لو كان للمواطن الحق في استجواب نوابه لشهدنا عجباً، ولكنا بدأنا سلسلة استجوابات تبدأ ولا تنتهي، ولا نبالغ إن قلنا إن كل واحد من نوابنا يستحق استجواباً شعبياً، فكلهم قال ولم يفعل، ووعد فاخلف، ودخل المجلس ليخدم ناخبيه الذين أوصلوه للمجلس، لكنه ما إن وصل المجلس حتى تذكر نفسه وحاشيته وتناسى ناخبيه ومنتخبيه وأهالي دائرته، حتى أن بعضهم أغلق هواتفه، ولم يعد يرد على أحد، بل ولم يعد يزور دواوين المنطقة، فتنكر لكل أولئك الذين ائتمنوه ولم يكن «قد» الأمانة، وقديماً قالوا «الحي يحييك، والميت يزيدك غبن»! على كل حال، فإن ذاكرة الناس جيدة، وهم لن ينسوا ما فعله نوابهم بهم من «النوائب»، ويوماً ما سيحل المجلس، كما يتمنى البعض أوستنتهي ولاية المجلس الاعتيادية، وحينها سيحاسب الناس هؤلاء النواب ويجعلونهم يبكون على أطلال مجلس الأمة الذي سيدفعهم حلم دخولهم للكتابة في الصحف ليتمكنوا من الدخول إليه ببطاقة «صحافي»!