الاعتراف هو الحقيقة الناصعة التي تفرض نفسها وهو المحطة البعيدة التي تخرج من شغاف القلب ،
و بينما كنت أشكك في مقدرتي على الاعتراف ومع محاولاتي المتكررة واليائسة في كتابة الاعترافات
فوجئت بانثيال الاعترافات التي تملأ الضمير ووجدت نفسي غارقاً بكتابة حقيقة مخبأة بين الضلو ع
انهارت فجأة ً على شكل حروف سالت مباشرةً على لوحة مفاتيحي بصمتٍ رهيب .......
قبل شهرين كنتُ في رحلة سياحية مع الأسرة الكريمة الى لبنان الأبيض وبينما كنا نزور بعض المعالم
السياحة كانت محطتنا الثانية بعد مغارة جعيتا هي متحف المشاهير الذي يقع على رأس جبل .....
في منطقة .... وقد تم استقبالنا مع العديد من الزوار مختلفي الجنسية ، وبعد ان دفعنا رسوم الدخول
قالت موظفة الاستقبال اننا سوف نكون ضمن مجموعة الزوار التي ترحب بكم تلك المرشدة ، وذهبنا
اليها وقامت بإلقاء التحية والتعريف بنفسها وأخذت تشير الى اهمية المتحف وانه تعود ملكيته لاشخاص وليس
للحكومة وان الشخصيات قد اختيرت بشكل دقيق وغالبيتها البست ثيابها الحقيقة المهداة من سفارات
الدول المختصة وقامت بالشرح المطول على كل شخصية بدءً من جبران خليل جبران وصولاً لجيفارا
حتى بدأت تسال كل عائلة عن جنسياتهم ومن اي دولة وتقول سوف ترى مليكك ، رئيسك ، شيخك
وما ان ذكرت اني من دولة الكويت قالت سوف تشاهد الشيخ جابر رحمة الله عليه عندها صارت خفقات
قلبي غلياناً وراح احساسي يرتبك كلما اقتربت من المكان وبدأت تلقائياً تنهال مني الدموع التي لم اتمكن
من اظهارها حين وفاته ، ملايين القطرات تنهمر على اورادي دون توقف .....
وبدأ البكاء يتحول الى نحيب خافت عندما سقطت عيناي على محيا أمير القلوب وبدءت ألفت انتباه
الزوار وبعض العاملين في المتحف حتى قامت زوجتي بهز أكتافي قائلة ( وليد شفيك شفيك ) وانا
اردد بصوت متقطع مادري ...
فلم يكن لها خيار إلا ان تبكي على بكائي ، وعند مرور احد موظفات المتحف تسأل ام خالد
( شو بيه الزلما ) جاوبتهم الشيخ جابر الشيخ جابر الله رحمه... قالت صحيح كل الزوار اللي بيبكو من
اهل الكويت والامارات والباقي ....... قلت لها سوري قالت البكاء هذا دليل فخر واعتزاز بشيخكم
واديش كنت بتحبوه قلت ولازال حبه مسيطر على جوارحنا ولا يغيب بعيدا عنا فهو ساكن في قلوبنا
رحمك الله يا جابر الخير الحاكم العادل الذي عاش بسيطاً ورحل كما عاش ...