أوراد الكويت
عضو بلاتيني
أتذكر ..
أننى كنت وأسرتى مختبئين فى أحد سراديب البيوت فى منطقه نائيه على البحر .. لأن إخوتى الثلاثه إنقطعت أخبارهم من الثانى من أغسطس .. فقد أسر إثنين منهم وهو ضابط فى البحريه .. والثانى ضابط مجند .. أما الثالث فقد كان فى سلاح الطيران الحربى يتلقى علومه فى بريطانيا .. وبقينا فى الكويت أملا فى أن نسمع أى خبر عن إخوى الذين تم أسرهما ..
من بيتنا كانت تنطلق المساعدات الماديه .. والغذائيه .. وكان فيه أكبر تجمع نسائى .. وتطوعى .. فقد كانت النساء بمعية أزواجهن وأقربائهن من الرجال يقومون بتوزيع الأرزاق على الكويتين فى جنح الليل .. وفى وضح النهار .. سرا لا علانيه !
أتذكر من المواقف التى تعرضت لها .. أننى كنت فى فترة الإحتلال أقوم بطبع المنشورات وأوزعها .. بالتعاون مع آخرين ..
أتذكرأنه فى يوم من الأيام قرر الغزاة تفتيش كل بيوت المنطقه .. بيتا بعد آخر .. تحولت حينها أسرتى إلى خلية نحل .. فى حرق الأوراق .. وإخفاء الأعلام ..!
دخلت غرفتى والتقطت كل ماكتبته من منشورات وأحرقتها .. إلا نسخه واحده .. قلبت عليها الدنيا لكنى لم أجدها ..!
فى صباح اليوم التالى .. دخلت على والدتى وأنا أغط فى نوم عميق .. توقظنى .. وتخبرنى أن الجنود بباب غرفتى يريدون الدخول للتفتيش .. نهضت فزعه .. وارتديت ( ملفعا وتلحفت بعباءه ) ولسانى يتمم ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لايبصرون ) .. خرجت من غرفتى بمعية والدتى وإذ بخمسة جنود وضابط من الحرس الجمهورى .. يتأهبون للدخول ..!
جلست بين إخواتى .. وإذا بهم يخرجون من غرفتى وبدت على وجوههم علامات الرضا .. إلا ضابطهم .. كان يرمقنى بنظرات كأنه يحدثنى بها ..وكأننى فهمت شيئا ما .. !
بعد رحيلهم .. هرعت إلى غرفتى .. وكانت المفاجأه ..!
المنشور الضائع الذى كنت أبحث عنه .. وجدته مستلقيا على وسادتى ..!
حينها فهمت أن بيتنا وضع تحت المراقبه .. !
فى ليله 21\ فبراير \ 1991 وبالتحديد الساعه التاسعه مساءا صعدت الأدوار العليا فى بيتنا المهجور ..فقد إعتدنا على العيش فى السرداب ..
ووقفت أمام إحدى النوافذ .. وعينيى تلتقطان صور النار المشتعله من الآبار على اليمين ..ونيران القصف الجوى .. وهى تشتبك مع نيران ومضادات الطائرات .. وكأنه مهرجان للألعاب الناريه ..فى السماء ذاك المساء .. !
وعلى اليسار .. وبالتحديد من البحر كانت صواريخ " الكروز " تنطق من إحدى السفن الجاثمة على المياه الإقليميه الكويتيه .. كنت أرى فوهة حريق تشتعل .. ثم خلخله وأهتزاز الدار التى أسكنها .. وأخيرا الصوت المدوى ..!
أطأطئ عينيى .. أنظر إلى تحت .. فى الشارع المحاذى لسكنى .. أرى جنديا عراقيا صغير السن وأعتقد أنه لم يتجاوز السادسة عشره .. وقف على مفرق الطريق يوجه الجنود الهاربين بالمدرعات .. والكارجوات .. والسيارات المسروقه .. مشيرا بيديه ويصرخ ( منا .. منا ) .. !
وهكذ ا حتى فجر اليوم التالى .. يوم التحرير .. كان الجو مطيرا .. مطرا أسودا بفعل الدخان الهائل المتصاعد من الآبار المحترقه ..!
دخلت القوات البريه .. ولرفعت اعلام الكويت مجددا يلوح بها أبناءها .. ؟!!
فهل تتذكرون مثلي .. ؟!!
إنت النهار يا وطني
http://songs.6arab.com/3abdelkareem..wa6an-elnahar.ram
أننى كنت وأسرتى مختبئين فى أحد سراديب البيوت فى منطقه نائيه على البحر .. لأن إخوتى الثلاثه إنقطعت أخبارهم من الثانى من أغسطس .. فقد أسر إثنين منهم وهو ضابط فى البحريه .. والثانى ضابط مجند .. أما الثالث فقد كان فى سلاح الطيران الحربى يتلقى علومه فى بريطانيا .. وبقينا فى الكويت أملا فى أن نسمع أى خبر عن إخوى الذين تم أسرهما ..
من بيتنا كانت تنطلق المساعدات الماديه .. والغذائيه .. وكان فيه أكبر تجمع نسائى .. وتطوعى .. فقد كانت النساء بمعية أزواجهن وأقربائهن من الرجال يقومون بتوزيع الأرزاق على الكويتين فى جنح الليل .. وفى وضح النهار .. سرا لا علانيه !
أتذكر من المواقف التى تعرضت لها .. أننى كنت فى فترة الإحتلال أقوم بطبع المنشورات وأوزعها .. بالتعاون مع آخرين ..
أتذكرأنه فى يوم من الأيام قرر الغزاة تفتيش كل بيوت المنطقه .. بيتا بعد آخر .. تحولت حينها أسرتى إلى خلية نحل .. فى حرق الأوراق .. وإخفاء الأعلام ..!
دخلت غرفتى والتقطت كل ماكتبته من منشورات وأحرقتها .. إلا نسخه واحده .. قلبت عليها الدنيا لكنى لم أجدها ..!
فى صباح اليوم التالى .. دخلت على والدتى وأنا أغط فى نوم عميق .. توقظنى .. وتخبرنى أن الجنود بباب غرفتى يريدون الدخول للتفتيش .. نهضت فزعه .. وارتديت ( ملفعا وتلحفت بعباءه ) ولسانى يتمم ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لايبصرون ) .. خرجت من غرفتى بمعية والدتى وإذ بخمسة جنود وضابط من الحرس الجمهورى .. يتأهبون للدخول ..!
جلست بين إخواتى .. وإذا بهم يخرجون من غرفتى وبدت على وجوههم علامات الرضا .. إلا ضابطهم .. كان يرمقنى بنظرات كأنه يحدثنى بها ..وكأننى فهمت شيئا ما .. !
بعد رحيلهم .. هرعت إلى غرفتى .. وكانت المفاجأه ..!
المنشور الضائع الذى كنت أبحث عنه .. وجدته مستلقيا على وسادتى ..!
حينها فهمت أن بيتنا وضع تحت المراقبه .. !
فى ليله 21\ فبراير \ 1991 وبالتحديد الساعه التاسعه مساءا صعدت الأدوار العليا فى بيتنا المهجور ..فقد إعتدنا على العيش فى السرداب ..
ووقفت أمام إحدى النوافذ .. وعينيى تلتقطان صور النار المشتعله من الآبار على اليمين ..ونيران القصف الجوى .. وهى تشتبك مع نيران ومضادات الطائرات .. وكأنه مهرجان للألعاب الناريه ..فى السماء ذاك المساء .. !
وعلى اليسار .. وبالتحديد من البحر كانت صواريخ " الكروز " تنطق من إحدى السفن الجاثمة على المياه الإقليميه الكويتيه .. كنت أرى فوهة حريق تشتعل .. ثم خلخله وأهتزاز الدار التى أسكنها .. وأخيرا الصوت المدوى ..!
أطأطئ عينيى .. أنظر إلى تحت .. فى الشارع المحاذى لسكنى .. أرى جنديا عراقيا صغير السن وأعتقد أنه لم يتجاوز السادسة عشره .. وقف على مفرق الطريق يوجه الجنود الهاربين بالمدرعات .. والكارجوات .. والسيارات المسروقه .. مشيرا بيديه ويصرخ ( منا .. منا ) .. !
وهكذ ا حتى فجر اليوم التالى .. يوم التحرير .. كان الجو مطيرا .. مطرا أسودا بفعل الدخان الهائل المتصاعد من الآبار المحترقه ..!
دخلت القوات البريه .. ولرفعت اعلام الكويت مجددا يلوح بها أبناءها .. ؟!!
فهل تتذكرون مثلي .. ؟!!
إنت النهار يا وطني
http://songs.6arab.com/3abdelkareem..wa6an-elnahar.ram