أبو العتاهيه
عضو مخضرم
جريدة النهار اللبنانية
الثلاثاء 18 تموز 2006
الحرب المفتوحة في لبنان بين "حزب الله" واسرائيل مؤداها في المحصلة النهائية، اذا لم تتوقف سريعاً، الى تدمير لبنان على رؤوس اللبنانيين الذين صاروا رهائن دورة عنف بين ارادتين اقليميتين تتصارعان بأفق مفتوح في الزمن والجغرافيا.
حتى اليوم لا مكان للديبلوماسية في هذه الحرب المسترهنة لبنان ومستقبله على مذبح صراع اقليمي لن تكون نتائجه لمصلحة وحدة البلاد او تركيبتها او سلمها الاهلي. فمتى تباينت الرؤى والخيارات الى حد ان فريقا يبيح لنفسه حرية اخذ وطن بكامله الى حرب مدمرة وغير متكافئة من دون اي سبب مقنع (تحرير الاسرى الثلاثة في السجون الاسرائيلية لا يبرر تدمير لبنان) يصبح مستقبل لبنان كله مطروحا على بساط البحث.
لا يرمي هذا الكلام الى فتح الجدل والسجال السياسي الداخلي في وقت يذبح فيه شعب لبنان من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال، انما الهدف هو التأكيد اولا وقبل كل شيء انه اذا كانت هذه المرحلة هي مرحلة تضامن، وهي كذلك، ومرحلة وحدة في مواجهة العدوان الاسرائيلي الذي تجاوز قضية الجنديين الى الافراط الجنوني في استخدام القوة، فإنه لا بد لنا من قول الحقيقة، ومصارحة "حزب الله"، كما فعل الرئيس فؤاد السنيورة في شكل غير مباشر في الكلمة التي وجهها الى اللبنانيين بأن الدولة يجب ان تكون مرجعية اللبنانيين جميعا، و انها وحدها يجب ان تمتلك قرار الحرب والسلم. و انها يجب ان تبسط سلطتها على كامل التراب الوطني من دون شريك لها لبنانيا كان ام اجنبيا.
واذا صح كما قلنا ان المرحلة هي للتضامن فهذا لا يجوز ان يعفي "حزب الله" من مساءلة مقبلة تأتي بعد ان تسكت المدافع حيال ما حصل والنتائج التي ترتبت على تفرده بقرار مسّ ويمس بمصير بلدنا جميعا، ومستقبل اولادنا و سلامة الوطن. فلا الفرحة الموضعية بسقوط الصواريخ على حيفا و ما بعد حيفا و ما بعد بعد حيفا تحمي الوطن من التدمير المنهجي الذي يقوم به الاسرائيليون منذ ستة ايام، ولا المواقف اللفظية الداعمة من بعض عرب المزايدات القومجية مثل النظام السوري وغيره او من ايران المتفرجة من بعيد على حريق لبنان، تكفي لإشعارنا في لبنان او لاقناعنا بأن قرار الحرب الذي جُرّ اليه تنظيم واجهته محلية واجندته اقليمية سوف ينتهي الى احقاق الحق. والحال اننا اليوم وحدنا في هذه الحرب المفتوحة. فمن العرب، الى الاوروبيين، الى الثمانية الكبار المجتمعين حتى البارحة في بطرسبرج حلقة واسعة تغطي الحرب الاسرائيلية، وتمنحها نافذة سياسية وزمنية كافية لمحاولة فرض حقائق جديدة على الارض.
في الخلاصة لا بد لنا من القول ان لا شيء بعد الثاني عشر من تموز سيشبه ما قبله. لقد انتهت مرحلة وبدأت مرحلة. وفي مطلق الاحوال لن يكون في مقدور اي طرف لبناني بعد اليوم ان يفرض اجندته الخاصة المافوق الدولة على بقية الشركاء في الوطن لان النتيجة كما نلمسها اليوم هي الخراب و الخراب و الخراب.
ليس المهم ان تطير الصواريخ فوق المستوطنات الاسرائيلية فتهلل الجماهير و تطلق الاسهم النارية احتفاء، بل المهم ان نجنّب بلدنا حروبا لا تؤدي في نهاية المطاف إلا الى تدميره فوق رؤوس الجميع. ولا فرق هنا بين جمهور "حزب الله" وبقية الجماهير اللبنانية. حان الوقت للاعتراف بأسبقية الدولة على الجميع حتى على البندقية، أمقدسة كانت ام لا.
كتبه:علي حماده
تعليقى أذا اللبنانيون يرون مانرى وهم تحت القصف والتشريد
ويحملون قوى خارجيه بالزج بلبنان لمصالحهم
ندرك أذا بأن المطبلين للقوى الخارجية اذناب - وباالتالى أبواق لهم
الثلاثاء 18 تموز 2006
الحرب المفتوحة في لبنان بين "حزب الله" واسرائيل مؤداها في المحصلة النهائية، اذا لم تتوقف سريعاً، الى تدمير لبنان على رؤوس اللبنانيين الذين صاروا رهائن دورة عنف بين ارادتين اقليميتين تتصارعان بأفق مفتوح في الزمن والجغرافيا.
حتى اليوم لا مكان للديبلوماسية في هذه الحرب المسترهنة لبنان ومستقبله على مذبح صراع اقليمي لن تكون نتائجه لمصلحة وحدة البلاد او تركيبتها او سلمها الاهلي. فمتى تباينت الرؤى والخيارات الى حد ان فريقا يبيح لنفسه حرية اخذ وطن بكامله الى حرب مدمرة وغير متكافئة من دون اي سبب مقنع (تحرير الاسرى الثلاثة في السجون الاسرائيلية لا يبرر تدمير لبنان) يصبح مستقبل لبنان كله مطروحا على بساط البحث.
لا يرمي هذا الكلام الى فتح الجدل والسجال السياسي الداخلي في وقت يذبح فيه شعب لبنان من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال، انما الهدف هو التأكيد اولا وقبل كل شيء انه اذا كانت هذه المرحلة هي مرحلة تضامن، وهي كذلك، ومرحلة وحدة في مواجهة العدوان الاسرائيلي الذي تجاوز قضية الجنديين الى الافراط الجنوني في استخدام القوة، فإنه لا بد لنا من قول الحقيقة، ومصارحة "حزب الله"، كما فعل الرئيس فؤاد السنيورة في شكل غير مباشر في الكلمة التي وجهها الى اللبنانيين بأن الدولة يجب ان تكون مرجعية اللبنانيين جميعا، و انها وحدها يجب ان تمتلك قرار الحرب والسلم. و انها يجب ان تبسط سلطتها على كامل التراب الوطني من دون شريك لها لبنانيا كان ام اجنبيا.
واذا صح كما قلنا ان المرحلة هي للتضامن فهذا لا يجوز ان يعفي "حزب الله" من مساءلة مقبلة تأتي بعد ان تسكت المدافع حيال ما حصل والنتائج التي ترتبت على تفرده بقرار مسّ ويمس بمصير بلدنا جميعا، ومستقبل اولادنا و سلامة الوطن. فلا الفرحة الموضعية بسقوط الصواريخ على حيفا و ما بعد حيفا و ما بعد بعد حيفا تحمي الوطن من التدمير المنهجي الذي يقوم به الاسرائيليون منذ ستة ايام، ولا المواقف اللفظية الداعمة من بعض عرب المزايدات القومجية مثل النظام السوري وغيره او من ايران المتفرجة من بعيد على حريق لبنان، تكفي لإشعارنا في لبنان او لاقناعنا بأن قرار الحرب الذي جُرّ اليه تنظيم واجهته محلية واجندته اقليمية سوف ينتهي الى احقاق الحق. والحال اننا اليوم وحدنا في هذه الحرب المفتوحة. فمن العرب، الى الاوروبيين، الى الثمانية الكبار المجتمعين حتى البارحة في بطرسبرج حلقة واسعة تغطي الحرب الاسرائيلية، وتمنحها نافذة سياسية وزمنية كافية لمحاولة فرض حقائق جديدة على الارض.
في الخلاصة لا بد لنا من القول ان لا شيء بعد الثاني عشر من تموز سيشبه ما قبله. لقد انتهت مرحلة وبدأت مرحلة. وفي مطلق الاحوال لن يكون في مقدور اي طرف لبناني بعد اليوم ان يفرض اجندته الخاصة المافوق الدولة على بقية الشركاء في الوطن لان النتيجة كما نلمسها اليوم هي الخراب و الخراب و الخراب.
ليس المهم ان تطير الصواريخ فوق المستوطنات الاسرائيلية فتهلل الجماهير و تطلق الاسهم النارية احتفاء، بل المهم ان نجنّب بلدنا حروبا لا تؤدي في نهاية المطاف إلا الى تدميره فوق رؤوس الجميع. ولا فرق هنا بين جمهور "حزب الله" وبقية الجماهير اللبنانية. حان الوقت للاعتراف بأسبقية الدولة على الجميع حتى على البندقية، أمقدسة كانت ام لا.
كتبه:علي حماده
تعليقى أذا اللبنانيون يرون مانرى وهم تحت القصف والتشريد
ويحملون قوى خارجيه بالزج بلبنان لمصالحهم
ندرك أذا بأن المطبلين للقوى الخارجية اذناب - وباالتالى أبواق لهم