الصين وتحديها لأمريكا

الولايات المتحدة لا يمكنها وحدها أن تملي شروطا على دول أخرى ، ولكن مع الدبلوماسية الماهرة التي تشجع أوروبا واليابان ومجموعة مختارة من الأسواق الناشئة الكبيرة على المساهمة في قواعد متعددة الأطراف ملزمة قانونا، يكون لديها فرصة أفضل لدفع الصين إلى المشاركة فيما تريد تحقيقه.

وهذا يتطلب طريقة جديدة للتفكير بشأن الصين وأفقا زمنيا لا يقاس بالسنوات بل بالعقود. ولن نخسر شيئا بالمحاولة.

وخسرت أميركا تقريبا ميزتها المسيطرة السابقة بتدهور اقتصادها وتراجع قيمة الدولار في الفترة الأخيرة . وفى نفس الوقت، صار صعود الصين محيرا للعقل ، فهي تحقق نموا غير عادي في الناتج المحلى الإجمالي.

وانتشلت مئات الملايين من الفقر، ويزداد نصيبها باستمرار فى التجارة العالمية، وتتزايد وتتوغل بشكل فعال ليس فى آسيا فحسب، بل فى أمريكا اللاتينية وأفريقيا. وربما كان الأكثر أهمية أن احتياطيات الصين من النقد الأجنبي بلغت 2400 مليار دولار، وأصبحت الدائن الرئيسي للولايات المتحدة.

والطريقة الوحيدة التي قد تزحزح الصين عن مواقفها الراسخة، هي وضع شبكة من الترتيبات متعددة الإطراف يمكن أن تلائم الصين، ويمكن إلزام الصين بها.

وينبغي أن يكون للصين ـ بالطبع ـ رأى رئيسي في شكل مثل هذه الترتيبات. وأفضل مثال قائم على ذلك هو منظمة التجارة العالمية، حيث تلتزم الصين بالعمل وفقا للقواعد التي شارك عدد من البلدان الكبرى في وضعها، وهى تشمل عملية منظمة للفصل في النزاعات.

ونظرا لأن الولايات المتحدة مازالت تملك ميزة القيادة، ينبغي أن يكون حجر الزاوية في الجهود الأمريكية هو حشد الدعم متعدد الأطراف لمثل هذه الترتيبات.

وينبغي أن تضغط من أجل قيام نظام نقدي عالمي قوي يقوم على عملات متعددة، ولديه قواعد ملزمة لإدارة العملة يمكن لكل من الولايات المتحدة والصين المشاركة فيه.

وعلى واشنطن مضاعفة الجهود للعمل مع عدد من البلدان من أجل إبرام معاهدة ملزمة بشأن التغير المناخي. كما يجب أن تحشد تأييد الدول الأخرى من أجل عقد اتفاقية بشأن تشغيل الإنترنت.

وأثارت مبيعات أسلحة واشنطن لتايوان تهديدات بكين بالانتقام، غير أن العلاقات الأمريكية ـ الصينية خاصة الاقتصادية نجت من أسوأ من ذلك. إلا أن سياسة أمريكا الاقتصادية تجاه الصين تطرح مشكلة أكبر بكثير..

فالنهج الذي تتبعه الولايات المتحدة الآن هو استعراض عضلاتها في الاجتماعات الثنائية وهي نفس سياستها السابقة فى عهد حكومتي بيل كلينتون وجورج بوش ـ وهى سياسة عفا عليها الزمن ولم تعد تجدي في الزمن الحالي وفي ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

regrego

عضو مخضرم
أمريكا اهون من الصين .. (المغول الجدد)

المغول ابشع البشر و هم من اسباب انهيار الحضارة الاسلامية

و هم من دمروا بغداد و قتلوا الاطفال و شردوا الجميع عندما اجتاحوا بغداد التي كانت عاصمة

للحضارة في يوم من الايام
 
أعلى