حملة ترشيد - وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

محمد العلي

عضو فعال
بحثت عن يوتيوب يخص حملة ترشيد فوجدت هذه الدعاية وهي عبارة عن أغنية وطنية اشتهرت في العام الماضي ويغنيها الأطفال ويتناقل كلماتها الناس وفي الصحافة ، وتقول كلماتها ( من حبنا لها نوفر لها )
في العام القبل الماضي ثار لغط كبير حول حملة ترشيد وطريقة ترسيتها وتكلفتها ، ودخلت جمعية المهندسين في الخط ومارسنا هوايتنا المحببة في القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة الوقت والمال ...
واليوم أتتني عدة رسائل هاتفية من مسئولين متصلين بشأن الكهرباء ومدى المقدار الذي وصل إليه الصرف ونشرت الصحف المطبوعة والالكترونية شيئا من هذا ، وأصبح حديث المجالس الخوف من النقطاع الكهرباء ، وحذر أحد " العجيريين " إن صحت التسمية حيث ارتبط بأذهاننا اسم العجيري مع كل حديث عن الجو والطقس ، حذر من أن شهر أغسطس سيكون أشد حرا مما نتصوره في هذا العام وبدأ الناس يقلقون بشأن رمضان وآخرون يتندرون على فشل الحكومة في معالجة الأزمة وهي مستمرة منذ ما لا يقل عن أربعة أعوام وآخرون عزوا الضغط الهائل إلى التنامي العددي للسكان عبر منح التأشيرات بلا ضوابط ولا اتساق مع خطة الدولة يدخل في ذلك عوامل شتى أبرزها تجارة الاقامات فيا ويلهم من الله
ذكرني ذلك بكلام مهندس الوصف والكلمة الشاعر أحمد مطر:
ربما الماء يروب
ربما الزاني يتوب
ربما يحبس زيت في إناء بثقوب
ربما يبرأ شيطان فيعفو عنه غفار الذنوب
إنما لا يبرأ الحكام في بعض بلاد العرب من ذنب الشعوب
.
وفي خضم الحديث عن هذا وذاك تبرز لنا الحاجة لتلك الحملة التي هي دواء مسكن وعلاج مؤقت ريثما يتم علاج المشكلة من جذورها والمبادرة بإنشاء محطات بشكل سريع وعاجل بعيدا عن الروتين والفلسفة الزائدة وقبل ذلك بعيدا عن اللصوصية والاسترزاق من ظهر المال العام بلا ضمير ولا وجل من الله ولا تأمل بالقبر وضمته ولا بيوم الحساب
.
إلا أنه وفي كل الاحوال نظل بحاجة إلى أمثال مشروع ترشيد على الدوام لأنه كما قال الشاعر :
إذا كنت في نعمة فارعها - فإن المعاصي تزيل النعم
وداوم عليها بشكر الإله - فإن الإله شديد النقم
.
والاسراف معصية لله الداعي إلى إلى عدم الإسراف والداعي الى العتدال في الصرف في جميع المجالات ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين )
وفي الحديث ( لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر ٍ جار )
وهنا نستلهم عبرا سياسية واقتصادية مما يحدث :
1- الحكومة الحالية برئاسة سمو الرئيس لم تنجح رغم مرورو مدة ليست بالقصيرة على رئاسة سموه للحكومة وإن كانت تغيرت بعض وجوهها إلا أن الخطة يجب أن تكون مرسومة بمنهجية لا تغيرها الوجوه الوزارية .
2- لم يعر مجلس الأمة هذه القضية اهتماما كافيا بل جنح إلى قضايا مهمة أيضا لكنها ليست بذات القدر من الاهتمام .
3- استهلكت بعض القضايا التي أشغلت البلد الوقت والجهد والمال وحيز الاهتمام الحكومي النيابي ( مشكلة الرياضة مثلا ) وكان الأمر بحاجة إلى حازم شديد يحزم الأمر ويحله من جذوره بسلطة وقوة قانونية وعرفية واجتماعية تلجم جميع الأطراف ( أليس منكم رجل رشيد ) .
4- ساهمت بعض وسائل الاعلام والسياسة في تكسير مجاديف الحكومة دافعة إياها باتجاه عدم تكرار هذه التجربة الرائدة ، تجربة ترشيد .
5- أصبحنا مثار تندر وسخرية بعض الشعوب والدول بسبب ضعف التنمية عندنا ومثاله الواضح ضعف الكهرباء والخوف من انقطاعها وأصبح الحديث عن سوء التدبير وضعف التخطيط وإهدار المال والروتين قحالة العجلة التي ربما تحتاج شيئا من التشحيم والصيانة ( الحديث عن تعديل الدستور مع محاذيره يدور في هذا الفلك ويندرح تحت هذا السياق ) .
6- كلما جاء وزير جاد وشخصيته قوية ومنجز لعبت " فئران العب " في بطون بعض الناس الذين لا يحبون أن يرون الناجحين لينافسوهم في خطف الأضواء وربما دخل في القلب شيء من تنافس الأقران وحسد التيارات فوضعن في دولاب نجاحاته العصي وأمام إطاراته الدبابيس فكان الله في عونه ليصبح كتابا تاريخيا على رف السياسة أو في درج النسيان .
7- الناس لا ترحم من يفرط في توفير أساسياتها المعيشية ، وكلنا نذكر مظاهرات أفراد الجيش العراقي بعد حله وصيحاته قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق وما نتج عن ذلك من مقاومة شرسة للحكومة وللأمريكان ، ونذكر أيضا أحداث المحلة في مصر بعد شح الخبز ونقصه وما صاحب ذلك من قلاقل ، كما نستدعي للأذهان ثورة الخبز في الأردن عام 1986 م .
كل ذلك يدعونا لنهمس في أذن الحكومة أن بادري وتحركي واتخذي القرارات الصارمة لئلا تنقطع الكهرباء فتخسرين الكثير من التأييد وربما انزوى عنك بعض نوابك المتريمتون ( من الريموت كنترول ) .
8- في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات حدث القطع المبرمج فكنا ننتقل للسكن في بيت خالتي عند قطع الكهرباء عن منطقتنا والعكس يحدث عند قطعها عن منطقتهم فساهم هذا في تقوية الأواصر والروابط وترك لنا ذكريات ما زلنا نتكلم عنها ويستغربها الأبناء من الجيل الحالي ، فلعل - وهذه طرفة - الحكومة أرادت أن تعالج مشكلة القطيعة وعدم التواصل بهذا التخلف عن الانجاز وحل المشكلات . :) وشر البلية ما يضحك .
وكان الله في عونك يا كويت حكومة وشعبا
 
نادي ان ناديت في القبر ميتا ................ ولكن لاحياة لمن تنادي

زهبو الشراشف ونقعوها بالماي مثل ايام الثمانينات اما حل لمشكلة الكهرب ماكو خلنا نضمن ان كل الدول العربية بنت محطات بفلوسنا عقبها الحكومة تفكر فينا
 

اساهيم

عضو بلاتيني
اتمنى ان تزيد الاحمال الكهربائيه وتفصل الكهرباء عن اغلب المناطق ..نبى نخلص من هالسالفه ..كل سنه وحنا ( حده حده ) خلوها تفصل اما نعيش مثل باقى الدول والا نقعد بدون كهرباء ..
 
أعلى