فسيفساء مبعثرة
- بادئ الموضوع مسك الورد
- تاريخ البدء
نورت زاويتي الصغيرة بوجودك زميلي العزيز . عودا حميدا .
انا بخير ولله الحمد يا عساك بخير. ولكنها أمواج الحياة تأخذنا بجزرها وترجعنا بمدها. الحمدلله
الحجر الصغير رقم(١٣١)
نفس الطريق ولكن
تقول أمضيت من السنوات تسعا وانا أشاركه المكتب كنا اكثر الزملاء شراسه في التعامل وتمتد الشراسة الى حد التجريح والتي بطبيعة الحال تؤدي الى قطيعة حتى تهدء النفوس واحيانا يكون قرار المقاطعة نهائي ولكنه مستحيل لأننا نتشارك نفس المكتب ونفس العمل اتخذت قرار بان أقلل عدد الكلمات التي استخدمها معه واستمر الحال بين مد وجزر أصيب هذا الزميل بمرض مخيف وأمضى الشهور في العلاج حتى من الله عليه بالشفاء اقترحت ان ننظم له حفلا صغيرا مع بقية الزملاء والزميلات ونقدم له هديه صغيره لتعبر عن سعادتنا بعودته وكنوع من المساندة المعنوية أقيم الحفل شارك الجميع بعد انتهاء الحفل جلس وحيدا ذهبت لاستفسر منه هل أسعدته المفاجاءة فأجاب بنعم أسعدته جداً ولكنني متفاجئ كون من ذاقت مني كلمات شرسة هي من فكرت بهذا الامر. مرت الايام والشهور ولازالت العلاقة بين مد وجزر ولكن اقل حده من ذي قبل . انضم إلينا موظف جديد وتقرب من هذا الزميل حتى بداء يعزف على وتر لم يدر بخلد اي منهما على الإطلاق فكان يخبره ان من يبغض من الزميلات تعاملهم معاملة خاصة ومختلفه عن البقية وأنها تكن له مشاعر طيبة بدا يعزف على هذا الوتر قرابة الشهرين حتى باح أخيرا بمكنوناته الى زميلته ولكن حتى في بوحه كبرياء فكان يخاف الرفض او لا اعلم لسبب او لآخر كان كلا الطرفين قد وصلا لمرحلة عمرية يبحثان فيها عن من يشاركهم حياتهم لم ترغب بان تجرح هذا الزميل لانها فعلا تعامله معاملة خاصة لا لشيء ولكن لانه رغما شراسته وحدته بالكلام الا انه ألطف زملائها تعاملا معاها لم ترد بوحه بهجوم مضاد ولكنها ربتت على هذا البوح قائلة احبك كأخي وان أخبرك زميلنا الجديد بان عيناي تفضحان حبي لك فنعم انا احبك كأخي وصديقي ليس اكثر. لان الامر لن ينتهي بنهاية سعيدة لوجود اختلافات اجتماعية جذرية بيننا ان كانت هذه الاختلافات مقبولة لدى أسرتك فهي من الكبائر والمحرمات في أسرتي. اعترف ان هذا الامر أيقظ انوثتي التي غطاها الغبار وهي في سباتها الطويل. أيقظ ادميتي بأنني شخص ملاحظ ومرغوب به. أيقظ هذياني وخيوط تفكيري فقد كنت أمامه لسنوات عدة وهذا انا لم اجري اي عملية تجميل لا جعله يخلع نظارته السوداء ليراني وسط النور. ولكن ربما زميلنا الجديد هو من خلع نظارته عنه. هذياني يخبرني ان الامر لا يغدو كونه تسلية رجالي كوني اكثر الزميلات تحفظا بالتعامل مع الجميع عموما اي كنوع من التحدي ان كان يستطيع تحريك مشاعري وينتهي التحدي. ولكن ما اعرفه عن هذا الزميل انه ليس بكاذب. أكاد أموت وانا ابحث عن هذا الشعور بالانوثه الآدمية ولكن الشعور أتى بصوره محرمه لن تنتهي يوما كما كنت ارغب.
التعديل الأخير:
تسلمي يارائعه
عساج دائما بخير ...
براااق الحازم
عضو مميز
.
التقيد ببعض ما تمليه علينا قوانيننا الطارئة يفسد احتفالاتنا التي نزعم انها بذلك تكون اكثر انضباط وجودة..
تمام كاحين نبتدر السير بخطى محسوبة في مساحات نخالها مجردة من المعالم, ظنً منا أن لافضاء الا مانراه ولا صوت الا ما نسمعه!
اقول ذلك وانا اكسر ببريق هذا المتصفح المشع بفسيفساءه الموضونه اطياف شتا يتعرضنا ضوءها فلا ندركه!
اما هنا فاللنور صوت وللموسيقى صورة.
:وردة:ِ
التقيد ببعض ما تمليه علينا قوانيننا الطارئة يفسد احتفالاتنا التي نزعم انها بذلك تكون اكثر انضباط وجودة..
تمام كاحين نبتدر السير بخطى محسوبة في مساحات نخالها مجردة من المعالم, ظنً منا أن لافضاء الا مانراه ولا صوت الا ما نسمعه!
اقول ذلك وانا اكسر ببريق هذا المتصفح المشع بفسيفساءه الموضونه اطياف شتا يتعرضنا ضوءها فلا ندركه!
اما هنا فاللنور صوت وللموسيقى صورة.
:وردة:ِ
راقت لي جداً هذه الإضافة زميلي العزيز. شكرًا جزيلا على زيارة زاويتي الصغيرة والإضافة فيها
الحجر الصغير رقم(١٣٢)
كل مره أولى مؤلم فراقها
يحدثنا عن طليقتة وزوجته الاولى وكيف هاما بها حبها وعشقا وكأنها مولودته الصغيرة التي أبصرت النور ولكن لسبب ما لا يرغب بذكره وقع الطلاق والفراق وسقط صريع المرض بالاضافة الى ألمه النفسي الم جسدي ووحدة موحشة ففي المرض نكون في اضعف حالتنا ونبحث عن كتف تربت على وحدتها وألامنا. كان يتكلم والألم يعتصره ولكن بعد مايقارب السنتين بدا افضل حال مما سبق وبداء يستعيد بصره وً رؤيته من جديد باحثا عن من يكمل معه مشوار الحياة. فكل الأشياء أولها طعمها مختلف والمها مختلف وحتى مع الشيء الجديد نشعر بحرقة الفقد واعتصار الألم ولكنها الإرادة وحدها التي تجعلنا نستمر ونأخذ من السابق الدروس حتى ننجح في ما هو ات . طعم البدايات وختامها مختلف ولكن بالتأكيد لازال الشهد موجود في هذا العالم ولكن علينا ان نزيل الغبار من على النظارة وننثر ماء البحر على جروح القلب ليتطهر الجرح ونلسع من الألم لنستفيد من الدرس ونتذكره جيدا.
كل مره أولى مؤلم فراقها
يحدثنا عن طليقتة وزوجته الاولى وكيف هاما بها حبها وعشقا وكأنها مولودته الصغيرة التي أبصرت النور ولكن لسبب ما لا يرغب بذكره وقع الطلاق والفراق وسقط صريع المرض بالاضافة الى ألمه النفسي الم جسدي ووحدة موحشة ففي المرض نكون في اضعف حالتنا ونبحث عن كتف تربت على وحدتها وألامنا. كان يتكلم والألم يعتصره ولكن بعد مايقارب السنتين بدا افضل حال مما سبق وبداء يستعيد بصره وً رؤيته من جديد باحثا عن من يكمل معه مشوار الحياة. فكل الأشياء أولها طعمها مختلف والمها مختلف وحتى مع الشيء الجديد نشعر بحرقة الفقد واعتصار الألم ولكنها الإرادة وحدها التي تجعلنا نستمر ونأخذ من السابق الدروس حتى ننجح في ما هو ات . طعم البدايات وختامها مختلف ولكن بالتأكيد لازال الشهد موجود في هذا العالم ولكن علينا ان نزيل الغبار من على النظارة وننثر ماء البحر على جروح القلب ليتطهر الجرح ونلسع من الألم لنستفيد من الدرس ونتذكره جيدا.
االحجر الصغير رقم(١٣٣)
مشيت الهوينة
تقول كنت في خضم معركة العمل وكنت احاول قدر المستطاع تعديل الأوضاع الخاطئة ولكني اكتشفت انني أخوض المعركة وحدي فقلت في نفسي لأجرب الاقتراب من الموجودين ليكونوا في صفي وبدأت بكسب قلوب البعض والبعض الاخر رغم شراسة مشاعره تجاهي استطعت ان اكسب احترامه او بمعنى ادق فرضت احترامي عليه. الان لدي عدد لا باس به من المؤيدين بدأنا العمل ولكن لازلنا نحتاج الى غطاء اكبر وهو المدير ولكن عبثا ما كنا نبحث قمنا بعمل اصلاحتنا على قدر استطاعتنا ونجحنا ولله الحمد ولكن الأغلبية بداؤا يرغبون بمزيد من التشجيع او بمعنى ادق يرغبون بان يكون الثواب والعقاب والتشجيع من المدير التقليدي ولكن عبث ماكنا نبحث عنه بداء الفتور يزداد شيئا فشيئا وبدأت افتر معهم ولكن شيا واحدا لم يفتر أصراري على الإصلاح والإنجاز بما يرضى أدنى طموحي ولم اكترث للاحباطات طالما يشعرني هذا الامر في الراحة والإقبال على العمل. وبعد مده بدا المدير يلاحظ ماكنت أقوم به حتى ان اتصاله جعل شراييني تتوسع ضحكا لقد كان جهدي ملاحظ او مراقب بعد ان تسرب الفتور واليأس والملل ولكني كنت احارب واستمر حتى وصلت الى ما ارغب به فأحيانا لحظات الياس والاستسلام تهدم كل ما بدأنا وقد يفصلنا عن الوصول خطوات صغيرة. لا تجعل ألمك وياسك يوقفك استمر رغم الألم والدموع لانك ستصل عاجلا ام آجلا وحينها ستتذوق حلاوة دموع الفرح والوصول.
الحجر الصغير رقم(١٣٤)
اول كوب شاي في حياتي
احيانا حتى من نلجئ الى احضانة بحثا عن الأمان والنصح والدفء وكفكفت الدموع يحتاج ان نتبادل الأدوار معه.
فالكائن البشري كتلة لينة تختلف صلابتها في تلقى الضربات من شخص الى اخر وتعتمد قدرتة على التحمل على عدة عوامل منها الإيمان والبيئة والصحة الجسدية والنفسية وحتى أحلامه. فلا يوجد كائن صلب تماماً ولا لين تماماً.
فاليوم مررت بموقف امر به للمره الاولى في حياتي ومن شدة القهر كنت ارغب بالصراخ بأعلى صوتي ولكني تمالكت نفسي كوني في مكان عام وتظاهرت بالصلابة وكان الموقف شيء عادي لم يأثر علي. الموقف باختصار هو اجتماع مع اشخاص في مكان عام وتم الاتفاق على الموعد والتأكيد عليه وعندما وصلت كعادتي قبل الموعد بدأت اتصل بمن يفترض انهم قادمون في الطريق ولكن الردود كانت صادمة فكلاهم اعتذر عن الحضور. وجلست وحدي أشاهد هاتفي واتصل بمن يستطيع الحضور ليكون بديلا عنهم ولكن عبثا ماكنت ابحث. تنفست ثلاثا والتفت يمنه ويسرى ووجدت من يجلس في زوايا المكان وحيدا فأخذت احدى الزوايا مثلهم وطلبت كوبا من الشاي وبعد ان انتهيت. بعثت لهم برسالة بان الامر لم يكن مصيبة بالنسبة لي بل تجربة جميلة لم اخضها في حياتي شكرًا لكم. واغلقت هاتفي لتهدا البراكين الثائرة في داخلي. وفي خضم هذا الموقف كانت احدى الصديقات التي كنت اواسيها واخفف عنها قبل مدة هي من تواسيني وتخفف عني. لعلها خيره الحمدلله.
الحجر الصغير رقم(١٣٥)
امتلئت حتى اخر بقعة
أجالس بشكل يومي أناس متناقضون بشكل يخرسني احيانا عن الحديث واحيانا اجدني اترك شعوري المرهف والذي يجعلني احرص كل الحرص اغلب الأوقات على مراعاة حروفي حتى لا تجرح من أمامي ولكني اجدني احيانا أركن هذا الإحساس جانبا واصعقهم بكلمات قليلة جداً ولكنها كفيلة بالجامهم من هول الصدمة لا احب أبدا ان اكون في هذه المواقف ولكني احيانا اجدني انفجر . من اخالطهم يتنوعون بين أناس من المدرسة القديمة كما اسميهم وهم من يعتقد ان من حق المدير ان يصرخ ويزمجر ومن من المعيب ان توبخ المسؤولة الأنثى موظفيها الذكور وان الكبار دائماً على حق والفريق الاخر يتكون من الأشخاص الذين يعشقون الدراما ويضخمون الأحداث وبعضهم بليد الفهم والآخر وهو الأخطر هو من يسطر بطولاته وفتوحاته ويلهث وراء كل ما تطاله يداه ومالاتطاله فهو يرغب بالمنصب والمال والشهر ودائما الغاية تبرر الوسيلة وغالبا الوسيلة تكون غير أخلاقية ولا إنسانية وينظر الى من يشق طريقه بالهوينا وبداخل أقلية وإنسانية بانه شخص مسكين مغلوب على أمره الى حد الفشل .
في الفترة الماضية شعرت بأنني بدوت كاسفنجه امتصت تلك السلبيات المزعجة والكريهه حتى اصبح خلقي ضيقا ولا اطيق الأحاديث المطولة. وملجئ دائماً هو المطبخ والعجيين الذي اعشق وما ان بدأت العجن حتى تحللت تلك السموم وبدأت تنسدل وتتسرب الواحدة تلو الاخرى حتى تفرغ اغلبها وما ان هممت برص ما عجنت لإدخاله الفرن حتى سقط الطبق بما حمل. تسمرت وانا أشاهد الذي افترش الارض غادرت المطبخ سريعا وانا اضرب اخماسا باسداس ولم اكن ارغب بإهدار المزيد من المكونات ولكني لازلت ارغب بصنع البسكويت. لجئت الى مواقع الطبخ الصحي او التوفيري وحصلت على وصفة لصنع البسكويت بأقل عدد من المقادير انتهيت من العجن والرص والخبز وامتلئ المنزل برائحة لذيذه جداً جذبت الاطفال قبل الكبار. ربما ما سقط ارضا في المرة الاولى قد اكتفى وتشبع من الذرات السلبية المسمومة وربما لو تناولناه لاصابنا تلبك معوي ولكن في المرة الثانية كانت تلك الذرات قد اختفت ولم تتسرب الى العجين وعليه جذبت ايجابيتها جميع أفراد المنزل.
امتلئت حتى اخر بقعة
أجالس بشكل يومي أناس متناقضون بشكل يخرسني احيانا عن الحديث واحيانا اجدني اترك شعوري المرهف والذي يجعلني احرص كل الحرص اغلب الأوقات على مراعاة حروفي حتى لا تجرح من أمامي ولكني اجدني احيانا أركن هذا الإحساس جانبا واصعقهم بكلمات قليلة جداً ولكنها كفيلة بالجامهم من هول الصدمة لا احب أبدا ان اكون في هذه المواقف ولكني احيانا اجدني انفجر . من اخالطهم يتنوعون بين أناس من المدرسة القديمة كما اسميهم وهم من يعتقد ان من حق المدير ان يصرخ ويزمجر ومن من المعيب ان توبخ المسؤولة الأنثى موظفيها الذكور وان الكبار دائماً على حق والفريق الاخر يتكون من الأشخاص الذين يعشقون الدراما ويضخمون الأحداث وبعضهم بليد الفهم والآخر وهو الأخطر هو من يسطر بطولاته وفتوحاته ويلهث وراء كل ما تطاله يداه ومالاتطاله فهو يرغب بالمنصب والمال والشهر ودائما الغاية تبرر الوسيلة وغالبا الوسيلة تكون غير أخلاقية ولا إنسانية وينظر الى من يشق طريقه بالهوينا وبداخل أقلية وإنسانية بانه شخص مسكين مغلوب على أمره الى حد الفشل .
في الفترة الماضية شعرت بأنني بدوت كاسفنجه امتصت تلك السلبيات المزعجة والكريهه حتى اصبح خلقي ضيقا ولا اطيق الأحاديث المطولة. وملجئ دائماً هو المطبخ والعجيين الذي اعشق وما ان بدأت العجن حتى تحللت تلك السموم وبدأت تنسدل وتتسرب الواحدة تلو الاخرى حتى تفرغ اغلبها وما ان هممت برص ما عجنت لإدخاله الفرن حتى سقط الطبق بما حمل. تسمرت وانا أشاهد الذي افترش الارض غادرت المطبخ سريعا وانا اضرب اخماسا باسداس ولم اكن ارغب بإهدار المزيد من المكونات ولكني لازلت ارغب بصنع البسكويت. لجئت الى مواقع الطبخ الصحي او التوفيري وحصلت على وصفة لصنع البسكويت بأقل عدد من المقادير انتهيت من العجن والرص والخبز وامتلئ المنزل برائحة لذيذه جداً جذبت الاطفال قبل الكبار. ربما ما سقط ارضا في المرة الاولى قد اكتفى وتشبع من الذرات السلبية المسمومة وربما لو تناولناه لاصابنا تلبك معوي ولكن في المرة الثانية كانت تلك الذرات قد اختفت ولم تتسرب الى العجين وعليه جذبت ايجابيتها جميع أفراد المنزل.
الحجر الصغير رقم (١٣٦)
اغرورقت بارتياح
اغرورقت عيناي بالدموع وانا متسمره أقراء حروفا انتظرتها من الشهور ٤ ولكن الحروف لم تكن مرسومة بالخط الذي انتظرته طيلة تلك الايام كنت اعد الساعات والدقائق حتى ان النوم كاد يفارقني أياما عدة ارتسمت أخاديد قلقة متوجسه بلهفة ولكن الحروف لم ترسم وفقا للمتوقع والمنتظر
اغرورقت مقلتي بالدموع الغزيرة وكأنها كانت مختبئة في مكان ما طيلة تلك الشهور ولكن بنفس الوقت شعرت بارتياح غريب يتسرب الى قلبي واطمئنان لا اعلم كيف ولكنه بدا كيد خفيه تمسح على ذاك القلب الذي تعب من الوقوف طيلة تلك الشهور وقد جلبت له كرسي ليستريح اخيراً
نعم لم تكن تلك الراحة كما رسمها وتمناها ولكنها راحة إجبارية تم دفعه اليها دفعا.
الحمدلله
الحجر الصغير رقم(١٣٧)
بنفسي ولنفسي
يقول ان اكثر دمار ارتكبه الغزو العراقي والذي اسعد زوجتي هو اتلافهم لجميع صوري الفوتوغرافية والذي وصل عددها الى المئات حتى احتلت غرفة بأكملها ولكنها في غمرة سعادتها استفاقت وسئلتني هل حزنت عليها؟ أجاب لاء لان العين التي التقطت تلك الصور مازالت موجودة وسالتقط غيرها وربما افضل منها حتى.
احيانا كثيرة تكسر اشياء بنيناها بأنفسنا ونعتقد اننا ابدعنا فيها ولو شاهدها العالم لاعجب بها ولكنها لسبب او لآخر قد تكسر او يكسرها لنا الآخرون من الطبيعي ان نحزن ونذرف الدموع وننزوي ولكن من غير الطبيعي ان نجلس القرفصاء بتلك الزاوية طويلا لأننا بذلك نضيع اخرين قد يمسكون بأيدينا في سبيل تحقيق الحلم او حتى قد نجد سبل اخرى وطرق لتحقيق نفس الحلم.
الحجر الصغير رقم(١٣٨)
ذكرى لا تغيب
لكل منا ذكريات تمر السنون وتظل هذه الذكرى فتية لا تشيخ أبدا وتطل علينا بين الفينة والأخرى لترسم ابتسامة لا يفهمها سوانا ذكرى قد تكون نهايتها مؤلمة او حزينة ولكن الجزء المفرح المدغدغ فقط هو من تشبث بالذاكرة. املك من الذكريات التي تئبى ان تشيخ او تغادر وترسم علي ابتسامتها الغامضة وتنتعش بساتين الرئتين ولكن عندما اصحو منها اجدني أهوى من ارتفاع شاهق على ارض صلبة. احاول جاهده ان اكنسها خارجا ولكنها تغادر مؤقتا ثم تعود او ربما لأنني لا احاول بجدية بسب التسكين المؤقت التي تضفيه على بعض أيامي الجرحى.
الحجر الصغير رقم(١٣٩)
بانتظار العروس والمعرس
دوما ماكانت فكرتي عن العزاء بأنه مشابه للعرس ففي كلا الموضعين ننتظر العروس والمعرس
في العزاء تكون الأبصار شاخصة الى اكثر الأشخاص قربا من المتوفي فهو اكثر الأشخاص انهيارا واوفرهم حظا بالشفقه والعطف والاهتمام
فعلى سبيل المثال لو كان المتوفي الام او الأب فاكثر الأشخاص الذين ينتظرهم المعزين وتشخص الأبصار عليهم ويعم الهدوء والسكون في حضورهم وحتى يبكي الجميع على بكاءه هو من فاز في نهاية سباق البر ولكن من كان بار به ومن كان محور حياتة قد أفل
ونعتقد ان هذا الشخص سيجن او يفقد صوابه او حتى يلحق بالمتوفي كون هذه المصيبة من عظائم الأمور ولكن الله وحده من ينزل السكينة على قلبه ويثبت لسانة بذكره. مشهد يعتصر قلبي ان كنت حاضره ولكنه من المشاهد الاساسية في هذه الحياة.
اللهم لا تفجعنا باحبائنا وارحم جميع موتانا وموتى المسلمين.
الحجر الصغير رقم(١٤٠)
تألم وحدك !!
أحيانا كثيرة تصفعنا الحياة بعنف لنرى الجانب الذي طالما كابرنا وقاومنا وصممنا آذاننا واغمضنا جفوننا عنه لأننا لا نرغب بتصديقه حتى وان كان حقيقيا فنحن نستمتع بواقع كاذب مخادع. مهما كانت الصفعة قوية تألم وحدك وان كنت راغبا بالمشاركة فاشرك الشخص الأقرب إليك الذي ارتمى في احضانك باكيا يوما ما والذي ربت على كتفك وانت حزين وصفق لك وانت منتصر. لا تصدق كل تلك الأيادي التي ستمد لك بعد الصفعة فالبعض يستلذ بعذابك والآخر يبحث عن احاديث يتداولها مع شاي الظهيرة. تألم وحدك وذر الملح على جرحك وانهض فلن تتوقف الحياة وقد تكون هذه الصفعة كصفعة الوالد التي يحتضنك بعدها ويعطيك قطعة شوكولاه. الحياة مدرسة فانصت وتعلم مما يقال فيها حتى لا تصفع مرتين على نفس الخد.
الحجر الصغير رقم (١٤٢)
ليس صديقا للعمر
احيانا تكون صداقتنا قد شاخت معنا ونعتقد ان من رافقنا سنوات ورافقناه سنوات سيظل معنا الى ان تفنى الحياة ولكن قد تسقط ورقة صغيرة من جيبه تجعل قلبك يتمزق من هول الصدمة بعد ان تقرا ما لم ينطق به صاحبك قط وتكتشف انه سينتهي هنا.
لحظات الغضب تكشف عن كثير مما يجول بخواطرنا وتكشف كلمات لطالما اخفيناها خشية الصدام والجدال ولكن لحظات الغضب ترفع هذا الحرج عنا وتكشف عن كثير. قد ننسى الكثير من الجروح ونكاد لا نرى لها أثرا ظاهرا ولكن هناك جروح وخصوصا مما ائتمانهم على أوقاتنا وضحكاتنا ودموعنا واحلامنا لن يمحى هذا الجرح ولن يخفى اثره حتى بعد ان يستكين ألمه. قد نصل احيانا الى ان نسترجع شريط السنوات لنتأكد هل كانت هناك رسائل تحذيرية لم نقرأها؟ هل فعلا كان صديقا وهل كلامه كان حقيقيا ام انه كان يخيل لنا؟ تساؤلات مؤلمه قد لا نجد لها جوابا أبدا وعلينا معالجة الجرح وتعقيمه وخياطته حتى لا يحصل التلوث والبتر. وحتى نستطيع رؤية الوان الحياة الجميلة واستنشاق عبيرها