قصيدة ابن القيم في ضلال النصرانية

http://www.youtube.com/watch?v=7Fe1Oj_LRSQ&feature=related
أبيات رصينة و مفحمة للإمام ابن القيم في الرد على النصارى

أعباد المسيح لنا سؤال

نريد جوابه ممن وعاه:

إذا مات الإله بصنع قوم

أماتوه فما هذا الإله؟

وهل أرضاه ما نالوه منه

فبشراهم إذا نالوا رضاه؟

و إن سخط الذي فعلوه فيه

فقوتهم إذا أوهت قواه؟

وهل بقي الوجود بلا إله

سميع يستجيب لمن دعاه؟

و هل خلت الطباق السبع لما

ثوى تحت التراب و قد علاه؟

و هل خلت العوالم من إله

يدبرها و قد سُمّرَتْ يداه؟

و كيف تخلت الأملاك عنه

بنصرهم و قد سمعوا بكاه؟

و كيف أطاقت الخشبات حمل

اله الحق شد على قفاه؟

و كيف دنا الحديد إليه حتى

يخالطه و يلحقه أذاه؟

و كيف تمكنت أيدي عداه

و طالت حيث قد صفعوا قفاه؟

و هل عاد المسيح إلى حياة

أم المحيي له ربك سواه؟

و يا عجبا لقبر ضم رباً

و أعجب منه بطن قد حواه!

أقام هناك تسعاً من شهور

لدى الظلمات من حيض غذاه.

و شق الفرج مولوداً صغيراً

ضعيفاً فاتحاً للثدى فاه.

و يأكل ثم يشرب ثم يأتي

بلازم ذاك هل هذا إله؟

تعالى الله عن إفك النصارى

سيسأل كلهم عما افتراه

أعباد الصليب لأي معنى

يعظم أو يقبح من رماه؟

و هل تقضى العقول بغير كسر

و إحراق له و لمن بغاه؟

إذا ركب الإله عليه كرهاً

و قد شدت لتسمير يداه

فذاك المركب الملعون حقا

فدسه لا تبسه إذ تراه

يهان. عليه رب الخلق طَرا

و تعبده! فإنك من عداه.

فإن عظمته من أجل أن

قد حوى رب العباد و قد علاه.

و قد فقد الصليب فإن رأينا

له شكلا تذكرنا سناه!

فهلا للقبور سجدت طرا

لضم القبر ربك في حشاه!

فيا عبد المسيح أفق فهذا

بدايته وهذا منتهاه.

 
أعلى