هل كان ماركس صادقا عندما قال : الدين أفيون الشعوب ؟!
أنا أراه صادقا ..
فالدين الذي يعنيه هو الدين المزور الذي تدخلت فيه أيدي الأحبار و الرهبان و جعلوه عبارة عن انعزال عن الحياة و الانسحاب من المواجهة ..
و تحالف مع السلطات الحاكمة لإخضاع الناس لهم بأمر الله !!
بل قد يجد من رجال الدين و من تسربل بزيهم من يعين رجال السلطة على زيادة نفوذهم و تفردهم بالأمر و يزين لهم بطشهم ..
و كل ذلك عبر نصوص يتم تحريف معانيها و تزوير مضامينها
الدين روح نشطة تسري في جسد الأمة فتصلح المعوج ..
و تشيد المهدوم.. و توجد المعدوم ..
و تثور في وجه الطغيان .. و ترفض الصغار و الهوان
كيف لا و النبي صلى الله عليه و سلم يقول : من قتل دون ماله فهو شهيد ..
و قد احتج بهذا الحديث الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو بن العاص عندما أجرى أمير مكة و الطائف عين ماء ليسقي بها أرضه ...
فدنا من حائط بستان عبدالله بن عمرو .. فاعترض عبدالله عليه و جاء بمواليه و سلاحه و قال للأمير :
( و الله لا تخرقوا حائطنا حتى لا يبقى منا أحد )
فركب إليه خالد بن العاص فوعظه فرد عليه عبدالله بن عمرو محتجا بحديث من قتل دون ماله فهو شهيد
البخاري مع الفتح ( 5 : 123 ) ح( 2480 )
هكذا فهم الصحابة دينهم كما أنزله الله .. يعيدا عن تأويلات المتنطعين
يقول النبي صلى الله عليه و سلم فيما يرويه ابن عباس : " سيكون امراء تعرفون و تنكرون ، فمن نابذهم نجا ، و من اعتزلهم سلم ، و من خالطهم هلك " رواه ابن أبي شيبة و الطبراني و صححه الألباني في الجامع ( 3661 )
و المنابذة هي المقاومة و التصدي للإنحراف
و الشاعر المسلم يقول :
إن الدين يكون أفيون للشعوب إذا استعمله العلماء لتخدير الناس تحت ذريعة { و إن أكل مالك و جلد ظهرك } ..
و بذلك يصبح الأمير كمن لا يُسال عما يفعل و هم يُسألون ..
أمتي كم صَنمٍ مجَّدْتِه * لم يكن يحمل طهرَ الصَّنمِ!
المنهج الإسلامي يتعامل مع الأمير على أنه أجير ، أو وكيل عن الجماهير لا على أنهم جزء من متاعه الشخصي الذي يتصرف به كما يشاء ، فيمنح هذا الجنسية و ينزعها من ذاك على حسب هواه و مزاجه بلا حسيب أو رقيب .
و قد ذكر ابن كثير في "البداية والنهاية" في ترجمة الشاعر المتنبي أنه مدح مرة أحد الملوك بأسلوبه المغالي، فقال:
ثم عقب ابن كثير بأن ابن القيم أخبره أن ابن تيمية كان يقرأ هذين البيتين في سجوده، ويقول: "لا يصلح هذا لغير الله"..
لقد قرأنا و سمعنا ممن ينتسبون للدين و للسلفية من يمجدون الحاكم و يسبحون بحمده على صفحات الجرائد و يعقدون فصولا في ذكر فضائله و شمائله ..
فهل كان علماء السلف كذلك ؟!!
الدين يكون أفيونا للشعوب حين يقول لهم إذا ضربك أحد على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر ..
الدين يكون أفيونا للشعوب حين يكون حاجزا بينهم و بين أخذ حقوقهم و الدفاع عن أنفسهم بحجة ( إذن ولي الأمر )
الدين يكون أفيونا للشعوب حين يكون علماؤه مرتزقة يحرقون البخور في مجالس السلاطين و يضفون على ضلالاتهم و انحرافاتهم الشرعية
الدين يكون أفيونا للشعوب حين يصادر حق المخالف في ابداء رأيه و يُقمع و يُمنع
يكون الدين أفيونا للشعوب حين يدعوا أحباره و رهبانه إلى تعطيل العقل ، و اعتباره عورة يجب أن يسترها الإنسان ، و استعماله ذنب يجب أن يستغفر منه !!
إن كان الدين كذلك .. فيحق لماركس أن يصفه بأفيون الشعوب ..
تحياتي
أنا أراه صادقا ..
فالدين الذي يعنيه هو الدين المزور الذي تدخلت فيه أيدي الأحبار و الرهبان و جعلوه عبارة عن انعزال عن الحياة و الانسحاب من المواجهة ..
و تحالف مع السلطات الحاكمة لإخضاع الناس لهم بأمر الله !!
و هل أفسد الدين إلا الملوك *** و أحبار سوء و رهبانها
بل قد يجد من رجال الدين و من تسربل بزيهم من يعين رجال السلطة على زيادة نفوذهم و تفردهم بالأمر و يزين لهم بطشهم ..
و كل ذلك عبر نصوص يتم تحريف معانيها و تزوير مضامينها
الدين روح نشطة تسري في جسد الأمة فتصلح المعوج ..
و تشيد المهدوم.. و توجد المعدوم ..
و تثور في وجه الطغيان .. و ترفض الصغار و الهوان
كيف لا و النبي صلى الله عليه و سلم يقول : من قتل دون ماله فهو شهيد ..
و قد احتج بهذا الحديث الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو بن العاص عندما أجرى أمير مكة و الطائف عين ماء ليسقي بها أرضه ...
فدنا من حائط بستان عبدالله بن عمرو .. فاعترض عبدالله عليه و جاء بمواليه و سلاحه و قال للأمير :
( و الله لا تخرقوا حائطنا حتى لا يبقى منا أحد )
فركب إليه خالد بن العاص فوعظه فرد عليه عبدالله بن عمرو محتجا بحديث من قتل دون ماله فهو شهيد
البخاري مع الفتح ( 5 : 123 ) ح( 2480 )
هكذا فهم الصحابة دينهم كما أنزله الله .. يعيدا عن تأويلات المتنطعين
يقول النبي صلى الله عليه و سلم فيما يرويه ابن عباس : " سيكون امراء تعرفون و تنكرون ، فمن نابذهم نجا ، و من اعتزلهم سلم ، و من خالطهم هلك " رواه ابن أبي شيبة و الطبراني و صححه الألباني في الجامع ( 3661 )
و المنابذة هي المقاومة و التصدي للإنحراف
و الشاعر المسلم يقول :
وكنا حين يرمينا أناس *** نؤدبهم أباة قادرينا
وكنا حين يأخذنا ولي *** بطغيان ندوس له الجبينا
تفيض قلوبنا بالهدي بأسا*** فما نغضي عن الظلم الجفونا
وكنا حين يأخذنا ولي *** بطغيان ندوس له الجبينا
تفيض قلوبنا بالهدي بأسا*** فما نغضي عن الظلم الجفونا
إن الدين يكون أفيون للشعوب إذا استعمله العلماء لتخدير الناس تحت ذريعة { و إن أكل مالك و جلد ظهرك } ..
و بذلك يصبح الأمير كمن لا يُسال عما يفعل و هم يُسألون ..
أمتي كم صَنمٍ مجَّدْتِه * لم يكن يحمل طهرَ الصَّنمِ!
المنهج الإسلامي يتعامل مع الأمير على أنه أجير ، أو وكيل عن الجماهير لا على أنهم جزء من متاعه الشخصي الذي يتصرف به كما يشاء ، فيمنح هذا الجنسية و ينزعها من ذاك على حسب هواه و مزاجه بلا حسيب أو رقيب .
و قد ذكر ابن كثير في "البداية والنهاية" في ترجمة الشاعر المتنبي أنه مدح مرة أحد الملوك بأسلوبه المغالي، فقال:
يا من ألوذ به فيــما أؤمله ** ومن أعوذ به مما أحـــاذره
لا يجبر الناس عما أنت كاسره**ولا يهيضـون عما أنت جابره
لا يجبر الناس عما أنت كاسره**ولا يهيضـون عما أنت جابره
ثم عقب ابن كثير بأن ابن القيم أخبره أن ابن تيمية كان يقرأ هذين البيتين في سجوده، ويقول: "لا يصلح هذا لغير الله"..
لقد قرأنا و سمعنا ممن ينتسبون للدين و للسلفية من يمجدون الحاكم و يسبحون بحمده على صفحات الجرائد و يعقدون فصولا في ذكر فضائله و شمائله ..
فهل كان علماء السلف كذلك ؟!!
الدين يكون أفيونا للشعوب حين يقول لهم إذا ضربك أحد على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر ..
الدين يكون أفيونا للشعوب حين يكون حاجزا بينهم و بين أخذ حقوقهم و الدفاع عن أنفسهم بحجة ( إذن ولي الأمر )
الدين يكون أفيونا للشعوب حين يكون علماؤه مرتزقة يحرقون البخور في مجالس السلاطين و يضفون على ضلالاتهم و انحرافاتهم الشرعية
الدين يكون أفيونا للشعوب حين يصادر حق المخالف في ابداء رأيه و يُقمع و يُمنع
يكون الدين أفيونا للشعوب حين يدعوا أحباره و رهبانه إلى تعطيل العقل ، و اعتباره عورة يجب أن يسترها الإنسان ، و استعماله ذنب يجب أن يستغفر منه !!
إن كان الدين كذلك .. فيحق لماركس أن يصفه بأفيون الشعوب ..
تحياتي