تعرف علي معلم مليتا الجهاد<لزوار لبنان>(صور فديو)

ذو الفقار

عضو فعال
الفديو


لكل حكاية بداية، وحكايا المقاومة تنتقل من جيل إلى جيل بالوراثة مع حليب الام والبندقية، ولكي يبقى تاريخها حاضراً كان لا بد من توثيق اللحظة ... ورواية الحكاية كما هي في أرضها وبين أهلها ومن أفواه المجاهدين..
مليتا: حكاية الأرض للسماء.... مشروع انطلق ليحيي سنة حسنة.. "سياحة أمتي الجهاد.."، المشرف على المشروع مسؤول وحدة الأنشطة الإعلامية في حزب الله الشيخ علي ضاهر روى لـ"الانتقاد" بداية الحكاية:


mleetawork.jpg


بداية الفكرة انطلقت عام 2000 من بعد التحرير مباشرة. بعد الانتصار الكبير الذي يعتبر من أهم وأكبر الانتصارات على مستوى العالم العربي والدول التي حاربت الغدة السرطانية، كان لا بد من معلم يجسد تاريخ هذه المقاومة وبطولات مجاهديها والحدث الكبير الذي تحقق. منذ ذلك الحين بدأت فكرة السياحة الجهادية بالتبلور، وبدأنا بتنظيم مجموعة من الرحلات لأفراد ووفود باتجاه المناطق المحررة والمواقع، وبدأت الفكرة تكبر فكان مشروع انشاء معلم دائم يحمل هم العمل بعنوان السياحة الجهادية او بعنوان ذاكرة المقاومة كمصطلح جديد. حاولنا الانطلاق بذلك من خلال هذه الجولات ومن خلال المعارض التي اقيمت في اكثر من منطقة في لبنان. وبالعموم كانت وظيفتنا تجسيد هذه الذاكرة بأسلوب فني وعمل سينوغرافي وتشكيلي متقن، وهنا أيضاً بدأت الارهاصات الجانبية الاولى لفكرة تجسيد يحكي السياحة الجهادية فكانت "مليتا".

mleetawork1.jpg


أما لماذا مليتا؟
وقع الاختيار على مليتا لأنها حصن المقاومة. مليتا! لأن الاسرائيلي عجز عن كسرها، وأن يدخل اليها وذلك نتيجة بسالة المجاهدين وقوتهم وصلابتهم وإيمانهم واخلاصهم. مليتا! لانها كانت مزار سيد شهداء المقاومة الاسلامية سماحة السيد عباس الموسوي لعدة مرات، مليتا لأنها احتضنت الجرحى والمجاهدين.. مليتا لانها ارتوت بدماء الشهداء.... مليتا لانها خزان المقاومة ومنصة الانطلاق للعديد من العمليات الجهادية.
فكانت زيارتنا لمليتا عام 2004 وتم شراء بعض العقارات التي كان يشغلها المجاهدون لمنامهم ومأكلهم وصلاتهم منذ العام 1985 وحتى 2000.
وفي عام 2006 بدأت الاعمال التحضيرية والفنية والهندسية للمشروع... أما الافكار الاولى او الغرسة فكانت عندما اجتمع عدد من الاخوة المتخصصين والمهندسين وبمشاركة اخوة من المقاومين بوضع اللبنة الاولى والمخطط التوجيهي الأول لمنشأة تعمل على معلم للسياحة الجهادية في مليتا، وجاءت الحرب في ذلك العام فتوقف العمل. عاودنا النشاط بشكل حثيث في العام 2008 ووضعت المخططات التوجيهية لهذا المشروع وبدأنا بالعمل به خطوة خطوة.
مراحل البناء بدأت مع الفكرة المعمارية، بعد ذلك قسمت الملفات الى اقسام عدة، كل قسم له علاقة بالمنطقة الحرجية الموجود فيها مقاومون. في المساحات المبنية الجديدة تم تقسيم فريق العمل وبدأ العمل في المنشأة واستمر العمل نحو سنتين، ولا استطيع الدخول في تفاصيل العمل لأنه كان عملا مضنيا وشاقا. هنا لا بد من الحديث عن ان العمل يجري في منطقة نائية وترتفع عن سطح البحر 1200 متر، ومنطقة صخرية ووعرة امتلأت بالقنابل العنقودية بعد حرب 2006 وبأطنان القذائف والصواريخ التي القيت عليها من قبل العدو. لقد واجهت فرق العمل صعوبات جمة، والحمد لله بعد هذا الجهد ووصل الليل بالنهار، انتهينا من المرحلة الاولى للمشروع.



mleetawork2.jpg


أقسام المشروع
البداية في المشروع، هي المدخل الذي يستقبل القادمين في موقع استراحة للزوار وتأمين متطلباتهم. القسم الثاني مساحات لمواقف السيارات والباصات لنصل إلى مدخل المشروع وهنا تنطلق الزيارة الافتراضية للسائح ـ المقاوم لندخل الى الساحة التي يوجد في وسطها بركة مياه يعبرها الزائر إلى قاعة عرض (سينما) لحضور فيلم عن المقاومة خلال عملياتها من العام 1982 وحتى اليوم، ويستمر عرض الفيلم نحو سبع دقائق، فينتقل بعدها الى قاعة ومعرض يوجد فيه نماذج من الغنائم التي غنمتها المقاومة لتبدأ بعدها مرحلة المعلومات والصور التي تروي حكاية المقاومة
..



mleetawork7.jpg

الهاوية
بعد الانتهاء من قاعة العرض يخرج مباشرة الى عمل فني تشكيلي سينوغرافي يجسد سقوط هذه الاسطورة، اسطورة الجيش الذي لا يقهر من خلال حفرة ضخمة دفنت فيها عينات ونماذج من الاسلحة الثقيلة للعدو الاسرائيلي وسميت هذه الحفرة بالهاوية او المقبرة، وهذه من تصميم وتنفيذ الفنان احمد تيراني ومجموعة من المهندسين الموجودين معه. وبعد الانتهاء من الجسر الدائري الذي تشاهد من خلاله هذه المقبرة من جميع الاتجاهات تتوجه الى قسم المسار حيث ندخل الى الغابة أو الحرج وهو مكان عيش المجاهدين. وهذا المسار يبلغ طوله نحو650 مترا، ويمكن للزائر أن يشاهد مجموعة من المعالم والمشاهد العسكرية، سواء كانت فردية او عتادا او اسلحة او تعريفا عن أيام المجاهدين ومعيشتهم، طعامهم ومنامهم والظروف التي مرت عليهم. عند منتصف المسار هناك مدخل لاحدى المغاور التي كانت ملجأ للمجاهدين، وتجد على مدخلها تعريفا للمغارة، وسردا لطريقة حفرها وصعوبة العمل بها. بعد المغارة نخرج الى النفق وبعدها الى الشرفة التي تطل على قرى اقليم التفاح التي لها فضل كبير على المجاهدين.
بعد الانتهاء من المغارة والشرفة يبدأ طريق الصعود بين الاشجار الكثيفة حيث يتم عرض نماذج وعينات من سلاح المقاومة ومختلف الاختصاصات، وهناك نماذج لأول مرة تعرض ويشاهدها الناس... وتتَتابع المَشاهدُ حتى تصل الى ميدان التحرير الذي يوجد فيه نماذج من الاسلحة تعرض لأول مرة.
هذا الميدان هو رمز للانتصار الذي حدث في عام 2000.. وكما عبر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان الناس وأهلنا هم شركاء المقاومة في الانتصار، ومن ميدان التحرير تتوجه الى أعلى نقطة في مليتا وهي التلة، وهي ترمز للشهداء، وهنا تتشكل صورة المقصود منها اعلى تلة للشهداء وأدنى منخفض وهو الهاوية، وهي مقبرة الغزاة... فالتلة موجودة لجهة الشرق والمقبرة لجهة الغرب، ومن هنا جاء شعار المشروع حكاية الأرض للسماء للتعبير عن رحلة الشهداء، وبعدها تكون للزائر حرية التوجه للاستراحة او الساحة العامة.
عندما تعود أدراجك يلفحك عبق من أريج مَن دافع حتى بذل الروح فداءً للحياة العزيزة والكريمة.. "مليتا" واحدة من مفاجآت المقاومة الإسلامية التي لم تنته بعد الانتصار الالهي في تموز/ يوليو 2006، وعلى أمل اللقاء بعد حين في تتمة للحكاية التي يكشفها الآتي من الأيام.... ودّعنا "مليتا" وصدى زغردات بنادق المجاهدين يبشر بالنصر القادم..


mleetawork5.jpg


mleetawork6.jpg


mleetawork8.jpg


mleetawork10.jpg
 
أعلى