عبدالعزيز الهاجري
عضو بلاتيني
مايكل شوير وبن لادن... وشرف الخصومة
قرأت ما قاله الخصم الشريف مايكل شوير رئيس وحدة «أسامة بن لادن» سابقًا في «CIA» بحق بن لادن رحمه الله، وسأعيد نشره في هذه الزاوية للقراء الكرام لنتعرف على شرف الخصومة. يقول شوير إن بن لادن و»القاعدة» سيمضون في حربهم وقتلهم للأميركيين «أقولها ثانية» بسبب ما اقترفته أيدينا وما تقترفه الآن أيضاً في العالم الإسلامي وليس بسبب طريقة تفكيرنا وكيفية إدارتنا لأنظمتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإن المحلل اللامع رالف بيترز كان مخطئاً عندما كتب عن بن لادن أنه «إرهابي مهووس بالقتل وأن مخططه السطحي لا يقارن بهوسه الذي يدفعه للقتل والذبح». فالنرجسية وهوس القتل والتدمير هي أبعد ما تكون عن بن لادن وخصومنا من الإسلاميين المتطرفين، فهم لا يحاولون تدمير العالم ودفعه لمعركة الفصل بين الخير والشر، وهم ليسوا أناسا مصابين بخلل عقلي أو نفسي يدفعهم إلى قتل الأبرياء والتلذذ بذلك، كما أن بن لادن وجماعته ليسوا أيضاً مدفوعين بفشل المجتمع الإسلامي في التحديث والتطوير بالشكل الناجح الذي توصل إليه الغرب، وعندما يسألون سؤالاً «أين هو الخطأ» تأتيهم الإجابة في الحال إن ما تقوم به الولايات المتحدة كوريثة للإمبراطورية البريطانية في العالم الإسلامي هو الخطأ، وهم يشيرون كدليل على زعمهم إلى حقائق معينة تحدث في العالم الآن، فمشكلة هؤلاء الرجال واضحة وجلية حيث ان هناك هجوماً على الإسلام والحل يكمن في الحرب أو «بمصطلحات إسلامية» في الجهاد الدفاعي، وقد قال بن لادن في أكتوبر من العام 2002 موجهاً كلامه الى الشعب الأميركي «أدعوكم الى تفهم رسالة غزوتي نيويورك وواشنطن اللتين جاءتا رداً على بعض جرائمكم السابقة والبادئ أظلم».
وأضاف شوير انه يمكن القول ان بن لادن ومعظم المقاتلين الإسلاميين المتطرفين يحاربون بدافع حبهم لله وكرههم لبعض السياسيات الأميركية المحددة والأفعال التي يعتقدون بأنها تؤذي وتهدد بالقضاء على الأشياء التي يحبونها، فحربهم هي حرب ضد هدف محدد ومن أجل أغراض معينة ومعروفة، وبالرغم من أنهم سيستخدمون أي سلاح يقع تحت أيديهم «بما فيه أسلحة دمار شامل» إلا أن هدفهم ليس القضاء على ديموقراطيتنا المادية وإنما منعنا بوسائل عسكرية من الاعتداء على الأشياء التي يحبونها، إن بن لادن ومحاربي «القاعدة» ليسوا محاربين أبديين فلا يوجد أي دليل أنهم يقاتلون بهدف القتال، أو أنهم لن يجدوا أي شيء يفعلونه إذا لم تكن هناك حرب يشنونها على أعدائهم، بل هناك دليل يثبت عكس ذلك ويظهر أنهم يريدون لهذه الحرب أن تنتهي ليعودوا الى عائلاتهم وليعيشوا حياة أقل عنفاً من هذه الحياة، إن حالتهم تشبه حالة المجاهدين الأفغان خلال الحرب الأفغانية السوفييتية الذين أنهكتهم الحرب لكنهم لم يكونوا منهكين الى الحد الذي يجعلهم مستعدين للتسوية أو للقتال بحماسة أقل، وفي كلتا الحالتين كان الجهاد الدفاعي فرضاً أمر به الله ولهذا كان لابد من متابعة النضال حتى النصر أو الشهادة وقد استمر الجهاد بالنسبة للأفغان حتى أوقفوا السوفييت عن التعدي على الإسلام وقتل المسلمين واحتلال الأراضي الأفغانية وهي الأشياء الثلاثة الأغلى على قلوبهم وهذا ما وحد الجماعات المتمردة التي يختلف أفرادها عن بعضهم من حيث اللغة والانتماءات العرقية، أما بالنسبة لبن لادن والإسلاميين فإن الجهاد ضد أميركا هو مثل جهاد الأفغان لكنه يشمل العالم كله، وكما الجهاد الأفغاني فإن هذا الجهاد يدعمه كراهيتهم للولايات المتحدة بسبب ما يرونه على أنه اعتداء أميركي على أكثر ما يحبونه «دينهم وإخوانهم وأراضيهم».
انتهى كلام شوير، ومن يرد الاستزادة يقتن آخر كتاب لمايكل شوير بعنوان «سيرة حياة بن لادن».
*
إن شهادة الخصم أصدق شهادة وأبلغ رد... فمايكل شوير يعلمنا «شرف الخصومة»، فعندما نختلف ويشتد الحوار وتعلو الأصوات ويغلظ القول ونصبح خصوماً في أي ميدان فلنخاصم بشرف، فلا يعقل بعد أن نختلف ألا توجد ولا ميزة واحدة نذكرها لخصومنا غير إجادة الغيبة والبهتان والوشاية وتلفيق التهم وبث الأكاذيب!
التعليق:
فعلا، فقد ضحوا هؤلاء الابطال بما يملكون لنصرة دين الله الاسلام، بينما خرج علينا علماء السلاطين والمنافقين لايحاول اطفاء اي صحوة للمسلمين لحاجات في انفسهم، ومصالح دنيوية
نسئل الله الجنه للبطل اسامة، ونصر الله المجاهدين في كل مكان