مواصيل ممطره . .

Way one

عضو مخضرم
هل أنت مريض فعلا ؟

أم مريض بقلب أخضر ؟!

قرأت الصفحة الأخيرة فقط وعشت أجواء المشفى والمدينة الثلجية وكأني جزء من القصة !

تابع نحتاج لمواصيلك الممطرة

لله الحمد .. لا أعاني من مرض ..

سعدت بتواجدك استاذتنا العزيزه ..

سأتابع .. إن شاء الله ..


مع ملاحظه مهمه .. إن القصه خياليه .. و خياليه جدا" ..وإن تطابقت معها بعض حقائق الواقع ..


تسلمين الدر ..


..
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 19

تعرفت على صديق تركي .. يعيش في أنسبروك منذ 12 سنه ..
يسكن لوحده في غرفه معها حمام . تتبع الشركه التي يعمل بها .. سبق له العمل في الخليج العربي .. حالته الماديه جيده ..
لم تعجبه الأمور .. والمعيشه هناك .. وكان له مجال للسفر إلى النمسا .. بواسطة أحد أصدقاءه . من أهل بلدته في تركيا ..حيث ينتمي إلى قريه صغيره بالقرب من مدينة " أظنه " ..

عمره بمثل عمري .. يحب كرة القدم بجنون .. وبعشق بايرن ميونيخ .. ويحب الطبخ . بل ويتفنن به ..
ولايحب أردوغان !
وبصفه بالديكتاتور .. وألفاظ أخرى ليس مكانها هنا ..
من أجمل صفاته .. مواظبته على إداء الصلاه .. وهذا أمر شبه نادر ..بين كثير من المغتربين ..

وصلت له .. كانت ملابسي تشكو وتئن من بقايا الثلج .. أما لفة العتق القطنيه .. خليها مستوره .. أصبحت مستودعا" للماء البارد الذي تكون من بقايا الثلج .. و حالتي حاله !

دخلت غرفته القديمه .. المرتبه بعنايه . والنظيفه جدا" ..
أرضيتها خشب ناعم .. جدرانها لون طلاءها أبيض يميل للبيج .. السقف .. من ديكور بأعمده خشبيه .. مصفوفه بدقه ..
نوعية صناعة النافذه ممتازه جدا" .. نظام كبس .
الباب الزجاجي كذلك ..
رغم قدم الغرفه .. إنما أدواتها .. من النوع ذو الجوده العاليه .. كحال غالبية المساكن في تلك البلاد ..

صلينا معا" .. وبعدها عمل " قوري " شاي تركي مخصوص .. وكان الشاي لذيذا" .. و سكر زياده ..

يقول إنه لايشرب إلا الشاي التركي .. لذلك يطلب دائما" من أي مسافر صديق آتي من تركيا ..أن يجلب له كرتونا" أو أثنين من الشاي المفضل له .. وطبعا" كله بحسابه ..

سألني عن صحتي .. و قدم لي بعض النصائح .. وكانت الأربع ساعات التي قضيتها بضيافة التركي الكريم .. أجمل أربع ساعات منذ شهرين ..

لم أشرب شاي مثلما شربت الشاي عنده .. ولم أتناول طعاما" لذيذا" مثل ماتناولت عنده .. كان كريما" معي كثيرا" ..

أستأذنته .. للعوده أدراجي إلى المستشفى .. حيث سمح لي الطبيب بالخروج مساءا" واحدا" فقط ..
كان يقصد أن أخرج من جو المستشفى .. وأغير جو .. حتى تتأثر نفسيتي إيجابا" ..
وهو ماحصل ..

كان مساءا" لاينسى مع أخ في الله .. إنسان ودود و كريم .. و طيب المعشر ..
وقيل أن الصديق في الغربه " وطن " ..وأنا أصدق ذلك ..


..
 

Way one

عضو مخضرم
قطرات مطر بللت بها
قلوبنا وامتعت بهاذائقتنا
الأدب والخيال نسيج راقي
حاكه فكرك
تحياتي لك

الله يحييج اختي الراقيه تباشير الأمل ..

ومن ذوقج و لطفج هالكلام الطيب .. رغم عدم استحقاقي له .

ألف شكرا" أختي العزيزه استاذه تباشير الأمل ..
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 20


أستيقظت من النوم تقريبا" الساعه الرابعه فجرا"". حيث أيقظتني الممرضه .لأخذ حقنه .كانت مهذبه في إيقاظي .. حينما فتحت عيناي عليها .. وكنت أتثاءب .. وأناظرها بنصف نظره !

لكنها كانت طويلة بال معي ..إكتفت بإبتسامه تزين وجنتاها الحمراوين .. فيما كان الشعر الأشقر منسدلا" بهدوء .. وثقه فوق كتفيها ..

كنت أخاطبها بالإشاره .. لم أقوى على النطق .وإكتفى كلانا بالنظر .. والإشاره ..
بينما كنت شاحب الإبتسامه .. كانت إبتسامتها رقيقه .. و هادئه ..

كانت تلبس روب طبي أبيض .. عيناها زرقاوين .. نحيفه .... جاده . يبدو أثر للمرطب على شفتاها ..

حينما بدأت بمسح مكان الحقنه .. ثم وضعت رأس الإبره في ذراعي .. كانت عيني تنظر للسقف الأبيض المزين ببراويز خشبيه .. كنت أغلق عيني .. ثم أفتحها . وأعض شفتي السفلى .. بسبب ألم الإبره !
وضعت قطعة قطن على مكان الحقنه . ثم إنصرفت بهدوء ..

أما أنا فمسست غطاء النوم على وجهي . تلافيا" للإضاءه الخافته بالغرفه ..

أشعر برغبه بنوم عميق .. فيما أسمع بصوت هطول المطر .خارج الغرفه التي تطل على حديقه غناء . وإن كانت واقعيا" كأنها ساحة تزلج على الجليد .. بسبب تراكم الثلوج عليها ..حيث غطتها ثلوج السماء بالكامل ..

أغفو .. ثم تصحيني الأمطار الغزيره .. بين وقت وآخر .. تحضر الممرضه للنظر إلي .. رغم إدعائي النوم !

خلال لحظات اللا نوم تلك .. كانت ذكريات النفس .. تنطلق في كل جهه .. ومكان .. وبلاد ..

مريض .. وفي مصحه في وسط جبال الألب بقلب أوربا .. و الوحده القاتله .. تزيد الهم . وتؤلم النفس ..

الحقيقه إنه بالإضافه لحالتي المرضيه .. فقد كنت أشعر وكأني أحتاج لعلاج نفسي !

مريض .. و غريب و وحيد في بلاد بعيده .. وهل هناك أصعب من ذلك ؟

..
 

تباشيرالأمل

عضو مخضرم
ااابداع مميز
مثلث اﻻحزن
مرض بعد وحده
عندما تتجتمع تهزم الروح
الأنيس الأليف الطيف بلسم لروح ربما بنفس اهمية الدوء
اان كان الدوء يعالج الجسد ويقويه
فالرفيق ينعش الروح ويبث فيهاا الحياة
 

Way one

عضو مخضرم
ااابداع مميز
مثلث اﻻحزن
مرض بعد وحده
عندما تتجتمع تهزم الروح
الأنيس الأليف الطيف بلسم لروح ربما بنفس اهمية الدوء
اان كان الدوء يعالج الجسد ويقويه
فالرفيق ينعش الروح ويبث فيهاا الحياة


ماعليج زود إختي العزيزه تباشير الأمل ..

وبالفعل مشكله عندما يجتمع المرض والغربه ..


الله يعين ..
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 21


كانت الساعه الثانيه وقليل ظهرا" . يبدو " ناصر " ممددا" على سريره .. يقرأ كتابا" تاريخيا" .. بينما هو منهمكا" في القراءه .. و وصل للصفحه 63 . دخل عليه الطبيب بإبتسامه تزين وجهه الأبيض المائل للإحمرار . كعادة أشكال أهل هذه البلاد . يسأله عن الكتاب . يضع ناصرا" : الكتاب على الطاوله الجانبيه على يمينه . حيث وضع الكتاب بجانب قارورة ماء شرب .

إقترح عليه الطبيب .أن يغير من وضعه بالمصحه ..بحيث يتغير البرنامج العلاجي . وليبدأ من الآن . . مالمانع ؟ هكذا قالها الطبيب لناصر ..
البرنامج يعتمد على المشي داخل ممرات المصحه . بحيث أقطع مسافه لاتقل عن كيلو مترا" واحدا" .على فترتين يوميا" . داخل ممرات المصحه ذات المباني الكبيره .والممرات الواسعه والممتده بين المباني . وافقت على اقتراح الطبيب . و هممت لبدء البرنامج من الآن ...

والحقيقه أرى في اقتراح الطبيب واقعيه .وقناعتي كبيره برأيه ..
لابأس ... سأتعرف أكثر وأكثر على مباني وأقسام المصحه ..
الممرات بين المباني مغطاه بالزجاج في السقف .والجانبين ..
كان المنظر مبهرا" .أثناء السير في الممرات .حيث أشاهد زخات الثلج تتساقط وتغطي الأماكن كلها .. ( كانت الممرات مجهزه بأجهزة تدفئه تذيب الجليد منذ سقوطه فورا" على الزجاج .لذلك لم يحجب الثلج الرؤيه لمن داخل الممر ) ..

إنصرف الطبيب .. بعد هذا الحوار . أو على الأصح " التعليمات " .. بقيت بعدها لدقائق . . . أفكر بهذا التغير . . أناظر الجدران . . و الكرسي الخشبي الأنيق القابع بزاوية الغرفه . . ويلتف نظري نحو لوحه معلقه في الجدار . مرسومه بحرفنه .أغمض عيناي . تاره . ثم أهم بالنهوض لألبس لباس رياضي خفيف . فوقه معطف شتوي خفيف أيضا" . إذ لاداعي للبس الثقيل في مباني و ممرات مجهزه بالتدفئه ..

خرجت .. وبدأت المشي .وسط الأقسام . ثم المباني . مرورا" بالممرات الجميله . من المنعش للنفس .تواجد الورود بكثره . هنا أشعر أن الورد .يمثل جزء هام في تفاصيل الحياه .. أرى التركيز في الغالب على " الفل " وهو الورد ذا اللون الأبيض . وهو جميل في منظره المتناغم مع إخضرار أغصانه الرفيعه .. المبلله بالندى . . . و كأنك أمام لوحه تشكيليه ترسم بريشة الطبيعه .

كان مساءا" رائعا" .. كانت الورود أبرز تفاصيله .. وعندما عدت أدراجي لسريري . وبإنتظار الحقن . والأدويه المقرره .. كان النفس صافيه . وكنت أشعر برغبه في النوم العميق ..

تناولت العشاء الخفيف . . و تناولت نصيبي المقرر من الأدويه . وحقنه واحده في الوريد .

و تصبحون على خير . . و ورد . . .


...
 

علي المبهر

عضو فعال
مريض .. و غريب و وحيد في بلاد بعيده .. وهل هناك أصعب من ذلك ؟

..[/QUOTE]

مع الله اخي هل انت أديب لك اصدارات؟ انصحك واتمنى منك ذلك! :)

انا الغريب لم اجد ما يعبر عني مثل قلمك
باركك الله :)
 

Way one

عضو مخضرم
مريض .. و غريب و وحيد في بلاد بعيده .. وهل هناك أصعب من ذلك ؟

..

مع الله اخي هل انت أديب لك اصدارات؟ انصحك واتمنى منك ذلك! :)

انا الغريب لم اجد ما يعبر عني مثل قلمك
باركك الله :)[/QUOTE]

هلا أخي العزيز الأديب المميز علي المبهر ..

سعدت بحضورك في هذا المتصفح المتواضع ..

الحقيقه لا أنا أديب . ولا لي إصدارات .. ولاهم يصدرون ..

أنا إنسان بسيط جدا" .. يا دوب أمشي حالي في هذه البسيطه ..

وقلمي أعلم به .قبل غيري .بتواضعه . وبساطته . وقد يكون الأقل تميزا" بين عدة أقلام هنا بالشبكه ..

وأشكرك جدا" .. وممتن لك شخصيا" بكلامك العطر بحقي . واسعد عندما تكون الأحرف التي أكتبها تعبر عن نفسبة شخص . أو حاله حياتيه معينه ..فما بالك وتكون معبره عن إنسان راقي كحضرتك ..

وإن كنت غريبا" كما ذكرت إستاذنا .. فأنت بين أهلك في الشبكه .ولست غريبا" هنا . أبدا" إديبنا الرائع على المبهر ..


ياهلا ومرحبا .. شرفت المكان إستاذنا العزيز ..


ألف شكرا" ،،،


..
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 2


الليل مستودع للأسرار .. خزينه للمشاعر . . أفكر كثيرا" . . . أحاول التأقلم مع الأجواء الشتويه الشاحبه . ولا أستطيع !
الأجواء داخل المصحه . . بارده إنسانيا" .. وخارج المصحه بارده أكثر . .
الغرفه رغم نظافتها . لكنها بلا مشاعر .. رغم دفئها .. لكنها في الواقع باردة إحساس .. كئيبة شعور ..
يحدث ناصر نفسه : سأطلب الأذن للخروج غدا" بضع ساعات . . . وأعود ..

قتل مشاعري البرد الإنساني في المصحه .. أشعر وكأني في سجن .. إنما بلا قضبان ..

وفي اليوم التالي .. وافق الطبيب على خروجه لساعات قليله .. بشرط أن يحمي جسده بملابس ثقيله .. لدواعي البرد القارس ..الذي تصل درجة الحراره فيه إلى 4 -

خرج ناصر بعد الساعه الثانيه ظهرا" .. وأتجه فورا" للسوق .. حيث الحياه الدؤوبه ..التي تكسر غمار المناخ المتجمد ..

كان ناصر يلبس بنطلون جينز وقميص بني يعلو جاكيت بيج .. فوقهما المعطف الأسود ..و لفة عنق قطنيه رماديه بخطوط بنيه .. كان يلبس نظاره سوداء .وغطاء على الرأس من الصوف ..

ما أن دخل السوق .. الذي لم تفتح به سوى عدة محلات .. إذ أنه نظرا" لتأثير البرد الشديد والثلوج المستمره منذ أيام بالتساقط ..كان كثير من أصحاب المحلات .يقفل المحل . ربما لعدم الجدوى الإقتصاديه من فتح المحل .. هكذا كان ظن ناصر ..

على زاوية الشارع رأى مطعم ماكدونالدز الشهير .. فذهب إليه .. وكان به قسم للكافيه ..وطلب قهوه أمريكيه مع قطعة بسكويت ..

ثم طلب فنجانا" آخر ..!
ناصر يشعر بالدفء دائما" عندما يشرب القهوه .بعد إنقطاع ..يشعر وهو يرتشفها بذكريات .. وأمور كثيره ..
القهوه تعني لناصر .. تعديل مزاج .. يروق فكره .. ويطيب خاطره .. بمجرد إستنشاقه رائحتها النفاذه ..

القهوه تعني له . . أسلوب حياه !

أثناء جلوسه .. كان يلاحظ شابه سمراء .. في مقتبل العمر .. جمالها هادئ جدا" .. كان شعرها الثائر يصرخ .. يعاني من الوحده !

كانت لوحدها .. و مثلي لاحظتها ترتشف القهوه .. أنظر إليها .. وأركز نظراتي على شعرها الليلي الثائر ..
كان مكياجها خفيف .. واضح إنها مستغرقه بتفكير معين .. ويبدو أن القهوه عدلت من مزاجها ..

شكلها ليست نمساويه .. ولا أظن هذه السمراء الفارهه ألمانيه .. لكنها تحمل جمالا" .. يسبب الأرق لمن يراه !

هي لوحدها . .
وأنا لوحدي . . .

أشعر أن القانون الإنساني يجرم مثل هذه المواقف ..

لايعقل لهذه الأيقونه البهيه .. أن تجلس لوحدها .في هذا البرد .. وهذه الثلوج ..

لا أظن جبال الألب التي تحاوطنا ستوافق على ذلك ..

بل وأجزم أن لوائح مدينة أنسبروك .. ستغضب من ذلك ..

طرأ على بالي .. أن أوجه لها الدعوه لتجلس معي .. لكني خشيت !

لا أعلم لماذا خشيت ؟

وهل خشيت منها .. أم من نفسي ؟

وأنا في غمرة تفكيري أثناء نظراتي لها .. قامت .. وأخذت حقيبتها النسائيه الجلديه .. وأخرجت منها هاتف آي فون .. و رأيتها تضعه على أذنها ..

و . . . راحت !



..
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 23


يوجد في المصحه . نزيل هادئ جدا" .سألت عنه . وقيل إنه سويسري !
يتحدث الفرنسبه . . . لا أعلم مما يعاني .. وماهو مرضه .. أكتفي بإشارة السلام .والإبتسامه إن رأيته . أو مررت بجانبه ..

هنا . . الهدوء ، هو سيد الموقف . هو الطبع الغالب على المكان .. غرفتي في الدور الثاني من المبنى الذي يتكون من ثلاث طبقات ..

توجد صاله صغيره . في منتصف مساحة الجناح .. قريبه من إدارة الجناح . أو الريسيبشن ..

في الصاله تلفاز .. يقدم عدة قنوات قليله . منها قناه خاصه بالمستشفى . حيث تقوم القناه ببث مباشر مستمر 24 ساعه . لكافة مباني المستشفى .. حيث تتوزع الكاميرات في مكان . وقناه خاصه لمدينة انسبروك . وأيضا" بث مباشر لمركز المدينه . وعدد من شوارعها الرئيسيه ..

كنت لوحدي .. جلست على الأريكه الجلديه .. وهي تسع لثلاث أشخاص.. لونها رمادي . . وأمامها طاوله خشبيه لونها خشبي غامق .. أو بني غامق .. عليها بعض النشرات الترويجيه للمصحه ..و الريموت كونترول للتلفاز ..

الصاله رغم بساطة أثاثها .. إنما أنيقه .. تشعر وكأن بها نفحه إرستقراطيه قديمه ....

البساطه . . هي العنوان الرئيسي لها .. بها في الزاويه فازه فخاريه عليه رسم بديع .. وتضم باقة ورد جميله .. ومنسقه بعنايه ..

كنت وحيدا" في الصاله .. أحاول أشغل وقتي .. و نفسي .. بأي شئ ..

لم أمكث أكثر من ساعه إلا قليل ..

عدت أدراجي إلى الغرفه .. إنتظارا" لموعد تناول الدواء .

و تنشد عن الحال .. هذا هو الحال !


..
 

الدّر

عضو بلاتيني
ناصر يلجأ للسوق ليغير جو المشفى الكئيب :)

هل عرفتم لماذا تحب المرأة السوق :)

يطلعك من الأجواء الكئيبة مهما كانت الظروف :)

في القصة مشاعر واقعية تجعلنا نحس ببرودة المكان وطبيعة الأجواء

بانتظار البقية
 

Way one

عضو مخضرم
ناصر يلجأ للسوق ليغير جو المشفى الكئيب :)

هل عرفتم لماذا تحب المرأة السوق :)

يطلعك من الأجواء الكئيبة مهما كانت الظروف :)

في القصة مشاعر واقعية تجعلنا نحس ببرودة المكان وطبيعة الأجواء

بانتظار البقية

شكرا" اختي الدر على المتابعه ..

ان شاء الله تعجبك القصه ..

..
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 24


في منتصف الليل .. تقريبا" ..
استيقظت من النوم . . والحقيقه كان نومي متقطع ..
أناظر الجدار المقابل لعيني .. وأسرح . ويقاطعني التثاؤب . . و لا أملك من الحيله شيئا" ..
نهضت من السرير .. و توجهت نحو النافذه .. كانت الستاره تغلق أنفاس الشوارع عن الغرفه ..
فتحت الستاره .. كانت زخات الثلج تتساقط بغزاره .. منذ أيام لم يتوقف نزيف الثلج ..
أسأل نفسي .. هل السماء تبكي .. فتدمع ثلجا" ؟!!!

أناظر من بعيد .. الشارع .. والحركه القليله للسيارات الماره ..
يالله .. ومالذي جعلني استيقظ في مثل هذه الظروف المناخيه ؟!!
إنه الأرق .
و دواعي الوحده ..
وآلام الغربه ..

أتوقف طويلا" أمام النافذه ..أتفكر .. أتأمل .. أناجي الثلوج !

أشعر أني في حاجه ملحه للبكاء ..
حتى لو نزلت دمعتين .. لايهم ..
المهم أبكي !

يقال أن البكاء .. يريح النفس
ويطيب الخاطر ..
ويخرج طاقة الحزن المكتئبه .. من النفس ..

ألتفت للخلف .. أجد سريري ..
ثم أوجه وجهي نحو النافذه .. والشارع

وأفكار .. و تأملات .. و ذكريات !

الوحده .. والإقامه في مكان بعيد منعزل .. بحد ذاتها مرض ..
لا حياه إجتماعيه
لا علاقات إنسانيه
لا ضوضاء
لا صخب !

إلى متى هالحال ؟!!






..
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 25


أبلغتني الممرضه بوجوب إجراء أشعة رنين مغناطيسي .. كانت تحدثني وكأنها تهمس .. بإنجليزيه مكسره .. رددت عليها بإيماءه وإبتسامه . تعبر عن فهمي لما قالت ..

نحيفه .. بيضاء كالثلج .. شعرها أشقر .وليس أشقر .. كأن لونه بني مصبوغ بالأشقر !

مهتمه بهندامها .. أنيقه .. أشعر كأنها خلقت من ثلج !

بعد دقائق أتت ومعها أوراق .. وطلبت مني أصطحابها إلى مقر الرنين المغناطيسي .. وهو ليس بعيدا" عن غرفتي ..
كنا صامتين .. أثناء السير .. حتى أثناء دخولنا المصاعد ( الأسنسيرات )كانت تكتفي بإبتسامه .. و أرد عليها بإبتسامه !

خلص مشوار الرنين .. و عدت للغرفه . . وكعادة ماجرى . ودعتني الممرضه بإبتسامه ..

لغة الإبتسامه .. بسيطه .. مفهومه ..

بدلت ملابس الخروج . بملابس الغرفه ( بيجامه ) ..
أسندت رأسي على الوساده الخاليه ..

لم أمكث أكثر من دقائق .. حتى غفيت ..


النوم راحه .. للجسد . والفكر ..كلاهما ..


..
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 26


أشعر كأن جدران الغرفه حزينه .. وأثاثها البسبط بائس ..
يقولون " جنه بلا ناس . . ماتنداس "

حتى الورد . داخل الفازه .. أظنه يائس ..

آه .. تذكرت عبادي ..

لا أنتي ورده
ولاقلبي
مزهريه من خزف !

وأبتسم بسري .. هل كان يقصد هذه الفازه ؟!!

أثناء هذه التهيؤات . . دخلت علي الممرضه ..

تحمل بيدها طبق .به حقن .. وضمادات ..

نظرت لي بإبتسامه .. وأشرت إلى يدي .. قاصده موعد الحقنه ..

وبعد الحقنه .. شعرت بخدر في الأعصاب . ويبدو أن الحقنه أدت لإرتخاء في الأعصاب ..

أشعر وكأني أسبح في السماء .. مغمضا" عيناي .. وأستسلم لنوم . سيكون عميقا"". حسب ظني ..

يبدو أن هذه الحقنه ..للنوم ..

أثناء هذا الإستعداد للنوم .. لمحت باب الغرفه .. لم يغلق بالكامل ..
وكنت أشعر بتثاقل في الحركه . ولأني لا أرتاح إلا بإغلاق الباب .. فقد إضطررت للنهوض من السرير ..وإغلاق الباب ..

من طباع ناصر لايرتاح في النوم . والباب مفتوح ..

ولا أنتي ورده ..
ولا قلبي
مزهريه من . . خزف !
صدفه وحده .. جمعتنا
شوفي وشلون الصدف !


..
 

Way one

عضو مخضرم
صفحه 27


" ياليل خبرني عن أمر المعاناه "

كنت أتغني بهذا البيت .. وأنا منجضعا" على السرير .. أرددها مرات .. و مرات .. وأتمنى لو كان خالد الفيصل .. بجانبي .. كنت سأسأله : يابو بندر لما قلت هذا البيت . هل كنت تقصدني ؟!

أقلب جسدي لليمين .. أحاول النوم .. ولا أستطيعه ..
ثم أقلب جسدي المتعب لليسار .. ولافائده !

آآه أيها النوم .. أين أنت ؟

كم أنت عزيز ؟

لم يأتي النوم .. والوقت الآن قبل منتصف الليل .. بقليل ..

أزر أزرار قميص البيجامه الطبيه .. وأنتعل الحذاء الخفيف .. وأذهب للنافذه ( كالعاده ).

مايزال مشهد تساقط الثلوج مستمر .. السيارات قليله . بل نادره ..

أرى إحدى الآليات .تكرف الثلوج المتجمعه .. لتضعها على يمين .ويسار الشارع ..

منظر تساقط الثلوج .. مهيب .. يمتلئ بالمهابه .. يالقدرة الله .

كم أتمنى وجود أنيس معي .في هذه الغرفه الكئيبه ..
هي غرفة مستشفى .. والحقيقه الواقعه إنها سجن . أو سجني الخاص ..

آآه .. يا لون الغرفه الرمادي .. آآه ياللوحده المتعبه ..

كأني أختنق ..
كيف السبيل للخروج ؟
إنما الوقت لايسمح ..
والأجواء لاتسمح . .

وقوانين المصحه . . لاتسمح !

و . . . ياليل خبرني عن أمر المعاناه !


. . .
 
أعلى