بصراحة / لو غُزينا مرة أخرى؟
خمسون عاماً من الاستقلال ومئات الأعوام قبلها من الانتماء التاريخي وسنوات وسنوات من جهد الوطنيين الشرفاء في ترسيخ روح المواطنة في نفوس أبناء الشعب الكويتي تكاد تقذفها حكومتنا «الرشيدة» إلى البحر!
كل طفلٍ نشأ على تراب هذه الأرض لم يكن يبدأ يومه الدراسي طوال تلك الأعوام إلا بتحية العلم ونشيد الوطن و«وطني الكويت سلمت للمجد وعلى جبينك طالع السعد»، وصيحات «تحيا الكويت، عاش الأمير، تحيا الأمة العربية»، ولا يترك مدرسته إلا وتتلقفه وسائل الترفيه والإعلام بمسلسلات الولاء للأوطان والإخلاص للديار ومواجهة الأعداء ومسرحيات الحنين إلى الوطن ومواعظ «أحب الأوطان إلى قلبي»، وشعارات «الأسرة الواحدة» و«كلنا للكويت والكويت لنا» و«يا دارنا يا دار يا منبت الأحرار».
منظومة متكاملة كانت تؤسس لمجتمع متعاضد يدين بالولاء للوطن، لأن الوطن للمواطن وهو للوطن وداره هي منبت الأحرار ودار مجد وطالعها سعد وقضى طفولته كلها وهو يهتف لها وللأمير وللأمة العربية. ذلك هو «الجهد» في ترسيخ روح المواطنة، وذلك هو أيضاً ما تعمل بقصد أو من دون قصد، حكومتنا الرشيدة على تضييعه وتدميره وقتله في نفوس وذاكرة المواطن الكويتي بسكوتها عن أدوات التشكيك في مواطنة أبناء هذا الوطن.
غداً تمرنا الذكرى العشرون لحادثة لم ير التاريخ القديم أو الحديث لها مثيلاً، ولا أعني هنا حادثة الغزو العراقي الغاشم، فالدول تُغزى وتُحرر ولم يكن ذلك الغزو بالسابقة الأولى في تاريخ الشعوب، ولكن السابقة الأولى والأخيرة، حتى الآن، هي فشل النظام العراقي في إيجاد من يتعاون معه من أبناء هذا الشعب لتسلم شؤون الحكومة الموقتة بعد الاحتلال، حتى اضطر إلى استخدام مجموعة من العسكريين الأسرى الذين لا حول لهم ولا قوة من أجل التصوير التلفزيوني والفوتوغرافي وتكملة أركان المسرحية البعثية الفاشلة.
تمرنا تلك الذكرى ومزامير الفتنة تنفخ على خطوط معزوفة التشكيك بولاء ومواطنة قطاعات كبيرة من الشعب الكويتي، فهذا ولاؤه لتلك الدولة وذلك ولاؤه لتلك الطائفة وهؤلاء ولاؤهم للمادة والمصلحة الوقتية، وكل ذلك يتم تحت بصر ورعاية أطراف في السلطة وبأيدي رجالاتها في الإعلام والصحافة والسياسة.
تمرنا تلك الذكرى ويمر بنا تاريخ الغزو وأحداثه، ونقرن ذلك بـ«تدمير» روح المواطنة لدى الفرد الكويتي، ونتساءل سؤالاً قد يكون على البعض صعباً ومؤلماً، ولكن بقاءه في صدورنا أكثر صعوبة وأشد إيلاماً، لو حدث، لا سمح الله، وغُزيت الكويت مرة أخرى، من أي طرفٍ كان، هل سيضرب الشعب الكويتي مرة أخرى مثلاً جديداً في الولاء للأوطان؟ أم أن «خبزاً» خبزته الحكومة اليوم سيكون طعامنا حينئذ؟
سعود عبدالعزيز العصفور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعليق
عجبني في مقال الكاتب سؤاله
لو غزيت الكويت لا سمح الله مره اخرى هل سيضرب الشعب الكويتي مرة أخرى مثلاً جديداً في الولاء للأوطان؟
عن نفسي اقول لا تذكرت ابو جعل وقناته وجريده الوطن وكتابها وقناة سكوب
اتوقع ماراح نشوف الوحده الوطنيه اللي شفناها في الغزو العراقي
بس اقول الله لا يجيب اليوم اللي نشوف كويتنا مغزيه مره ثانيه
خسارتنا في الغزو العراقي شهداء الكويت الله يرحمهم ويسكنهم الفردوس الاعلى اللهم وامين
خمسون عاماً من الاستقلال ومئات الأعوام قبلها من الانتماء التاريخي وسنوات وسنوات من جهد الوطنيين الشرفاء في ترسيخ روح المواطنة في نفوس أبناء الشعب الكويتي تكاد تقذفها حكومتنا «الرشيدة» إلى البحر!
كل طفلٍ نشأ على تراب هذه الأرض لم يكن يبدأ يومه الدراسي طوال تلك الأعوام إلا بتحية العلم ونشيد الوطن و«وطني الكويت سلمت للمجد وعلى جبينك طالع السعد»، وصيحات «تحيا الكويت، عاش الأمير، تحيا الأمة العربية»، ولا يترك مدرسته إلا وتتلقفه وسائل الترفيه والإعلام بمسلسلات الولاء للأوطان والإخلاص للديار ومواجهة الأعداء ومسرحيات الحنين إلى الوطن ومواعظ «أحب الأوطان إلى قلبي»، وشعارات «الأسرة الواحدة» و«كلنا للكويت والكويت لنا» و«يا دارنا يا دار يا منبت الأحرار».
منظومة متكاملة كانت تؤسس لمجتمع متعاضد يدين بالولاء للوطن، لأن الوطن للمواطن وهو للوطن وداره هي منبت الأحرار ودار مجد وطالعها سعد وقضى طفولته كلها وهو يهتف لها وللأمير وللأمة العربية. ذلك هو «الجهد» في ترسيخ روح المواطنة، وذلك هو أيضاً ما تعمل بقصد أو من دون قصد، حكومتنا الرشيدة على تضييعه وتدميره وقتله في نفوس وذاكرة المواطن الكويتي بسكوتها عن أدوات التشكيك في مواطنة أبناء هذا الوطن.
غداً تمرنا الذكرى العشرون لحادثة لم ير التاريخ القديم أو الحديث لها مثيلاً، ولا أعني هنا حادثة الغزو العراقي الغاشم، فالدول تُغزى وتُحرر ولم يكن ذلك الغزو بالسابقة الأولى في تاريخ الشعوب، ولكن السابقة الأولى والأخيرة، حتى الآن، هي فشل النظام العراقي في إيجاد من يتعاون معه من أبناء هذا الشعب لتسلم شؤون الحكومة الموقتة بعد الاحتلال، حتى اضطر إلى استخدام مجموعة من العسكريين الأسرى الذين لا حول لهم ولا قوة من أجل التصوير التلفزيوني والفوتوغرافي وتكملة أركان المسرحية البعثية الفاشلة.
تمرنا تلك الذكرى ومزامير الفتنة تنفخ على خطوط معزوفة التشكيك بولاء ومواطنة قطاعات كبيرة من الشعب الكويتي، فهذا ولاؤه لتلك الدولة وذلك ولاؤه لتلك الطائفة وهؤلاء ولاؤهم للمادة والمصلحة الوقتية، وكل ذلك يتم تحت بصر ورعاية أطراف في السلطة وبأيدي رجالاتها في الإعلام والصحافة والسياسة.
تمرنا تلك الذكرى ويمر بنا تاريخ الغزو وأحداثه، ونقرن ذلك بـ«تدمير» روح المواطنة لدى الفرد الكويتي، ونتساءل سؤالاً قد يكون على البعض صعباً ومؤلماً، ولكن بقاءه في صدورنا أكثر صعوبة وأشد إيلاماً، لو حدث، لا سمح الله، وغُزيت الكويت مرة أخرى، من أي طرفٍ كان، هل سيضرب الشعب الكويتي مرة أخرى مثلاً جديداً في الولاء للأوطان؟ أم أن «خبزاً» خبزته الحكومة اليوم سيكون طعامنا حينئذ؟
سعود عبدالعزيز العصفور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعليق
عجبني في مقال الكاتب سؤاله
لو غزيت الكويت لا سمح الله مره اخرى هل سيضرب الشعب الكويتي مرة أخرى مثلاً جديداً في الولاء للأوطان؟
عن نفسي اقول لا تذكرت ابو جعل وقناته وجريده الوطن وكتابها وقناة سكوب
اتوقع ماراح نشوف الوحده الوطنيه اللي شفناها في الغزو العراقي
بس اقول الله لا يجيب اليوم اللي نشوف كويتنا مغزيه مره ثانيه
خسارتنا في الغزو العراقي شهداء الكويت الله يرحمهم ويسكنهم الفردوس الاعلى اللهم وامين
التعديل الأخير بواسطة المشرف: