أرجوكم دعوني أحلم

هارون الرشيد

عضو بلاتيني
إني أكره الشروق فهو يبطل الأحلام، ويسفه المشاعر. إنه يجبرنا على مواجهة الحقيقة التي لانرغبها. ما أجمل الليل وهو يسدل أستاره عليها فيواري سوءتها. إننا ندعي رغبتنا لكشف الحقيقة، لكن هل لكل حقيقة وجه جميل ؟ إن وجه الحقيقة في بعض الأحيان قبيح وبشع ومليء بالقسوة. لا أريد أو أرغب في مواجهته. دعوني وشأني أعيش لحظة حلم أو وهم ممتعة، أنا قابل بذلك. لقد كرهت وتعبت من مواجهة الحقيقة. أرجوكم وأتوسل إليكم أن تدعوني أحلم، أتوهم، وأتخيل قصة حب. سأقوم أنا بتأليفها، تمثيلها، وأخراجها وأخيرا أنا لوحدي من سيتحمل فشلها. نعم أنا مدرك تماما أنها فاشلة منذ البداية، لكن ذلك هو حلمي الجميل الذي أتوق إليه. لماذا تعيبون علي ذلك !؟ هل تعتقدون أن كشفكم لحقيقة حلمي سيقربكم مني !؟ دعوا عنكم ذلك الهراء الذي يقول( صديقك من أبكاك، وليس من أضحكك). إن من قال هذا المثل لم يعاني ما عانيت. أنتم وهو لم ولن تشعروا بي. إنكم تشاهدون فقط ما أسمح لكم به، نعم إنكم تشاهدون السطح فقط، لكنكم لم ولن تشاهدوا ما تحويه أعماقي !؟ هل تساءلتم يوما ماذا أفعل عند أخلو إلى نفسي والناس نيام من حولي!؟ أني أعيش ذلك كل لحظة فأنتم نائمون، وأنا جالس بينكم. هل تساءلتم أين أذهب عندما أصمت. تضحكون وتتحدثون وسطحي لوحده يتفاعل معكم. نعم، أنتم تشاهدوني أضحك، أبتسم ، أتحدث. إنكم تعتقدون أني بخير!، لكن هل فكرتكم في حجم الطاقة التي بذلتها من أجل إخراج تلك الإبتسامة والضحكة أو الكلمة!؟ ألم تلاحظوا أني أصمت طويلا بعدها، ولماذا ؟ لقد أُنْهكت، فأردت أن أستريح قليلا. لقد بذلت جهدا كبيرا في إخراج كل ذلك، من تحت ذلك الحطام الهائل في أعماقي. هل تشعرون بالبرد القارس الذي يفتك بأعماقي، والذي لو أحرقوا كل أشجار الأرض لن تدفئه، هل تشعرون بنزيف قلبي، أو خوفي من الماضي والحاضر والمستقبل!؟ هل شعرتم يوما بقسوة الذكريات أو الإهانات!؟ هل شعرتم بقسوة الوحدة، وأنتم تعيشون بين أقرب الناس في غربة!؟ إنكم تطلبون مني أن أواجه الحقيقة، وأنتم أنفسكم لا تعرفون حقيقتي. كفاكم قسوة، ألا يكفيني ما أستطعت أن أبوح به منها ؟. أرجوكم دعوني أحلم .
 

2030A

عضو بلاتيني
إني أكره الشروق فهو يبطل الأحلام، ويسفه المشاعر. إنه يجبرنا على مواجهة الحقيقة التي لانرغبها. ما أجمل الليل وهو يسدل أستاره عليها فيواري سوءتها. إننا ندعي رغبتنا لكشف الحقيقة، لكن هل لكل حقيقة وجه جميل ؟ إن وجه الحقيقة في بعض الأحيان قبيح وبشع ومليء بالقسوة. لا أريد أو أرغب في مواجهته. دعوني وشأني أعيش لحظة حلم أو وهم ممتعة، أنا قابل بذلك. لقد كرهت وتعبت من مواجهة الحقيقة. أرجوكم وأتوسل إليكم أن تدعوني أحلم، أتوهم، وأتخيل قصة حب. سأقوم أنا بتأليفها، تمثيلها، وأخراجها وأخيرا أنا لوحدي من سيتحمل فشلها. نعم أنا مدرك تماما أنها فاشلة منذ البداية، لكن ذلك هو حلمي الجميل الذي أتوق إليه. لماذا تعيبون علي ذلك !؟ هل تعتقدون أن كشفكم لحقيقة حلمي سيقربكم مني !؟ دعوا عنكم ذلك الهراء الذي يقول( صديقك من أبكاك، وليس من أضحكك). إن من قال هذا المثل لم يعاني ما عانيت. أنتم وهو لم ولن تشعروا بي. إنكم تشاهدون فقط ما أسمح لكم به، نعم إنكم تشاهدون السطح فقط، لكنكم لم ولن تشاهدوا ما تحويه أعماقي !؟ هل تساءلتم يوما ماذا أفعل عند أخلو إلى نفسي والناس نيام من حولي!؟ أني أعيش ذلك كل لحظة فأنتم نائمون، وأنا جالس بينكم. هل تساءلتم أين أذهب عندما أصمت. تضحكون وتتحدثون وسطحي لوحده يتفاعل معكم. نعم، أنتم تشاهدوني أضحك، أبتسم ، أتحدث. إنكم تعتقدون أني بخير!، لكن هل فكرتكم في حجم الطاقة التي بذلتها من أجل إخراج تلك الإبتسامة والضحكة أو الكلمة!؟ ألم تلاحظوا أني أصمت طويلا بعدها، ولماذا ؟ لقد أُنْهكت، فأردت أن أستريح قليلا. لقد بذلت جهدا كبيرا في إخراج كل ذلك، من تحت ذلك الحطام الهائل في أعماقي. هل تشعرون بالبرد القارس الذي يفتك بأعماقي، والذي لو أحرقوا كل أشجار الأرض لن تدفئه، هل تشعرون بنزيف قلبي، أو خوفي من الماضي والحاضر والمستقبل!؟ هل شعرتم يوما بقسوة الذكريات أو الإهانات!؟ هل شعرتم بقسوة الوحدة، وأنتم تعيشون بين أقرب الناس في غربة!؟ إنكم تطلبون مني أن أواجه الحقيقة، وأنتم أنفسكم لا تعرفون حقيقتي. كفاكم قسوة، ألا يكفيني ما أستطعت أن أبوح به منها ؟. أرجوكم دعوني أحلم .

طالما كنت تحلم فأنت بخير ... بل بأفضل حال !
 
أعلى