*القطط تحب الجبن والكلاب تحب اكل الشيوكلاته *القصة من مجموعتى القصصية "بحر الأحزان " الصادرة فى الكويت فى يوليو 1980 *قصة بقلم ناجى عبدالسلام السنباط

*القطط تحب الجبن والكلاب تحب اكل الشيوكلاته
*القصة من مجموعتى القصصية "بحر الأحزان " الصادرة فى الكويت فى يوليو 1980
*قصة بقلم ناجى عبدالسلام السنباطى
*القسم الأول
*************************************
*لاأنكر حبى للحيوانات...أرتاح إليها...أحدثها..أخاطبها...أبثها شكواى ومجونى...هى الأخرى..تحبنى...أناديها فتأتى باشة...بشوشة....تتمسح فى...فألقى إليها...ببعض الأكل الذى تحبه...سواء....سمك جبنة... لبن.....
*وحبى للحيوانات....شىء فطرى ليس فيه تعمد او تكلف...فهى فى رأيى الصديقة الوفية...التى تعطى ولاتاخذ...إلا القليل....وهى لاتستطيع أن تنقلب عليك فى يوم من الأيام أو تغرس نابها فى لحمك إلا إذا آذيتها أو داعبتك!!!
*والحيوانات تعرف مواعيد نومك وصحيانك...وإذا لم تجدك....تظل تبحث عنك وتسأل كافة الجيران والأقارب....وتنبش فى كل مكان وفى كل زاوية فى المنزل...أو فى منازل الاقارب والأباعد...أو حتى فى منازل الجيران.....وكماتفتقدنى ..أفتقدها ايضا وأبحث عنها فى كل مكان ...أبحث عنها فى الحدائق وفى الحقول وفى المزارع وفى الانهار وفى البحار وفى الوهاد وفى الكفور وفى الجبال وفى الوديان وفى النجوع وفى العزب....وأسأل كل صديق وأسأل كل غريب.
***حقا إنها تأخذ كل تفكيرى فهى توأم روحى وشريكتى فى الفكر وفى العمل لو شغلنى موضوع..أنستنى همه...لو تملكنى الغضب..هدأتنى...وهى تقوم دائما بعملية التفريغ النفسى لى....فتخفض من سرعة الشحنات الكهربائية المتسارعة ذات الموجات العالية التردد.....داخلى.....تحدثى مع حيوان ما... يمص منى كل التأثيرات السيئة ويمنع عنى....كل الصواعق المدمرة...وإذا حدث ولم أجد حيوانا......تنتابنى الكآبة...أنقفل على ذاتى..كما لو كنت(قوقعة) متحجرة منذ عهد البحر الأول...أو منذ عهد الحفريات بحثا عن رأس الإسكندر المقدونى...أو منذ عهد البحث عن قصر كليوباترا ذات الحظ والدلال تحت الميناء الشرقى للإسكندرية...أو تحت محطة الرمل....بحثا عن عهد البطالسة....أو تحت شارع النبى دانيال....بحثا عن العروسة التى إختفت وإبتلعها سرداب من عصر الرومان أو اليونان اأو الفرنسيس أو الإنجليز!!!!!!
*لاتظنوا بى الظنون إذا لم أجد الحيوان!!!فعلا يصيبنى التحجر أو التكلس ولكنى أظل أبحث عنه ولاأمل ...كما لايمل....الجرسون اليونانى (إستليو)فى بحثه !! عن مناقب قاع الإسكندرية
*لقد باع كل عمره ومازال....يبحث عن آثار عفى عليها الزمن وبليت بحكم الزمن...إلا أنها الإرادة التى تحركه وتدفعه...رغم أنه أنفق كل قرش وهاجر إلى اليونان ثم عاد مرة أخرى ليحقق الهاجس أو الجنون الذى يعيش فيه منذ كان جرسونا!!
*إننى أحبها من كل قلبى ورغم حبى لها...فلم أسلم من بعض آلامها وعذابها ودلالها...فهى دائما تناوشنى وتكشر عن أنيابها...أو تفعل فعلة نكراء...أجاركم الله لو عرفتموها....لكننى لاأملك إلا أن أصارحك القول...أننى أزداد حبا لهذه الحيوانات.....كلما فعلتها... فكما يقول المثل((ضرب الحبيب زى أكل الزبيب )...وإن كنت لم أجرب هذا أو ذاك ...ومن الحيوانات التى قابلتنى...وهى كثيرة....وأحبها جميعا وأعتز بهاإلى أقصى حدود الإعتزاز....لدرجة أننى لاأستطيع أن أفرق بينها أو أميز بينها...فالتفرقة تعنى أننى قد إنجزت فى الإختيار...والإنحياز شىء خطير... خاصة أن حيواناتى...وهم خيرة أصدقائى...ومن ثم فإنحيازى بينهم....يعتبر قهرا لهم ولى....فالحب متشبع ومتشعب...ومن ثم يصعب الإنحياز....ولكننى قررت أن أختار صديقين...سأتحدث عنهما بالتفصيل....على أن أتركالبقاى لحديث آخر...لنكمل المشوار ولنصنع جدارا من الصداقة ومن الحياة ومن الأمل ومن الإبتسامة....لتكون ورودا ورياحين وسط غابةمن السنط...إخترت الصديقين...لأنهما يملآن قلبى بالحب وعقلى بالفكر وجسمى بالراحة وتكوينى الشامل..بالتوازن....رغم كل الأسى والحزن تارة...والألم والهمتارة أخرى ولايبقى إلا قليلا من السعادة التى سرعان ماتتبخر!!
**صديقان....نحسبهما ماءا فإذا الماء سرابا...فلم يكملا المسيرة معى وإنسحبا طواعية أو كرها....
** الصديق الأول....كلب...ولا كل الكلاب!!...فى الحقيقة لم أجد فى مجتمع الكلاب كلب مثله...فى أصالته وشهامته....قابلته منذ خمسة عشر عاما فى بلدة ريفية... أحسبها بالثانية وأتذكرهاحتى شواردها!!!
**الصديق الثانى....قطة....نعم قطة ...قابلتها منذ سنوات ست أو أكثر قليلا او أقل قليلا....لاأتذكر بالظبط.....التواريخ دائما تحيرنى!!! ليس لعدم الحفظ أو لسوء الفهم...أبدا لاهذا أو ذاك....ولكن الأصدقاء كثيرونزززوالمقابلات كثيرة والذكريات أكثر!!!!
 
أعلى