بعد ثوره جمال عبدالناصر في مصر ورفع شعارات القوميه العربيه وتمجيد التضامن مع قضايا الامه
العربيه ودعم الحركات ( القومجيه ) وكل ما يكرّس شعار أمه عربيه واحده من المحيط الي الخليج
وما تلاه من انفصال مصر عن السودان ودعم القوميه العربيه في السودان ومنذ ذلك الحين والسودان
يعيش حاله عدم استقرار سياسي و جغرافي بسبب الحروب الاهليه التي اشتعلت بعد انفصال السودان
والتي غذّاها التناحر الديني و القومي والقبلي و الجغرافي ايضا .. تناحر ديني بين المسلمين وغيرهم من المسيحيين و الوثنيين
وتناحر اخر بين السودانيين من اصول عربيه في شماله والسودانيين من اصول افريقيه في جنوبه
والنوبيين في شماله الشرقي وكل الاعراق المختلفه في هذا البلد العربي الاسلامي ( مؤقتا ً )
السودان اكبر بلد عربي واكبر بلد افريقي والذي تبلغ مساحته اكثر من مليوني متر مربع السودان
بلد الزراعه والثروه الحيوانيه والسمكيه بلد الاقتصاد القوى النامي بلد الثروات الطبيعيه والسياحه و الحضاره
بلد التعدد العرقي والديني والقومي .. والذي لن يتمتع بـ كل هذه المقدرات والمميزات بعد استفتاء
يوم 9 \ 1 \ 2010 م .. وهو الاستفتاء على تقسيم السودان الى دولتين دوله عربيه مسلمه في
الشمال ودوله مسيحيه افريقيه في جنوبه بدعم من بعض دول افريقيا المحاذيه لجنوب السودان
وامريكا التي طبخت السودان على نار هاديه وبعد ان استوى ونضج تقرر اقامه هذه الاستفتاء بعد
اتفاق السلام الذي عُقد في سنه 2005 برعايه امريكيه خاصّه .. وحرص منها على دعم كل ما يدفع
نحو انفصال هذا البلد العملاق ..
شخصيا ً اتوقع ان نتيجه الاستفتاء تسير نحو انفصال الجنوب وما أكد لي هذا التوقع انتشار الفيديو
الاخير لـ امرأه سودانيه تُجلد بكل وحشيه على ايدي حرس النظام في السودان وهو ما يعكس
واقع الحال في السودان الاسلامي المفروض على كل اطياف الشعب السوداني .. و هو ما يغذّي
شعور الكراهيه وعدم امكانيه العيش مع المسلمين في بلد واحد .. يقبل التعدييه والفئويه
اضف الى ذلك تخلّي العالم العربي عن السودان سياسيا ً واقتصاديا ً وتركه لمصيره المحتوم
وهو تقسيمه الى دولتين حاليا ً وثلاث دول في المستقبل .. اذا قررت دارفور الانفصال ايضا ً
ان شعارات القوميه العربيه مع الاسف كانت ولا زالت شعارات فاشله ومن المخجل ان نرفع
مثل هذه الشعارات والمواطن العربي المسيحي او الدرزي او البهائي يشعر بفرق مع المواطن العربي المسلم
وان خطط التقسيم والانفصال لا تقتصر على السودان فقط ..
قد نشهد في المستقبل مزيدا ً من التفكك في العالم العربي ولا نستغرب ابدا مطالبه مثلا ً
الاقباط في مصر بـ تأسيس بلد قبطي خاص بهم في مصر .. تحت ذريعه حمايه الاقباط هناك
او حتى المطالبه بانفصال جنوب اليمن وتقسيمه الى اليمن الشمالي واليمن الجنوبي
والسؤال هنا ..
ماهو الداعم الاساسي لـ هذا الشعور السيء بعدم امكانيه العيش مع بلد تسوده اغلبيه مسلمه
او اغلبيه قوميه .. في العالم العربي الاسلامي ..؟
\\\