تحديث الخطاب السياسي الأهوازي بين الحاجة الملحة و الرغبة

كويتي م

عضو جديد
تحديث الخطاب السياسي الأهوازي بين الحاجة الملحة و الرغبة











أبو محمد الكعبي




وما لا تراه هذه التنظيمات هو القصور الشديد في طرح قضيتنا على مستوى العالم العربي وقد يكون هذا النموذج من لغة خطابنا السياسي احد هذه الأسباب. فاغلب الدول العربية لا تنظر إلى نفسها على أساس أنها دول قومية، نعم هي تعترف بالعروبة كهوية وطنية وليس كنهج سياسي، والدولة العربية الوحيدة التي تدّعي أنها تنتهج نهجاً قوميّاً هي سوريا ونشاهد اليوم على ارض الواقع كيف تتعامل سوريا مع اللاجئين الأهوازيين على أراضيها.


سُـئل جحا يوماً عن عمره فقال انه بالثلاثين من العمر فسئل بعد عدة سنوات عن عمره أيضا وردّ قائلاً ثلاثون عاماً، فأستغرب السائل كيف لم يكبر فذكره انه قبل عدّة سنوات كان بالثلاثين فردّ على سائله إن كلمة الرجل واحدة ولا تتغير ولو سُـئل بعد مئة عام عن عمره لن يتراجع عن كلمته الأولى وانه يبقى في الثلاثين.



هذه النكتة تنطبق على الكثير من الأحزاب والتنظيمات السياسيّة للأسف الشديد، فبعد كل هذه السنوات وتغير الزمن والعوامل السياسية نرى إن لغة الخطاب وسقف المطالبات هي كما بدأ هذا التنظيم عمله، واغلب التنظيمات الجديدة أيضا بدلاً من أن يكون لها إستراتيجيّة مستقبلية ولغة جديدة في خطابها، نجدها نسخة طبق الأصل عن تنظيمات قائمة، ولا اعلم ما هي الحكمة في تكاثر التنظيمات التي لا تقدم جديداً على الساحة السياسيّة بالشكل المرجو.



فالتنظيمات الجديدة وكذلك التنظيمات القديمة نجدها تعتمد لغة خطاب الثمانينيات من القرن الماضي كالفرس المجوس والرياح الصفراء والشيعة الصفوية، إن هذه المفردات النضالية التي اقتبسها البعض أو ابتدعها لوصف الحكومة الإيرانية تعدّ لغة الخطاب الرسميّة لتلك التنظيمات.



وما لا تراه هذه التنظيمات هو القصور الشديد في طرح قضيتنا على مستوى العالم العربي وقد يكون هذا النموذج من لغة خطابنا السياسي احد هذه الأسباب. فاغلب الدول العربية لا تنظر إلى نفسها على أساس أنها دول قومية، نعم هي تعترف بالعروبة كهوية وطنية وليس كنهج سياسي، والدولة العربية الوحيدة التي تدّعي أنها تنتهج نهجاً قوميّاً هي سوريا ونشاهد اليوم على ارض الواقع كيف تتعامل سوريا مع اللاجئين الأهوازيين على أراضيها.



في الجانب الأخر نرى أن اغلب الدول العربية لا ترى نفسها في حالة صراع طائفي مع إيران فلا يهمّها بأن تكون إيران شيعية صفوية أو شيعية علوية أو غيرها وحتى الإشارات التي تخرج من هنا وهناك بخصوص الهلال الشيعي مردّه الخوف من سيطرة إيران على الأقليات الشيعية التي تسكن في تلك البلدان لعدم وجود بديل شيعي يقود الشارع السياسي العربي الشيعي غير إيران .



إن أكثر الأحزاب والتنظيمات لا تستطيع أن ترى الواقع المتمثل في كون هذه الحكومة (إيران) لا تمثل قوميّة محدّده، بل هي عبارة عن مجموعة من المكونات التي لا تفرّق بظلمها بين الكردي والتركي والبلوشي أو التركماني. نعم لا ننكر الجانب القومي في الصراع القائم بين القوميات المذكورة من جهة، وبين الحكومة الإيرانية من جهة أخرى، ولكنه يجب ألا يشكل هذا الصراع محور القضية.



واغلب الأهوازيين الذين يظهرون على شاشات التلفاز للتحدّث عن القضيّة يقعون في هذا المطب، فتجدهم يتحدثون عن إيران التي تمنع تسمية المواليد الجدد باللغة العربية وتمنع تأسيس المدارس باللغة العربية، كأنما هذا هو جوهر القضية، وهذا الأمر يجعلني أتساءل ماذا إذا وافقت إيران غدا على فتح مدارس باللغة العربية أو سمحت بتسمية أبنائنا بأسماء عربية؟ هل سنقول إننا قد حصلنا على كامل حقوقنا الوطنية؟؟ علما إن القوميات التركية والكردية والبلوشية والتركمانية تعاني من نفس المشكلة ولكن لا نجدها تطرح قضاياها ضمن إطار المدارس والأسماء .



أيها الإخوة، يجب إن نبدأ بطرح قضيتنا ضمن إطار الحق والباطل، في إطار الرغبة في التعايش السلمي داخل إيران أو الضم ألقسري والإجباري لإيران، آنذاك سنفاجأ بحجم الدعم الذي سنحصل عليه.​


----------------------------------------------------
الرجاء عند نقل المقال يرجى وضع التعليقك الخاص بالموضوع ...

ستانفورد بينيه ..
 
ممكن تعرفنا بالأهواز من حيث الجغرافيا والتركيبة السكانية والثروات الطبيعية لو تكرمت !!

حتى يكون عندنا تصور لقضية الأهواز !!
 
أعلى