إعـلان ترشيح

أيها القراء الأعزاء أعلن لكم عبر هذه السطور بأني أحتاج لدعمكم في انتخابات مجلس الأمة، وسوف أطلعكم على ما أود فعله خلال مسيرتي الانتخابية هذه حتى وصولي لكرسي مجلس الأمة الكويتي من غير لف ودوران.
بداية سوف أخوض الانتخابات الفرعية للقبيلة على الرغم من عدم مشروعيتها القانونية، وهذا ليس من أجل القبيلة ولا حباً فيها بل من أجل أن أجد قاعدة متينة ارتكز عليها في رحلتي الانتخابية، وبعد أن أفوز في الانتخابات الفرعية للقبيلة سوف أبحث عن أي حزب أو تيار أنتمي إليه، وأنا ليس لديّ مشكلة في أن أكون يمينياً أو يسارياً أو شيوعياً أو اشتراكياً أو ليبرالياً، الأهم عندي أن أجد حضناً دافئاً أرتمي فيه كي تزيد فرص نجاحي في رحلتي الانتخابية وأصل إلى البرلمان!
في برنامجي الانتخابي وعند لقائي بأهل دائرتي الانتخابية سوف أهدد المسؤولين في هذه البلاد وألعلع بأعلى صوتي ضدهم، وسأصفهم بالخونة والمرتزقة والعملاء، وسوف أفضحهم وأقول بأنهم سبب الغبار والطوز والحر الشديد والبرد القارص الذي تمر به البلاد، وسوف اشتمهم من أجل أن يرتفع لي الهتاف ويشتد التصفيق وأُعجب الكثير من الجمهور السُذج والغوغائيين وأصل للبرلمان!
وسوف أتحدث كثيراً عن الحياة الصعبة التي يعيشها الأخوة البدون بكل دجل، وسأتاجر بآلامهم وأستعرض مشاكلهم وحاجياتهم الأساسية كالمأكل والمشرب والصحة والتعليم وحق بعضهم للانتماء لهذا البلد، وسوف أطلق من أجلهم في الهواء الطلق وعودا وعهودا كثيرة، وسأرسم لهم أجمل الأحلام الوردية بقليل من الكلام المعسول والكثير من الصراخ على الحكومة، من أجل أن يرتفع لي الهتاف ويشتد التصفيق وأُعجب الكثير من الجمهور السُذج والغوغائيين وأصل للبرلمان!
وسأتطرق كذلك لغلاء الأسعار في البلاد، وتدني مستوى الرواتب المالية، واحتياج موظفي الدولة للكثير من الكوادر المالية، وسأقسم لهم بالله العظيم ثلاثاً وأنا أرفع يدي عالياً نحو السماء بأني سأقاتل بكل بسالة وشراسة من أجل أن تزيد معاشاتهم وتنتفخ كروشهم وجيوبهم، حتى يرتفع لي الهتاف ويشتد التصفيق وأُعجب الكثير من الجمهور السُذج والغوغائيين وأصل للبرلمان!
وسأدغدغ مشاعر المرأة، وأطالب مساواتها بالرجل في كل شيء من الإبرة للصاروخ، وسوف أبحث لها عن وجوه نسائية إعلامية ممن ليس لديهن شغل أو عمل وقتلهن وقت الفراغ، كي يُلقين على الناخبات في دائرتي محاضرات طنانة رنانة لن تتعدى حيز مقري الانتخابي!
وبعد فوزي في رحلتي الانتخابية ووصولي للكرسي تحت قبة البرلمان، سأتناسى كل شي قلته لكم، سأتناسى اليمين التي أقسمتها أمامكم، وسأتناسى الوعود والعهود التي قطعتها لكم، وسأتناسى كل تلك الأحلام الوردية التي رسمتها لكم، وسأتناسى تلك الوجوه البريئة التي احتشدت حولي تهتف لي وتصفق بحرارة كلما وضعت إصبعي على جروحها. فقط سأهتم بنفسي وسأفكر بالطريقة الأسرع والأمثل في توديع الفقر، سأكون ملهوفا على تغيير ثيابي وتغيير سيارتي وتغيير مسكني ومأكلي ومشربي وحذائي وهاتفي.
ومن الطبيعي بأني سوف أتهرب من لقاء أهل دائرتي بعد نجاحي في الانتخابات، ومن الطبيعي بأني لن أرد على اتصالاتهم الهاتفية، وسأنشغل في بناء عمارتين أو ثلاث لأضمن بهما مستقبلي ومستقبل أولادي من بعدي، وسأنفذ ما يمليه عليّ الحزب أو التيار من أوامر، حتى وإن كانت هذه الأوامر ضد مصلحة الوطن أو المواطن، وسأحارب من أجل الحزب أو التيار فقط، لكي تبقى رايته عالية خافقة!
هذا هي خطة مسيرتي الانتخابية بكل صراحة ووضوح، فلا تبخلوا عليّ بدعمكم الإنساني، فأنا محتاج من رأسي حتى قدماي وأرهقتني الديون!



http://www.alraimedia.com/Templates/frNewsPaperArticleDetail.aspx?npaId=38128
 
أعلى