مستقبل البريد الإلكتروني.. واحة من التطبيقات الذكية
برامج لصد أقوى الفيروسات ومكافحة الرسائل المخادعة وتنظيم التنقيب والأرشفة
نيويورك: «الشرق الأوسط»
أضحى البريد الالكتروني اليوم واحدا من اعمدة الحياة اليومية في العالم، إلا ان متاعبه تزداد مع الزمن ولذا تتطور تقنيات لتحسين التعامل معه وحمايته. وفي كل لحظة تلجأ شركتك او مؤسستك الحكومية التي تعمل فيها الى مسح البريد الالكتروني الوارد بحثا عن الفيروسات، اضافة الى الرسائل الصادرة خشية ان تتضمن معلومات سرية. ويقوم راشح (فلتر) خاص للبريد المتطفل بالتقاط اغلبية النفايات، وهو يصبح أفضل عندما يتعلم آخر فنون البريد المتطفل والصيد الاحتيالي.
ومقابل ذلك فإنك تقوم من جانبك بترميز البريد الحساس، وكذلك بإنجاز مشروع يجعل رسائلك مؤرشفة بأمان، في حال جاءت السلطات الرسمية تبحث أو تدقق في أمر ما.
وفي الواقع فإنه ومع التوظيف والسياسة الصحيحتين، وقليل من التخصيصات المالية، يمكنك إدارة مثل هذا «الجنون البريدي الالكتروني». كما ان من المتوقع بروز تقنيات جديدة من المختبرات خلال العام، أو العامين المقبلين، التي تساعد على جلب المزيد من الرقي الى عالم البريد الالكتروني لتضمن مكانته بين أكثر التطبيقات شعبية وأهمية خصوصا منها الموجهة للشركات. وعلى أي حال فإن مشاكل البريد الالكتروني سترافقه الى الطور الثاني، خاصة عندما ينتشر استخدام افراد الجمهور للتشكيلة المتنامية من الاجهزة الجوالة واكتشاف أساليب جديدة من الاتصال، كالرسائل الفورية ومواقع البلوغس (المدونات الالكترونية) والويكيس (المواقع التي يمكن تعديل وتحرير نصوصها)، وفضائيات الواقع الافتراضي، حتى التي لم نحلم بها. ومثل هذه الامور ستشكل تربة خصبة للمتسللين والمخربين ومرسلي البريد التطفلي والصيد الاحتيالي، التي تتطلب حلقة جديدة من أدوات الحماية والوقاية والفنون والسياسات الخاصة بذلك.
* رؤية مستقبلية
* ورغم أن الجهود الحالية لتحسين البريد الالكتروني ترمي بالدرجة الاولى الى علاج أمراضه وعلله، إلا أن الابحاث التي تقوم بها الشركات ومختبرات الجامعات تشير الى استخدامات جديدة رائدة للبريد الالكتروني المتواضع هذا، انطلاقا من توسيع المعارف والمدارك الخاصة به، الى تعزيز اساليب تدفق العمل وتسهيله. وقد اسفرت المقابلات والابحاث التي اجرتها مجلة «كومبيوتر ورلد» الالكترونية مع مديري أقسام تقنيات المعلومات وأصحاب الرؤى المستقبلية عن النتائج التالية حول مستقبل البريد الالكتروني:
الرؤية الاولى تقول ان التقنيات الجديدة والضغوط الاقتصادية والسياسية من شأنها أن تدجن في النهاية البرامج السيئة والخبيثة. ويصف راي توملنسون كبير المهندسين في شركة «بي بي إن تكنولوجيز» في كمبردج في ولاية مساتشوسيتس هذا الصراع بينه، وبين البريد المتطفل والصيد الاحتيالي والبرامج السيئة والمضرة، على انه متعادل، وند للند في الوقت الحاضر. وهذا الخبير له منظوره الخاص والجيد في هذه المسائل. وهو يرى متأملا مع بعض السخط ضرورة تنفيذ بعض الاقتراحات المتنافسة لاجتثات الموجة الحالية من الهجمات الفيروسية والمؤذية والبريد الالكتروني المخادع. «وهذه ليست بمشكلة فنية معقدة بقدر ما هي مشكلة تجارية وسياسية» كما يقول توملنسون الذي أردف مضيفا لان اللاعبين هنا لهم مصالح خاصة في أساليبهم المتنوعة التي يتبعونها، وهم يقاتلون بضراوة من أجلها لكي يجري اعتمادها، فالعائق هنا ليس المستخدمين النهائيين لها.
خذ مايكروسوفت مثلا، فهي تقوم بالترويج لـ «سيندر آي دي فريموورك» الاداة التي تتحقق من أن الرسالة قد أرسلت فعلا من خادم مصرح به من شركة مالكة لارسال البريد اليها. وفي هذا الصدد يقول جون سكارو مدير عام مايكروسوفت لمكافحة البريد التطفلي والاستراتيجية المقاومة للصيد الاحتيالي، أن «سيندر آي دي فريموورك» قد اعتمد من قبل 73 في المئة من افضل 100 شركة، وهو يستخدم في 31 في المئة من جميع رسائل البريد الالكتروني.
واضاف «اننا نرى أن البريد التطفلي بات اليوم يزداد حجما وسعة، ومن الدلائل الجيدة أن صناعة المعلومات شرعت تقضم حصتها الكبيرة من الشركات والاعمال التجارية لمكافحته».
ويتابع سكارو القول ان هناك المزيد من الاخبار الجيدة في ما يتعلق بالرسائل الفورية والاشكال الاخرى من الاتصالات الالكترونية التي ينبغي حمايتها، والتقنية لتنفيذ ذلك مشابهة للبريد الالكتروني.
في هذا الوقت قدمت «ياهو» و«كريسكو سيستمس» في العام الماضي لشركة «إنترنيت إنجينيرينغ تاسك فورس» اقتراحا يدعى «دومين كيس ايدينتيفايد مايل» DKIM الذي يماثل «سيندر آي دي» في انه مصمم للوقاية من عمليات الخداع والصيد الاحتيالي عن طريق التحقق من هوية مرسل البريد الالكتروني. ويقوم DKIM بالتحقق من ملكية المرسل ومن نزاهة الرسالة وصدقيتها بالترميز الغرافيكي (التخطيطي).
* تقنية «التحقق الذكي»
* وإضافة الى «سيندر آي دي» تملك مايكروسوفت راشح «سمارت سكرين» الذي يستخدم تقنيات إحصائية للتمييز بين البريد العادي والمتطفل، كما يضاف راشح الصيد الاحتيالي «فيشينك فلتر» الى شريط أدوات البحث «سيرتش توول بار» في «إم إس إن». لكن مثل هذه الادوات غير كافية كما يقول الباحثون في «مايكروسوفت ريسيرتش» حيث هناك 40 شخصا يعملون على تقنيات البريد الجديدة. ومثال على ذلك يقول الباحث جوشوا غوودمان ان الحل النهائي قد يكون وسيلة دفاع رباعية الشعاب ضد البريد المتطفل الذي يدعى «سمارت بروف» (التحقق الذكي). وهنا كيف تعمل نسخة اختبارية منه:
ـ أولا يقوم راشح بتعلم آلي مشابه الى «سمارت سكرين»، بالتقاط البريد المتطفل الواضح لحجزه أو للتخلص منه. ثم يقوم بتمرير أي رسالة من جهة موضوعة على لائحة المستخدم البيضاء الى ملف البريد الوارد.
ـ الرسائل المشكوك بأنها بريد تطفلي ترسل تلقائيا أجوبة عليها، أي لمرسليها، تتحداها أن تثبت أنها غير ذلك، أي العكس.
ـ قد يستجيب مرسلو هذه الرسائل للتحدي عن طريق حل بعض الأحجيات التي هي يسيرة بالنسبة الى البشر، لكنها صعبة ومعقدة بالنسبة الى مصدر، أو مولد البريد المتطفل الاوتوماتيكي عادة (مثل كومبيوتر مبرمج لارسال البريد المتطفل).
ـ أو بدلا عن كل ذلك يمكن لهؤلاء المرسلين التأكد من وصول رسائلهم عن طريق دفع مبلغ مالي عبر بطاقات إئتمانية تعتمد على «مايكرو بيمنتس». وقد تذهب المدفوعات الى متلقي الرسالة، أو الى مزود خدمة الانترنت، أو الى الاعمال الخيرية، أو يمكن إعادتها الى المرسل إذا تبين أن الرسالة ليست تطفلية.
ويقول غوودمان «نحن نعتقد اننا لو وضعنا كل ذلك معاً فإننا سنحصل على حل طويل الامد. ومن الواضح أنها خطة طموحة ولا اعتقد أنها ستحصل بهذه السرعة».
وفي أمكنة أخرى من مايكروسوفت يعمل الباحثون على نموذج أولي يدعى «مايل سكوب» الذي يقوم برصد الطرق والمسالك التي يتبعها البريد الالكتروني، وبالتالي يقوم بتنبيه المستخدمين، عندما يتوقع حصول تأخير مهم. فإذا ما لاحظ «مايل سكوب» أي تأخيرات مثابرة تحصل، مثلا بين «مايكروسوفت دوت كوم»، وبيركلي دوت إيديو، يقوم بتحذير المستخدمين على هذه الخادمات بأن التأخير محتمل، تماما مثلما يقوم التقرير الخاص بحركة المرور بتنبيه السائقين من الطرق المزدحمة.
وهناك مشروع آخر له علاقة بمايكروسوفت يدعى «شور مايل» يقوم النظام إذا ما أرسلت رسالة ما، بعرض اشعار، أو تبليغ لا يمكن العبث به، على جدول في مكان ما على الانترنت. ويقوم متلقو الرسائل الالكترونية دوريا بتفحص الجدول هذا ومقارنة التبليغات مع الرسائل المتلقاة. فإذا ما وجدوا اشعارا ولم يجدوا الرسالة الخاصة به فإنهم يدركون أن الرسالة فقدت. وتصف مايكروسوفت هذه بالخسائر «الصامتة» لانها تضيع دون إمكانية تعقبها. وقد عثرت مايكروسوفت في تجارب متحكم بها جرت على مدى شهرين مستخدمة تشكيلة منوعة من أنظمة البريد الالكتروني وناقلاتها أن رسالة من بين 140 تختفي من دون اثر. والتأخير هنا قد يراوح بين أربع دقائق و27 ساعة.
ورغم التطورات والبحوث الموسعة، يقول بعض المراقبين إن التقنيات لا يمكنها أبدا علاج علل البريد الالكتروني، والامر قد يتطلب أيضا أدوات وعددا اقتصادية وتنظيمية. «وفي نهاية المطاف»، يقول ماثيو لينش الرئيس والمدير التنفيذي في محلات «شوبكو ستورس» أعتقد أنه سيكون هناك أجر للرسالة الواحدة لضمان عدم وجود بريد تطفلي بحيث تقوم الشركات الناقلة للبريد الالكتروني بفرض بنس (فلس) واحد أو إثنين على الشركات للرسالة الواحدة، ومن ثم الشهادة مقابل هذا الامر بان هذه الرسائل شرعية. كما تنبأ بقيام تشريعات شديدة في هذا الشأن. وسيبقى مزيج التقنيات والسياسة ومقاييس الاسواق، على البريد الالكتروني كواحد من أهم تطبيقات الشركات، كما يقول معظم المستخدمين، لان «البريد هذا سيستمر في أن يكون شكلا متكاملا من وسائل الاتصالات» على حد قول ماثيو ماركس رئيس الخدمات المتكاملة للمستخدمين في شركة أيتنا «لان القدرة على ارسال الرسائل بسهولة وسرعة مع ملحقاتها من المستندات والصور ووسائل الربط... الخ وتوزيعها على جمهور واسع مشتت هنا وهناك لا يمكن مقارنته أبدا بالرسائل الفورية أو الفاكس أو أي واسطة بريدية أخرى».
برامج لصد أقوى الفيروسات ومكافحة الرسائل المخادعة وتنظيم التنقيب والأرشفة
نيويورك: «الشرق الأوسط»
أضحى البريد الالكتروني اليوم واحدا من اعمدة الحياة اليومية في العالم، إلا ان متاعبه تزداد مع الزمن ولذا تتطور تقنيات لتحسين التعامل معه وحمايته. وفي كل لحظة تلجأ شركتك او مؤسستك الحكومية التي تعمل فيها الى مسح البريد الالكتروني الوارد بحثا عن الفيروسات، اضافة الى الرسائل الصادرة خشية ان تتضمن معلومات سرية. ويقوم راشح (فلتر) خاص للبريد المتطفل بالتقاط اغلبية النفايات، وهو يصبح أفضل عندما يتعلم آخر فنون البريد المتطفل والصيد الاحتيالي.
ومقابل ذلك فإنك تقوم من جانبك بترميز البريد الحساس، وكذلك بإنجاز مشروع يجعل رسائلك مؤرشفة بأمان، في حال جاءت السلطات الرسمية تبحث أو تدقق في أمر ما.
وفي الواقع فإنه ومع التوظيف والسياسة الصحيحتين، وقليل من التخصيصات المالية، يمكنك إدارة مثل هذا «الجنون البريدي الالكتروني». كما ان من المتوقع بروز تقنيات جديدة من المختبرات خلال العام، أو العامين المقبلين، التي تساعد على جلب المزيد من الرقي الى عالم البريد الالكتروني لتضمن مكانته بين أكثر التطبيقات شعبية وأهمية خصوصا منها الموجهة للشركات. وعلى أي حال فإن مشاكل البريد الالكتروني سترافقه الى الطور الثاني، خاصة عندما ينتشر استخدام افراد الجمهور للتشكيلة المتنامية من الاجهزة الجوالة واكتشاف أساليب جديدة من الاتصال، كالرسائل الفورية ومواقع البلوغس (المدونات الالكترونية) والويكيس (المواقع التي يمكن تعديل وتحرير نصوصها)، وفضائيات الواقع الافتراضي، حتى التي لم نحلم بها. ومثل هذه الامور ستشكل تربة خصبة للمتسللين والمخربين ومرسلي البريد التطفلي والصيد الاحتيالي، التي تتطلب حلقة جديدة من أدوات الحماية والوقاية والفنون والسياسات الخاصة بذلك.
* رؤية مستقبلية
* ورغم أن الجهود الحالية لتحسين البريد الالكتروني ترمي بالدرجة الاولى الى علاج أمراضه وعلله، إلا أن الابحاث التي تقوم بها الشركات ومختبرات الجامعات تشير الى استخدامات جديدة رائدة للبريد الالكتروني المتواضع هذا، انطلاقا من توسيع المعارف والمدارك الخاصة به، الى تعزيز اساليب تدفق العمل وتسهيله. وقد اسفرت المقابلات والابحاث التي اجرتها مجلة «كومبيوتر ورلد» الالكترونية مع مديري أقسام تقنيات المعلومات وأصحاب الرؤى المستقبلية عن النتائج التالية حول مستقبل البريد الالكتروني:
الرؤية الاولى تقول ان التقنيات الجديدة والضغوط الاقتصادية والسياسية من شأنها أن تدجن في النهاية البرامج السيئة والخبيثة. ويصف راي توملنسون كبير المهندسين في شركة «بي بي إن تكنولوجيز» في كمبردج في ولاية مساتشوسيتس هذا الصراع بينه، وبين البريد المتطفل والصيد الاحتيالي والبرامج السيئة والمضرة، على انه متعادل، وند للند في الوقت الحاضر. وهذا الخبير له منظوره الخاص والجيد في هذه المسائل. وهو يرى متأملا مع بعض السخط ضرورة تنفيذ بعض الاقتراحات المتنافسة لاجتثات الموجة الحالية من الهجمات الفيروسية والمؤذية والبريد الالكتروني المخادع. «وهذه ليست بمشكلة فنية معقدة بقدر ما هي مشكلة تجارية وسياسية» كما يقول توملنسون الذي أردف مضيفا لان اللاعبين هنا لهم مصالح خاصة في أساليبهم المتنوعة التي يتبعونها، وهم يقاتلون بضراوة من أجلها لكي يجري اعتمادها، فالعائق هنا ليس المستخدمين النهائيين لها.
خذ مايكروسوفت مثلا، فهي تقوم بالترويج لـ «سيندر آي دي فريموورك» الاداة التي تتحقق من أن الرسالة قد أرسلت فعلا من خادم مصرح به من شركة مالكة لارسال البريد اليها. وفي هذا الصدد يقول جون سكارو مدير عام مايكروسوفت لمكافحة البريد التطفلي والاستراتيجية المقاومة للصيد الاحتيالي، أن «سيندر آي دي فريموورك» قد اعتمد من قبل 73 في المئة من افضل 100 شركة، وهو يستخدم في 31 في المئة من جميع رسائل البريد الالكتروني.
واضاف «اننا نرى أن البريد التطفلي بات اليوم يزداد حجما وسعة، ومن الدلائل الجيدة أن صناعة المعلومات شرعت تقضم حصتها الكبيرة من الشركات والاعمال التجارية لمكافحته».
ويتابع سكارو القول ان هناك المزيد من الاخبار الجيدة في ما يتعلق بالرسائل الفورية والاشكال الاخرى من الاتصالات الالكترونية التي ينبغي حمايتها، والتقنية لتنفيذ ذلك مشابهة للبريد الالكتروني.
في هذا الوقت قدمت «ياهو» و«كريسكو سيستمس» في العام الماضي لشركة «إنترنيت إنجينيرينغ تاسك فورس» اقتراحا يدعى «دومين كيس ايدينتيفايد مايل» DKIM الذي يماثل «سيندر آي دي» في انه مصمم للوقاية من عمليات الخداع والصيد الاحتيالي عن طريق التحقق من هوية مرسل البريد الالكتروني. ويقوم DKIM بالتحقق من ملكية المرسل ومن نزاهة الرسالة وصدقيتها بالترميز الغرافيكي (التخطيطي).
* تقنية «التحقق الذكي»
* وإضافة الى «سيندر آي دي» تملك مايكروسوفت راشح «سمارت سكرين» الذي يستخدم تقنيات إحصائية للتمييز بين البريد العادي والمتطفل، كما يضاف راشح الصيد الاحتيالي «فيشينك فلتر» الى شريط أدوات البحث «سيرتش توول بار» في «إم إس إن». لكن مثل هذه الادوات غير كافية كما يقول الباحثون في «مايكروسوفت ريسيرتش» حيث هناك 40 شخصا يعملون على تقنيات البريد الجديدة. ومثال على ذلك يقول الباحث جوشوا غوودمان ان الحل النهائي قد يكون وسيلة دفاع رباعية الشعاب ضد البريد المتطفل الذي يدعى «سمارت بروف» (التحقق الذكي). وهنا كيف تعمل نسخة اختبارية منه:
ـ أولا يقوم راشح بتعلم آلي مشابه الى «سمارت سكرين»، بالتقاط البريد المتطفل الواضح لحجزه أو للتخلص منه. ثم يقوم بتمرير أي رسالة من جهة موضوعة على لائحة المستخدم البيضاء الى ملف البريد الوارد.
ـ الرسائل المشكوك بأنها بريد تطفلي ترسل تلقائيا أجوبة عليها، أي لمرسليها، تتحداها أن تثبت أنها غير ذلك، أي العكس.
ـ قد يستجيب مرسلو هذه الرسائل للتحدي عن طريق حل بعض الأحجيات التي هي يسيرة بالنسبة الى البشر، لكنها صعبة ومعقدة بالنسبة الى مصدر، أو مولد البريد المتطفل الاوتوماتيكي عادة (مثل كومبيوتر مبرمج لارسال البريد المتطفل).
ـ أو بدلا عن كل ذلك يمكن لهؤلاء المرسلين التأكد من وصول رسائلهم عن طريق دفع مبلغ مالي عبر بطاقات إئتمانية تعتمد على «مايكرو بيمنتس». وقد تذهب المدفوعات الى متلقي الرسالة، أو الى مزود خدمة الانترنت، أو الى الاعمال الخيرية، أو يمكن إعادتها الى المرسل إذا تبين أن الرسالة ليست تطفلية.
ويقول غوودمان «نحن نعتقد اننا لو وضعنا كل ذلك معاً فإننا سنحصل على حل طويل الامد. ومن الواضح أنها خطة طموحة ولا اعتقد أنها ستحصل بهذه السرعة».
وفي أمكنة أخرى من مايكروسوفت يعمل الباحثون على نموذج أولي يدعى «مايل سكوب» الذي يقوم برصد الطرق والمسالك التي يتبعها البريد الالكتروني، وبالتالي يقوم بتنبيه المستخدمين، عندما يتوقع حصول تأخير مهم. فإذا ما لاحظ «مايل سكوب» أي تأخيرات مثابرة تحصل، مثلا بين «مايكروسوفت دوت كوم»، وبيركلي دوت إيديو، يقوم بتحذير المستخدمين على هذه الخادمات بأن التأخير محتمل، تماما مثلما يقوم التقرير الخاص بحركة المرور بتنبيه السائقين من الطرق المزدحمة.
وهناك مشروع آخر له علاقة بمايكروسوفت يدعى «شور مايل» يقوم النظام إذا ما أرسلت رسالة ما، بعرض اشعار، أو تبليغ لا يمكن العبث به، على جدول في مكان ما على الانترنت. ويقوم متلقو الرسائل الالكترونية دوريا بتفحص الجدول هذا ومقارنة التبليغات مع الرسائل المتلقاة. فإذا ما وجدوا اشعارا ولم يجدوا الرسالة الخاصة به فإنهم يدركون أن الرسالة فقدت. وتصف مايكروسوفت هذه بالخسائر «الصامتة» لانها تضيع دون إمكانية تعقبها. وقد عثرت مايكروسوفت في تجارب متحكم بها جرت على مدى شهرين مستخدمة تشكيلة منوعة من أنظمة البريد الالكتروني وناقلاتها أن رسالة من بين 140 تختفي من دون اثر. والتأخير هنا قد يراوح بين أربع دقائق و27 ساعة.
ورغم التطورات والبحوث الموسعة، يقول بعض المراقبين إن التقنيات لا يمكنها أبدا علاج علل البريد الالكتروني، والامر قد يتطلب أيضا أدوات وعددا اقتصادية وتنظيمية. «وفي نهاية المطاف»، يقول ماثيو لينش الرئيس والمدير التنفيذي في محلات «شوبكو ستورس» أعتقد أنه سيكون هناك أجر للرسالة الواحدة لضمان عدم وجود بريد تطفلي بحيث تقوم الشركات الناقلة للبريد الالكتروني بفرض بنس (فلس) واحد أو إثنين على الشركات للرسالة الواحدة، ومن ثم الشهادة مقابل هذا الامر بان هذه الرسائل شرعية. كما تنبأ بقيام تشريعات شديدة في هذا الشأن. وسيبقى مزيج التقنيات والسياسة ومقاييس الاسواق، على البريد الالكتروني كواحد من أهم تطبيقات الشركات، كما يقول معظم المستخدمين، لان «البريد هذا سيستمر في أن يكون شكلا متكاملا من وسائل الاتصالات» على حد قول ماثيو ماركس رئيس الخدمات المتكاملة للمستخدمين في شركة أيتنا «لان القدرة على ارسال الرسائل بسهولة وسرعة مع ملحقاتها من المستندات والصور ووسائل الربط... الخ وتوزيعها على جمهور واسع مشتت هنا وهناك لا يمكن مقارنته أبدا بالرسائل الفورية أو الفاكس أو أي واسطة بريدية أخرى».