ابتسامة الشهيد

مطلق علي

عضو بلاتيني / الفائز الرابع في مسابقة الشبكة الرمض
فائز بالمسابقة الدينية الرمضانية
ابتسامة الشهيد من إعجاز القران والسنة



1233055951108754346999dg.jpg



وقفتنا هنا مع اللحظات الأولى للشهيد، والأخيرة للمجاهد .. تلك اللحظات التي يحجم عنها الرجال، ويخاف من هولها الأبطال .. تلك اللحظات التي يفارق فيها الإنسان حياته وكل ما رتبه لنفسه من أحلام وأوهام لتنقطع فجأة ويصبح في عالم آخر لم يشاهده ولم يعرفه إلا خبرا لا عيان.
هذه اللحظات هي " أولى لحظات الشهيد " .. هي لحظات تحكي بداية ولوجه باب البرزخية .. بداية مفارقته الدنيوية إلى الأخروية .. نهاية كونه مسلما حيا إلى بداية حياة الشهادة الأبدية .. لحظات عجيبة في قاموس الإنسان .. لحظات لا يدركها أي إنسان .. إنها لحظات لا يمتطي صهوتها إلا أهل الإيمان .. لحظات يعجز عن وصفها البيان .. لحظات إقبال وإحجام ممتزجان .. لحظات يقف فيها عقل المؤمن حيران: أيبارك أم يحزن، أيهنئ أم يعزي، أيبكي أم يفرح .. أحزان أم أفراح وأحضان !!
فما حال تلك اللحظات !!
يضحك إليه رب العزة !! ما أكرمه من موقف وأهيبه .. وماذا بعد يا شهيد !!
روى أحد الثقات قال: أخبرنا قائد من قادة الجهاد، قال:كنا مجموعة من الإخوة في ساحة القتال، فإذا بأحد الإخوة يصرخ فينا "الجنة، انظروا الجنة، وأشار بيده أمامه فما هي إلا لحظات حتى أتته رصاصة قناص استقرت في رأسه فخر ميتا رحمه الله " .. « إن للشهيد عند الله خصالا: ... ويرى مقعده من الجنة ... صححه الترمذي.
يضحك له ربه، ويرى مكانه في الجنة !! ما أعظمها من منة .. ثم ماذا يا شهيد !!
يحجم الأبطال عن ساح النزال لما توهموه من الآلام والأوجاع إذا استقرت في أجسادهم النصال .. ولكن المؤمن يقدم لعلمه بحقيقة الحال« ما يجد الشهيد من القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة »أحمد والترمذي والنسائي وسنده حسن.
يضحك له ربه، ويرى مكانه في الجنة،ولا يتأوه عند الموت !! ما أكرمه على الله .. ثم ماذا يا شهيد !!
يخاف المؤمن الذنوب، ويريد قبل الموت أن يتوب، فقال نبي علام الغيوب« ... ورجل مؤمن فرق على نفسه من الذنوب والخطايا، جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حـتى إذا لقي العدو، قاتل حتى يقتل، فتلك ممصمصة محت ذنوبه وخطاياه، إن السيف محاء الخطايا .. » (المسند وصحيح ابن حبان) .. أتخاف من الذنوب«إن للشهيد عند الله خصالا أن يغفر له من أول دفعة من دمه ... أحمد وصححه الترمذي
(يضحك له ربه، ويرى مكانه في الجنة، ولا يتأوه في لحظة الموت، وتمحى ذنوبه إلا الدين) كما في صحيح مسلم !!
ما أعظم الشهادة في سبيل الله .. أرضيت يا شهيد !!
يفتن الناس في القبور، وصاحبنا في القبر مسرور، فعند النسائي وغيره أن رجلا قال: يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد، قال صلى الله عليه وسلم( كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة).
يضحك له ربه .. يرى مكانه في الجنة قبل موته .. لا يجد من ألم الموت شيء .. تمحى خطاياه من أول دفعة من دمه .. يأمن من فتنة القبر !! كل هذا في لحظات قليلة يخاف منها جميع بني الإنسان، إنها لحظات إمتحان،لحظات قصيرة يجتازها المؤمن الولهان، يسيل فيها دمه فيرى مغنمه« لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى يبتدره زوجتاه، كأنهما طيران أضلتا فصيليهما ببراح من الأرض بيد كل واحدة منهما حلة خير من الدنيا وما فيها »أحمد.
ألا تكفيك الحوريتان يا شهيد !! أتطمع من الشرف المزيد !! لك والله يا شهيد ما تريد: عن جابر ابن عبد الله يقول: ( جيء بأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد مثل به، ووضع بين يديه، فذهبت أكشف عن وجهه، فنهاني قومي، فسمع صوت صائحة، فقيل: ابنة عمرو، أو أخت عمرو، فقال: (لم تبكي - أو: لا تبكي - مازالت الملائكة تظله بأجنحتها). البخاري
ما أعظم الشهيد، يحتفى به في الآخرة حفاوة عظيمة، ولا يخرج من الدنيا إلا بمواكب كريمة .. الناس تبكي والشهيد يضحك .. الناس في فزع والشهيد في الجنة يرتع .. وفده كريم،وأمره عظيم، دخوله الدنيا كما الناس، وخروجه تحتبس له الأنفاس .. آآه للشهادة، من فاز بك فاز بالزيادة، ومن أحجم فهو في نقصان، نعوذ بالله من الخسران ..
يموت الناس والشهيد لا يموت .. يبكي الناس، والشهيد مبتسم في وجه الردى يضم الموت بصدر فيه لوعة الإيمان تحترق شوقا للقاء الحور الحسان كأنهن الياقوت والمرجان{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) } آل عمران : 169-171
فالفرحة والإستبشار برؤية مقعده من الجنة تلزم شفتي الشهيد بهذه الإبتسامة التي سنراها علي وجوه هؤلاء الشهداء من أهل غزة.
وإليكم هذه الصورة فهي تحدث اخبارها


12330544511.jpg

12330545122.jpg



12330545473.jpg



12330545764.jpg



12330546035.jpg



12330546316.jpg



12330546767.jpg



12330547058.jpg



12330547329.jpg



123305476410.jpg



123305478511.jpg



123305480612.jpg



يالله



123305482913.jpg



إعداد الشيخ طارق عبده إسماعيل
داعية إسلامي ومعالج بالطب النبوي


==============
=======
===
=

التعليق :

وانا أقرأ هذا المقال
قلت في نفـسي

لو مات لي شخصاً قريبـاً جداً لي

ورايته وهو داخل الحفر " القبر "

وهــو يبتسم كمثل الشهــداء

لا أعلم حينها

هل أبتسم معه

أو

ابكــي على فراقــه

اللهــم أحســن خــاتمتنــا


 

كيان عقل

عضو مميز




اللهم أرزقنا الشهادة.....
وأرحم شهدائنا.....
آمين.....

تحياتي وتقديري لك أخي علي الحيان ( الشهيد الحي ).....


 

Ms Rose

عضو مخضرم
فعلا ابتسامتهم غريبه

وكيف لايبتسموا وقد عرفوا نتيجة الاختبار

امتياز مع مرتبة الشرف

اللهم ارحم شهداؤنا الابرار

شكرا يالحيان
 

الجيكر

عضو ذهبي
انا لا أحب أن أطيل نظرات التأمل في ( الموتى )​

وفي الجنائز دائماً اتفادى رؤية الميت لأن صورته تعلق فبالي لأيام ولا أستطيع بعدها أن آكل ولا أنام​

لكن مع ( الشهداء) الامر يختلف​

أحب التمعن بصورهم .. والتأمل في ابتسامتهم .. والنظر بعيونهم​

إذا احد منا اراد ان يصور لازم ياخذ له قسط من الراحه والنوم الكافي ولا مانع بأن يذهب إلى احد مراكز التصوير​

لعمل الفلترات اللازمه لإخفاء بعض العيوب وعند التصوير ينشف ريج المصوّر وهو يقول لنا​

(smile or say cheeeeese)​

وهم ابتسامتنا تطلع بالأخير ماااااااااااااصخه ومصطنعه والتكلف واضح فيها ..​

اما ابتسامة الشهيد من تشوفها تحس بجمالها ويقشعر قلبك لها وكل علامات الاستفهام والاسئله تدور براسك​

ياترى هالشهيد وشو اللي خلاه يبتسم قبل لايموت ؟؟ وشهي البشاره اللي بشروه فيها قبل لايموت ؟؟​

وشو اللي شافه قبل لايموت ؟؟​


هل هذا انسان ميت ؟؟​

ام​

نائم ؟؟​

657727361.jpg


الله يرزقنا الشهاده​

وحسن الخاتمه​

والسرور عند لقائه​

علي الحيان :وردة:​
 

بارك الله فيك أخي علي الحيان
على هذا الموضوع الجميل والرائع..


وللتوضيح فقط:

التي سنراها علي وجوه هؤلاء الشهداء من أهل غزة.

فهؤلاء الشهداء ليسوا كلهم من غزة وتحديدا:

12330545122.jpg


هذا الأخ من شباب بلاد الحرمين استشهد في الفلوجة نسأل الله أن يتقبله


12330545473.jpg


وهذا هو الشيخ عبدالرشيد غازي
إمام المسجد الأحمر في باكستان قتل على أيدي القوات الباكستانية في مجزرة المسجد الأحمر وقتل معه مجموعة من طلابه عندما طالبوا بتطبيق الشريعة.



12330547058.jpg


وهذا هو الأخ عامر الشهري قتل في اشتباكات مع السلطات السعودية في الرياض


123305478511.jpg


وهذه هو الأخ راكان الصيخان قتل أيضا في اشتباكات مع السلطات السعودية في الرياض وشريط فيديو دفنه متوفر لمن أراده.


123305480612.jpg


وهذا أخ من شباب قطر قتل في أفغانستان


123305482913.jpg


وهذا الأخ أبو العباس من شباب المدينة المنورة قتل في أفغانستان.


نسأل الله أن يتقبلهم جميعا وأن يختم لنا بما ختم لهم.


وهذه هدية إضافية:


 
[فائدة ذات صلة]

هذه فائدة عظيمــــــــة
وجدتها هذا اليوم
وأنا أقرأ شرح كتاب الجنائز
من زاد المستقنع
للشيخ محمد الشنقيطى

فأردت أن أضعها بين أيديكم للأستفادة منها


الفائـــــــــدة

يقول الشيخ الشنقيطى
في سياق شرحه لجملة

¤وأولى الناس بغسله
وصيه¤

‏*ولذلك قالوا لا يلي تغسيل الأموات إلا من عرف بالثقة فيكون ثقة مأمونا ،
والسبب في ذلك أن
ما يتصل بتغسيل الميت من الأمور التي لا تنبغي يجب أن يكون سرا
فلربما يطلع على أمور خفية من البشائـــــــر الطيبة والبشائر السيئة

فقد يكون الميت عبدا صالحا فيرى بشائر صالحة
من تهلهل وجهــــه وإشراقـــــه
وهذا معروف ومألوف.

وأذكر أنني دخلت على أحد أهل الفضل رحمة الله عليهم
فلم تمل العين النظر إلى وجهه وهو يغسل
وتراه بصفة هي أشرق وأجمــــــــــــــل من حاله وهو حي
ولا ترى فيه وحشة الأمـــــــوات

وهذا من عاجل بشرى المؤمن :
أنك ترى وجهه مشــــــــــــرقا
خاصة في حالة النزع
والتغسيل
ربما تظهر أمور
وهذا أمر متضافر ومشهــــــــــــور عند العلماء رحمة الله عليهم
ومضت به السنن من الله سبحانه وتعالى
وهو أن الأخيــــــــــــار يظهر في هذه المواطن لطف الله عزوجل بهم.

وكان الإمام أحمد رحمة الله عليه يقول لأهل البدع:
‏بيننا‎ ‎وبينكم الجنائــــــــــــــز
أي:
أن الأمور تنكشف في موت الإنسان فيجعل الله له بعض البشائر عند موته.*

إنتهى كلام الشيخ
الشنقيطى


منقول
 
أعلى