هارون الرشيد
عضو بلاتيني
في كثير من الاحيان نتيجة لعدم الادراك والفهم لما يحدث لك في الجانب النفسي تجد ان ردة فعلك عكسيه ومدمره تجاه ما هو طبيعي من الامور ، ما هو طبيعي اننا كبشر نمر
بعدة محطات او مراحل خلال سيرنا فى هذه الحياة ولكن ما يميزنا عن بعضنا فى ذلك هو الوقت والمده وردة الفعل والخصائص النفسيه وهنا يجب علي ان اتحدث بالتفصيل
فعندما اتحدث عن الوقت فانا اعني العمر اما الفتره فهي المده التى يقضيها كل شخص فى مرحله ما وبالنسبه لردة الفعل فاعني بذلك الاجراءات التى يتبعها كل إنسان للتعامل
مع المرحله واخيرا الخصائص النفسيه التي تميز الشخص وهي نتاج عدة امور منها البيئه الصغرى والكبرى والخبرات الشخصيه.....الخ من امور لها اثر على الشخصيه ،
وهنا احتاج للتوقف والعوده الى المراحل التى انا عايشتها ومنها الطفوله - المراهقه -ازمة منتصف العمر واتوقف عند ازمة منتصف العمر وذلك لسبب مهم انني وللاسف لم
اعلم بها او ادركها الى بعد ان وجدت نفسي فى منتصفها فعانيت منها الكثير حتى اجتزتها معتمدا فى ذلك على الله وما كنت املكه من رصيد الاتزان والحكمه ، اعتقد اننا
بدانا نتساءل فى ماهية هذه الازمه ولكي لا يصبح الحديث مملا وغير واضح دعوني اسرد لكم هذه القصه المنقوله لكي تكون نموذجا من نماذج هذه المرحله وهي لشخص
يبلغ 50 عاما لم تشكي أسرته من تقصيره أبدا، ولكن فجأة وفي مثل هذه السن المتأخرة شعر بأنه لم يعش فترة شبابه كما ينبغي، حيث كانت الحياة كما روى لطبيبه النفسي
صعبة، وكان لابد من أن يكافح لتكوين ذاته وثروته. فجأة لاحظ المقربون منه أنه بدأ يرتدي ملابس الشباب كالقمصان المشجرة ويذهب إلى الحلاق مرتين في اليوم، وكما
يفعل المراهقون راح يغيرهاتفه النقال شهريا وتنطلق منه نغمات الأغنيات الشبابية التي تذاع في الفضائيات. أما سيارته العتيقة التي يمتلكها منذ 15 عاما فاستبدلها بسيارة دفع
رباعي، وبعد أن كان لا يطيق الغياب عن بيته لعدة أيام أصابه عشق السفر إلى الخارج. وفي لحظة صدق شعر الرجل بأن ما يفعله لا يتناسب والفترة الزمنية التي يمر بها،
وكان أول ما فعله أن ذهب إلى أقرب طبيب نفسي، وهناك سمع الرجل لأول مرة مصطلح أزمة منتصف العمر ، وعن ذلك يقول الاستشاري النفسي د. حسن الموسوي ((أن
المقصود بأزمة منتصف العمر هي تلك الفترة الواقعة بين مرحلتي نهاية الشباب وبداية الكهولة أو الشيخوخة أي بين سن 40-60 وهذه الفترة أشبه بمحطة يقوم فيها الإنسان
بما يشبه «جردة حساب» لحياته السابقة، وهنا يجد البعض نفسه قد أنفق السنوات في الكفاح وفي منظومة الحياة اليومية وتلبية الأعباء والالتزامات الأسرية )). ويغلب على
من يعاني هذه الأزمة أنه لم يحقق أحلامه أو متعته الشخصية،وهنا يتعامل بعض الأشخاص مع هذه الأزمة بنوع من الرضا على أنها من ضرورات الحياة ويرتضون بذلك
الواقع، بينما يقرر البعض الآخر وعلى النقيض تحويل هذه الفترة لتحقيق ما لم يتسنى لهم تحقيقه في فترة الشباب وهنا نجد اننا نشير لها دون ان نعلم من خلال القول ان
فلانا من الناس يمر بمراهقة متاخره او مراهق فى الخمسين ,اما عن تجربتي الشخصيه فى ذلك فكانت بدايتها عند دخولي الى سن الاربعين حيث لا حظت ولاحظ الكثيرمن هم
بالقرب مني التغيير الذى بدا يحصل معي وهنا اتحدث عن الظاهر اما الباطن فكان عملية جرد لنتائج ما قمت به من اعمال على مدى السنوات السابقه وكان يصاحب هذا الجرد
ألما تجاه اهمالى لاسرتي حيث كان تركيزي على عملى بالدرجه الاولى وكنت ناجحا فيه وكنت اعتقد اننى من خلاله محققا لذاتي ولكن الازمة كشفت عن زيف ذلك وجعلت مني
فى بدايتها شخصا فاشلا فى كل الجوانب وقد ساعد فى تعزيز هذه الصوره ودعمها واحيانا اقول انه من اسباب دخولي فى هذه الازمة هو خسارتي الكبيره فى البورصه
وهنا شعرت بالضعف الشديد والذي يسير بي الى اليأس فاتجهت الى الله بطلب العون والامل بالاضافه الى البحث في ما أمر به وما الحل له؟ فكان نتاج بحثي هو انني امر
بفتره او مرحله لها عدة تسميات منها ازمة منصف العمر فما كان مني بعد ان ادركت ذلك الا ان اقوم بترميم نفسي من الداخل من خلال جلسات مكثفه مع النفس متبوعه
بمراجعة الاهداف والخطط هدفها تحقيق التوازن في كافة الامور والذي كنت مفتقدا له سابقا , لم ارغب فى التفصيل كثيرا فى تجربتي حتى لا اطيل عليكم اكثر واخيرا لكم
مني الشكر والتقدير:وردة:.