فقد انتقل السؤال الآن من ( اجتهد فهو مأجور ) إلى إثبات إسلام المجوسي الملعون أبو لؤلؤة , والإستدلال على إسلامه بأخبار فهل يثبت الإيمان باليقين أو بالشك لأن كفره ثابت باليقين فأين الدليل على كونه خرج من الكفر إلى الإسلام الذي لو ثتبت ما غير ذلك في الموضوع شيئا.
فهل يثبت إسلام كافر لأنه دخل المسجد ؟ فقد كان المشركون من العرب وحتى النصارى يدخلون المسجد النبوي كما حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , فإثبات إسلامه بحجة دخوله المسجد يوم سعيه لقتل الخليفة دليل مضحك كمن أراد أن يثبت إسلام كافر لأنه شرب من ماء زمزم يوما من الأيام.
وأما دعوى إخراج المشركين من المدينة فيلزم من كون الموجودين أن يكونوا جميعا مسلمين فهذا أيضا من المضحك المبكي , لأن من المعلوم أن هذا الغلام الكافر كان من عبدا للمغيرة والذي كتب لعمر رضي الله عنه يستأذنه في دخول المدينة , ولم يكن الخليفة يأذن لمن بلغ الحلم منهم أن يدخلوا المدينة , ولكن المغيرة أرا صنعة هذا الغلام الحداد نقاش نجار وإن له أعمالا تنفع الناس فأذن الفاروق رضي الله عنه , فكمن في المسجد حتى طعنه بعد ذلك
قال ابن حجر رحمه الله (( ... فَرَوَى اِبْن سَعْد بِإِسْنَادٍ صَحِيح إِلَى الزُّهْرِيّ قَالَ" كَانَ عُمَر لَا يَأْذَن لِسَبْيٍ قَدْ اِحْتَلَمَ فِيدُخُول الْمَدِينَة , حَتَّى كَتَبَ الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة وَهُوَ عَلَىالْكُوفَة يَذْكُر لَهُ غُلَامًا عِنْده صَانِعًا وَيَسْتَأْذِنهُ أَنْ يُدْخِلهُالْمَدِينَةوَيَقُول : إِنَّ عِنْدهأَعْمَالًا تَنْفَع النَّاس , إِنَّهُ حَدَّاد نَقَّاش نَجَّار , فَأَذِنَ لَهُ , فَضَرَبَ عَلَيْهِ الْمُغِيرَة كُلّ شَهْرمِائَة , فَشَكَا إِلَى عُمَر شِدَّة الْخَرَاج , فَقَالَ لَهُ : مَا خَرَاجكبِكَثِيرٍ فِي جَنْب مَا تَعْمَل , فَانْصَرَفَ سَاخِطًا , فَلَبِثَ عُمَر لَيَالِي , فَمَرَّ بِهِ الْعَبْدفَقَالَ : أَلَمْ أُحَدَّث أَنَّك تَقُول لَوْ أَشَاء لَصَنَعْت رَحًى تَطْحَن بِالرِّيحِ؟فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ عَابِسًافَقَالَ : لَأَصْنَعَنَّ لَك رَحًى يَتَحَدَّث النَّاس بِهَا, فَأَقْبَلَ عُمَر عَلَى مَنْ مَعَهُفَقَالَ : تَوَعَّدَنِي الْعَبْد . فَلَبِثَ لَيَالِيثُمَّ اِشْتَمَلَ عَلَى خِنْجَر ذِي رَأْسَيْنِ نِصَابه وَسَطه فَكَمَنَ فِيزَاوِيَة مِنْ زَوَايَا الْمَسْجِد فِي الْغَلَس حَتَّى خَرَجَ عُمَر يُوقِظالنَّاس : الصَّلَاة الصَّلَاة , وَكَانَ عُمَر يَفْعَل ذَلِكَ , فَلَمَّا دَنَامِنْهُ عُمَر وَثَبَ إِلَيْهِ فَطَعَنَهُ ثَلَاث طَعَنَات إِحْدَاهُنَّ تَحْتالسُّرَّة قَدْ خَرَقَتْ الصِّفَاق وَهِيَ الَّتِي قَتَلَتْهُ )) انتهى
.