الدكتور عدنان ابراهيم زويل في النار؟!

صدى الحجاز

عضو ذهبي
عدنان ابراهيم زويل في النار؟!
‏6 أيام مضت الفقه وأصوله

انتقل إلى رحمة الله العالم العربي المُسلِم الشهير أحمد زويل وإذا بنا أمام مُفارَقة تحكي تفاوتاً.

أحمد زويل في الطرف الآخر ملعونٌ كافر عليه اللعنات وفي النار ولا يجوز أن نترحَّم عليه، وهذه مُفارَقة مجنونة، ويبدو أن هذه المُفارَقات لا تثور حين تثور إلا في أمة أوشكت أن تُغلَب على رُشدِها وأن تُنزَف البقية الباقية من عقلها وفهمها، وهذا وضع الأمة اليوم، فلا أعتقد أنه يُماري الآن أو يمتري في أن وضع الأمة الآن وضعٌ عجيبٌ غريبٌ، ولو وصفته بالجنون ما أبعدت النُجعة، لأنها أمة تتمالأ على نفسها، أمة تلعن نفسها، أمة تذبح نفسها، أمة تكره نفسها وتكره الناجحين من أبنائها، تكره الناجحين كما تكره الناصحين، صدِّقوني مَن ينصح لهذه الأمة ملعونٌ ملعونٌ ملعونٌ، تلعنه وتكرهه لأنه ينصح لها بألا تذبح نفسها، بألا تأتمر بنفسها، بألا تتمالأ على نفسها، بأن تنهض من كبوتها، بأن ترشد، بأن تنضج، فهم يلعنونه ويُعادونه، أمة ما شاء الله عليها، أمة عظيمة، أما إن نجح ناجح – الله أكبر – ما أكثر ما تلتقي على رأسه معاول الهدم والتخريب، وتسمعون وتقرأون مَن يقول عن زويل أنه عالم بسخرية، على أساس أن زويل ليس عالماً، فهو أخذ نوبل هكذا أونطة وفهلوة، فلماذا إذن؟ لأنه زار إسرائيل ودعم العدو الصهيوني، وهذا جميل جداً جداً لأن هذا يُمكِن اختباره بسهولة، هيا ليُجرِّب كل فهلوي شاطر وعنده دكتوراة أيضاً في الفيزياء أو في الكيمياء تخصص أحمد زويل رحمة الله عليه أن يذهب وأن يأتي بنوبل، وطبعاً موجود هؤلاء بالألوف وعشرات الألوف، وليسوا مُستعِدين أن يزوروا العدو بل هم مُستعِدون أن يمسحوا النعال لكل عدو في الشرق والغرب وأن يبرأوا من دينهم، فهيا لينالوا نوبل إذن، نوبل في العلوم بالذات لا تُنال بهذه الطريقة، ولا حتى في الآداب، وأنا أقول لكم كان من أدباء العرب ومن أدباء مصر بالذات مَن تكلَّموا كلاماً في إسرائيل في العدو الصهيوني لم يقله مالك في الخمر ولم يقله مُتمِّم في أخيه مالك ومع ذلك لم يأخذوا نوبل ومُستحيل أن يأخذوا نوبل، يوم أخذها نجيب محفوظ كان ذلك بصراحة لأنه نجيب محفوظ، وليس كل مَن كتب قصة أو أقصوصة هو نجيب محفوظ، نجيب محفوظ في عالم الأدب والرواية هو نجيب محفوظ، هرم من أهرامات مصر، أحببت أن تُصدِّق هذا أم أحببت ألا تُصدِّقه أنت وأوهامك، فأنت حر بأوهامك، هؤلاء الذين يقتاتون ويغتذون على الأوهام والخُرافات ويكفرون بكل الوقائع وبكل واقع ما حيلتنا فيهم؟ ما حيلتنا معهم؟ جيش مصر إلى وقتٍ قريب هو خيرُ أجنادِ الأرض وستُفتَح عليكم مصر، قال عليه الصلاة وأفضل السلام وآله فاتخذوا فيها جُنداً كثيفاً فإنهم خير أو من خير أجناد الأرض، وظللنا نُردِّد هذا، وأتى التاريخ قرناً بعد قرن ودهراً إثر دهرٍ ليُؤكِّد أن هذا الحق سواء صحَّ عن المُصطفى المعصوم أم لم يصح، فالجُندي المصري مِن خير جنود الأرض، مَن الذين أنقذوا هذه الأمة مِن المغول التتر الذين دمَّروا أكثر مِن نصف حضارة الإسلام في عقود يسيرة؟ الجُندي المصري، كيف تسنى وتهيأ للناصر صلاح الدين رحمة الله على روحه العظيمة مُحرِّر بلاد الإسلام ومُوحِّد الجبهتين أي الشامية والمصرية أن يُنجِز ما يُنجِز وأن يُقيم أيضاً دولةً لأهل السُنة على أنقاض دولة الفاطميين الباطنية؟ بمصر بالذات، ومن غير مصر ما كان يتهيأ له إنجاز ما أنجز، مصر ظلت هكذا، مَن هى أكثر دولة عربية تصدت للعدو الصهيوني وخاضت الحروب وقدَّمت الألوف من خيرة أبنائها من شرفاء جُندها؟ مصر، ونحن ظللنا نُردِّد هذا ونفخر به وحُقَّ لنا إلى وقتٍ قريبٍ جداً حتى إذا دخلنا دِهليز السياسة والخلافات السياسية والحزبية والمصلحية والسُلطوية فإذا بنا نسمع تحقيقات حديثية لأول مرة تصخُ وتصكُ آذاننا بل تصمها بأن هذا الحدي ضعيف، وكان هذا تمهيداً لبرامج تبثها الجزيرة بعد ذلك من شخصٍ لم نره من قبل ولا يُعرَف بنبوغ ولا بنُبلٍ في علمٍ دينيٍ أو دُنيوي، فلا ندري ما هو ولا أقول مَن هو أصلاً، لكنه يأتينا بحلقة في زُهاء ساعة أو ساعة إلا رُبع ويُريد أن يُقنِعنا من خلالها أن الجيش المصري أُنشيء حين أُنشيء لحماية إسرائيل!

الله أكبر، عبقرية رهيبة، فنسمع قُبيل أيام يسيرة أن هذا الجيش جيش مصر أُنشيَ لهذا الغرض، هؤلاء الذين يصلون ويصومون مُعظَم الشباب في الجيش المصري مُسلِمون يصلون ويصومون هم الذين قُتِّلوا وذُبِّحوا قبل بضع سنين في سيناء وكانوا صائمين، أعدوا المساكين رحمة الله على أرواحهم أمامهم طعام إفطارهم، لكن ذُبِحوا قبل أن يتناولوا شيئاً من إفطارهم بإسم الإسلام والله أكبر وكُبِّر على ذبجهم لأنهم كفرة، لكن كيف هذا وهم صائمون؟ كيف هذا وهم مُصلون؟ كيف يكونون كفرة؟ ما الذي يحصل لنا؟ ما هذا العبث كله بديننا وبوعينا الديني وبواجدننا الديني والروحي؟ وقُبيل أيام إذا بهذا الجيش هو جيش فرعون وهامان، هو ليس كجيش فرعون وليس مثل جيش فرعون لأننا لم نسمع حرف الكاف ولم نسمع كلمة مثل- لا لم نسمعها – بل هو جيش فرعون وهامان، لكي تفعل هذه الحيل المفضوحة طبعاً والمكشوفة فعلها في نفوس الناس المُغفَّلين قالوا هذا، وما أكثر المُغفَّلين في هذه الأمة، فلو كان لي دعوة في هذا الحد وفي هذا الوقت من الزمن لنفسي ولأمتي ولإخواني وأحبابي لقلت اللهم لا تجعلنا مُغفَّلين، أعوذ بك أن أضل أو أُضَل، فمُهِم جداً ألا تضل، لكن في هذا الوقت الأكثر أهمية ربما هو ألا تُضَل وألا يُضحَك عليك، وأعوذ بك أن أذل وهذا مُهِم أو أُذَل وهذا أهم في اللحظة التاريخية هذه، فمَهِم ألا يُضحَك عليك لأنك قد تكون حسن النية، وأنا أعتقد أن مُعظَم الأمة في هذا الزمان وفي كل زمان حسنو النوايا، فمُعظَم الناس هكذا، ومُعظَم الشباب يُحِبون دينهم ويُحِبون الحقيقة أوطانهم ولكن المُشكِلة مِن أين؟ مِن هذا اللعب، من هذا الاستنزاف لوعيهم، من هذا التزييف لإدراكهم ولفهومهم، لذا أعوذ بالله أن أضل أو أُضَل او أذِل أو أُذَل، يعني أن أُستغفَل وأن أُستغبَى وأن يُلعَب علىّ، فهم يقولون أن هذا الجيش هو جيش فرعون وهامان، ثم يتلون قول الله إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ۩، وبضربة واحدة هكذا بضربة استغفال وشطارة وفهلوة تُسقَط ألف وأربعمائة من السنين ألف وأربعمائة سنة من إسلام مصر ومُساهَمات الجيش المصري ومُساهَمات الجنود المصريين ومُساهَمات الشعب المصري العظيم في الإسلام والحضارة الإسلامية وفي الثغور وفي المعارك وفي حماية مجد ومُكتسَبات الأمة، كل هذا يُسقَط بضربة واحدة، وهذا شيئ غريب، فلصالح مَن هذا؟ لصالح مَن؟ مَن المُستفيد مِن هذا؟ وطبعاً كلامي هذا لا يعني دفاعاً عن جهة ولا عن حكومة ولا عن أي شيئ، أنا معني هنا بالدفاع عن ديني، فلا أُريد أن يُعبَث بديني، ولا أُريد أن يُعبَث بما يُسمى الأدلة، فعلينا أن ننتبه إلى أن الأدلة عند مَن يفهم وليس عند مَن يسرد، فأنت تجد مَن يقول لك لدي كذا وكذا وبالدليل، فأين هذا الدليل؟ هذا الدليل يُمكِن لكل أحد أن يُصيبه ولو كان مِن غير كلام الله وكلام رسوله لقلت الدليل كما قال الجاحظ في المعاني مُلقىً في الشوارع، فالدليل مبذور على الأرصفة في كل مكان وخاصة الآن في جوجل والبرامج الإلكترونية، وأنت تستطيع أن تصل إلى الآيات في الموضوع والأحاديث بضربة فعلاً بضربة واحدة وبنقرة، فهناك أدلة كثيرة يُمكِنك الوصول إليها، فقط اكتب مثل هذه الكلمات التكفير، الإيمان، الولاء، البراء، الحاكمية وسوف تأتيك عشرات بل مئات الأدلة، لكن ليس هذا المُهِم وليس المُعوَّل على هذا، المُعوَّل على مَن يفهم الدليل، فهل لديك لياقة وقدرة وأهلية أن تتعاطى مع الدليل؟ هل أنت مُؤهَّل لهذا؟ هل أنت تفهم الدليل؟ هل أنت قادر على أن تقول قولاً يُحترَم في الدليل؟ هل تعرف وجوه وجهات وتصاريف الدلالة والاستدلال؟ هل تعرف هذا؟ هل أنت مُتمرِّس في هذا أم أنك تشغب على الناس فقط لتزييف وعيهم؟ سوف نرى بُعيد قليل على كل حال.
إذن أحمد زويل رحمه الله تعالى الذي زار العدو وساعدهم في تطوير منظوماتهم الصاروخية إلى غير ذلك مما يُذكَر مما يُقال انتقل إلى رحمة الله، ولستُ صحافياً تقصوياً ولست كرجل المباحث ولم أُنجِز دراسة حول هذا الموضوع لذا لا أدري ما الذي حصل بالضبط وما الذي فعله زويل، ولكن إن كان حصل هذا وذهب زويل إلى العدو وساعدهم في تطوير أسلحتهم فهذا يُغضِب ويُحزِن كل عربي وكل مُسلِم، ولا يُمكِن لعربيٍ شريف أو مُسلِم يفهم دينه أن يُوافِق على هذا أو يرضى به، وهذه المسألة يجب أن تكون محسومة، فلا نُجامِل فيها أحداً،مع احترامنا لعلمه الباذخ الماجد العظيم في تخصصه، فهذه القضايا محسومة، لكن هذه قضية وقضية أن زويل بهذا الفعل أصبح كافراً خارجاً من الملة وعليه اللعنات مصبوبة إلى أبد الآبدين ونقضي له وعليه بالنار والعياذ بالله ونُحرِّم على الأمة وعلى الناس أن يستغفروا له قضية أُخرى، الله أكبر، ما الذي أبقيتموه لله تبارك فقط؟ أنا أسأل فقط.
يزعمون أنهم يحتكمون إلى الدليل وأنهم يتضوءون ويتنوَّرون ويسترشدون بالدليل بقال الله وقال الرسول ولكن الواقع يقول أنهم لم يتركوا لله إلا دور الجلّاد، ما رأيكم؟ خُذوا هذا عني، فدور المُفتي الذي يُقرِّر المسألة علمياً ونظرياً بحدودها وأقدارها احتازوه لأنفسهم، دور القاضي الذي يُنزِّل الحكم على الحالة المخصوصة لاعبوه بلا تردد دون أن يطرف لهم جفنٌ، إذن ماذا أبقوا لله؟ هم لم يُحاوِلوا حقاً أن يفهموا هل يكفر الرجل بهذا الفعل أم لا يكفر، لم يُحاوِلوا فعلاً، ونحن هنا سنُحاوِل وسوف نرى، فهذه الخُطبة ستكون درساً تعليمياً فقط لكي نتعلَّم كيف نعرف أقدار أنفسنا، وكما يُقال رحم الله امرأً عرف قدر نفسه، فنعوذ بالله أن نكون مِن المُتكلِّفين وأن نتكلَّف ما لا يعنينا وأن نتكلَّف ما لا نعلم ولا ندري.

يتبع
 

صدى الحجاز

عضو ذهبي
إذن لعبوا دور المُفتي مُقرِّر الحقائق النظرية العلمية ودور القاضي المُطبِّق والمُنزِّل، وتركوا لله ماذا؟ دور الجلّاد، قالوا له “يا الله لحظة، لحظة فقط، لحظة لجلالتكم يا رب العالمين، هذا العبد نحن نقضي بأنه كافر، هذا الفعل كفر وهذا العبد كافر فإذن دعه في النار دعاً، هيا فقد تركنا هذا لك”، أستغفر الله العظيم، ما هذا؟ جرأة عجيبة جداً على الله تبارك وتعالى، جرأة مُخيفة جداً على الله تبارك وتعالى، ولا يتردَّدون طبعاً، فهم مُقتنِعون تماماً أنه في النار وأنه ملعون ولذا لا يجوز أن تستغفر له، وهذا عجيب جدا، فبالله عليكم ما هذا؟
قال الله تعالى وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً – محبة – وَرَحْمَةً ۩، إذا تزوَّجت يهودية أو نصرانية هل أودها أم لا أودها؟ أودها، هل هذه المودة شرعية؟ أي هل أنا أحببتها لأجل دينها أو لأجل يهوديتها أو لأجل نصرانيتها؟ لم يحدث هذا أبداً، فأنا أُبغِضها من هذه الحيثية وأُحِبها من حيثية ماذا؟ من حيثية أنها زوجتي وأم عيالي، فهى عيبة نُصحي وسري، وهذه هى الفطرة، فإذن لا يدخل في الموالاة المحبة الطبيعية، ومن المحبة الطبيعية أيضاً الإصهار، فأنت تُحِب أصهارك، ومن المحبة الطبيعية ما قام على منفعة، أحسِن إلى مَن شئت تكن سيده، وأبو الفتح البُستي يقول:
أحسِن إلى الناس تستعبد قلوبَهُم فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ
والإمام عليّ يقول “أحسِن إلى مَن شئت تكن سيده”، وقال الله تبارك وتعالى هل هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ۩، فإذا أحسن كافر إليك ألا يحملك هذا على بعض مودته؟ فطرياً وطبيعياً ستوده لأن النفس تُحِب مَن يُحسِن إليها،وماذا عن الوفاء لهم بعهودهم والبر والإقساط ما لم يكونوا مُحارِبين لنا ومُقاتِلين ومُحادين؟ هل يدخل هذا في الولاء المُحرَّم؟ لا يدخل أبداً، بل هو مأذونٌ به بنصوص كتاب الله، ومنها قوله تبارك وتعالى لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ۩، فإذن هو ليس هذا، هو شيئ مندوب أيضاً، فالله قال لك أنا أُحِب هذا، فقد يتساءل أحد هل تُحِب يا الله أن أُقسِط وأبر الكفّار؟ وهو قال لك نعم مادام هؤلاء الكفّار لم يُقاتِلوكم في الدين ولم يُخرِجوكم ولم يُظاهِروا أيضاً على إخراجكم، وبالتالي برهم وأقسِط إليهم،انظر قيمة الإسلام وصلت إلى أين، فهو قال لك حتى ولو كان كافراً مُحارِباً يجب أن تُقسِط فيه، هذا هو العدل، إذن ما هو الإقساط؟ قال هنا الإقساط بمعنى أن تُعطيه قِسطاً من مالك، أي تُعطيه أموالاً، وهذا نوع من البر، إذن البر والإقساط والوفاء بالعهود ومُجامَلتهم ومُحاسَنتهم ونفعهم بوجوه النفع وكل هذا ليس داخلاً في المُوالاة المُحرَّمة، فإذن ما هى المُوالاة المُحرَّمة؟ باختصار سأذكر لكم هذا، وكان بودي أن أجعل الخُطبة فقط تقوم على تفسير هذه اللفظة، وعلينا أن ننتبه إلى أن هذه اللفظة ليست ظاهراً وليست نصاً وليست مُفسَّراً وليست نصاً بالطبع مُحكَماً على طريقة الحنفية، فبقيَ إما أن تكون لفظاً خفياً أو مُشكِلاً أو مُجمَلاً أو مُتشابِهاً، ومُستحيل أن تكون مُتشابِهاً لأن هذا في العقائد، وبالتالي دار الأمر بين أن تكون لفظاً خفياً أو لفظاً مُشكِلاً أو لفظاً مُجمَلاً، لكنك سوف تقول لي “هذه والله ألغاز”، وهذا صحيح، فهذه والله ألغاز، وهذه الألغاز يحلها أهل العلم من أصحاب الفهم السليم، وعلى كل حال كان بودي أن أُجيب عن سؤال هل هذه اللفظة المُوالاة هنا التي ليست نصاً وليست ظاهراً وليست لفظة واضحة وغير مُفسَّر وغير مُحكَم هى ماذا؟ هى لفظة خفية، لكن مِن أي أنواع الخفاء؟ خفي أم مُشكِل أم مُجمَل؟ لا يُمكِن أن تكون لفظاً مُتشابِهاً لأن هذ خاص بالعقائد فقط بنصوص العقائد طبعاً، قال الله يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۩، وقال أيضاً فَـأَتَـٰهُمُ ٱللَّهُ ۩، وهذه تحتاج إلى خُطبة وحدها، يكون فيها نوع من التعليم أيضاً لمَن شاء أن يتعلَّم كيف تكون دقة التعاطي مع النصوص الشرعية والألفاظ الشرعية ووجوه الاستدلال وتصاريف هذه المسائل بدقة علمية يعرفها أهلها كعلمائنا المُحترَمين رضوان الله تعالى عليهم وأرضاهم أجمعين.
الحمد لله الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون، ويستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله.
لو عُدتم إلى تفسير الإمام المُجدِّد المُجتهِد الطاهر بن عاشور روَّح الله روحه في عليين في تفسيره العظيم التحرير والتنوير لوجدتم أن ابن عاشور يقول:مسألة التعاطي مع الكفّار ومحبة الكفّار ومُساعَدة ومُناصَرة ومُوالاة الكفّار مسألة تعتوِرها أحوال، تتبعها أحكام.
التعليق :
صدق والله يوجد اتباع لمذهب يتنوَّرون ويسترشدون بالدليل بقال الله وقال الرسول

ولكن الواقع يقول أنهم لم يتركوا لله شئ فقد لعبوا دور المُفتي الذي يقرِّر مصير كل عبد من عباد الله
ودور القاضي المُطبِّق والمُنزِّل، من اقوالهم التي دائماً يرددها حتى جهلائهم الجاهلين بعقيدتهم:

نحن نقضي على هذا العبد بأنه كافر

ونقضي بأن العبد الآخر مشرك
وهذا العبد ماتوريدي نقشبندي "في النار"
والآخر اشعري "في النار"
وذا باطني وغيرها وغيرها

أستغفر الله العظيم جرأة على الله تبارك وتعالى جرأة عجيبة!

والمصيبة وكما قال الدكتور انهم مُقتنِعون تماماً أن العبيد الذين ذكروهم والمخالفين لهم في النار!
 
الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :

فلا يخفى على كثير منا أنه قد لبس على كثير من المسلمين ،
بل بعض طلبة العلم من أهل السنة أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب يكفر المجتمعات ،

ولرد هذه الشبهة ذكر الشيخ عبدالمحسن العباد - حفظه الله - في شرح شروط الصلاة وأركانها وواجباتها

للشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - ، ذكرَ عدة نقولات للشيخ محمد بن عبدالوهاب وعلماء الدعوة في أن الشيخ محمد لا يكفر بالعموم ،
ويعذر أولئك بالجهل ، لذا سأنقلها إليكم هنا - إن شاء الله - .



قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:

(( وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا أو لم يكفر ويقاتل، سبحانك هذا بهتان عظيم )). الدرر السنية (1/66)،


وقال أيضاً: (( بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد وتبرأ من الشرك وأهله فهو المسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفر من أشرك بالله في إلهيته بعدما نبين له الحجة على بطلان الشرك )).
مجموع مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب (3/34)،

وقال أيضاً: (( ما ذكر لكم عني أني أكفر بالعموم، فهذا من بهتان الأعداء، وكذلك قولهم:
إني أقول: من تبع دين الله ورسوله وهو ساكن في بلده أنه ما يكفيه حتى يجيء عندي، فهذا أيضاً من البهتان، إنما المراد اتباع دين الله ورسوله في أي أرض كانت، ولكن نكفر من أقرّ بدين الله ورسوله ثم عاداه وصدّ الناس عنه، وكذلك من عبد الأوثان بعدما عرف أنه دين المشركين وزينه للناس، فهذا الذي أكفره وكل عالم على وجه الأرض يكفر هؤلاء إلاّ رجلاً معانداً أو جاهلاً )).
مجموع مؤلفات الشيخ (3/33).



وقال أيضاً: (( وأما ما ذكر الأعداء عني أني أكفر بالظن وبالموالاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله )).
مجموع مؤلفات الشيخ (3/14) .


وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في كتاب (منهاج التأسيس والتقديس ص: 98-99):
(( والشيخ محمد رحمه الله من أعظم الناس توقفاً وإحجاماً عن إطلاق الكفر،حتى أنه لم يجزم بتكفير الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر تاركها،

قال في بعض رسائله: (( وإذا كنا لا نقاتل من يعبد قبّة الكواز، حتى نتقدم بدعوته إلى إخلاص الدين لله، فكيف نكفر من لم يهاجر إلينا وإن كان مؤمناً موحداً )). وقال: وقد سئل عن مثل هؤلاء الجهال، فقرر أن من قامت عليه الحجة وتأهل لمعرفتها يكفر بعبادة القبور )).



وقال أيضاً رحمه الله في (مصباح الظلام ص: 499):

(( فمن بلغته دعوة الرسل إلى توحيد الله ووجوب الإسلام له، وفقه أن الرسل جاءت بهذا لم يكن له عذر في مخالفتهم وترك عبادة الله، وهذا هو الذي يجزم بتكفيره إذا عبد غير الله، وجعل معه الأنداد والآلهة، والشيخ وغيره من المسلمين لا يتوقفون في هذا، وشيخنا رحمه الله قد قرّر هذا وبينه وفاقاً لعلماء الأمة واقتداء بهم ولم يكفر إلاّ بعد قيام الحجة وظهور الدليل حتى إنه رحمه الله توقف في تكفير الجاهل من عباد القبور إذا لم يتيسر له من ينبهه، وهذا هو المراد بقول الشيخ ابن تيمية رحمه الله: حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول ، فإذا حصل البيان الذي يفهمه المخاطب ويعقله فقد تبين له )).

وقال أيضاً في (مصباح الظلام ص: 516):
(( وشيخنا رحمه الله لم يكفر أحدا ابتداء بمجرد فعله وشركه، بل يتوقف في ذلك حتى يعلم قيام الحجة التي يكفر تاركها، وهذا صريح في كلامه في غير موضع، ورسائله في ذلك معروفة )).



قال الشيخ عبدالمحسن العبَّاد بعد ذكر تلكم النقول في رسالته المذكورة آنفًا :

وإنما أفضت بذكر النقول عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في تقرير هذه المسألة
، وهي أن تكفير المعين الذي وقع في الشرك في العبادة لجهله،
إنما يكون بعد البيان له وإقامة الحجة،
لا قبل ذلك،

لأن من الجاهلين والحاقدين عليه وعلى دعوته،

المبنية على الكتاب والسّنّة، وما كان عليه سلف الأمّة، من يشنع عليه وينفّر من دعوته، برميه بتكفير المسلمين، والتكفير بالعموم،

وهو إنما يكفر من قامت عليه الحجة، وبانت له المحجة،

ولأن نفراً يسيراً من طلبة العلم من أهل السّنّة فيما علمت يعيبون على من يقرّر ذلك وهو عيب لما قرّره شيخا الإسلام،
ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهما من أهل العلم،

ومع ذلك فإن الخطأ في العفو في الأمور المشتبهة، خير من الخطأ في العقوبة،

وهم في عيبهم القول الذي قرّره الشيخان والحرص على خلافه يفسحون المجال للمتربصين بأهل السّنّة الذين يصطادون في الماء العكر،

فيردّدون صدى نعيق أعداء الإسلام والمسلمين، الذين يزعمون أن تطرف من ابتلي بالتفجير والتدمير،

راجع إلى دراسة مناهج التعليم المبنية على كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيره من أهل السّنّة،وهو بهت وزور ممن افتراه أو ردّده،

فإن الذين ردّدوا هذا النعيق من أهل هذه البلاد، قد درسوا كما درس غيرهم هذه المناهج،

ولم يحصل لهم ضرر منها بل حصل النفع العظيم منها لكل من شاء الله هدايته وتوفيقه،

وإنما حصل التطرف من هؤلاء المتطرفين لفهومهم الخاطئة التي شذّوا بها وخرجوا عن جماعة المسلمين، وقدوتهم في ذلك الخوارج الذين شذّوا وخرجوا على الصحابة نتيجة لفهومهم الخاطئة،

ولكل قوم وارث
، والله المستعان.

#يتبع الصوفية التكفيرية احفاد الخوارج (الوهابية)!
 
#يقول سيد قطب -الاشعري الصوفي- في كتابه "معالم في الطريق" (ص158) ما نصه:

"والمسألة في حقيقتها مسألة كفر وإيمان، مسألة شرك وتوحيد، مسألة جاهلية وإسلام، وهذا ما ينبغي أن يكون واضحاً، إن الناس ليسوا مسلمين كما يدعون، وهم يحيون حياة الجاهلية، وإذا كان فيهم من يريد أن يخدع نفسه، أو يخدع الآخرين، فيعتقد أن الإسلام ممكن أن يستقيم مع هذه الجاهلية، فله ذلك،ولكن انخداعه أو خداعه لا يغير من حقيقة الواقع شيئاً، ليس هذا إسلاماً وليس هؤلاء مسلمين" اهــ.

ويقول -أيضاً- في كتابه "ظلال القرآن" (1057/2):

" لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين بلا إله إلا الله، فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان، ونكصت عن: لا إله إلا الله.....
البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات (لا إله إلا الله) بلا مدلول ولا واقع. وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة؛ لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد من بعد ما تبين لهم الهدى، ومن بعد أن كانوا في دين الله".

وقال -أيضاً- في نفس كتابه ذاك المشؤوم، والذي ينضح بالكفر الصّرَاحِ الواضح الفاضح (2122/4):

"إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة، ولا مجتمع مسلم، قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله، والفقه الإسلامي" !

#يتبع ان شاء الله بيان النقشبندية الماتريدية التكفيرية(الوهابية) !
 
التعديل الأخير:
قال محمد زاهد الكوثري امام الماتريدي النقشبندية في هذا العصر عن شيخ الاسلام ابن تيمية :

( وصار كفره مجمع عليه ) .


#مقدمة الكوثري للرسائل السبكية : ص 24-27-35-48-79).

وللمزيد ينظر في كتاب
"عداء الماتريدية للعقيدة السلفية"
(1/353) الطبعة الثالثة 1419 هجري.

لشيخ الحنفية في زمانه الشمس الافغاني الحنفي السلفي.


#الوهابية التكفيرية!

#وللمزيد في بيان تكفير وسب وشتم النقشبندية الماتريدية للسلف الصالح ينظر في هذا الرابط ايضا:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=209845

#يتبع ان شاء الله !
 
#الرد على الذين يقولون:

(بأن قال من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كان كافرا لا تصح الصلاة وراءه )!!

#تعليق: اذا كان هذا حال القائل،

فما ادري ايش هو حكم شيخ الاسلام ابن تيمية عندهم ؟!

#كتاب :

الرد الوافر على من زعم بأن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر

http://ar.islamway.net/book/17036/الرد-الوافر-على-من-زعم-بأن-من-سمى-ابن-تيمية-شيخ-الإسلام-كافر
 
#خذ هذه الهدية
ونام لك نومة هنية!؟

# تكفير ابن السبكي الصوفي الاشعري
عليه من الله مايستحق

لابن قيم الجوزية
رحمه الله!

قال في كتابه السيف الصقيل:

(فهو الملحد عليه لعنة الله ما أوقحه وما أكثر تجرأه ؟! أخزاه الله)

كتاب السيف الصقيل ص(41)
للسبكي الكبير (ت.750)

(يرد به على نونية ابن القيم) .

ومعه تكملة الرد على نونية ابن القيم بقلم
محمد زاهد الكوثري الماتريدي النقشبندي!

طبعة المكتبة الأزهرية للتراث


مكتبة نرجس PDF: السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل
http://www.narjes-library.com/2010/10/blog-post_6708.html?m=1
 
يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله:

ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السائرة
التي انتفع بها الموافق والمخالف
لكان غاية في الدلالة على عظم منزلته .انتهى

#انظر كلامه في الرد الوافر
ونقله عنه تلميذه السخاوي في
الجواهر والدرر
2 / 734 - 736 .
 

صدى الحجاز

عضو ذهبي
#يقول سيد قطب -الاشعري الصوفي- في كتابه "معالم في الطريق"


يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، كما في الدرر السنية (1/ 136) (1/ 161-162) : ((والطاغوت: عام في كل ما عُبد من دون الله، فكل ما عبد من دون الله، ورضي بالعبادة، من معبود، أو متبوع، أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله، فهو طاغوت، والطواغيت كثيرة، ورؤوسهم خمسة

الأول: الشيطان، الداعي إلى عبادة غير الله، والدليل قوله تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يّس: 60] .

الثاني: الحاكم الجائر، المغير لأحكام الله تعالى، والدليل قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً} [النّساء:60] .

الثالث: الذي يحكم بغير ما أنزل الله، والدليل قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [سورة المائدة آية: 44] )) .

وهذا إطلاق (في ثالث الطواغيت) باطل ، ولا يمكن أن يكون مقبولا بهذا الإطلاق . وإحسان الظن يوجب تقييده بأي قيد ؛ لأن الظلم في قضية واحدة حكم بغير ما أنزل الله ، وهذا ليس كفرا حتى عند الشيخ نفسه .

فما هو تقييد هذه العبارة التي لا قيد فيها ؟

ولن نحكم بتقييدها من عندنا ، بل بأعرف الناس بكلام الشيخ ، وهو حفيده الشيخ محمد بن إبراهيم (ت1389هـ) .

فللشيخ محمد بن إبراهيم (رحمه الله) رسالة شهيرة في التكفير بالحاكمية ، وهي موجودة في فتاويه ، وأفردت بالطباعة سنة 1380هـ ، وهي في الدرر السنية (16/206-218) .

وفي هذه الرسالة يقرر صراحة أن الكفر بالحاكمية ينقسم إلى كفر اعتقادي مخرج من الملة ، وهو الكفر الأكبر ، وإلى كفر عملي لا يُخرج من الملة ، وهو الكفر الأصغر (كفر دون كفر) .

فذكر أنواع الكفر الاعتقادي بالحاكمية ، المخرج من الملة ، فكان هذه الأقسام التالية :

الأول : جحود الحاكم بغير ما أنزل الله أحقية حكم الله ورسوله .

الثاني : أن لا يجحد ، لكنه يفضل حكم غير الله على حكمه .

الثالث : أن لا يفضل ، لكنه يساويه به .

الرابع : أن لا يفضله ولا يساويه ، لكنه يعتقد جواز التحاكم إليه .

الخامس : وهو محل الشاهد ، قال فيه : ((" الخامس " وهو أعظمها وأشملها وأظهرها معاندة للشرع ومكابرة لأحكامه ومشاقة لله ولرسوله ومضاهاة بالمحاكم الشرعية إعدادا وإمدادا وأرصادا وتأصيلا وتفريعا وتشكيلاً وتنويعا وحكما وإلزاما ومراجع مستمدات ، فكما أن للمحاكم الشرعية مراجع ومستمدات مرجعها كلها إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فلهذه المحاكم مراجع : هي القانون الملفق من شرائع شتى وقوانين كثيرة في القانون الفرنسي والقانون الأمريكي والقانون البريطاني وغيرها من القوانين ومن مذاهب بعض المدعيين المنتسبين إلى الشريعة وغير ذلك . فهذه المحاكم الآن في كثير من أمصار الإسلام مهيأة مكملة مفتوحة الأبواب والناس إليها أسراب إثر أسراب، يحكم حكامها بينهم بما يخالف السنة والكتاب ، من أحكام ذلك القانون ، وتلزمهم به ، وتقرهم عليه ، وتحتمه عليهم . فأي كفر فوق هذا الكفر ، وأي مناقضة لشهادة أن محمداً رسول الله بعد هذه المناقضة؟!!)) .

فهو هنا لا يكفر بالاعتقاد ، وإنما يكفر بسن القوانين الوضعية ، ونصب المحاكم التي تحكم بها .

والقسم السادس من الكفر الاعتقادي عنده : فهو عادات البدو وسلومهم التي يتحاكمون إليها .

وأما الكفر الذي لا يُخرج من الملة عنده فهو الظلم في الحكم الذي يحمل الحاكم إليه الشهوة والطمع .

وبالنظر في القسم الخامس : نجد أنه هو نفسه صورة الحاكمية التي كفر سيد قطب بها ، وأُلصقت تهمتها به . وهي من أكثر ما كفرت به الجماعات التكفيرية الحكومات والشعوب ، بالحكم والتحاكم .

وقد أكد الشيخ محمد بن إبراهيم تكفيره بالحاكمية في فتاواه ، حيث جاء فيها (6/188) : (( هل تجب الهجرة من بلاد المسلمين التي يحكم فيها بالقانون؟

الجواب : البلد التي يحكم فيها بالقانون ليست بلد إسلام. تجب الهجرة منها، وكذلك إذا ظهرت الوثنية من غير نكير ولا غيرت فتجب الهجرة فالكفر بفشو الكفر وظهوره. هذه بلد كفر.

أما إذا كان قد يحكم فيها بعض الأفراد أو وجود كفريات قليلة لا تظهر فهي بلد إسلام)) .

فهنا يعتبر الشيخ أن البلد الذي يكون فيه الحكم بالقوانين الوضعية بلد كفر ، تجب الهجرة منه .

ولا شك أن الشيخ محمد بن إبراهيم أعلم بكلام جده وبتقرير مذهبه ممن سواه .

وبالمناسبة : هذا التقرير هو تقرير الدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود المتخصص في العقيدة (خريج جامعة الإمام محمد بن سعود) في كتابه ( الحكم بغير ما أنزل الله) المطبوع في دار طيبة بالرياض ، سنة 1420هـ . وهو مما ينسبه إلى علماء الدرر السنية وغيرهم .

فإلى من يرغبون في نبش التاريخ أوجه هذا السؤال : من سبق إلى التكفير بالحاكمية : الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ت1206هـ) ؟ أم الشيخ محمد بن إبراهيم (ت1389هـ) ؟ أم سيد قطب (ت1387هـ) ؟!

وإلى من لا يرغبون نبش التاريخ ، لكنهم يزعمون أن حاكمية سيد قطب خطأ وباطل من جهة حكمها بالكفر على من لا يستحق التكفير ، هل سيعترفون أن تكفير الدرر السنية بالحاكمية خطأ أيضًا ، أم التخطيء فقط من نصيب سيد قطب ؟

وإلى متى سيستمرون بالخداع ، وإلصاق التهم بغيرهم ؟!


تاريخ النشر : 1435/11/23 هـ
أ.د الشيخ الشريف حاتم العوني
 
التعديل الأخير:

صدى الحجاز

عضو ذهبي
ابو عثمان حبيبي اتمنى منك ان تشاهد بتركيز هذا المقطع كاملاً
لكي توضح لك الصورة كاملة عن كل ماينقصك في معرفتة
للاستاذ الدكتور الشيخ
الشريف حاتم العوني العبدلي النموي القتادي الحسني الهاشمي


 

صدى الحجاز

عضو ذهبي
ياسر المطرفي
9/3/2014

4-9-2014.jpg




في معنى (الخوارج).. قراءة في التطور التاريخي لمسمى (الخوارج)



مع صعود الموجة الجديدة للجماعات الإسلامية المقاتلة، عاد الجدل مرة أخرى حول قضايا التكفير، والجهاد، والتطرف، والإرهاب، في سلسلة طويلة من المفاهيم التي نكتشف على نحو دائم أنها لم تُغْلِق ملفاتها بعد، فلا يزال يصاحبنا مع كل حدث جديد مفاهيم قديمة وأخرى حديثة بحاجة إلى مزيد من التحرير ومراجعة القول فيها من جديد.

واحدة من تلك المفاهيم التي صعدت مع موجة الجدل في هذه القضايا: مفهوم (مسمى الخوارج)، فقد أصبح استخدامه أحد أهم أسلحة النقد التي من خلالها يتم اختصار الطريق في تحديد مشروعية الجماعات المقاتلة، فإذا ما تحقق في واحدة منها وصف (الخوارج)، كان ذلك كافيًا لدى شرائح عديدة لسحب بساط المشروعية عنها.

وبعيدًا عن هذا الاستخدام السجالي لمسمى (الخوارج)، ومدى قدرته الحقيقية على معالجة ظاهرة/ ظواهر شديدة التعقيد والتركيب، إلا أن ذلك لا يمنع من البحث العلمي في مراجعة القول فيه، بسبب ما تعرض له هذا المفهوم من الالتباس والغموض بفعل عوامل عديدة.



إن الإشكال الذي يتعرض له البحث في موضوع الخوارج ليس وليد اليوم، بل هو إشكال صاحب هذا الموضوع من قديم، ومن أخص أسباب ذلك سببان:



السبب الأول: غياب المدونة الأساسية:

تعتبر المدونات الأساسية للطوائف هي الممثل الرسمي لها، وهي التي تُمكِّننا من نسبة الأقوال إليها على وجه الدقة والتحرير، لكن الإشكال بخصوص (الخوارج) هو غياب تلك المدونة، وممن أشار لهذه الإشكالية ابن النديم في الفهرست حيث يقول: "وهؤلاء قوم كتبهم مستورة قلَّما وقعت لأن العالم تشنؤهم وتتبعهم بالمكاره"[1].

والإشارة نفسها نجدها عند ابن تيمية في قوله: "وأقوال الخوارج إنما عرفناها من نقل الناس عنهم ولم نقف لهم على مصنف"[2].

هذا الغياب تسبب في حصول تردد في عدد من القضايا العلمية المرتبطة بالخوارج، مما رفع من سقف أهمية كتب التاريخ كمصدر أساسي يُستقى منه ما يتعلق بالخوارج، كما سيأتي التنبيه عليه.



والسبب الثاني: تعدد النماذج التفسيرية:

ففي البحث العقائدي لدينا ما يمكن أن نسميه (النموذج التفسيري العقائدي)، فنجد أن (الفكر السلفي) - مثلاً - يحمل في الغالب نموذجًا تفسيريًا واحدًا يتم توارثه لمقاربة الفكر (الأشعري) أو (الإمامي) أو (الصوفي)، والأمر كذلك عند (الإمامية)، أو (الأشاعرة) أو (الصوفية) إذا ما قاربوا (السلفية)، وهذا أحد أسباب تشابه النتائج حتى مع تعدد البحوث وكثرتها بالرغم من التطورات والتداخلات التي تمر بها تلك المذاهب، والتي من المفترض أن تُجري تعديلاً هنا وهناك في تلك النماذج التفسيرية.

والأمر نفسه بخصوص الخوارج فلدينا مجموعة مقاربات لعدد من الطوائف العقائدية، لكل طائفة منها مقاربتها الخاصة لموضوعهم، فثمة مقاربات عرضًا لوجهة البحث السنية، مثل مقاربة غالب عواجي في كتابه: (الخوارج وآراؤهم العقائدية).

وثمة مقاربات شيعية، مثل مقاربة جعفر مرتضى العاملي في كتابه: (علي والخوارج).

وثمة مقاربات إباضية، مثل مقاربة ناصر السابعي في كتابه: (الخوارج والحقيقة الغائبة).

وثمة مقاربات حداثية، مثل مقاربة ناجية الوريمي بوعجيلة في كتبها: (الإسلام الخارجي).

كل واحدة من تلك المقاربات تقدم الخوارج بشكل يتمايز عن المقاربة الأخرى.

والتقديم بهذين السببين هو تمهيدٌ للقول بأن بحوثًا عقائدية/كلامية كهذه تتطلب كثيرًا من التدقيق والاحتراز والتفكير.

في هذه الدراسة المختصرة سأتناول جانبًا واحدًا من تلك الجوانب الإشكالية التي تتعلق بالخوارج وهو جانب (مفهوم الخوارج)، أي: سيكون الانشغال حول سؤال (من هم الخوارج)؟

وكمقدمة للجواب عن هذا السؤال لابد من التنبيه إلى أن مسمى الخوارج تحوَّل إلى مسمى إشكالي، والسبب من وراء ذلك: أن هذه التسمية لها تعلق بمجموعة مراحل تاريخية، لكل مرحلة منها مواصفاتها الخاصة، ولابد من فصل كل مرحلة عن الأخرى، لأن كل واحدة منها لها سماتها الخاصة التي ستؤثر على تحديد المسمى.

يعتمد تحقيب تلك المراحل على لحظة الخروج الواقعي لهذه الطائفة في التاريخ، أي: (لحظة التحقق التاريخي) = والتي ستكون هي المرتكز للتحقيب، أي أننا أمام ثلاث مراحل:

ما قبل التحقق التاريخي (قبل خروجهم)، لحظة التحقق التاريخي (لحظة وجودهم)، ما بعد التحقق التاريخي (بعد خروجهم).

وسنلاحظ من خلال هذا التحقيب أن لكل حقبة مدونة تراثية هي أكثر التصاقا بها، حيث إن المدونات التراثية التي اهتمت بذكر الخوارج، هي: كتب الحديث، كتب التاريخ، كتب الأدب، كتب العقائد، كتب الفقه.

كل واحدة من تلك الكتب اهتمت بالخوارج من واقع انشغالاتها:

- فكتب الحديث التي من أخص اهتماماتها: الربط بين الأحكام والحديث النبوي، اهتمت بذكر (الخوارج) من جهة الربط بين المواصفات التي جاء النص النبوي بالإخبار عنها بخصوص طائفة معينة ستخرج لاحقًا وبين مواصفات (الخوارج) في التمثل التاريخي.

- وكتب التاريخ والأدب التي تهتم بذكر الأخبار التاريخية، حيث ذكرت أخبار (الخوارج) وواقعهم، وأشعارهم.

- وكتب العقائد اهتمت بالخوارج لأنه يشغلهم الجانب النظري وهو بيان معتقداتهم سواء بقصد تفصيلها كما في كتب المقالات والفرق أو بقصد التحذير منها كما في كتب العقائد العامة.

- وكتب الفقه اهتمت بذكر الخوارج لأنه يشغلهم الجانب العملي، وهو كيف يتم التعامل معهم على أرض الواقع كطائفة خارجة على النظام السياسي؟



ولذلك فإن المدونة الأهم في حقبة ما قبل التحقق التاريخي هي: (المدونة الحديثية)، وفي حقبة التحقق التاريخي: (المدونة التاريخية)، وفي الحقبة الثالثة: مابعد التحقق التاريخي: (المدونة العقائدية والفقهية).

يتبع
 
التعديل الأخير:

صدى الحجاز

عضو ذهبي
(1) الحقبة الأولى ما قبل التحقق التاريخي (حضور المواصفات وغياب المسمى)

تبدأ لحظة هذه الحقبة من موقف ذاك الرجل الذي ظهر في عصر النبي – عليه الصلاة والسلام -، عندما كان يقسم الغنائم بين أصحابه، فقام متهمًا تصرف النبي بعدم العدل فقال: "اتق الله يا محمد اعدل" "كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء"[3].

فأجابه النبي: "ويلك ومن يعدل إذا لم أكن أعدل" - وفي رواية: "ويلك ومن يطع الله إذ عصيت؟ أيأمنني الله على أهل الأرض، ولا تأمنوني؟"[4] - فقال عمر - رضي الله عنه -: "دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق"، فقال: "معاذ الله يتحدث الناس أني أقتل أصحابي، إن هذا وأصحابه (وفي رواية أحمد[5]: يخرج من قبل المشرق رجال كأن هذا منهم) يخرجون فيكم يقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية"[6] [مسلم].


من هذا الحديث بمجموع رواياته بدأ تأسيس القول حول هذه الفئة التي تنبأ النبي - عليه الصلاة والسلام - بخروجها، وقد كان هذا التبؤ مشفوعًا بذكر مجموعة من المواصفات التي من خلالها سيتم تحديدها وتعيينها على أرض الواقع.
ويعود هذا الاهتمام بذكر مواصفات هذه الفئة إلى أن الغلو في الشريعة أخطر من التساهل فيها، ولذلك فإن تحذيرها من هذا الجانب أكثر وأصرح من الجانب الآخر.
سنحاول أن نجمع تلك المواصفات بعضها إلى بعض لنكَوِّن صورة كلية عن هذه الفئة التي تحدث عنها النص، قبل ظهورها التاريخي، بمعنى: أننا سنستحضر في هذه المرحلة المواصفات الواردة في النص بعيدًا عن استحضار التجربة التاريخية لفرقة (الخوارج) التي تمثلت فيها لاحقًا، ولذلك يمكن أن نقول إن مجموع تلك المواصفات يعود إلى محددين:


المحدد الأول: محدد فكري

ويتعلق بطريقة تعاطيهم مع النص الشرعي ومنهج استدلالاهم به، وهو يدور حول (الغلو في التمسك بالنص دون تعمق في معناه)، ويدل على ذلك سياق الحديث عنهم، فهم بداية –كما في الحديث - يرفعون شعار النص فـ"يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء"[7]، و"يقولون من خير قول البرية"[8] [البخاري]. لكن تعاملهم مع النص لا يتجاوز القراءة التي تدل على عدم التعمق في معناه، ولذلك وصفهم النبي في الحديث بقوله: "يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم"[9] [مسلم]. ثم إنهم بمجرد تلك القراءة التي تدل على عدم عمق الفهم يُبادرون في الممارسة الاستدلالية، ويحسبون أنهم أصابوا في تلك الاستدلالات، بينما الأمر على العكس من ذلك، إذ لا يمكن أن تنتج تلك الممارسة العجولة استدلالات توصل إلى مقصود النص، ولذلك جاء وصفهم في الحديث: "يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم"[10] [مسلم].

وهذا الذي يقع منهم في التمسك بالنص دون تعمق في معناه، له طابع خاص، وليس كأي تمسك غير متعمق - كما سيأتي - بل هو تمسك فيه طابع (الغلو) الذي يقودهم إلى المروق من الشريعة "يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية".

المحدد الثاني: محدد عملي

ويتعلق بالممارسة العملية التي يقومون بها، والتي تدور حول: (الغلو في تطبيق النص دون تعمق في معناه)، فالحديث وصفهم بأنهم: "يتعمقون في الدين"[11] [أحمد]، الذي يشير إلى الغلو في ممارسة التدين، وقد تَمَثَّل الغلو في الممارسة في صورتين:

- الصورة الأولى: الممارسة التعبدية القاصرة: والتي تعني طبيعة تعبدهم الذاتي، فوصف الحديث هذا التعبد بأنه تعبد ظاهري فحسب، تجاوزوا فيه حتى صحابة النبي - عليه الصلاة والسلام - إلى درجة أنه لا مقارنة بين تعبدهم وتعبد الصحابة، الأمر الذي يُشير إلى الزيادة في هذا التعبد، يقول النبي في وصف ذلك: "ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم"[12] [البخاري]

إذا نحن أمام حالة خاصة من الزيادة في التعبد، وهي بالرغم من ذلك تظل عبادات لا يتجاوز تأثيرها إلى الباطن "لا يجاوز إيمانهم حناجرهم"، فعباداتهم لا تتجاوز هذا الغلو الظاهري في التدين.

- الصورة الثانية: الممارسة التعبدية المتعدية: والتي تتعلق بطبيعة علاقتهم بمخالفيهم من المسلمين، وتتمثل في صورة التدين بقتل المسلمين واستحلال دمائهم، كما في الحديث: "يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان"[13][البخاري].

هذه العجلة سواء العلمية أو العملية نتيجة لـ(ضعف التجربة وضعف التفكير) وهما ما جاء الحديث بالإشارة لهما بقوله: (حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام) [14] [البخاري].



نخلص من ذلك: أننا أمام حالتين من الغلو واحدة في الفهم والثانية في التطبيق، لكن الأمر لا يقف عند ذلك،فإننا لسنا أمام أي نوع من الغلو في الفهم، ولا أي نوع من الغلو في التطبيق، وإنما أمام حالة من الغلو الخاص في الفهم والتطبيق، هي التي استوجبت من النبي –صلى الله عليه وسلم - تخصيصهم بأمرين خطيرين:

- الأول: شدة الأوصاف: حيث وصفهم بأشد ما يكون، فقال عنهم: (شر الخلق والخليقة) [مسلم][15] مما يدل على شناعة ما سيفعلونه.

- والثاني: شدة المواجهة: حيث أمر بمواجهتهم بأقوى أنواع المواجهة وهي القتال، فقال: (لأن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد) [البخاري][16]، وقال: (فمن أدركهم فليقتلهم، فإن في قتلهم أجرا عظيما عند الله لمن قتلهم) [أحمد][17].

فلم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليصفهم بذلك (شر الخليقة) ويأمر بقتالهم لمجرد أي غلو في الفهم، بل نحن أمام حالة خاصة من الغلو تتلخص حسب ما تشير إليه النصوص - في التالي: الغلو في التمسك ببعض النصوص دون تعمق في معناها، الأمر الذي يقودهم إلى: استحلال دماء المسلمين (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان).

فاستحلالهم لدماء المسلمين لم يكن ذلك بدافع دنيوي كما هو الحال في القتل المتعمد أو قطاع الطريق، وإنما بدافع ديني من خلال غلوهم في فهم النصوص دون تعمق في معناها.

فليس أي غلو في الفهم ولا أي غلو في التطبيق يمكن أن يدخل تحت هذا الحديث، ويستحق فاعله أن يوصف بـ(شر الخليقة)، ولا يُرغب بمواجهته بـ(القتل).

هذه إذًا خلاصة المواصفات التي جاء النص النبوي ببيانها، ونلاحظ: أن النص لم يُحدد تسمية خاصة لهذه الفئة، وإنما تحدث عن مواصفاتها، فلم يأت في النصوص النبوية ذكرٌ لاسم (الخوارج)، وهي ملاحظة مهمة سيكون لها آثارها العملية التي يأتي الحديث عنها لاحقًا.

ولا يُشكل على ذلك ما نجده في كتب الحديث من محاولة الربط بين تلك الأحاديث وبين الخوارج، مثل الباب الذي يعقده البخاري في صحيحه: (قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة)، وأيضًا التبويب الذي نجده في صحيح مسلم، باب: (الخوارج شر الخلق والخليقة) = لأن ذلك منهم هو محاولة لتطبيق تلك المواصفات على مسمى الخوارج اللاحق، أما الأحاديث نفسها فلم تُحدد مسمَّى هذه الطائفة.



(2) الحقبة الثانية: لحظة التحقق التاريخي (الخوارج في وقت الفتنة):

إذا كان النص النبوي قد حدد مواصفات هذه الجماعة، فإنه كذلك قد حدد معها الزمان والمكان الذي سيخرجون منه، وهذا سيقربنا بشكل كبير من التحقق التاريخي لهذه الفئة.

فبخصوص الزمان فسيكون خروجهم في لحظة افتراق واختلاف بين المسلمين، كما في الحديث: "يكون في أمتي فرقتان فيخرج من بينهما مارقة، يلي قتلهم أولاهم بالحق"[18] [مسلم] وهذه الفرقة هي ما حصل بين علي وبين معاوية رضي الله عنهم [19].

وبخصوص المكان، فسيكون خروجهم في (المشرق)، فقد جاء في الحديث: "يخرج ناسٌ من قبل المشرق، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم"[20] [البخاري]. والمراد بالمشرق هنا: العراق، فقد خرجوا في (حروراء) في الكوفة[21] ومنه تمت تسميتهم منذ وقت مبكر بالحرورية.
هذا التمثل التاريخي بدأت إرهاصاته بالتحقق مع نهاية خلافة عثمان - رضي الله عنه - حيث ظهرت بدايات الفتنة وإرهاصات الافتراق، وما أن قتل عثمان - رضي الله عنه - حتى حصلت موقعة الجمل وصفين، وبعد هذه المعركة تحيزت هذه الجماعة بشكل واضح، وفي تلك الفترة الزمنية بدأ مسمى (الخوارج) بالظهور، وذلك في عام (37 هـ)، عندما خرجوا على علي - رضي الله عنه -
وطعنوا فيه وفي غيره من الصحابة من أجل قضية التحكيم التي قالوا فيها: إن عليًا «حَكَّم الرجال في أمر الله»، فنزعوا إلى تكفيرهم.
هذه هي اللحظة التاريخية التأسيسية التي تم فيها تشكيل اسم (الخوارج)، وتم فيها تنزيل الصحابة للأحاديث النبوية على هذه الجماعة.
ومن المهم القبض على هذه اللحظة وتحليل طبيعة المحددات الفكرية والعملية لهم قبل أن يحصل لديهم الاختلافات والانقسامات اللاحقة.
وقد كانت مناظرة ابن عباس للخوارج
[22] أحد أهم الروايات التاريخية في توصيف طبيعة المحددات الفكرية والعملية للخوارج في هذه اللحظة، والتي تؤكدها الروايات التاريخية الأخرى، - وهي رواية تم اعتمادها في المقاربات السنية والشيعية والإباضية وإن اختلفوا في بعض التفاصيل التي لا تؤثر على المواصفات التي تتعلق بالخوارج في سياقها العام - ولذلك فإنا سنعتمد على هذه المناظرة في تحليل ذلك، وباستقراء المواصفات التي تشير لها هذه المناظرة مع غيرها من الروايات التاريخية نجد أن طبيعة مواصفات (الخوارج) لا تخرج عن المحددين في المرحلة السابقة في النصوص النبوية، إلا أن الملاحظ أنهما وقعا على شكل أخص، ومن الطبيعي أن أي مواصفات عامة عندما يُكتب لها التحقق على أرض الواقع فإنها لابد أن تقع في صورة مخصوصة، وهذا التخصيص هو تمثل واقعي تاريخي لتلك المواصفات العامة في النص:

يتبع
 
التعديل الأخير:

صدى الحجاز

عضو ذهبي
فالمحدد الفكري وهو:

الغلو في التمسك بالنص دون تعمق في معناه، وقع عند (الخوارج) في (الغلو في الفهم الظاهري للنص دون تعمق في معناه)، وقد تحقق ذلك في مقالة (التكفير)، حيث وقع منهم بناءًا على فهمهم لظواهر بعض الآيات التي ورد فيها التكفير فنزلوها على الصحابة.

وطبيعة الإشكال لديهم في موضوع التكفير هو: (التكفير بما ليس بمكفر)، وقد وقع ذلك على صورتين، يمكن أن نستخرجها من مناظرة ابن عباس للخوارج:

- الصورة الأولى تتعلق: بطبيعة الأمور المكفرة، وذلك إما بأن يعدوا ما ليس بمكفر مكفرًا أصلاً، أو يأتوا إلى فعل غير مكفر ويسموه باسم فعل مكفر، ثم يقولوا: إننا لم نكفر إلا بما كفَّر الله به، ويتضح ذلك في قضية تحكيم الرجال، فهم قالوا: إن عليًا حكَّم المُحكمين وهما: عمرو بن العاص، وأبي موسى الأشعري في قتال معاوية وأصحابه، وهذا منه تحكيم في أمر قد حسمته الشريعة وهو قتال الفئة الباغية، وهذا التحكيم كفر، فلا حكم إلا لله، وهنا سنلاحظ دور التعامل الغالي في الظواهر كيف أدى بهم إلى مقولة التكفير ؟

فقد قالوا لابن عباس: «إنَّه حَكَّم الرجال في دين الله، وقد قال الله: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [الأنعام: 57].

فما كان من ابن عباس إلا أن بيَّن لهم عدم معرفتهم بالتكفير، فقال لهم: "أما قولكم: إنه حكم الرجال في دين الله، فإنه يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} [المائدة: 95]، قال في المرأة وزوجها: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} [النساء: 35]، أنشدكم الله: أفحكم الرجال في حقن دمائهم وأنفسهم وصلاح ذات بينهم أحق أم أرنب ثمنها ربع درهم؟

قالوا: اللهم في حقن دمائهم وصلاح ذات بينهم.

قال: أخرجت من هذه. قالوا: اللهم نعم»[23].

وتتأكد هذه الصورة بتقييم ابن عمر - رضي الله عنه - عن تفسير الخوارج: «انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين»[24]. فهم بحكم عدم تعمقهم في فهم معنى النص، نزَّلوا آيات لا تتحقق إلا في الكفار ووضعوها في المسلمين.

ويدل عليه توصيف سعيد بن جبير في قوله: «المتشابهات آيات في القرآن يتشابهن على الناس إذا قرؤوهن، ومن أجل ذلك يضل من ضل، فكل فرقة يقرؤون آية من القرآن يزعمون أنها لهم، فمنها ما يتبع الحرورية من المتشابه قول الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، ثم يقرؤون معها {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام: 1]، فإذا رأوا الحاكم يحكم بغير الحق قالوا: قَدْ كَفَرَ، وَمَنْ كَفَرَ عَدَلَ بِرَبِّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ، فَهَؤُلاءِ الأَئِمَّةُ مُشْرِكُونَ»[25].

هذا الغلو في فهم ظواهر بعض النصوص دون ردها للبعض الآخر، هو الذي أنتج مقولة التكفير كما لاحظنا في النقولات السابقة، حيث تم استخدام الآيات التي نزلت في الكفار وتنزيلها على المسلمين، كما في موضوع تنزيل آيات الحكم بغير ما أنزل الله على الصحابة وتكفيرهم بها.

- الصورة الثانية: تتعلق بوقائع التكفير ودلائلها، حيث أنهم يتعجلون في تلك الوقائع ويجعلونها دالة على التكفير وهي ليست كذلك، وهذا نجده في واحدة من القضايا الثلاث التي عرضوها على ابن عباس في مناظرته لهم، حيث ذكروا منها: أن عليًا محا اسم الإمارة عن نفسه عند كتابة وثيقة التحكيم، فقالوا لابن عباس: "إنه محا نفسه من أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين"، فهم بمجرد أن محا علي - رضي الله عنه - لقب (أمير المؤمنين) من الوثيقة جعلوا ذلك دليلاً على مقابل ذلك وهو أنه (أمير الكافرين)..!!

فأجابهم بقوله: "وأما قولكم: محا اسمه من أمير المؤمنين فأنا آتيكم بمن ترضون، ورأيكم، قد سمعتم أن النبي صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية كاتب سهيل بن عمرو وأبا سفيان بن حرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمير المؤمنين: أكتب يا علي هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله.

فقال المشركون: لا والله ما نعلم أنك رسول الله لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك!

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اللهم إنك تعلم أني رسول الله، اكتب يا علي هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله فوالله لرسول الله خير من علي "وما أخرجه من النبوة حين محا نفسه".

وواضح من ذلك أننا أمام قضية ليست مكفرة في أصلها، ولكن جهلهم بقضايا التكفير حملهم على جعلها دلالة على التكفير حتى بيَّن لهم ابن عباس أن الأمر ليس كما كانوا يظنون.



هاتان الصورتان يمكن أن نُعبر عنهما بطريقة أخرى فنقول: إن هذا التشكل النظري لديهم في موضوع التكفير ينتمي إلى (التساهل في إيقاع التكفير) حيث وقع هذا التساهل منهم على صورتين: (تساهل في تحديد الأمور المكفرة) و(تساهل في التصرفات التي تدلهم على التكفير).



نختم بملاحظة تتحصل مما سبق وهي: أنه من الملاحظ أن الروايات التاريخية في هذه الحقبة ليس فيها أي شيء يُشير إلى أن الخوارج في هذه الحقبة كان معتبر التكفير عندهم هو: مجرد (ارتكاب الكبيرة)، فليس هناك ما يدل على أنهم كانوا في هذه الحقبة يكفرون (الزاني) (شارب الخمر) وهكذا، وإنما معتبر تكفيرهم هو: أنهم من خلال فهمهم الظاهري للنص دون عمق في معناه، اعتبروا بعض الأفعال مكفرة وهي ليست كذلك.

فلم يكن مرجع تكفيرهم في هذه اللحظة التاريخية التي تشكل فيها اسم (الخوارج) = أنهم يكفرون بارتكاب الكبيرة، وإنما أنهم يتساهلون في تحديد الأمور المكفرة.



أما المحدد الثاني العملي:

والذي يتعلق بـ(الغلو في تطبيق النص دون تعمق في معناه): فقد تحقق في هذه اللحظة التاريخية في كلتا الصورتين اللتين سبق الإشارة لهما في الحقبة السابقة في النصوص، كما تشير إليه مناظرة ابن عباس للخوارج:

- ففي الصورة الأولى وهي التعبد القاصر، كانوا قد استغربوا على ابن عباس تجمله في اللباس، حيث يحكي ذلك عنهم فيقول: "خرجت إليهم ولبست أحسن ما يكون من حلل اليمن" - قال أبو زميل: كان ابن عباس جميلاً جهيرًا -

فقالوا له: "مرحبا بك يا ابن عباس فما هذه الحلة ؟".

فأجابهم ابن عباس بقوله: "ما تعيبون علي لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحسن ما يكون من الحلل ونزلت: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق)".

فهم استنكروا على ابن عباس هذا التجمُّل، بسبب غلوهم في فهم التدين، فكأنهم وجدوا أن التدين يتنافى مع تجمل الظاهر على النحو الذي كان عليه ابن عباس.

- أما في الصورة الثانية، وهي التعبد المتعدي، فقد كانوا يتعبدون بـ(قتل مخالفيهم من المسلمين)، حيث قاتلوا الصحابة، وعلى رأسهم الإمام الشرعي وهو علي رضي الله عنه.

وهذا القتال الذي كان منهم هو بناء على موقفهم في التكفير:

- إما بناء على التكفير بما ليس بمكفر، كما مرَّ في السابق.

- وإما بناء على أحكام تم بناؤها على الحكم بالتكفير، مثل قولهم لابن عباس في مناظرته لهم: إن عليًا - رضي الله عنه: لم يغنم ولم يسب من جيش معركة الجمل، ومعلوم أن السبي لا يكون في قتال الفتنة الذي يقع بين المسلمين، فقد قالوا فيها: "إنه قاتل ولم يسب ولم يغنم فلئن كان الذي قاتل كفارا لقد حل سبيهم وغنيمتهم، ولئن كانوا مؤمنين ما حل قتالهم؟!".

فأجابهم ابن عباس: "وأما قولكم: قاتل ولم يسب ولم يغنم؛ أتسبون أمكم عائشة ثم يستحلون منها ما يستحل من غيرها، فلئن فعلتم لقد كفرتم وهي أمكم ولئن قلتم ليست أمنا لقد كفرتم فإن كفرتم فإن الله يقول: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ?) (الأحزاب آية 6) فأنتم تدورون بين ضلالتين أيهما صرتم إليها صرتم إلى ضلالة ؟

فنظر بعضهم إلى بعض قلت: أخرجت من هذه ؟

قالوا: نعم".

ومن ذلك: ما حصل في قتل الخباب بن الأرت، حيث قتلوه عندما وجدوا أنه يؤيد معسكر علي - رضي الله عنه -، وهذا ما جعل ابن عمر - رضي الله عنه - ينكر ذلك عليهم لما أتوا إليه ليناظروه في مسائل نقموها على بني أمية فقال لهم: «فأخبروني عن عبدالله بن وهب الراسبي[26] حين خرج من البصرة هو وأصحابه، يريدون أصحابكم بالكوفة، فمروا بعبد الله بن خبَّاب رضي الله عنه؛ فقتلوه وبقروا بطن جاريته، ثم عدوا على قوم من بني قطية؛ فقتلوا الرجال، وأخذوا الأموال، وغلوا الأطفال في المراجل، وتأوَّلوا قول الله: {إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: 27]» [27].



ما نخلص به من هذا التمثل التاريخي لتلك المواصفات التي جاءت في النصوص، أن ما يتعلق بالمحدد الفكري، قد تمثل في (التكفير بما ليس بمكفر)، وما يتعلق بالمحدد العملي قد تمثل في (التدين بقتل مخالفيهم من المسلمين بغير حق)، فمن اجتمعت فيهم هاتين الصفتين فقد اجتمعت فيهم صفات (الخوارج) حسب التمثل التاريخي.

هذان المحددان للخوارج في التمثل التاريخي ينتميان إلى التساهل في قضيتين أساسيتين وهما: (التساهل في إيقاع التكفير)، و(التساهل في إيقاع القتل في مخالفيهم من المسلمين)، ويقابل هذا التساهل تعظيم بالغ جدا للشريعة في هذين البابين على وجه الخصوص، فقد عظمت الشريعة تكفير المسلم بغير حق في قوله صلى الله عليه وسلم: (من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما)، كما عظمت الشريعة قتل المسلم بغير حق، قال الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 93].

هذه محددات مسمى (الخوارج) في هذه اللحظة التاريخية التي تنبأ النص بظهورها. ومعلوم أن الخوارج بعد ذلك انقسمت وتطورت مقولاتها وتعددت، ولكن يبقى الأصل في مسمى (الخوارج) يرجع إلى تلك اللحظة التاريخية التي تشكل فيها المسمى.

وهذا الانقسام والتطور والتعدد هو الذي سيجعل محدد مسمى الخوارج فيما بعد يدخله شيء من اللبس كما سيأتي في المرحلة الثالثة: وهو البحث في المفهوم الذي استقر فيما بعد في المدونة التراثية (العقائدية والفقهية) التي اهتمت بتحديد مسمى (الخوارج).
يتبع
 
التعديل الأخير:

صدى الحجاز

عضو ذهبي
(3) الحقبة الثالثة: ما بعد التحقق التاريخي:

ونحن نقصد بحقبة ما بعد التحقق التاريخي: المرحلة التالية لمرحلة التأسيس، والتي حصل فيها انقسام للخوارج من جهة، وتداخل للخوارج مع الاتجاه الكلامي من جهة ثانية. فقد انقسمت (الخوارج) بعد تلك اللحظة التأسيسية الأولى إلى فرق عديدة كالأزارقة والنجدات والصفرية، وتنوعت مقولاتهم فيما بعد، وحاولت كتب المقالات رصد هذا الاختلاف والتنوع، فأي تحديد لمسمى (الخوارج) تم اعتماده لاحقًا ؟

أهم المدونات التي اهتمت بتحديد مسمى الخوارج بعد تلك اللحظة التأسيسية الأولى هما المدونتان (العقائدية والفقهية)، ولم تخرج طبيعة الانشغال بتحديد المسمى في هاتين المدونتين عن مجال المحددين في المراحل السابقة، وهما: (الفكري) و(العملي) ولكنها كانت بطريقة مغايرة تُدخلنا في مرحلة جديدة من التضييق في تحديد المسمى، وحيث إننا في مرحلة التحقق التاريخي حددنا مسمى الخوارج بمن جمع: (التكفير بغير مكفر) مع (التدين بقتل مخالفيهم من المسلمين)، فإننا في هذه المرحلة سننتقل إلى تضييق آخر في المسمى. وقد أخذ هذا التضييق لمسمى (الخوارج) في هذه المدونة ثلاثة مسارات:

- المسار الأول: الذي اقتصر على المحدد الفكري في التمثل التاريخي وهو (التكفير)، ولكن بطريقة أكثر تضييقًا، حيث تم تضييقه من مطلق (التكفير بما ليس بمكفر) إلى خصوص: (القول بتكفير مرتكب الكبيرة)، بمعنى: أن (الخارجي) هو من يقول: بأن مرتكب الكبيرة كافر، وبالتالي فمن لا يقول بهذه المقولة فليس بخارجي، ومن أمثلة من ذهب إلى ذلك النووي حيث يقول: "الخوارج: صنف من المبتدعة يعتقدون أن من فعل كبيرة كفر، وخلد في النار، ويطعنون لذلك في الأئمة ولا يحضرون معهم الجمعات والجماعات"[28].

- المسار الثاني: الذي اقتصر على المحدد العملي في التمثل التاريخي وهو (القتال)، ولكن بطريقة أكثر تضييقا، حيث تم تضييق القتال من مطلق (التدين بقتل مخالفيهم المسلمين بغير حق) إلى خصوص (الخروج على الإمام الشرعي)، أي أن (الخارجي) هو: من خرج على ولي الأمر وحسب، وممن ذهب إلى ذلك الشهرستاني حيث يقول: "كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت عليه الجماعة يسمى: (خارجيًا) سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين، أو كان بعدهم على التابعين بإحسان، والأئمة في كل زمان"[29].

- المسار الثالث: من جمع بين المحددين الفكري (التكفير) والعملي (القتال)، ولكن في صورتها المتأخرة، حيث اعتمد التضيقين السابقين (التكفير بمرتكب الكبيرة) و(الخروج على الإمام الشرعي)، وممن ذهب إلى ذلك - مع ضمه لمقالات أخرى تشكلت لاحقًا - ابن حزم حيث يقول: "ومن وافق الخوارج في إنكار التحكيم، وتكفير أصحاب الكبائر، والقول بالخروج على أئمة الجور، وأن أصحاب الكبائر مخلدون في النار، وأن الإمامة جائزة في غير قريش، فهو خارجي"[30].

كما أن العديد من كتب المقالات اعتمدت مقالات أخرى للخوارج تشكلت لاحقًا بعد أن دخل الاعتزال على الخوارج، مثل قول الأشعري: "فأما التوحيد فإن قول الخوارج فيه كقول المعتزلة"[31]. و قوله: "وكل الخوارج يقولون بخلق القرآن"[32]، وقوله: "والخوارج لايقولون بعذاب القبر"[33].

وهذه المقالات وما هو من جنسها إنما جاءت في مرحلة لاحقه عن لحظة التحقق التاريخي التأسيسية، فلم تكن تلك المسائل مطروحة للجدل والنقاش في تلك الحقبة الزمنية.



نلخص المراحل السابقة وتطورات القول في مسمى الخوارج في الجدول التالي:





ما قبل التحقق التاريخي

لحظة التحقق التاريخي

ما بعد التحقق التاريخي

الجانب النظري

(الغلو في التمسك بالنص دون تعمق في معناه) "يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء"، "يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم"، "يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم".

التكفير بما ليس بمكفر (سواء تعلق ذلك بالمكفرات/أو تعلق ذلك بوقائع التكفير ودلائله).

التكفير بارتكاب الكبيرة.

الجانب العملي

(الغلو في تطبيق النص دون تعمق في معناه): "يتعمقون في الدين"، "ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم"، "يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان".

قتل مخالفيهم من المسلمين بغير حق (سواء عموم المسلمين، أو الإمام الشرعي).

الخروج على الإمام الشرعي.



(4) نتائج وتحليلات:

إن إدراك هذا التحقيب الثلاثي، وطبيعة انتقاله من الأعم إلى الأخص ستساعدنا في الجواب عن كثير من الإشكالات العلمية الحاصلة اليوم، ومن ذلك:

أولاً: هذا التحقيب سيحل لنا إشكالية الكلام عن الجماعات المسلحة المتطرفة المقاتلة في سوريا كتلك الموسومة بـ(داعش)، وهل يدخلون في مسمى الخوارج أم لا ؟

فقد لاحظنا أن مسمى (الخوارج) بحسب التحقق التاريخي، أشمل من المسمى الذي تشكل فيما بعد ذلك في العديد من كتب الفقه والعقائد، فهو يُطلق على من اجتمع فيه (التكفير بما ليس بمكفر "التساهل في إيقاع التكفير")، و(التدين بقتل مخالفيهم من المسلمين بغير حق "التساهل في دماء المسلمين")، حتى لو لم يكن قائلاً بقضية (تكفير مرتكب الكبيرة) أو (كان غير خارج على الإمام الشرعي)، وهذا ما ينطبق على (داعش)، الذين يتساهلون في تكفير المسلمين باعتقادهم ما ليس بمكفر مكفرًا، ويستحلون دماء مخالفيهم من المسلمين. وبالتالي فهم يدخلون في مسمى (الخوارج).

والسبب الذي أوقع اللبس عند البعض عدم ملاحظة الفرق في تحديد المسمى بين مرحلة التحقق التاريخي الأولى، ومرحلة ما بعدها، فصار هناك من ينفي عن هؤلاء الغلاة (داعش) مسمى (الخوارج)، بسبب أنهم لا يكفرون بمرتكب الكبيرة، ولم يخرجوا على الإمام الشرعي، بينما هذا التحديد (المضيَّق) لا يُمثل لحظة التحقق التاريخي الأولى التي تشكل فيها مسمى الخوارج.

ثانيًا: أنه إذا تم اعتماد المواصفات التي جاءت في النص، فليس بالضرورة أن يتسمى أصحابها بمسمى (الخوارج)، فقد تتحقق المواصفات النصية فيمن لم يتسم باسم (الخوارج) ولكنه اجتمع معهم في المواصفات العامة الواردة في النص.

فالمواصفات التي في النص، وإن كان المقصود بها ظهور هذه الجماعة في تلك اللحظة التاريخية التي سُميت فيما بعد بـ(الخوارج)، إلا أنه ليس فيه ما يدل على عدم إمكانية انطباق تلك المواصفات على غيرهم.

فـ(الخوارج) تَمَثُّلٌ واحدٌ من تمثلات تلك المواصفات التي جاءت في النص، والتي استقرت مقولاتها وممارساتها في قضايا معينة، وبالتالي فهو اسم تاريخي وقعت التسمية به لطائفة معينة في التاريخ، ولا يمنع أن تأتي فرق أخرى تجتمع مع (الخوارج) في مناطات الأوصفات التي جاء بها النص، وتفترق عنهم في بعض الأوصاف التاريخية التي اختصوا بها.

فإذا تم تحقيق مناط أوصاف (الخوراج) على فرقة أخرى ظهرت بعد ذلك، فهذا يعني دخول هذه الفرقة الحادثة تحت دائرة الأوصاف التي جاءت في الحديث، ولو لم نسمها باسم (الخوارج).



ومما يدل على أن هذا التمثل التاريخي للخوارج غير حاصر في الحديث، أن الأحاديث نفسها تضمنت إشارتين:



الإشارة الأولى: فيما قبل ظهور الخوارج تاريخيًا، حيث ربطت بين الرجل الذي اعترض على حكم النبي –عليه الصلاة والسلام - وبين مواصفات الجماعة اللاحقة، ومعلوم أن الرجل لم يقل بمقولات الخوارج التاريخية، ومع ذلك ربط النبي بينه وبين هذه المواصفات.

وسبب ذلك ما حصل من هذا الرجل من أحوال تتشابه مع المواصفات الواردة في نفس الحديث:

- أن هذا الرجل يظهر بحالة من المزايدة في التدين من حيث التمسك بالعدالة وكأنه أكثر عدالة من النبي، وكذلك تلك الجماعة تظهر في تدينها على وجه يظهرهم أكثر تدينًا من الصحابة: "ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم".

- كما أن هذا الرجل يرفع شعار العدل، وهو شعار لا يُختلف عليه كما أن أولئك يرفعون شعارات من خير ما يقوله الناس كما يقول النبي: "يقولون من خير قول البرية"، "يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء".

- وهذا الرجل يحمل هذا الشعار وهو تحقيق العدل، وهو لم يفهم معناه، فيذهب ليُفسر فعل النبي بطريقة عجولة تحكم عليه بعدم العدل لمجرد أنه لم يُعطه من الغنائم دون أن يدرك مقاصد النبي من ذلك، فكذلك هذه الجماعة ينطلقون في التعامل مع القرآن دون فهم لمقاصده ومعانيه: "يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم".

- وهذا الرجل يستخرج من هذا التفسير العجول لتصرف النبي حكما بعدم عدله، وهذه الجماعة يستنتجون من خلال قراءتهم الظاهرة أحكامًا ليست صحيحة "يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم".

- وهو كذلك يريد أن يحقق المنافحة عن العدل ولكن من خلال التشكيك في عدالة النبي، فهو يريد أن يصل إلى شيء دعت إليه الشريعة وهو العدل، ولكن من خلال انتهاك أشياء عظمت الشريعة انتهاكها وهو تعظيم النبي وعدم التشكيك في أمانته. وكذلك تلك الجماعة حيث إنهم يظهرون كما أنهم يريدون أن يحققوا الذب عن الشريعة ولكن من خلال هدم أشياء حذرت الشريعة من التساهل في الإقدام عليها مثل قتل المسلمين أو الإقدام على تكفير المسلمين.



والإشارة الثانية: فيما بعد الظهور: حيث أشارت بعض الأحاديث الأخرى إلى استمرار خروجهم إلى آخر الزمان، كما في حديث ابن عمر: "كلما خرج منهم قرنٌ قطعه الله"[34].

وبناء على ذلك؛ فإن المواصفات الواردة في النص النبوي تنطبق كذلك على الجماعات الشيعية المتطرفة التي تقتل مخالفيهم من السنة بدافع ديني، فهم (يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم)، وهم (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان)، فقد جمعوا بين (عدم التعمق في النص الذي قادهم إلى تكفير مخالفيهم من أهل السنة من خلال مرويات منسوبة لبعض الأئمة)، مع التدين بـ(قتل مخالفيهم من السنة)، غير أن الفارق بينهم وبين الخوارج، أن طريقة الجماعات الشيعية في الاستدلال لم تكن تعتمد على ظواهر النصوص كما هو حال (الخوارج)، وإنما على (مرويات منسوبة لبعض أئمة آل البيت)، والنصوص لم تشر إلى منهج الاستدلال بقدر ما أشارت إلى سياقه العام وهو (قراءة القرآن وعدم التعمق في معناه).



وعلى العكس من ذلك فيما لو طبقنا المواصفات التي في النص على الإباضية اليوم - والتي تُصنَّف في كتب المقالات السنية والشيعية أنها الامتداد الوحيد المتبقي للخوارج -، فإننا سنجد أن تلك المواصفات التي في النص لا تنطبق عليهم، وهم ألصق بالاتجاه الكلامي - في صورته الاعتزالية - من التصاقهم بالخوارج، بينما انطباقها على الجماعات المتطرفة الشيعية التي تقتل على الهوية أولى.

ومن باب أولى - بطبيعة الحال - أنها تنطبق على جماعة (داعش) الذين تحققت فيهم المواصفات في النص وتحقق فيهم كذلك مواصفات الخوارج في لحظة التأسيس التاريخية.
يتبع
 

صدى الحجاز

عضو ذهبي
هذه خلاصة القول في مقاربة مسمى (الخوارج)، أرجو أن تكون قد ساهمت في رفع بعض الالتباس عن هذه التسميـة.

وتبقى ظاهرة (داعش) أعقد بكثير من أن تكون مقاربتها في جانب واحد من جوانبها... فهي ظاهرة معقدة ومركبة، يتداخل فيها الديني بالسياسي بالاجتماعي، ويختلف فيها الهرم عن القاعدة، وينفصل فيها الفكر عن دوافعه تبنيه، لكننا نقدم ذلك فقط من أجل المساهمة في تحرير المفاهيم التي تتعرض لكثير من الالتباس من ناحية والتبسيط والاختزال من ناحية أخرى، نقول هذا حتى نتجاوز التعليق الذي يظن أنه بمجرد نسبة هذه الجماعة أو تلك إلى (الخوارج) كافٍ في تفكيك أصولها الفكرية، أو قادر بوحده على إبعاد التعاطف مع حركة تثبت قدرتها على جلب الأنصار بمنطق إنجازات الواقع.



التجربة تقول: أن كثيرًا من هذه الجماعات المتطرفة لا تتراجع وهي تعيش لحظة النشوة بانتصاراتها على أرض الواقع، الانتصار عادة ما يحجب الرؤية عن المراجعة، وتيارات العنف عادة ما تتراجع في لحظات الانكسار لا في لحظات الانتصار.
 
فبدلا من ان ترد على شتم و تكفير جماعتك الماتريدية النقشبندية لاعيان علماء الامة
كشتم وتكفير الكوثري الماتريدي الجهمي والسبكي الاشعري المتجهم،

ذهبت تراوغ كما تروغ الثعالب
واتيت بأقوال مجتزلة من سياقها
ووضعت في غير موضعها من قبل الدجاجلة،

حتى تتهم بعض علماء أهل السنة بالتكفير
كذبا وزورا كما هي عادتكم !

دعني اخبرك حتى لا تخلط وتخرج لنا بأقوال منتهية الصلاحية!؟

من انك تنقل عن من زرعتهم جماعة الاخوان الصوفية الشاذلية الحصافية الاشعرية الجهمية!

اقصد بهم تلاميذ محمد قطب ومحمد سرور زين العابدين الاخونجية،

ليطعنوا بالكذب والتزوير والتلبيس والتدليس عن طريق الاصطياد بالماء العكر
في أهل السنة !

#عموما لا تفرح بهذه التراهات ؛

فمعتقد اهل السنة يخالف ما يدعونه هؤلاء الاخونجية،

لان اهل السنة السلفيين

#( يعتقدون بتبعض الايمان )

ويقولون بقول ابن عباس رضي الله عنه :

(كفر دون كفر).

الذي يخالفه عموم اهل البدع

لانهم لا يقولون بحجية قول الصحابي!



#ودعني اختصرها لك يا نورسي :

فمنشأ التكفير هو بسبب معتقد الارجاء

الذي يعتقده الاشاعرة والماتريدية والخوارج والمعتزلة وعامة اهل البدع !؟

لانهم لا يقولون بتبعض الايمان!

فيقولون :

إذا ذهب بعض الايمان
ذهب كله !

فتكفير شارب الخمر والزاني والمجتمعات الاسلامية

مبني على هذا الاصل الارجائي المخالف لنصوص الشرع .


والادلة الشرعية المتواترة تواترا معنويا تدل على ان الايمان :

يتبعض واذا ذهب بعضه بقي بعضه،

كحديث:
(يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان ). رواه مسلم،

وحديث (الايمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة...)، او كما في الحديث الذي رواه البخاري.

ولكن اهل البدع لا يقبلون هذا الحديث وغيره في باب العقائد

لانهم يقولون بأنها أحاديث آحاد !

وهذا بناء على عقائدهم المبنية على قواعد الفلاسة العقلية المخالفة للشرع بالكلية !

ولكن الفضيحة هي انهم ليس لديهم دليل واحد متواتر يدل على هذه العقيدة الباطلة !

#فاذا علم ذلك،
عرفنا من اين اتت لنا الافكار التكفيرية الخارجية !

#انتهينا ببساطة يا مرجئ،
وانقلب السحر على الساحر (ابتسامة)!

#روى ابن شاهين في "الكتاب اللطيف":

أنّه قيل لابن المبارك : ترى رأي الإرجاء ؟!

فقال: « كيف أكون مرجئاً؛ فأنا لا أرى السيف ؟! »

# وقال الامام احمد:

« إنّ الخوارج هم المرجئة» "السنة"– له– رحمة الله -.

#و روى اللألكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" عن سفيان الثوري – رحمه الله – أنّه وصف المرجئة بأنّهم من ( أهل الأهواء المضلة)،

ثم قال: « وهم يرون السيف على أهل القبلة».

#وعن سلام بن أبي مطيع، قال: كان أيوب السختياني يسمى أصحاب البدع: خوارج!

ويقول:

« الخوارج اختلفوا في الاسم، واجتمعوا على السيف ».
 

صدى الحجاز

عضو ذهبي
مادمت ترى اني اروغ كما الثعلب واتيتك بأقوال مجتزلة
فعفى الله عنك وكل شاه معلقة بكراعها
انار الله بصيرتك يابو عثمان وجعلني انا واياك من الظالين

 
#تكفير الماتريدية لاهل السنة والجماعة واخوانهم الاشاعرة !؟

قال أبو بكر محمد الفضلي الكماري البخاري الماتريدي:

( من قال أنا مؤمن إن شاء الله - فهو كافر لا تجوز المناكحة معه)

وقال أبي حفص السفكردري وبعض أئمة خوارزم من الماتريدية المنتسبين لابي حنيفة:

( لا ينبغي للحنفي أن يزوج بنته من رجل شافعي المذهب ،
ولكن يتزوج من الشافعية تنزيلا لهم منزلة أهل الكتاب ،

بحجة أن الشافعية يرون جواز الاستثناء في الإيمان وهو كفر ).


#من اين اتى لنا الفكر الخارجي التكفيري !

#اما بالنسبة لخزعبلات الاخونجية الصوفية في اتهام أئمة الدعوة بالتكفير زورا ...الخ التراهات

فخذ هذا الكتاب من باب الاختصار
وانظر فيه ورد على نفسك بفسك

واكرمنا بالسكوت عن ترهاتك
لان النقاش في هذا الموضوع السقيم
مضيعة للوقت
لانه منتهي الصلاحية !

كتاب تقريرات أئمة الدعوة في مخالفة مذهب الخوارج وإبطاله
المؤلف
د.محمد هشام ظاهري

http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=12923
 
#شطحات الماتريدية الصوفية!

[ الذي يعتقد عقيدة وحدة الوجود يقال له :

الموحد عند الصوفية الوجودية الاتحادية ].


بناء على هذا الاصطلاح الوثني استمع أيها المسلم للقصة التالية:
قال حكيم أمة الديوبندية (1362هـ)
(أشرف علي التهانوي الذي
لقبه الكوثري الجهمي الوهابي بــ : "حكيم الأمة" ).

عن الشيخ إمداد الله الشيخ الأول في التصوف للديوبندية (1317هـ):

(قيل لموحد:
إذا كان الحلوى والخرء شيئاً واحداً فكل الحلوى والخرء جمعاً!!!

فجعل هذا الموحد شكله شكل الخنزير،
فأكل الخرء ثم حول نفسه من صورة الخنزير إلى صورة الآدمي فأكل الحلوى).

وقد علق على هذه الأسطورة الإلحادية الوثنية والوجودية الصوفية الشيخ أشرف علي الملقب بحكيم الأمة فقال:

(إن هذا المعترض على هذا الموحد كان غبياً؛

ولذلك تكلف هذا الموحد هذا التصرف،

وإلا فالجواب ظاهر

وهو أن الحلوى والخرء متحدان في الحقيقة لا في الأحكام والآثار) .


قلت أيها المسلم دقق النظر في هذه الأسطورة الإمدادية الديوبندية الصوفية الاتحادية،

وهذا التعليق الأشرفي الحكيمي الديوبندي الصوفي الإلحادي يتبين لك فيها الطامات الآتية:

الأولى: تسمية هذا الاتحادي الصوفي الإلحادي موحداً.

فالصوفية الاتحادية والحلولية الإلحادية لا يسمون الشخص موحداً إلا إذا
أنكر توحيد الأنبياء والمرسلين،

واعتقد أن الله تعالى هو كل شيء وهو الاتحاد أو أنه تعالى هو كل شيء وهو الحلول .

وأما الجهمية الأولى فيسمون معطل الصفات والأسماء موحداً

وأما الماتريدية والأشعرية فيسمون معطل بعض الصفات موحداً .

وأما القبورية فيسمون المستغيث بالأموات موحداً .

الطامة الثانية:

أن هذا الولي الموحد الاتحادي الإلحادي الوثني

قد وصل في القدرة والتصرف إلى حد كان قادراً على قلب الأعيان والحقائق
حتى قلب نفسه خنزيراً ثم انقلب من الخنزير آدمياً بقدرة كن فيكون.

الطامة الثالثة: عقيدة وحدة الوجود:

وأن جميع ما في هذا الكون شيء واحد في الحقيقة وإنما الفرق في الأحكام والآثار،

وأن الخالق والمخلوق شيء واحد في الحقيقة، فما ثم إلا هو وإنما الفرق بالاعتبار لا بالحقيقة.

الطامة الرابعة:
تناول هذا الولي الموحد الإلحادي الاتحادي الوثني
الخرء وأكله إياه بعدما انقلب خنزيراً أنجس الحيوانات في خلق الله تعالى،

ويلزم هذا الخنزير أن يجامع أمه وأخته وبنته ومحارمه؛ لأن هذا الولي لما انقلب خنزيراً حل له أكل أغلظ النجاسات وهو الخرء،
فيحل له وطء المحارم أيضاً لأن الخنزير غير مكلف فلا محارم له.

الطامة الخامسة:
مناصرة ذلك الولي الاتحادي الإلحادي الوثني والدفاع عنه، والطعن فيمن ينكر على هؤلاء الملاحدة ممن لا يعتقد عقيدة وحدة الوجود

بأنه غبي أحمق في الاعتراض على هذا الولي الموحد الإلحادي الاتحادي الوثني.انتهى.


#هذه_هي الصوفية يا ( وهابية)

#يتبع ان شاء الله (ابتسامة)
 
أعلى