاضبة ،،،،،،،،،،،،،
اصبحت احقاد الامس ، تخرج بين لحظة أخرى ، أصبح الحديث عن شخصية أبي
العسكرية وبأسه حديث كل جلست أجلسها ،، اصدقاء الامس اختفوا وبانت احقادهم ،،،
ضاقت بي المدينة بكل ارجاءها ،،حتى اخوالي لم يعودوا أخوالي ،، كان صدر جدتي
هو المكان الدافئ الذي يأويني ،،، وكان خوفي من الغد أشد حزنا من الماضي ،،،
عصفت بي الأفكار وتهات بي الاحلام ، قلبت مكتب أبي فوجدت به صور ورسائل
من أخيه كانت قديمة جدا ، كانت رسائل أبي تحتوي الرجاء بالغفران بينما كانت
خطابات عمي كلها تهديد وسخرية ،،
خطرت ببالي فكرة يائسة ، أن أكتب ل " عمي " واخبره بما جرى
لم أكن مقتنعت بأنه لا زال حيا ،ولكن قلت من باب الحق أن أخبرهم فقد كنت يآئسة منهم،،،
حتى جاء ذلك الذي طرق ساعي البريد منزلنا ،،
فإذا به يدفع لي برسالة من طهران ،،وعند قراءتها تبين لي أنها من عمي الأكبر ،
يقول بأنه قرأ رسالتي وأنه يدعوني للقدوم إليهم في طهران ،،،
رفضت الأمر وقلت كيف لي ان اترك مدينتي إلا أن جدتي أصرت علي بالرحيل ،
قائلة : لا مكان لك هنا وأنت أبنت أبيك وتملكين البساتين والبيوت ، لن يتكروا
هذا الأمر لك ،،
فرناز: كيف لي أن أتركها ،،،،، وقبر أبي وقبر أمي هنا ..! كيف اتركها واملاك أبي هنا
الجدة : أتركيها الآن ،، حتى تكبري وتتمكني ، فأنت لا زلت صغيرة ،،وكل من حولك لا يحبونك
وكل منهم طامعا بما تركه لك ابيك من املاك كما انهم يريدون أن ينتقمون من ابيك بالاساءة اليك ،،،
فرناز : ولما ؟
الجدة : قاتل الله الحسد والتعصب للارض والعرق ،، وكراهية مشاركة الغرباء ،،
لذا سافرِ اذهب إلى اهلك ،،،
فرناز : ولكن لا أعرف منهم أحد ،،
الجدة : ستعرفينهم الايام كفيلة بذلك ، هيا ولا تخبري أحد عن الرسالة ولا عن موعد سفرك ،
سافر دون أن يعلم أحد ،،
فرناز : ولما ؟
الجدة : اخش عليك ،،قلت لك هناك من يرتبص بك ،،،
فرناز : كان أول من خطر ببالي خالي كاشان فقد عاش غاضبا على زواج أبي ، ولم يزونا يوما ،
وكان يكره أبي وفكر أكثر من مرة أن يتعرض له كما أن أبي أمر ذات يوم بالقبض عليه لولا تدخل أمي ،،،
عندهااا
تذكرت فرناد ذلك الرجل الذي يجلس في آخر الحافلة ،،،زاد خوفها بودها لو ادارت وجهها للنظر إليه فقط
لكنها تخش أن يكون ذلك مدعات له أن يثب عليها ،،،،،،،،،،، كان الخوف يرجف اطرافها ويعجل بأنفاسها ،،
وفجأة ،،
قطع ذلك الاحساس ،، صوت مساعد السائق
قائلا تفضلي
وإذ به يقدم لها قطع من البسكويت والشاي ،
ثم أردف قائلا ،، سنتوقف قبل الغروب في وادٍ قريب من هنا
كي يتمكن الركاب من قضاء حاجاتهم قبل الغروب ،
فرناز : سيدي هل سنواصل رحلتنا دون مبيت ؟
مساعد السائق متهكما ،،
لا طبعا ستنوقف في كل مدينة ونبيت في أفضل فنادقها ،،،
فرناز وهي خجلة ،، فقد أحببت أن اسأل
مساعد السائق : خط هذه الرحلة أن لا نبيت بل نواصل المسير
ونأكل في الحافلة وننام بها ولا نتوقف الا لتعبأ البانزين ولقضاء الحاجات فقط
فأنت تعلمين بأن رحلة للفقراء فقط هههه
لكن لو أردت أن نبيت فالفندق سنبيت ،،
المهم أن تكون سعيدة بالرحلة معنا ،،
فرناز : لا شكرا ،،،
شعرت فرناز بأن هناك من هو لطيف على هذه الرحلة ،،وأنها وجدت من تلجأ
له أن شعرت بشيء ،،،،
ألتفت فرناز بسرعة للرجل الذي يجلس في أخر الحافلة وإذ به يحدق بها ،،،
زاد خوفها ،،
وقبل الغروب بقليل وفي أحد الاودية كثير الصخور والاشجار ،،،
ترجل كل من على الحافلة لقضاء حاجتهم في ذلك الواد ،،،
تعمدت فرناز إلا تذهب بعيدا ، إلا أن الحياء دفعها أن تبتعد قليلا ،،
كانت أعينها تلاحظ ذلك الشاب ، والذي ظل يراقبها ويقترب منها ،،
وكلما زاد أبتعادها عن الحافلة كلما زاد أقترابه ،،،
وبعد قضاءها حاجتها وعند عودتها وقد أوشك أن يخيم الظلام الواد ،،
شدت قدميها مسرعة ولكن وفجأة ،،
وإذ بأحدهم يمسك بمعصمها من الخلف ثم يضمها إلى صدره مقبلا أيها
ألتفت إليه بسرعة قبل أن تصرخ وإذ به مساعد السائق ،،
وقبل أن تطلق الصراخ مستغيثتا إذ به يسقط اماما
نظرت إلى الضارب فإذا به الشاب الذي يجلس في الخلف ،،
أخذها من يدها وقادها للحافلة وقال لها أركب ،،
ثم ذهب وجلس بالخلف ،،،
مضت الرحلة بهدوء وبعد يومين وصلت الى طهران ،،،
ترجلت من الحافلة ،،
وأخرجت الورقة التي دونت بها عنوان بيت عمها ،،
وقبل أن تبتعد وقف ذلك الشاب بأنتظارها ،،
وذهب إليه لتشكره ،،
وقبل أن تتحدث إليه
قال لها أظنك تعلمين كيف تذهبين لبيت عمكِ
فرناز : صعقت من السؤال قائلة ،،
وما الذي اخبرك بذلك ،،وكيف علمت ،،
الشاب : خالك كاشان
فرناز : ترتعش خائفة
وما الذي أخبرك به أيضا ،،
الشاب : لم يخبرني شيء ولكن أوعز لي بأن أحميك حتى تصل طهران
ثم أوصاني أن عطيك هذه الرسالة ،،،
فتحت فرناز الرسالة
" عزيزتــــــــي فرناز :
لم أحب أحد قدر حبي لأمكِ ،،
فقد كانت أختي وصديقتي ،،
قد كنا نصنع المقالب بأخوتنا وكنا ضحك ،،
حتى جاء ابوك ، فأفسد كل شيء ،،
لم تكن أختي تريده في البداية ،،
كانت سطوة ابيك وهيبته أقوى من كل شيء ،،
وأغراءته التي يقدمها للكل مقابل أن يحضى بها سخية ،،
فكرنا كثيرا فكرنا أن نهرب ،، فكرت أن أغتال أبيك واخلص أختي ،،
لكن حدث ما أراده أبيكِ
وبعد الزواج تغير كل شيء حتى أختي لم تعد بأختي التي أعرفها ،،
شعرت بأني الوحيد الذي خسر كل شيء ،،،،،،،،،،،،،
وآثرت الأبتعاد عن الجميع ،،،
حتى رأيتك في بيتنا بعد وفاة أمك ،،
شعرت بأني أرى أختي ،، كانت دماءها تجري في عروقكِ ،،
وعلمت بعد ذلك بشأن الرسالة
وأدرك أن من واجبي اتجاه شقيقتي أن أحمي أبنتها ،،
خالك كاشان
رفعت رأسها فرناز بعدما فرغت من قراءة الرسالة
فلم تجد سواها في المحطة ،،،،،،،،،،،،


End
ودمتم


العااااااابر ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
2\12\2014






602764.gif


مدينة كيلان









 
التعديل الأخير:
تعالي نمسح ذكرانا ،،
وننسى ماضينا الكئيب،،
ننسى حبنا
ننسى حلمنا
ننسى أفكار الجنون ،،
تعالي نمسح ذكرنا ،،
ننسى هبوب الشمال ،،
وسويعات الأصيل ،،
ننسى بعدنا
ننسى هجرنا
ننسى مكاتيب الأشتياق ،،
ولنذكر ،،،
عيون الكاشحين
ورماح الغادرين ،،
ولنذكر جرحنا
ولنذكر قهرنا
ولنذكر عيون المحبطين ،،
ولنذكر
عبوس الليالي
ظروف الحياة
ولنذكر حظنا
ولنذكر يأسنا
ولنبعد ،،،
ولنمسح ذكرى حبنا
 
'فرناز' ، كم أعجبتني التسمية ،
وكم جذبتني القصة بكل تفاصيلها ،
رائعة واستغرقتني دون شعور منّي نظرا لسلاستها ،
شكرا كثييرا واافرا على الخواطر العابرة ،
عبرت منّي موضع إعجاب ،
بوركت ،
 
أعلى