وليد المجني
عضو بلاتيني
صديقي لا تأكل نفسك
عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك، عش بالإيمان، عش بالأمل، عش بالحب، عش بالكفاح، وقّدر قيمة الحياة وتذكر دائمًا أن طاقات الناس على الاحتمال تتباين من شخص لآخر، فلا تعتب على من خذلك في يوم من الأيام سواء كان قريبا لك أو بعيدا منك، فقد يسخر الله سبحانه لك من أوليائه ويفزع لمصيبتك أكثر من قريب تحمل له كل المودة، وتحسبه ليوم كنت تتأمل بعد الله أن يكون هو أول من يقف معك، عش حياتك كيفما شئت ولكن تحمل مسؤولية صور التعايش الجديدة والتغيير الحاصل في حياتك، واعلم أن الخيارات في الحياة محدودة، فإما أن تتقبل الظروف المحيطة بك وإما أن تتقبل مسؤولية تغير هذه الظروف، فالحياة جامدة من غير أن نحلم، يقول الإمام الشافعي «إني رأيتُ وقوف الماءِ يفسدهُ، إن ساح طاب وإن لم يجرِ لم يطبِ». أقسى ما في الوجود ألا يكون هناك ما ننتظره، أو نتذكره أو نحلم به، فليكن الحماس هو الوقود الذي يدير عجلة تقدمنا في الحياة، وإذا أردت فعلاً أن تحقق أحلامك فعليك أولا أن تستيقظ.
عندما تغير نظرتك للأشياء من حولك، تجد كل شيء من حولك قد تغير، والتغيير عادةً يتبع المشكلة، وحتى يكون التغيير إيجابيًا يجب علينا التوقف عن التفكير في المشكلة نفسها، وأن نفكر في الفرص التي تتيحها المشكلة، وانظر لأفكار البشر عبر التاريخ، كم من شخص زرع فكرة صغيرة وعششت في رأسه، وانتقلت من منطقة الشك إلى حجرات اليقين حتى آمن بها، وغير خارطة السلام بينه وبين نفسه، وبينه وبين الناس، فانظر إلى هتلر كيف عاش، وانظر إلى نيوتن ماذا فعل، كلاهما أصحاب فكرة فالأول دمر العالم والثاني أحياه، أين تريد أن ترى نفسك بين هؤلاء، كن كما تشاء، ولكي تصبح ممن يطلقون ثورات الغضب خارج محيط التغطية البشرية حاول أن تهدأ قبل أن تطلق غضبك في وجه من تحبهم أو من لا تحبهم، وانظر إلى أخطاء الآخرين كجراح تؤلمهم وتعاطف معهم بدلاً من أن تثور عليهم، وادخر غضبك ليوم قد تكون أنت بأمس الحاجة لمن يعفو عنك بسبب خطأ لم يفهمه كثير ممن حولك.
--
almujanni@hotmail.com
twitter: @AlMujanni
رابط المقال / صحيفة الكويتية :
http://www.alkuwaityah.com/ArticleDetail.aspx?id=3297