البريكي2020
عضو فعال
إنجاز.. و عتب
بقلم: أحمد مبارك البريكي
Twitter: @ahmad_alburaiki
Instagram: @qdeem
الزمان كان نهاية أكتوبر، والمكان كان شاطئ الوطية الممتد على ساحل الجون الجميل، والذي تناثرت عليه أبنية تشكلت كقطع الكريستال المتلألئة لتضفي على النهار مسطعا آخر للشمس ولتهدي للمساء دارا للأوبرا وصوتا يصدح بالحياة منطلقا من عاصمة الكويت، والمناسبة كانت افتتاح مركز جابر الثقافي الذي يضم حلما تحقق أخيرا، والحضور تقدمهم صاحب السمو وولي عهده الأمين.
هذا الصرح الذي طالما ترقبه رواد الفن والموسيقى والأدب في الكويت ليكون اشعاعا ومنارة لريادة الكويت في المحافل الثقافية بكل مكوناتها، ولتكن قاعاته وخشبات عروضه نقطة لانطلاقة إشراقات ابداعية وفعاليات فكرية وأعمال مسرحية ينتظرها الجميع.
• • •
في خضم هذا الفرح الذي أنجزه الديوان الأميري في سلسلة انجازاته المعهودة والتي شهدها أهل الكويت في السنوات الأخيرة، كان العتب حاضرا عندما تلقيت محادثة من (الأسمرانية) فنانة الزمن الرائع، التي التصق صوتها بستينيات وسبعينيات الكويت وهي المطربة الجميلة ليلى عبدالعزيز، صاحبة أول لحن شبابي نسائي كويتي، وأول كويتية تبتعث لدراسة الموسيقى.
حمل صوتها عبر أثير البعد حزنا على القائمين والمنظمين لحفل افتتاح هذا الصرح الفني والثقافي بسبب تجاهلهم دعوتها للحضور والمشاركة في بهجة الإنجاز الذي طالما انتظرته ليجيء، وهي من كانت شاهدة مع زملائها الرواد على بدايات عصر تشكّل الهوية الكويتية الحضارية بفنها ومسرحها ومسيرتها الثقافية، هذا التجاهل في نظري هو سقطة كبيرة لمنظمي الحفل ومدعاة للسؤال عن من هو المسؤول في اسقاط مثل أسماء هؤلاء الذين صنع عطاؤهم وتضحياتهم تراثنا الوطني الفني والغنائي الذي نفخر به، ونعده تركة وعلامة ناصعة يهتدي بها الأجيال.