بقلم//ياسين شملان الحساوى
أنا أكره.. الكويت
فاجأتني بلا مقدمات أو حتى معرفة وهي تسألني: هل أنت كويتي؟ وعندما أومأت برأسي لها بالإيجاب قالت وأنفاسها تتسارع: إنني مغادرة الكويت إلى الأبد ولن أعود إليها مهما دعت الحال.. أنا أكره هذا البلد كرها شديدا ، سألتها باستغراب وكنا في صالة انتظار الركاب في مطار الكويت، من أنت؟ أجابت: أنا كنت أعمل مدرسة للغة الإنجليزية في إحدى المدارس الأجنبية الخاصة،
حسنا أخبريني الآن بحكايتك، قالت بثورة: عملت مدرسة معهم لمدة عشر سنوات، وأخيرا فصلوني وأنهوا خدماتي بسبب أن إحدى المدرسات تكرهني، فدست إلى الإدارة أخبارا ملفقة وكاذبة عني، حتى تتمكن من الاستيلاء على مركزي، وها هي قد نجحت،
إن لهجتها شامية تنطقها بطريقة أهل الغرب وتحشر بها أحيانا مفردات انجليزية، فسألتها ما جنسيتك؟ فقالت: أنا استرالية من أصل لبناني وسأعود لاستراليا اليوم وأنا حاملة كل الكره للكويت،,,,, سكت مع ابتسامة خفيفة على شفتي، فبادرتني بالسؤال عن سبب هذه الابتسامة وبإصرار وكأنها كانت تتوقع مني أن تثير أعصابي حتى ترتاح أعصابها،
فقلت لها بهدوء : إتضح لدى الآن أن في طباعك نوعا من العدوانية، إن ما حصل لك هو بسبب الغيرة بين زملاء العمل وهذا يحدث في أي مكان في العالم، وقد تكوني أخطأت لعدم الصمود أمام هذه المؤامرة التي حاكتها لك زميلاتك في العمل، وتفرغت فقط لكراهية الجميع، بمن فيهم أنا، وأنتِ لم تعرفيني سوى دقائق، ,,فهل يعقل أن تكرهي بلدا عشت فيه 10 سنوات من عمرك؟ ألم تقضى طيلة هذه الفترة أوقات جميلة مع أصدقاء طيبين؟ ألم تمر في ذهنك ذكرياتك السعيدة هذه قبل أن تفكري بإعلان الكراهية للجميع؟ إن ابتسامتي يا سيدتي لا إرادية بعد أن علمت أنك استرالية من أصل عربي، حيث عرفت سبب مشاعرك العدوانية
فنحن العرب كما هو معروف إما نحب أو نكره إن أحببنا عميت قلوبنا عن المخاطر والمساوئ وان كرهنا نسينا كل ما هو جميل ومبهج، وهذه المشاعر البعيدة عن العقلانية هي سبب وضعنا المتخلف بين الأمم، وقد أثبتِ لي الآن أننا سوف لن نتقدم أبدا بسبب هذه العواطف غير المنطقية حتى لو ولدنا وتربينا في استراليا،
هنا ابتسمت للمرة الأولى وقالت: معك حق وأنا سعيدة بهذا الحديث الذي أعاد لي توازني الفكري وابتسامتي، نعم لي ذكريات جميلة في الكويت لن أنساها، وما تعرضت له قد يحدث لي في بلدي، وتأكد أنني إن وجدت فرصة سأحضر لزيارة أصدقائي الطيبين في الكويت، أعذرني الآن انه النداء الأخير لإقلاع طائرتي، ‘’مع السلامة’’ قالتها بلهجة أهل الغرب.
ملحوظة:
لم أقصد أن أكون واعظا ولم أكن كذلك يوما..ولكن قراءة حواسى لثقافتنا العربية هى التى أخرجت تلك الكلمات
فاجأتني بلا مقدمات أو حتى معرفة وهي تسألني: هل أنت كويتي؟ وعندما أومأت برأسي لها بالإيجاب قالت وأنفاسها تتسارع: إنني مغادرة الكويت إلى الأبد ولن أعود إليها مهما دعت الحال.. أنا أكره هذا البلد كرها شديدا ، سألتها باستغراب وكنا في صالة انتظار الركاب في مطار الكويت، من أنت؟ أجابت: أنا كنت أعمل مدرسة للغة الإنجليزية في إحدى المدارس الأجنبية الخاصة،
حسنا أخبريني الآن بحكايتك، قالت بثورة: عملت مدرسة معهم لمدة عشر سنوات، وأخيرا فصلوني وأنهوا خدماتي بسبب أن إحدى المدرسات تكرهني، فدست إلى الإدارة أخبارا ملفقة وكاذبة عني، حتى تتمكن من الاستيلاء على مركزي، وها هي قد نجحت،
إن لهجتها شامية تنطقها بطريقة أهل الغرب وتحشر بها أحيانا مفردات انجليزية، فسألتها ما جنسيتك؟ فقالت: أنا استرالية من أصل لبناني وسأعود لاستراليا اليوم وأنا حاملة كل الكره للكويت،,,,, سكت مع ابتسامة خفيفة على شفتي، فبادرتني بالسؤال عن سبب هذه الابتسامة وبإصرار وكأنها كانت تتوقع مني أن تثير أعصابي حتى ترتاح أعصابها،
فقلت لها بهدوء : إتضح لدى الآن أن في طباعك نوعا من العدوانية، إن ما حصل لك هو بسبب الغيرة بين زملاء العمل وهذا يحدث في أي مكان في العالم، وقد تكوني أخطأت لعدم الصمود أمام هذه المؤامرة التي حاكتها لك زميلاتك في العمل، وتفرغت فقط لكراهية الجميع، بمن فيهم أنا، وأنتِ لم تعرفيني سوى دقائق، ,,فهل يعقل أن تكرهي بلدا عشت فيه 10 سنوات من عمرك؟ ألم تقضى طيلة هذه الفترة أوقات جميلة مع أصدقاء طيبين؟ ألم تمر في ذهنك ذكرياتك السعيدة هذه قبل أن تفكري بإعلان الكراهية للجميع؟ إن ابتسامتي يا سيدتي لا إرادية بعد أن علمت أنك استرالية من أصل عربي، حيث عرفت سبب مشاعرك العدوانية
فنحن العرب كما هو معروف إما نحب أو نكره إن أحببنا عميت قلوبنا عن المخاطر والمساوئ وان كرهنا نسينا كل ما هو جميل ومبهج، وهذه المشاعر البعيدة عن العقلانية هي سبب وضعنا المتخلف بين الأمم، وقد أثبتِ لي الآن أننا سوف لن نتقدم أبدا بسبب هذه العواطف غير المنطقية حتى لو ولدنا وتربينا في استراليا،
هنا ابتسمت للمرة الأولى وقالت: معك حق وأنا سعيدة بهذا الحديث الذي أعاد لي توازني الفكري وابتسامتي، نعم لي ذكريات جميلة في الكويت لن أنساها، وما تعرضت له قد يحدث لي في بلدي، وتأكد أنني إن وجدت فرصة سأحضر لزيارة أصدقائي الطيبين في الكويت، أعذرني الآن انه النداء الأخير لإقلاع طائرتي، ‘’مع السلامة’’ قالتها بلهجة أهل الغرب.
ملحوظة:
لم أقصد أن أكون واعظا ولم أكن كذلك يوما..ولكن قراءة حواسى لثقافتنا العربية هى التى أخرجت تلك الكلمات