السعودية: 590 ألف وظيفة سياحية

شين الحلايا

عضو ذهبي
كشف تقرير إحصائي عن أن عدد الفرص الوظيفية «المباشرة» التي سيوفرها قطاع السياحة بالسعودية حتى عام 2014، سيصل إلى 590 ألف وظيفة سياحية، مبينا أن القطاع السياحي وفر 458 ألف فرصة وظيفية مباشرة نهاية العام الماضي، منها 117.6 ألف سعودي بنسبة 26 في المائة من العاملين في القطاع.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار أن المواطن السعودي مقبل بشكل كبير على العمل في المجالات والفرص الوظيفية، التي يوفرها قطاع السياحة في السعودية، مشيرا إلى أنه لا يزال يرى أن أحد أهداف قطاع السياحة هو إيجاد وخلق فرص للمواطنين.

وأضاف رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار في الورقة التي قدمها في الجلسة الختامية لملتقى التنمية البشرية الأول، الذي عقد في مدينة أبها تحت عنوان «نحو مجتمع مبدع»، «أن القطاع السياحي في السعودية متى ما تم احتضانه أسوة بالقطاعات الاقتصادية الأخرى، ستكون السعودية أهم تجربة سياحية في المنطقة، وستتفوق في استقطاب المواطنين وهم المستهدف الأول».

وأشار الأمير سلطان إلى أن العوائد الاقتصادية من قطاع السياحة كبيرة جدا وسينتج عنه فرص عمل لا تقارن بأي قطاع اقتصادي آخر، متطلعا إلى أن تتسارع القرارات التي تمكن من الاستثمار في المقومات السياحية الهائلة التي تحتضنها المملكة.

وأبان الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة العامة للسياحة والآثار لا تعمل بمفردها بل تعمل بشكل مستمر مع الشركاء في القطاعين العام والخاص في خدمة السائح المحلي، مؤكدا أن قطاع السياحة مشروع اقتصادي مترابط ومتكامل لتنمية الاقتصاد الوطني.

وأكد أن قطاع السياحة يوفر فرص عمل لجميع فئات المجتمع العمرية والتعليمية والمهارية ولا تقتصر على مناطق دون أخرى، كما يعمل قطاع السياحة على توفير فرص العمل في جميع المناطق في المملكة حتى في البلدات والقرى الصغيرة والصحاري، مؤكدا في الوقت ذاته أن العمل في قطاع السياحة يتناسب وطبيعة المواطن السعودي المحب لمقابلة الجمهور والتعامل معه بطبيعته التي جبل عليها من كرم وأريحية.

وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أنه يرتبط بالنشاط السياحي المباشر أنشطة كثيرة جدا تشكل منظومة يحرك بعضها بعضا، لا سيما أن مردود الخدمات والمصانع والخدمات تتأثر بالسياحة وينتج عنها فرص عمل أكثر من أي قطاع آخر، مؤكدا في الوقت ذاته أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يقود نهضة كبرى في مجال الحوار بين الحضارات والانفتاح المتأني المدروس.

وأبان رئيس الهيئة أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تسعى لتحقيق النهضة التي يقودها الملك من خلال تشجيع المواطن على التعرف على بلاده والتواصل مع المواطنين في المناطق الأخرى وتهيئة الخدمات الملائمة له، مؤكدا في الوقت ذاته أن القطاع السياحي كقطاع خدمات يوفر آلاف الفرص الوظيفية.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، المؤسس الحقيقي للهيئة العامة للسياحة والآثار يرى أن السياحة رافد اقتصادي مهم وأنها ستلقى القبول الكبير بين المواطنين، واليوم نرى ما رأى ولي العهد متحققا.

وروى الأمير سلطان بن سلمان قصة سيدة سعودية تعمل في قطاع السياحة أسهمت في تسديد ديون زوجها البالغة 70 ألف ريال، كما تمكنت من توظيفه وتوظيف نحو 20 سيدة في حرفة السدو المنتشرة في تلك المنطقة، وأنها باتت في الوقت الحالي سيدة أعمال منتجة، بفضل الله ثم بدعم قطاع السياحة وما يوفره من فرص وظيفية للأسر المنتجة. وأوضح أن إجمالي العاملين في الوظائف السياحية (المباشرة وغير المباشرة) لعام 2009 بلغ 1.14 مليون عامل، فيما ارتفعت نسبة التوطين في قطاع السياحة خلال السنوات الـ8 الماضية من 10 في المائة إلى 26 في المائة في 1430هـ.

وقال الأمير سلطان بن سلمان إنه تم إبرام اتفاقات تعاون مع عدد من مؤسسات التعليم والتدريب الحكومية والأهلية، وزيادة المؤسسات التعليمية التي تقدم برامج سياحية من 12 مؤسسة عام 2001 إلى 26 مؤسسة بنهاية 2009، كما تم ابتعاث 150 طالبا وطالبة للدراسة في التخصصات السياحية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ويجري العمل حاليا على ابتعاث 300 طالب وطالبة خلال هذا العام. في حين أشار التقرير الصادر عن المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية (تكامل) في الهيئة العامة للسياحة والآثار عن «السياحة وفرص العمل»، إلى أن هذه الفرص المقدرة بـ590 ألف وظيفة، ستتوزع بين قطاعات وأنشطة عدة، ما بين الإيواء بـ93 ألف وظيفة، والمقاهي، والمطاعم بـ307 آلاف وظيفة، والخدمات الترفيهية والجذب السياحي بـ45.6 ألف وظيفة، ووكالات السفر والسياحة بـ11.5 ألف وظيفة، وأخيرا قطاع النقل بـ133 ألف وظيفة.

ولفت التقرير إلى القدرة الكبيرة للقطاع السياحي في السعودية على استيعاب أعداد ضخمة من الداخلين إلى سوق العمل، خصوصا من الفئات العمرية الشابة مقارنة بالقطاعات الأخرى، إذ يسهم القطاع السياحي في الناتج المحلي بـ2.7 في المائة، مقدما 1.0645 مليون وظيفة، في ظل تمويل حكومي قدره 2.4 مليار ريال، مقارنة بالقطاع الزراعي الذي يسهم بـ2.3 في المائة من الناتج المحلي، ويقدم 611 ألف فرصة عمل مع تمويل حكومي قدره 269 مليارا، والقطاع الصناعي الذي يسهم بـ11.3 في المائة من الناتج المحلي مقدما 467 ألف وظيفة مع تمويل حكومي قدره 360 مليارا.

وفصّل التقرير أعداد العاملين في القطاعات السياحية المختلفة خلال العام الماضي، ناسبا توطين الوظائف في كل منها، مشيرا إلى أن قطاع المقاهي والمطاعم يعد أكبر القطاعات من حيث التوظيف، حيث وظف نحو 52 في المائة من إجمالي العاملين في قطاع السياحة، ولكن بأقل نسبة توطين 13 في المائة، يليه قطاع النقل 23 في المائة، وبأعلى نسبة توطين تقدر بـ47 في المائة، ثم قطاع الإيواء بـ16 في المائة، وبنسبة توطين 29 في المائة، ثم قطاع الترفيه بـ8 في المائة، وبنسبة توطين 36 في المائة، وفي المرتبة الأخيرة جاء قطاع وكالات السفر والسياحة بـ2 في المائة من إجمالي الوظائف وبنسبة توطين 36 في المائة.

وأكد محللون اقتصاديون أن نتائج هذا التقرير تعكس القدرة التي يتميز بها قطاع السياحة في استيعاب الأعداد الكبيرة من الوظائف، وبكونه أحد أهم القطاعات الموفرة لفرص العمل، ويساعد في ذلك انتشار المنشآت والخدمات المرتبطة بقطاعات السياحة في كافة مناطق ومدن المملكة، ووصولها حتى للمجتمعات الريفية والأقل نموا.

وفي هذا السياق، قال هيثم نصير الرئيس التنفيذي لقرية مرسال السياحية «أعداد السعوديين العاملين في قطاع السياحة ينمو ببطء شديد، عازيا السبب إلى عدم تجذر الخدمة السياحية في المجتمع السعودي، التي أدت إلى عزوف الكثير من الشباب السعودي عن العمل في هذا القطاع المهم الذي يسهم في الناتج المحلي بالسعودية».

وأضاف نصير في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «أن الهيئة العليا للسياحة بدأت في استخدم خطط لتثقيف الطلاب في المدارس حول أهمية السياحة في السعودية، التي تأتي متزامنة مع مراكز التدريب والمعاهد السياحية التي بدأت في تكثيف جهودها لتطوير الكوادر المؤهلة للعمل في المجال السياحي».

وأوضح الخبير السياحي في مجال المدن الترفيهية أن السياحة الداخلية بالسعودية بدأت في النهوض بقوة، بسبب تنوع مصادر السياحة سواء الطبيعة الجملية لبعض المدن بالسعودية، وانتشار المدن الترفيهية، وخاصة الاهتمام المتزايد الذي تشهده سياحة الآثار.

وأشار نصير إلى أهمية فتح باب التأشيرات السياحية للزوار الأجانب، والتركيز بشكل أكبر لاستقطاب السياح بالخارج للنهوض بشكل أقوة بالسياحة في السعودية، وخاصة أن السعودية تمتلك الكثير من المناظر الطبيعية والتاريخية الكفيلة بأن تتحول إلى أكبر سوق سياحية في المنطقة.
 
أعلى