عتيج الصوف
عضو مميز
في الساعه الواحدة صباحا اثناء طريقي الى المنزل على الدائري الاول,رأيت منظر غريب على احد الخطوط السريعة.
كان رجلا يرتدي دشداشة و غترة "جريمبة" يمشي على رجله فوق الرصيف. وهو ماشي رأيته يقع في الشارع,استغربت من هذا المنظر,فتوقع انه اما سكران او مختل عقليا.
توقفت بسيارتي بجانب الطريق و نزلت,فكان جالس على الارض يستريح و يبكي. فلما رآني هب واقفا و قلت له..خير عسى ماشر حجي ؟
فقال لي بلهجة عربية من الصعيد,خير خير يا عمي مافيني شي.
اقتربت اكثر فوجدته يتصبب عرقا و تعبان جدا يلهث. فقلت له عسى ماشر من وين انت ياي ؟
فقال لي انا كنت امشي من احد القهاوي في شرق وتعبت و قلت استريح على الرصيف. قلت له اين طريقك فقال لي منطقة الروضة.
قلت له اركب معي اوصلك. ركب الشايب,واول ماصعد السيارة بكى !
قلت له خير ؟ ليش كنت قاعد على الارض و تبكي؟ اا شفتك من بعيد و كان ظلمة !
فقال لي انا صارلي 4 سنين اشتغل في الكويت في احد كراجات السكراب في منطقة امغرة,ولي مبلغ اتعاب 3 اشهر بقيمة 1600 دينار عند احد الكويتيين. و انا اجري وراه لأحصل فلوسي و شقاي و تعبي,وكنت في القهوة انتظره من الظهر والآن الساعه 1 صباحا لااستطيع ان اجلس هناك اكثر.
قلت له و من كفيلك ؟ قال لي لااسطيع ان اكلمه فهو جاء بي للكويت للعمل عند هذا الرجل و سماه لي بو سالم. و قلت له اليس لك حقا على كفيلك فقال .. كفاية انه اتى بي الى الكويت هنا و يطلب مني مبلغ كل فترة لتجديد الاقامة. لااستطيع ان اكلمه في هذا الامر !
قلت له من بو سالم هذا ؟ قال لي هذا احد الرجال الطيبيين الذي توفاه الله كنت ال لديه و ابنه سالم هو من يتولى امر هذا الكراج الآن. و اا اطالبه بفلوسي و هو يهرب من الى ان قال لي تعال الى قهوة في الشرق و اعطيك فلوسك.
يقول لي هذا الصعيدي الشايب. ان ماكان معاه الا نص دينار و ركب فيه من جليب شيوخ و وصل الى الشرق و تغدى بصمونة تسد جوعه,وجلس ينتظر في القهوة من الظهر الى نص الليل,واصحاب القهوة يقدمون له الشاي و الشيشة و الاكل و هو يرفض يقول لهم انه لايستطيع ان يأكل بدون حقنة السكر او شبعان. "من عزة النفس".
فبكى الشايب مرة ثانية و حاولت ان اهديه شوية..فقال لي يا عمي والله زوجتي و ابنتي صغيرة في البيت ماكان عندهم اكل و وعدتهم اليوم ان اخذ فلوسي و اجيب لهم لعشا و انا ماقدر ادخل البيت و يدي فاضية,حتى فكرت ان ارمي نفسي من احد الجسور على السيارات,فقلت له اذكر الله الدنيا بخير للحين. حرام اللي تقوله يا حجي.
فقال لي انا مقهور يا عمي لااعرف مالحيلة ! و انا متغرب و بت ماوراي و دوني للعمل في الكويت و نصب علي سالم بن الجرال اللي كنت اعمل لديه.
قلت له لماذا لاتشتكي عليه ؟ فقال لي سالم ضابط في الداخلية يمل في مكتب الوزير و هو من الاسرة الحاكمة كيف لي ان اشتكي ؟ يقول لي انا ذهبت مرة ان اشتكي ند احد المخافر لم احصل عندهم الا استكانة شاي ومشوني برة ! يقول انا مو طرار ولا شحات انا اريد حقي من هالولد اللي نصب علي ! و كلمت ام سالم و قالت لي لاتتعب نفسك ابني راسه يابس و يعاند !
فبكى الشايب ايضا فقلت له لاتبكي و احتسب اجرك عند ربك انشالله اضعاف.
فقال لي ونعم بالله.
فقلت له وماذا سوف تعمل في الروضة قال لي عندي صديق مصري يعل في فرع الغاز سزف ارهن عنده بطاقتي المدنية و استلف منه مبلغ الى ان يفكها ربنا الكبير.
ذهبت به الى فرع الغاز وكان مقفولا طبعا في هذه الساعة,عرضت عليه توصيله الى الجليب فقال لي لا اريد ان اتعبك معي يا عمي و اعطلك.الححت عليه ان اعطيه مبلغ من المال فلم يرضى بالغصب استطعت اعطائه مبلغ يكفيه للعشاء الذي وعد به ابنائه و مبلغ يكفل له وسيلة للنقل الى بيته في هذه الساعة المتأخرة من الليل.
هذا حال العمالة الرخيصة عندنا مع تجار الاقامات و مع اصحاب الجشع و الطمع و المخزي انه شيخ وماعليه قاصر حتى يدفع للرجل 1600 دينار تكفل له حياة كريمة و عزيزة بدلا من البهدلة في الشارع بنص الليل.
كان رجلا يرتدي دشداشة و غترة "جريمبة" يمشي على رجله فوق الرصيف. وهو ماشي رأيته يقع في الشارع,استغربت من هذا المنظر,فتوقع انه اما سكران او مختل عقليا.
توقفت بسيارتي بجانب الطريق و نزلت,فكان جالس على الارض يستريح و يبكي. فلما رآني هب واقفا و قلت له..خير عسى ماشر حجي ؟
فقال لي بلهجة عربية من الصعيد,خير خير يا عمي مافيني شي.
اقتربت اكثر فوجدته يتصبب عرقا و تعبان جدا يلهث. فقلت له عسى ماشر من وين انت ياي ؟
فقال لي انا كنت امشي من احد القهاوي في شرق وتعبت و قلت استريح على الرصيف. قلت له اين طريقك فقال لي منطقة الروضة.
قلت له اركب معي اوصلك. ركب الشايب,واول ماصعد السيارة بكى !
قلت له خير ؟ ليش كنت قاعد على الارض و تبكي؟ اا شفتك من بعيد و كان ظلمة !
فقال لي انا صارلي 4 سنين اشتغل في الكويت في احد كراجات السكراب في منطقة امغرة,ولي مبلغ اتعاب 3 اشهر بقيمة 1600 دينار عند احد الكويتيين. و انا اجري وراه لأحصل فلوسي و شقاي و تعبي,وكنت في القهوة انتظره من الظهر والآن الساعه 1 صباحا لااستطيع ان اجلس هناك اكثر.
قلت له و من كفيلك ؟ قال لي لااسطيع ان اكلمه فهو جاء بي للكويت للعمل عند هذا الرجل و سماه لي بو سالم. و قلت له اليس لك حقا على كفيلك فقال .. كفاية انه اتى بي الى الكويت هنا و يطلب مني مبلغ كل فترة لتجديد الاقامة. لااستطيع ان اكلمه في هذا الامر !
قلت له من بو سالم هذا ؟ قال لي هذا احد الرجال الطيبيين الذي توفاه الله كنت ال لديه و ابنه سالم هو من يتولى امر هذا الكراج الآن. و اا اطالبه بفلوسي و هو يهرب من الى ان قال لي تعال الى قهوة في الشرق و اعطيك فلوسك.
يقول لي هذا الصعيدي الشايب. ان ماكان معاه الا نص دينار و ركب فيه من جليب شيوخ و وصل الى الشرق و تغدى بصمونة تسد جوعه,وجلس ينتظر في القهوة من الظهر الى نص الليل,واصحاب القهوة يقدمون له الشاي و الشيشة و الاكل و هو يرفض يقول لهم انه لايستطيع ان يأكل بدون حقنة السكر او شبعان. "من عزة النفس".
فبكى الشايب مرة ثانية و حاولت ان اهديه شوية..فقال لي يا عمي والله زوجتي و ابنتي صغيرة في البيت ماكان عندهم اكل و وعدتهم اليوم ان اخذ فلوسي و اجيب لهم لعشا و انا ماقدر ادخل البيت و يدي فاضية,حتى فكرت ان ارمي نفسي من احد الجسور على السيارات,فقلت له اذكر الله الدنيا بخير للحين. حرام اللي تقوله يا حجي.
فقال لي انا مقهور يا عمي لااعرف مالحيلة ! و انا متغرب و بت ماوراي و دوني للعمل في الكويت و نصب علي سالم بن الجرال اللي كنت اعمل لديه.
قلت له لماذا لاتشتكي عليه ؟ فقال لي سالم ضابط في الداخلية يمل في مكتب الوزير و هو من الاسرة الحاكمة كيف لي ان اشتكي ؟ يقول لي انا ذهبت مرة ان اشتكي ند احد المخافر لم احصل عندهم الا استكانة شاي ومشوني برة ! يقول انا مو طرار ولا شحات انا اريد حقي من هالولد اللي نصب علي ! و كلمت ام سالم و قالت لي لاتتعب نفسك ابني راسه يابس و يعاند !
فبكى الشايب ايضا فقلت له لاتبكي و احتسب اجرك عند ربك انشالله اضعاف.
فقال لي ونعم بالله.
فقلت له وماذا سوف تعمل في الروضة قال لي عندي صديق مصري يعل في فرع الغاز سزف ارهن عنده بطاقتي المدنية و استلف منه مبلغ الى ان يفكها ربنا الكبير.
ذهبت به الى فرع الغاز وكان مقفولا طبعا في هذه الساعة,عرضت عليه توصيله الى الجليب فقال لي لا اريد ان اتعبك معي يا عمي و اعطلك.الححت عليه ان اعطيه مبلغ من المال فلم يرضى بالغصب استطعت اعطائه مبلغ يكفيه للعشاء الذي وعد به ابنائه و مبلغ يكفل له وسيلة للنقل الى بيته في هذه الساعة المتأخرة من الليل.
هذا حال العمالة الرخيصة عندنا مع تجار الاقامات و مع اصحاب الجشع و الطمع و المخزي انه شيخ وماعليه قاصر حتى يدفع للرجل 1600 دينار تكفل له حياة كريمة و عزيزة بدلا من البهدلة في الشارع بنص الليل.