بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
موضوع الديون واسقاطها وما يخالط ذلك من مواضيع العدالة أو المساواة بين من اقترض وبين من لم يفعل - موضوع شائك جدا ولا يمكن أن يكون ذو معالم واضحة، و لن يتم التوصل فيه إلى قرار واضح، ولهذا اقترح الآتي:
صفحة جديدة تماما في موضوع القروض حتى وإن تم إسقاط القروض أو فوائدها
بما أن الدولة كفلت حق التعليم والعلاج و كثير من الحقوق مجانا، يكون أيضا للمواطن الحق في الحصول على قرض حسن بدون فوائد من الدولة يفي بمتطلباته ولو لمرة واحدة في حياته!
والفكرة أن تقوم الدولة بإنشاء بنك (اجتماعي) أو (صندوق محلي) للتنمية الاجتماعية والاقتصادية (المحلية) وليست العربية أو الدولية، على أن يختلف تماما هذا البنك أو الصندوق عن أي لجنة خيرية أو بيت الزكاة أو بنك التسليف أو غيره من البنوك أو المؤسسات المالية في البلاد، وأن تكون مهام هذا الصندوق أو البنك واضحة جدا، و لا تخضع لهيمنة البنك المركزي ولا للبنوك أو المؤسسات المالية في القطاع الخاص، وأن لا يكون صندوق المعسرين أو المتعثرين له صلة به لا من بعيد ولا من قريب.
من أبرز مهام هذا الصندوق:
1- منح قروض حسنة (بدون فوائد) وبأقساط ميسرة جدا وبفترة سداد طويلة لكل مواطن كويتي سواء كان موظفا أو متقاعدا أو كان أعزب أو متزوج، ذكرا أم أنثى على أن يكون سقف هذه القروض عاليا - بحيث أن يصل إلى (مثلا) 20.000.000 عشرون ألف دينار للأعزب و 50.000.000 خمسين ألف دينار للمتزوج.
2- يحق لكل مقترض أن يقترض متى شاء و بالمبلغ الذي يشاء شريطة عدم تخطي الحد الأقصى لقرضه.
3- يحق للمقترض أن يصرف القرض كيفما يشاء (قد يسدد قروضه الأخرى أو يجمع ديونه بقسط واحد بسيط ولا يثقل كاهله أو يتعالج او يتزوج او ينشيء مشروع).
4- يسقط القرض في حالة وفاة المقترض.
مميزات الصندوق:
1- لا أعتقد أن هذا القرض سيثقل ميزانية الدولة - خاصة أنه قرض سيتم سداده ولو بعد حين وليس منحة.
2- إنهاء مشكلة المقترضين وأيضا الذين لم يقترضوا - بدون اللجوء لمواضيع العدالة والمساواة، وبدون اللجوء للفوائد الربوية، فمن أراد الاقتراض فليفعل، فالقرض ليس ربويا و الدولة ترعاه وفق النظام الإسلامي.
3- التغلب على مشكلة من يستحق ومن لا يستحق، فكل مقترض مسئول عن اقتراضه وهذا حق له يصرفه على الوجه الذي يراه مناسبا، وأن كل فرد مسئول عن تصرفاته وأعماله سواء اقترض أم لم يقترض.
4- عدم الحاجة الماسة إلى المنح أو العطايا أو الهبات بين فترة وأخرى، وإن حصلت فخير وبركة.
5- قد يدفع ذلك بعض البنوك التجارية إلى التنافس وإعطاء قروض حسنة مشابهة ونبذ الربا في التعامل.
6- قد يكون ذلك سببا في حسن إدارة القرض والتفكير جديا في الاقتراض وصرف القرض على الوجه المناسب.
7- قد يساعد القرض الأعزب على الزواج فالحد الأعلى للقرض للمتزوج أعلى من الأعزب.
8- قد يحفظ هذا القرض كرامات الناس وذلك بعدم اللجوء لأي شخص للاستدانه منه، وبالتالي تقل المشاكل بين الناس و ترتاح المحاكم.
ختاما: أدعو الله عز وجل أن يفك دين المديونين وأن يرزق الجميع من فضله إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.