الكويت سادرة في سياسة الغباء !

سفاري

عضو بلاتيني
الكويت سادرة في سياسة الغباء !

في هذه الأيام تستعد الكويت ويتهيأ شعبها للإحتفال بعيد الاستقلال ( انهاء معاهدة الحماية المبرمة بين بريطانية والكويت ) وعيد التحرير ( طرد الغزاة المحتلين العراقيين من الكويت ) الأولى كانت سلاماً في البدء والانتهاء ، والثانية اجراماً أُريقت فيه الدماء !

وبالمناسبة فأن الأمر الغريب العجيب الذي لا يستطيع فهمه أي عاقل هو الموقف الكويتي الحكومي المستميت بالانصياع في مسلك الضياع لتبني بورصة فلسطين ( الاستثمارية ) بالدفاع عنها في المحافل الدولية والتبرع لها لتبقى نشطة مدرة بالأرباح لزلمات الصياح ، وعقد المؤتمرات السنوية ( مؤتمر المانحين ) لها - أي للبورصة الاستثمارية الفلسطينية - وهي مؤتمرات لا يتبرع فيها إلا الخليجيون وبالذات الكويت ( الرقم الأول والأكبر ) والسعودية في المرتبة الثانية ، ثم ينفض الجمع الاحتفالي بعد بضعة أيام استنفر فيها الأمن وعُلّقت الأجازات للعسكريين وقُطعت الشوارع وحُولت المسارات وحُجزت الفنادق وتعاظمت المصروفات بما استنزف الميزانية العامة للدولة ( حقوق الشعب ) وكله من أجل المؤتمرين الذين بعد إلقاء الخطب الانشائية وتسلم ما يطيب الخواطرمفتوحة الشهية يغادرون الى بلدانهم دون أن يضعوا في صندوق الشحاذين الفلسطينيين في حضرة الكويتيين فلساً أوبنساً واحداً !؟

منتهى المهازل وغاية الغباء وانعدام البصر وانتفاء البصيرة ، هي مقومات السياسة الكويتية في شأن ما يسمى بالقضية الفلسطينية !

والأسوأ والأنكى والأعظم إيلاماً لكل نفس مواطن كويتي هو منهاج السياسة الحكومية الكويتية المندفعة في حب الفلسطينيين وبذل الغالي والنفيس من أجل نفوسهم ، على الرغم من أن الفلسطينيين قد صفعوا الكويتيين قيادةً وشعباً ومؤسساتٍ صفعة مدمية في 2-8-1990م حيث - يوم ذاك - وقف الفلسطينيون مناصرين وداعمين للغزاة المحتلين العراقيين ، وكانت الكويت تحتضن 500 ألف فلسطيني يشتغلون في أحسن الوظائف وتسلمون أرفع الرواتب ويتطببون في أرقى المستشفيات الحكومية وأن رغبوا في المصحات الأهلية فلهم ذلك على حساب جهات عملهم ، وكذا الحال مع تعليم أبنائهم ، إن أرادوا التعلم في مدارس خاصة يتاح لهم ذلك وعلى حساب جهات عملهم أيضاً !

كل هذا الجميل منقطع النظير على مستوى العالم قاطبة وليس الخليج فقط ، بمعاملة الفلسطينيين أفضل معاملة تفوق معاملة الحكومة الكويتية لمواطنيها من حاملي جنسيتها ، لم يبيّن في عيون الفلسطينيين ولم يقدروه حق قدره الانساني والأخلاقي والديني ، بل تنكبوه وقلبوا ظهر المجن للكويتيين فخانوهم باسوأ وأنجس وأخس خيانة تمثلت في رفس الماعون الذي منه يأكلون وانصرفوا لإستقبال الغزاة العراقيين ومرافقتهم وادلالهم على أهم المؤسسات الوطنية وبيوت الشخصيات الكويتية ليقتلوا مَن فيها ويستولوا على محتوياتها !

إنه لقهر لكل كويتي وطني شريف أن تنسى حكومته ما فعله الفلسطينيون ابان غزو العراقيين واحتلالهم للكويت وتشريد الكويتيين في الأصقاع ، ثم بعد أن يهب العالم الحر لتحرير الكويت ويتم التحرير ، وبعد عودة القيادة والحكومة والشعب الكويتيين الى بلدهم المحرر ، تعود " حليمة الى عادتها القديمة " بالارتهان والانصياع للفلسطينيين وتكررعليهم الاغداق المالي والدعم السياسية والاعلامي وتدعو وتعقد من أجلهم المؤتمرات لجمع الأموال لهم كي يبقوا في حالة ( سمنة ) دائمة انتظاراً لغزوة أخرى تجتاح الكويت من ذات الجار ( صاحب الجريمة الأولى ) أو جار أخر ربما تكون جريمته أشد وأعسر معالجة ، أي ليس مضموناً هبة أٌُممية ثانية لتحرير الكويت اذاما أُحتلت من جديد ، فيكرر الفلسطينيون ذات ما عملوا وساهموا في الجريمة الأولى ، وساعتها سيبكي الكويتيون وفي مقدمتهم حكومتهم السادرة في سياسة الغباء ، فينطبق عليهم القول المشهور " ابكِ كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال ".
 
أعلى