ياعزيزي الإنصاف على رسلك فانا ليس لي مذهب لي دين اسمه الاسلام ولي كتاب اسمه القرأن .. فمسألة استماع الاغاني والموسيقى من المسائل الخلافية فعندك إبن حزم يقول ان أحاديث تحريم المعازف موضوعة.. فياعزيزي لو كان تتبع الأحاديث عندك البخاري ومسلم لم يصححوا كل الأحاديث ومع ذلك يوجد أحاديث لا تدخل العقل صححوها وهي مجوده في الارث الشيعي و السني ولا فيه عالم شيعي او عالم سني يعمل بها وهي تعارض كتابه الله جملة وتفصيل .. يا عزيزي قبل ثلاثين عام تذهب إلى مكة المكرمة تجد جوار البيت العتيق محلات ستيريو تبيع أشرطة الكاسيت لكل أغاني الفنانين .. و بعد انتشار فكر الإخوان المغلف بالصحوة فكر قطيع الأخوان المسلمين الذي يشبه إلى حد كبير فكر الحركة الصهيونية ووكذلك بعد انتشار فكر الصفويين على يد الهندوسي الخميني ظهر الاسلام السياسي الاسلام الشكلي وبتدعوا في دين الله مالم ينزل الله به من سلطان .. فالقرأن الكريم مصدر التشريع .. فالله سبحانه وتعالى بين الحرام والحلال في كتابة الكريم ولم يحرم الغناء في سورة الجمعة والآية التي ورد فيها ذكر الغناء في سورة الجمعة لم تحرم الغناء و لم تأمر باجتناب الغناء و لم تنهى عن الغناء حيث قال الله تبارك وتعالى: وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين .. وسبب النزول ان المسلمين حين سمعوا وصول القافلة انفضوا عن خطبة رسول الله وقت شعيرة صلاة الجمعة و الرسول صلى الله عليه وسلم قائم في المنبر يخط فآلاية مافيه تحريم وآتت على سياق الترغيب في صلاة الجمعة بصيغة الترغيب لا بصيغة الترهيب و آتى ذكر الغناء مرادف للتجارة فهل التجارة حرام عشان يحرمون الغناء صيغ التحريم ورد في القرأن تارة يستخدم الله تبارك وتعالى كلمة التهديد بالويل مثل قوله تعالى : فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون .. والتحريم مثل قوله تعالى :حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفورا رحيما.. وقوله تعالى : حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله.. وبصيغة النهي مثل قوله تعالى :اجتنبوا وعتزلوا ولا تقربوا ولا تأكلوا : مثل قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم.. ومثل قوله تعالى: ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ..وقوله تعالى: ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا..وقوله تعالى : ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون .. إلى اخر الآيات .. اما الغناء لم تآتي آية صريحة في تحريمة او انهي عنه إلا في وقت الصلاة فوقت الصلاة يجب كل العمال يتوقف لأداء الفريضة .. فمن اين اتيتم بتحريم الغناء فهل حفلات الغناء التي يقيمها الفنانيين في كل دولة عربية و إسلامية فيها زنا .. يا عزيزي حديث أرضاع الكبير في كُتب الشيعة وكُتب السنه وهو حديث موضوع يتعلرض مع كتاب الله حيث قال تعالى : وفصاله في عامين.. اي لا رضاع بعد العامين لكنه حديث موجود وكل المذهبين لا يعملون به .. فخلاصة القول لا توجد آلات موسيقية في عهد الرسول كان الموجد منها الدفوف واستقبل الرسول بها في المدينة المنورة والدفوف من الطبل والطبل ضابط الإقاع و ملك الإقاع فكيف تحللون كبيرهم وتحرمنون صغيرهم .. وفي الختام اقولك خش حديث ارضاع الكبير لا يسمعنا المستشار يروح يطوف على بنات الفريج يرضعهن كلهن
نعم ابن حزم قال بحلية الأغاني و الموسيقى و لكن خالفه جمهور أهل العلم (المذاهب الأربعة و ابن حجر و الألباني و غيرهم الكثير)، و لذلك قلت انا في تعليقي السابق انه لا يوجد خلاف "معتبر"، فهؤلاء الأئمة و الفقهاء فصلوا بالرد على اجتهاد الامام ابن حزم و بينوا خطأه في هذه المسألة. لا اريد ان اطيل بذكر الأدلة و تفصيلها، و يمكنك الرجوع الى المسألة و قرآتها بالتفصيل.
اما تعارض الاحاديث الصحيحة مع الكتاب و السنة فلا ادري اين حصل ذلك. و لكن حتى لو فرضنا جدلا انه حصل. فموضوع الموسيقى حرم بدليل حديث صريح صحيح رواه البخاري بمعلقاته و رواه ايضا عدد كبير من الائمة بطرق صحيحة. و التحريم لا يخالف نص القرآن، اذ لم يرد نص قرآني صريح يقول بحلية الأغاني و الموسيقى. بينما ورد حديث صحيح يقول بحرمتها و عطفها على الخمر و الزنا و الحرير الذي سيأتي اقوام "يستحلونها" كما ورد في نض الحديث.
بعدين الصفويين ظهروا قبل اقل من 500 سنة و الاخوان المسلمين ظهروا كفكر و كتنظيم قبل اقل من 100 سنة. و الخميني قبل اقل من 30 سنة. و أئمة المذاهب الأربعة ظهروا قبلهم جميعا بمئات السنين، فهل تأثر أئمة المذاهب الأربعة بهؤلاء الأشخاص و أفكارهم و تسييسهم للدين (قبل ان يخلقوا) و بالتالي حرموا الموسيقى بسببهم؟!؟
الحقيقة ان القول بحرمة الموسيقى قول قديم جدا قال به جل علماء المسلمين و فقهائهم. فمحاولتك لاسقاط كل شئ على الأخوان و الصفويين و الخميني، خاصة في موضوع حلية الموسيقى من عدم حليتها، امر لا يقبله المنطق و لا العقل.
اما قولك بأنه لا توجد آلة موسيقية في عهد الرسول الا الدفوف. هذا قول خاطئ. فالناي و المزمار و غيرها من الآلات كانت موجودة و معروفة. و دليل ذلك قول النبي عليه الصلاة و السلام لأبي موسى الأشعري حين سمع صوته الحسن في قرآءة القرآن الكريم بأنه اوتي مزمارا من مزامير آل داوود. فالآلات الموسيقية كانت موجودة و معروفة من أيام الإغريق قبل الاسلام بمئات السنين. و كان يعرفها العرب الا انها لم تكن منتشرة عندهم كانتشار الشعر.
الخلاصة يا أخي، انه حتى (((لو))) كان كلامك صحيح و ان الموسيقى حلال، يبقى ذكر اسم الله تعالى في امور اللهو و الحب و الغزل الخ، يعد من سوء الأدب مع الله. يا رجل حتى الفطرة السليمة تستنكر ذلك.