صدى الحجاز
عضو ذهبي
عدنان ابراهيم زويل في النار؟!
6 أيام مضت الفقه وأصوله
انتقل إلى رحمة الله العالم العربي المُسلِم الشهير أحمد زويل وإذا بنا أمام مُفارَقة تحكي تفاوتاً.
أحمد زويل في الطرف الآخر ملعونٌ كافر عليه اللعنات وفي النار ولا يجوز أن نترحَّم عليه، وهذه مُفارَقة مجنونة، ويبدو أن هذه المُفارَقات لا تثور حين تثور إلا في أمة أوشكت أن تُغلَب على رُشدِها وأن تُنزَف البقية الباقية من عقلها وفهمها، وهذا وضع الأمة اليوم، فلا أعتقد أنه يُماري الآن أو يمتري في أن وضع الأمة الآن وضعٌ عجيبٌ غريبٌ، ولو وصفته بالجنون ما أبعدت النُجعة، لأنها أمة تتمالأ على نفسها، أمة تلعن نفسها، أمة تذبح نفسها، أمة تكره نفسها وتكره الناجحين من أبنائها، تكره الناجحين كما تكره الناصحين، صدِّقوني مَن ينصح لهذه الأمة ملعونٌ ملعونٌ ملعونٌ، تلعنه وتكرهه لأنه ينصح لها بألا تذبح نفسها، بألا تأتمر بنفسها، بألا تتمالأ على نفسها، بأن تنهض من كبوتها، بأن ترشد، بأن تنضج، فهم يلعنونه ويُعادونه، أمة ما شاء الله عليها، أمة عظيمة، أما إن نجح ناجح – الله أكبر – ما أكثر ما تلتقي على رأسه معاول الهدم والتخريب، وتسمعون وتقرأون مَن يقول عن زويل أنه عالم بسخرية، على أساس أن زويل ليس عالماً، فهو أخذ نوبل هكذا أونطة وفهلوة، فلماذا إذن؟ لأنه زار إسرائيل ودعم العدو الصهيوني، وهذا جميل جداً جداً لأن هذا يُمكِن اختباره بسهولة، هيا ليُجرِّب كل فهلوي شاطر وعنده دكتوراة أيضاً في الفيزياء أو في الكيمياء تخصص أحمد زويل رحمة الله عليه أن يذهب وأن يأتي بنوبل، وطبعاً موجود هؤلاء بالألوف وعشرات الألوف، وليسوا مُستعِدين أن يزوروا العدو بل هم مُستعِدون أن يمسحوا النعال لكل عدو في الشرق والغرب وأن يبرأوا من دينهم، فهيا لينالوا نوبل إذن، نوبل في العلوم بالذات لا تُنال بهذه الطريقة، ولا حتى في الآداب، وأنا أقول لكم كان من أدباء العرب ومن أدباء مصر بالذات مَن تكلَّموا كلاماً في إسرائيل في العدو الصهيوني لم يقله مالك في الخمر ولم يقله مُتمِّم في أخيه مالك ومع ذلك لم يأخذوا نوبل ومُستحيل أن يأخذوا نوبل، يوم أخذها نجيب محفوظ كان ذلك بصراحة لأنه نجيب محفوظ، وليس كل مَن كتب قصة أو أقصوصة هو نجيب محفوظ، نجيب محفوظ في عالم الأدب والرواية هو نجيب محفوظ، هرم من أهرامات مصر، أحببت أن تُصدِّق هذا أم أحببت ألا تُصدِّقه أنت وأوهامك، فأنت حر بأوهامك، هؤلاء الذين يقتاتون ويغتذون على الأوهام والخُرافات ويكفرون بكل الوقائع وبكل واقع ما حيلتنا فيهم؟ ما حيلتنا معهم؟ جيش مصر إلى وقتٍ قريب هو خيرُ أجنادِ الأرض وستُفتَح عليكم مصر، قال عليه الصلاة وأفضل السلام وآله فاتخذوا فيها جُنداً كثيفاً فإنهم خير أو من خير أجناد الأرض، وظللنا نُردِّد هذا، وأتى التاريخ قرناً بعد قرن ودهراً إثر دهرٍ ليُؤكِّد أن هذا الحق سواء صحَّ عن المُصطفى المعصوم أم لم يصح، فالجُندي المصري مِن خير جنود الأرض، مَن الذين أنقذوا هذه الأمة مِن المغول التتر الذين دمَّروا أكثر مِن نصف حضارة الإسلام في عقود يسيرة؟ الجُندي المصري، كيف تسنى وتهيأ للناصر صلاح الدين رحمة الله على روحه العظيمة مُحرِّر بلاد الإسلام ومُوحِّد الجبهتين أي الشامية والمصرية أن يُنجِز ما يُنجِز وأن يُقيم أيضاً دولةً لأهل السُنة على أنقاض دولة الفاطميين الباطنية؟ بمصر بالذات، ومن غير مصر ما كان يتهيأ له إنجاز ما أنجز، مصر ظلت هكذا، مَن هى أكثر دولة عربية تصدت للعدو الصهيوني وخاضت الحروب وقدَّمت الألوف من خيرة أبنائها من شرفاء جُندها؟ مصر، ونحن ظللنا نُردِّد هذا ونفخر به وحُقَّ لنا إلى وقتٍ قريبٍ جداً حتى إذا دخلنا دِهليز السياسة والخلافات السياسية والحزبية والمصلحية والسُلطوية فإذا بنا نسمع تحقيقات حديثية لأول مرة تصخُ وتصكُ آذاننا بل تصمها بأن هذا الحدي ضعيف، وكان هذا تمهيداً لبرامج تبثها الجزيرة بعد ذلك من شخصٍ لم نره من قبل ولا يُعرَف بنبوغ ولا بنُبلٍ في علمٍ دينيٍ أو دُنيوي، فلا ندري ما هو ولا أقول مَن هو أصلاً، لكنه يأتينا بحلقة في زُهاء ساعة أو ساعة إلا رُبع ويُريد أن يُقنِعنا من خلالها أن الجيش المصري أُنشيء حين أُنشيء لحماية إسرائيل!
الله أكبر، عبقرية رهيبة، فنسمع قُبيل أيام يسيرة أن هذا الجيش جيش مصر أُنشيَ لهذا الغرض، هؤلاء الذين يصلون ويصومون مُعظَم الشباب في الجيش المصري مُسلِمون يصلون ويصومون هم الذين قُتِّلوا وذُبِّحوا قبل بضع سنين في سيناء وكانوا صائمين، أعدوا المساكين رحمة الله على أرواحهم أمامهم طعام إفطارهم، لكن ذُبِحوا قبل أن يتناولوا شيئاً من إفطارهم بإسم الإسلام والله أكبر وكُبِّر على ذبجهم لأنهم كفرة، لكن كيف هذا وهم صائمون؟ كيف هذا وهم مُصلون؟ كيف يكونون كفرة؟ ما الذي يحصل لنا؟ ما هذا العبث كله بديننا وبوعينا الديني وبواجدننا الديني والروحي؟ وقُبيل أيام إذا بهذا الجيش هو جيش فرعون وهامان، هو ليس كجيش فرعون وليس مثل جيش فرعون لأننا لم نسمع حرف الكاف ولم نسمع كلمة مثل- لا لم نسمعها – بل هو جيش فرعون وهامان، لكي تفعل هذه الحيل المفضوحة طبعاً والمكشوفة فعلها في نفوس الناس المُغفَّلين قالوا هذا، وما أكثر المُغفَّلين في هذه الأمة، فلو كان لي دعوة في هذا الحد وفي هذا الوقت من الزمن لنفسي ولأمتي ولإخواني وأحبابي لقلت اللهم لا تجعلنا مُغفَّلين، أعوذ بك أن أضل أو أُضَل، فمُهِم جداً ألا تضل، لكن في هذا الوقت الأكثر أهمية ربما هو ألا تُضَل وألا يُضحَك عليك، وأعوذ بك أن أذل وهذا مُهِم أو أُذَل وهذا أهم في اللحظة التاريخية هذه، فمَهِم ألا يُضحَك عليك لأنك قد تكون حسن النية، وأنا أعتقد أن مُعظَم الأمة في هذا الزمان وفي كل زمان حسنو النوايا، فمُعظَم الناس هكذا، ومُعظَم الشباب يُحِبون دينهم ويُحِبون الحقيقة أوطانهم ولكن المُشكِلة مِن أين؟ مِن هذا اللعب، من هذا الاستنزاف لوعيهم، من هذا التزييف لإدراكهم ولفهومهم، لذا أعوذ بالله أن أضل أو أُضَل او أذِل أو أُذَل، يعني أن أُستغفَل وأن أُستغبَى وأن يُلعَب علىّ، فهم يقولون أن هذا الجيش هو جيش فرعون وهامان، ثم يتلون قول الله إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ۩، وبضربة واحدة هكذا بضربة استغفال وشطارة وفهلوة تُسقَط ألف وأربعمائة من السنين ألف وأربعمائة سنة من إسلام مصر ومُساهَمات الجيش المصري ومُساهَمات الجنود المصريين ومُساهَمات الشعب المصري العظيم في الإسلام والحضارة الإسلامية وفي الثغور وفي المعارك وفي حماية مجد ومُكتسَبات الأمة، كل هذا يُسقَط بضربة واحدة، وهذا شيئ غريب، فلصالح مَن هذا؟ لصالح مَن؟ مَن المُستفيد مِن هذا؟ وطبعاً كلامي هذا لا يعني دفاعاً عن جهة ولا عن حكومة ولا عن أي شيئ، أنا معني هنا بالدفاع عن ديني، فلا أُريد أن يُعبَث بديني، ولا أُريد أن يُعبَث بما يُسمى الأدلة، فعلينا أن ننتبه إلى أن الأدلة عند مَن يفهم وليس عند مَن يسرد، فأنت تجد مَن يقول لك لدي كذا وكذا وبالدليل، فأين هذا الدليل؟ هذا الدليل يُمكِن لكل أحد أن يُصيبه ولو كان مِن غير كلام الله وكلام رسوله لقلت الدليل كما قال الجاحظ في المعاني مُلقىً في الشوارع، فالدليل مبذور على الأرصفة في كل مكان وخاصة الآن في جوجل والبرامج الإلكترونية، وأنت تستطيع أن تصل إلى الآيات في الموضوع والأحاديث بضربة فعلاً بضربة واحدة وبنقرة، فهناك أدلة كثيرة يُمكِنك الوصول إليها، فقط اكتب مثل هذه الكلمات التكفير، الإيمان، الولاء، البراء، الحاكمية وسوف تأتيك عشرات بل مئات الأدلة، لكن ليس هذا المُهِم وليس المُعوَّل على هذا، المُعوَّل على مَن يفهم الدليل، فهل لديك لياقة وقدرة وأهلية أن تتعاطى مع الدليل؟ هل أنت مُؤهَّل لهذا؟ هل أنت تفهم الدليل؟ هل أنت قادر على أن تقول قولاً يُحترَم في الدليل؟ هل تعرف وجوه وجهات وتصاريف الدلالة والاستدلال؟ هل تعرف هذا؟ هل أنت مُتمرِّس في هذا أم أنك تشغب على الناس فقط لتزييف وعيهم؟ سوف نرى بُعيد قليل على كل حال.
إذن أحمد زويل رحمه الله تعالى الذي زار العدو وساعدهم في تطوير منظوماتهم الصاروخية إلى غير ذلك مما يُذكَر مما يُقال انتقل إلى رحمة الله، ولستُ صحافياً تقصوياً ولست كرجل المباحث ولم أُنجِز دراسة حول هذا الموضوع لذا لا أدري ما الذي حصل بالضبط وما الذي فعله زويل، ولكن إن كان حصل هذا وذهب زويل إلى العدو وساعدهم في تطوير أسلحتهم فهذا يُغضِب ويُحزِن كل عربي وكل مُسلِم، ولا يُمكِن لعربيٍ شريف أو مُسلِم يفهم دينه أن يُوافِق على هذا أو يرضى به، وهذه المسألة يجب أن تكون محسومة، فلا نُجامِل فيها أحداً،مع احترامنا لعلمه الباذخ الماجد العظيم في تخصصه، فهذه القضايا محسومة، لكن هذه قضية وقضية أن زويل بهذا الفعل أصبح كافراً خارجاً من الملة وعليه اللعنات مصبوبة إلى أبد الآبدين ونقضي له وعليه بالنار والعياذ بالله ونُحرِّم على الأمة وعلى الناس أن يستغفروا له قضية أُخرى، الله أكبر، ما الذي أبقيتموه لله تبارك فقط؟ أنا أسأل فقط.
يزعمون أنهم يحتكمون إلى الدليل وأنهم يتضوءون ويتنوَّرون ويسترشدون بالدليل بقال الله وقال الرسول ولكن الواقع يقول أنهم لم يتركوا لله إلا دور الجلّاد، ما رأيكم؟ خُذوا هذا عني، فدور المُفتي الذي يُقرِّر المسألة علمياً ونظرياً بحدودها وأقدارها احتازوه لأنفسهم، دور القاضي الذي يُنزِّل الحكم على الحالة المخصوصة لاعبوه بلا تردد دون أن يطرف لهم جفنٌ، إذن ماذا أبقوا لله؟ هم لم يُحاوِلوا حقاً أن يفهموا هل يكفر الرجل بهذا الفعل أم لا يكفر، لم يُحاوِلوا فعلاً، ونحن هنا سنُحاوِل وسوف نرى، فهذه الخُطبة ستكون درساً تعليمياً فقط لكي نتعلَّم كيف نعرف أقدار أنفسنا، وكما يُقال رحم الله امرأً عرف قدر نفسه، فنعوذ بالله أن نكون مِن المُتكلِّفين وأن نتكلَّف ما لا يعنينا وأن نتكلَّف ما لا نعلم ولا ندري.
يتبع
6 أيام مضت الفقه وأصوله
انتقل إلى رحمة الله العالم العربي المُسلِم الشهير أحمد زويل وإذا بنا أمام مُفارَقة تحكي تفاوتاً.
أحمد زويل في الطرف الآخر ملعونٌ كافر عليه اللعنات وفي النار ولا يجوز أن نترحَّم عليه، وهذه مُفارَقة مجنونة، ويبدو أن هذه المُفارَقات لا تثور حين تثور إلا في أمة أوشكت أن تُغلَب على رُشدِها وأن تُنزَف البقية الباقية من عقلها وفهمها، وهذا وضع الأمة اليوم، فلا أعتقد أنه يُماري الآن أو يمتري في أن وضع الأمة الآن وضعٌ عجيبٌ غريبٌ، ولو وصفته بالجنون ما أبعدت النُجعة، لأنها أمة تتمالأ على نفسها، أمة تلعن نفسها، أمة تذبح نفسها، أمة تكره نفسها وتكره الناجحين من أبنائها، تكره الناجحين كما تكره الناصحين، صدِّقوني مَن ينصح لهذه الأمة ملعونٌ ملعونٌ ملعونٌ، تلعنه وتكرهه لأنه ينصح لها بألا تذبح نفسها، بألا تأتمر بنفسها، بألا تتمالأ على نفسها، بأن تنهض من كبوتها، بأن ترشد، بأن تنضج، فهم يلعنونه ويُعادونه، أمة ما شاء الله عليها، أمة عظيمة، أما إن نجح ناجح – الله أكبر – ما أكثر ما تلتقي على رأسه معاول الهدم والتخريب، وتسمعون وتقرأون مَن يقول عن زويل أنه عالم بسخرية، على أساس أن زويل ليس عالماً، فهو أخذ نوبل هكذا أونطة وفهلوة، فلماذا إذن؟ لأنه زار إسرائيل ودعم العدو الصهيوني، وهذا جميل جداً جداً لأن هذا يُمكِن اختباره بسهولة، هيا ليُجرِّب كل فهلوي شاطر وعنده دكتوراة أيضاً في الفيزياء أو في الكيمياء تخصص أحمد زويل رحمة الله عليه أن يذهب وأن يأتي بنوبل، وطبعاً موجود هؤلاء بالألوف وعشرات الألوف، وليسوا مُستعِدين أن يزوروا العدو بل هم مُستعِدون أن يمسحوا النعال لكل عدو في الشرق والغرب وأن يبرأوا من دينهم، فهيا لينالوا نوبل إذن، نوبل في العلوم بالذات لا تُنال بهذه الطريقة، ولا حتى في الآداب، وأنا أقول لكم كان من أدباء العرب ومن أدباء مصر بالذات مَن تكلَّموا كلاماً في إسرائيل في العدو الصهيوني لم يقله مالك في الخمر ولم يقله مُتمِّم في أخيه مالك ومع ذلك لم يأخذوا نوبل ومُستحيل أن يأخذوا نوبل، يوم أخذها نجيب محفوظ كان ذلك بصراحة لأنه نجيب محفوظ، وليس كل مَن كتب قصة أو أقصوصة هو نجيب محفوظ، نجيب محفوظ في عالم الأدب والرواية هو نجيب محفوظ، هرم من أهرامات مصر، أحببت أن تُصدِّق هذا أم أحببت ألا تُصدِّقه أنت وأوهامك، فأنت حر بأوهامك، هؤلاء الذين يقتاتون ويغتذون على الأوهام والخُرافات ويكفرون بكل الوقائع وبكل واقع ما حيلتنا فيهم؟ ما حيلتنا معهم؟ جيش مصر إلى وقتٍ قريب هو خيرُ أجنادِ الأرض وستُفتَح عليكم مصر، قال عليه الصلاة وأفضل السلام وآله فاتخذوا فيها جُنداً كثيفاً فإنهم خير أو من خير أجناد الأرض، وظللنا نُردِّد هذا، وأتى التاريخ قرناً بعد قرن ودهراً إثر دهرٍ ليُؤكِّد أن هذا الحق سواء صحَّ عن المُصطفى المعصوم أم لم يصح، فالجُندي المصري مِن خير جنود الأرض، مَن الذين أنقذوا هذه الأمة مِن المغول التتر الذين دمَّروا أكثر مِن نصف حضارة الإسلام في عقود يسيرة؟ الجُندي المصري، كيف تسنى وتهيأ للناصر صلاح الدين رحمة الله على روحه العظيمة مُحرِّر بلاد الإسلام ومُوحِّد الجبهتين أي الشامية والمصرية أن يُنجِز ما يُنجِز وأن يُقيم أيضاً دولةً لأهل السُنة على أنقاض دولة الفاطميين الباطنية؟ بمصر بالذات، ومن غير مصر ما كان يتهيأ له إنجاز ما أنجز، مصر ظلت هكذا، مَن هى أكثر دولة عربية تصدت للعدو الصهيوني وخاضت الحروب وقدَّمت الألوف من خيرة أبنائها من شرفاء جُندها؟ مصر، ونحن ظللنا نُردِّد هذا ونفخر به وحُقَّ لنا إلى وقتٍ قريبٍ جداً حتى إذا دخلنا دِهليز السياسة والخلافات السياسية والحزبية والمصلحية والسُلطوية فإذا بنا نسمع تحقيقات حديثية لأول مرة تصخُ وتصكُ آذاننا بل تصمها بأن هذا الحدي ضعيف، وكان هذا تمهيداً لبرامج تبثها الجزيرة بعد ذلك من شخصٍ لم نره من قبل ولا يُعرَف بنبوغ ولا بنُبلٍ في علمٍ دينيٍ أو دُنيوي، فلا ندري ما هو ولا أقول مَن هو أصلاً، لكنه يأتينا بحلقة في زُهاء ساعة أو ساعة إلا رُبع ويُريد أن يُقنِعنا من خلالها أن الجيش المصري أُنشيء حين أُنشيء لحماية إسرائيل!
الله أكبر، عبقرية رهيبة، فنسمع قُبيل أيام يسيرة أن هذا الجيش جيش مصر أُنشيَ لهذا الغرض، هؤلاء الذين يصلون ويصومون مُعظَم الشباب في الجيش المصري مُسلِمون يصلون ويصومون هم الذين قُتِّلوا وذُبِّحوا قبل بضع سنين في سيناء وكانوا صائمين، أعدوا المساكين رحمة الله على أرواحهم أمامهم طعام إفطارهم، لكن ذُبِحوا قبل أن يتناولوا شيئاً من إفطارهم بإسم الإسلام والله أكبر وكُبِّر على ذبجهم لأنهم كفرة، لكن كيف هذا وهم صائمون؟ كيف هذا وهم مُصلون؟ كيف يكونون كفرة؟ ما الذي يحصل لنا؟ ما هذا العبث كله بديننا وبوعينا الديني وبواجدننا الديني والروحي؟ وقُبيل أيام إذا بهذا الجيش هو جيش فرعون وهامان، هو ليس كجيش فرعون وليس مثل جيش فرعون لأننا لم نسمع حرف الكاف ولم نسمع كلمة مثل- لا لم نسمعها – بل هو جيش فرعون وهامان، لكي تفعل هذه الحيل المفضوحة طبعاً والمكشوفة فعلها في نفوس الناس المُغفَّلين قالوا هذا، وما أكثر المُغفَّلين في هذه الأمة، فلو كان لي دعوة في هذا الحد وفي هذا الوقت من الزمن لنفسي ولأمتي ولإخواني وأحبابي لقلت اللهم لا تجعلنا مُغفَّلين، أعوذ بك أن أضل أو أُضَل، فمُهِم جداً ألا تضل، لكن في هذا الوقت الأكثر أهمية ربما هو ألا تُضَل وألا يُضحَك عليك، وأعوذ بك أن أذل وهذا مُهِم أو أُذَل وهذا أهم في اللحظة التاريخية هذه، فمَهِم ألا يُضحَك عليك لأنك قد تكون حسن النية، وأنا أعتقد أن مُعظَم الأمة في هذا الزمان وفي كل زمان حسنو النوايا، فمُعظَم الناس هكذا، ومُعظَم الشباب يُحِبون دينهم ويُحِبون الحقيقة أوطانهم ولكن المُشكِلة مِن أين؟ مِن هذا اللعب، من هذا الاستنزاف لوعيهم، من هذا التزييف لإدراكهم ولفهومهم، لذا أعوذ بالله أن أضل أو أُضَل او أذِل أو أُذَل، يعني أن أُستغفَل وأن أُستغبَى وأن يُلعَب علىّ، فهم يقولون أن هذا الجيش هو جيش فرعون وهامان، ثم يتلون قول الله إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ۩، وبضربة واحدة هكذا بضربة استغفال وشطارة وفهلوة تُسقَط ألف وأربعمائة من السنين ألف وأربعمائة سنة من إسلام مصر ومُساهَمات الجيش المصري ومُساهَمات الجنود المصريين ومُساهَمات الشعب المصري العظيم في الإسلام والحضارة الإسلامية وفي الثغور وفي المعارك وفي حماية مجد ومُكتسَبات الأمة، كل هذا يُسقَط بضربة واحدة، وهذا شيئ غريب، فلصالح مَن هذا؟ لصالح مَن؟ مَن المُستفيد مِن هذا؟ وطبعاً كلامي هذا لا يعني دفاعاً عن جهة ولا عن حكومة ولا عن أي شيئ، أنا معني هنا بالدفاع عن ديني، فلا أُريد أن يُعبَث بديني، ولا أُريد أن يُعبَث بما يُسمى الأدلة، فعلينا أن ننتبه إلى أن الأدلة عند مَن يفهم وليس عند مَن يسرد، فأنت تجد مَن يقول لك لدي كذا وكذا وبالدليل، فأين هذا الدليل؟ هذا الدليل يُمكِن لكل أحد أن يُصيبه ولو كان مِن غير كلام الله وكلام رسوله لقلت الدليل كما قال الجاحظ في المعاني مُلقىً في الشوارع، فالدليل مبذور على الأرصفة في كل مكان وخاصة الآن في جوجل والبرامج الإلكترونية، وأنت تستطيع أن تصل إلى الآيات في الموضوع والأحاديث بضربة فعلاً بضربة واحدة وبنقرة، فهناك أدلة كثيرة يُمكِنك الوصول إليها، فقط اكتب مثل هذه الكلمات التكفير، الإيمان، الولاء، البراء، الحاكمية وسوف تأتيك عشرات بل مئات الأدلة، لكن ليس هذا المُهِم وليس المُعوَّل على هذا، المُعوَّل على مَن يفهم الدليل، فهل لديك لياقة وقدرة وأهلية أن تتعاطى مع الدليل؟ هل أنت مُؤهَّل لهذا؟ هل أنت تفهم الدليل؟ هل أنت قادر على أن تقول قولاً يُحترَم في الدليل؟ هل تعرف وجوه وجهات وتصاريف الدلالة والاستدلال؟ هل تعرف هذا؟ هل أنت مُتمرِّس في هذا أم أنك تشغب على الناس فقط لتزييف وعيهم؟ سوف نرى بُعيد قليل على كل حال.
إذن أحمد زويل رحمه الله تعالى الذي زار العدو وساعدهم في تطوير منظوماتهم الصاروخية إلى غير ذلك مما يُذكَر مما يُقال انتقل إلى رحمة الله، ولستُ صحافياً تقصوياً ولست كرجل المباحث ولم أُنجِز دراسة حول هذا الموضوع لذا لا أدري ما الذي حصل بالضبط وما الذي فعله زويل، ولكن إن كان حصل هذا وذهب زويل إلى العدو وساعدهم في تطوير أسلحتهم فهذا يُغضِب ويُحزِن كل عربي وكل مُسلِم، ولا يُمكِن لعربيٍ شريف أو مُسلِم يفهم دينه أن يُوافِق على هذا أو يرضى به، وهذه المسألة يجب أن تكون محسومة، فلا نُجامِل فيها أحداً،مع احترامنا لعلمه الباذخ الماجد العظيم في تخصصه، فهذه القضايا محسومة، لكن هذه قضية وقضية أن زويل بهذا الفعل أصبح كافراً خارجاً من الملة وعليه اللعنات مصبوبة إلى أبد الآبدين ونقضي له وعليه بالنار والعياذ بالله ونُحرِّم على الأمة وعلى الناس أن يستغفروا له قضية أُخرى، الله أكبر، ما الذي أبقيتموه لله تبارك فقط؟ أنا أسأل فقط.
يزعمون أنهم يحتكمون إلى الدليل وأنهم يتضوءون ويتنوَّرون ويسترشدون بالدليل بقال الله وقال الرسول ولكن الواقع يقول أنهم لم يتركوا لله إلا دور الجلّاد، ما رأيكم؟ خُذوا هذا عني، فدور المُفتي الذي يُقرِّر المسألة علمياً ونظرياً بحدودها وأقدارها احتازوه لأنفسهم، دور القاضي الذي يُنزِّل الحكم على الحالة المخصوصة لاعبوه بلا تردد دون أن يطرف لهم جفنٌ، إذن ماذا أبقوا لله؟ هم لم يُحاوِلوا حقاً أن يفهموا هل يكفر الرجل بهذا الفعل أم لا يكفر، لم يُحاوِلوا فعلاً، ونحن هنا سنُحاوِل وسوف نرى، فهذه الخُطبة ستكون درساً تعليمياً فقط لكي نتعلَّم كيف نعرف أقدار أنفسنا، وكما يُقال رحم الله امرأً عرف قدر نفسه، فنعوذ بالله أن نكون مِن المُتكلِّفين وأن نتكلَّف ما لا يعنينا وأن نتكلَّف ما لا نعلم ولا ندري.
يتبع