في فلك الشيوخ..

بوسند

عضو ذهبي
الكل يبحث عن مخرج لحالة التيه والتردي التي تعيشها البلد على كافة الأصعدة، والكل يرى المخرج من زاويته، والمصيبة عندما يرى البعض أن المخرج يكون بإقصاء فئة من فئات الشعب أو تهميشها، والمصيبة الأعظم عندما يرى آخرون أن المخرج في يد فئة واحدة فقط، فإذا قررت هذه الفئة الإصلاح فإن الأوضاع ستصلح، وسنخرج من التيه، أما إذا لم تقرر فإن علينا انتظارها حتى تصحو من نومها ثم تقرر !


أمر مؤسف أن يربط البعض إصلاح الأوضاع بتحرك الشيوخ من أبناء الأسرة الحاكمة، فكل خطوة تصحيحية يجب أن يكون وراءها شيخ، فيبدأ الناس بالبحث عن (شيخ المرحلة) الذي يمكن أن يقودنا إلى المخرج، فالبعض مقتنع بأن ناصر المحمد هو رجل المرحلة، والبعض الآخر يشد على يد أحمد الفهد، ويرى أنه لا تنمية إلا بوجده، وآخرون يناشدون سالم العلي بالتدخل لإنقاذ الوضع، وطرف آخر مقتنع بناصر صباح الأحمد، وآخرون يلمّعون جابر المبارك، وآخرون يأملون ويتأملون أن يكون لسعود ناصر دور في المرحلة المقبلة!!


هذه - وللأسف الشديد – هي رؤية الكثير ممن ينظّرون وينتظرون الفرج السياسي أن يعم البلاد من نافذة الشيوخ، فيربطون مصير البلاد والعباد بهذه الفئة المحترمة، فلا نهضة ولا تنمية ولا إصلاح إلا بالتعلق بأهدابهم!!


للشيوخ الحق في ممارسة العمل السياسي، والتحرك لصالح البلد، وذلك باعتبارهم "مواطنين" لهم مكانة في نفوس الكثير من الناس، ولهم وزن في الساحة السياسية، لكن من الخطأ أن نحصر المخرج بهم، وأن نجعلهم هم المركز الذي يجب علينا جميعا أن ندور في فلكه، فهذا التصور فيه ازدراء للأمة التي هي مصدر السلطات جميعا، فالكلمة الأولى والأخيرة لها، بخلاف الشيوخ الذين لم ينص الدستور على أي دور أو امتياز لهم سوى منصبين فقط: الأمير، وولي العهد، أما ما سوى ذلك فإن الأمة هي المركز الذي يجب على الجميع أن يدور في فلكه !


التاريخ والواقع يشهد بأن الشيوخ لا يملكون قدرات خارقة تفوق قدرات الشعب، بل العكس – ربما - هو الصحيح، فأغلبهم يملكون قدرات متواضعة في التفكير والتحليل والقيادة والإدارة، فكل ما يملكونه من مؤهلات هو مكانة في قلوب الناس .. وربما تعرضت لشيء من الهزات في الفترات الأخيرة!


وأما ما نسمعه بين فترة وأخرى من مدح لإنجازات بعض الشيوخ فهو بسبب مقارنته لمن سبقه، أو لخلو الساحة من الأطراف الفاعلة، أو بسبب سوء الوضع الذي صيّر الناس يتعلقون ويحتفون بأدنى إنجاز ربما يمثل بادرة أمل لهم.


الأمر المؤسف أن بعض الشيوخ الذين بدأ البعض بالتعلق بأهدابهم لما رأوا منهم دعوات إصلاحية، أو إظهار التبرم والضجر على الوضع الحالي، لا يمكن الوثوق بدوافعهم ومنطلقاتهم، فكثير منهم ساخط ليس بسبب سوء الأوضاع، وإنما بسبب تهميشه، ولأنه حُرم من تقاسم الثروة والسلطة، والمشاركة في أخذ نصيب من الكعكة، لذلك تجدهم يظهرون الضجر والتبرم، وبمجرد أن يُعطوا شيئا من الكعكة فستجدهم مصفقين أو صامتين !


المخرج والنهضة الحقيقة تكون من خلال الالتفاف حول برنامج ومشروع سياسي، لا على شخصيات معينة، فالمشروع السياسي هو البوصلة التي من خلالها يمكن أن نحدد اتجاهنا، ونضبط مسيرتنا، فالمشروع السياسي لا يخضع للعواطف تجاه طرف معين، ولا لمشاعر الحب والكره لشخص ما، ولا يجامل على حساب مصالح خاصة وضيقة، وإنما يحدد رؤية وأهداف وبرنامج عمل الكل يسير عليه ويلتزم به.


من هنا فإن الواجب الأول ملقى على عاتق الحركات والقوى السياسية، فهي المعنية بالدرجة الأولى للقيام بهذا الدور، بل إن هذا هو دورها الأول والأخير، فالحركات السياسية لو كانت فاعلة في الواقع، لما احتاج الناس إلى انتظار صحوة الشيوخ، أو البحث عن شيخ يقودهم نحو المستقبل.


لذلك كله فليس من مصلحة أحد أن تضعف القوى السياسية، ليس من مصلحة البلد أن يتفكك التكتل الشعبي، أو تضعف حدس، أو ينقسم التحالف الوطني، أو يُختطف التحالف الإسلامي (الشيعي)، أو يُهمّش حزب الأمة والحركة السلفية، بل علينا جميعا تقييم هذه الحركات، وتصحيح مسيرتها، ومن ثَم تقويتها، كما علينا دعم أي حركة تسعى للعمل الجماعي الذي يقوّي جانب الأمة، ويجمع أفراد الشعب تحت راية واضحة، تجعله صاحب المبادرة، والفاعل الرئيسي في الساحة، لا أن يكون متفرجا أو باحثا عن الشيخ المنتظر !!


تحياتي

بوسند​
 

كهمس

عضو مخضرم
المخرج والنهضة الحقيقة تكون من خلال الالتفاف حول برنامج ومشروع سياسي، لا على شخصيات معينة، فالمشروع السياسي هو البوصلة التي من خلالها يمكن أن نحدد اتجاهنا، ونضبط مسيرتنا، فالمشروع السياسي لا يخضع للعواطف تجاه طرف معين، ولا لمشاعر الحب والكره لشخص ما، ولا يجامل على حساب مصالح خاصة وضيقة، وإنما يحدد رؤية وأهداف وبرنامج عمل الكل يسير عليه ويلتزم به.


وهذا لن يتحقق الا بالسماح بأشهار الاحزاب فيطرح كل حزب مالديه من خطة وتوجه وقوانيين تمثل توجهه

ومع وضع نظام يسمح للشعب بأنتخاب حكومته من رئيسها الى وزيرها .

هنا يستطيع المواطن ان يحدد توجهه السياسي ومايريده سواء بأنظمامه لحزب معين او تأيده لخطة حزب معين وصناديق الاقتراع ستكون الفيصل .

ومن يفشل يروح بشربة ماء يسقط غير مأسوف عليه ويأتي من هو افضل منه وهكذا دواليك .
 

رفص

عضو فعال
الاحزاب لا تصلح فى وضعنا الحالى ابدا ابدا ... والاسباب كثيرة وواضحة ...
طرح الموضوع وافكاره جاء بامتياز لان فيه اكثر من فكرة .... ولكنى - طبيعتى التى خلقت عليها - لا استطيع اخذ الامور المرسلة وكانها حقيقة مطلقة .....
فهل انت متاكد ان الشيوخ ( ومعهم التجار اللى هم اولى الاثافى) لا يد لهم فيما يحدث الان ؟؟؟
وهل نحن نرى كل ما يحدث ,وان الصورة مكتملة امام اعيننا ؟؟؟
وهل فعلا يتحكم الشيوخ بحياتنا السياسة تحكما قويا ؟؟؟
 

حمد

عضو بلاتيني
عزيزي بو سند

اسمح لي بنقل تعليقي الذي وضعته في مدونتك , فسأعلق على هذا الموضوع الجميل اينما وجد :)

عزيزي بو سند

مبارك عليك باجي الشهر ., وشكرا لك على طرح موضوع اساسي في مشكلة الكويت

النبش بأسماء الشيوخ – البدلاء – كالنظر الى مالا يتجاوز ارنبة الأنف ! , ففعلا المشكلة كما تفضلت تكمن التنظيم السياسي للشارع الكويتي , فبالإضافة الى ما تفضلت به , اسمح لي ان اطرح جزء مهم من المشكلة ربما الكثير منا لم يعطه حقه في الإشارة !.

الجزء المهم يكمن في التقسيمة السياسية لهذه الجماعات السياسية , فهذه الجماعات لازالت غير متفقة فكريا حتى بالثوابت , هذه الجماعات , لازالت تتحدث عن اسلامية وطائفية او علمانية الدستور , ولازالت تتصارع في هذه القضية وكان من المفترض ان يتم الاتفاق على هذا الاساس الدستوري , وهنا اصل المشكلة فالميل السياسي مبني على هذه المعادلة بغض النظر عن الافكار السياسية التي تطرح وبغض النظر عن نزاهة مرشحي هذه القوى المهم ان تفوز جهة بهذا الصراع الابدي .

متى ما حلت هذه المشكلة , اعتقد بأننا سنقدم نسخة ناجحة من التجربة التركية ان لم تكن افضل , فالعدالة الدستورية لدينا افضل بالنظر الى مشكلة تسلط الجيش العلماني هناك .

متى ما تم التغيير في خريطة الشارع , ومتى ما اصبح الاستقطاب مبني على الافكار المنطقية وعلى النزاهة , فأعتقد بأننا سنرسم خريطة سياسية صحيحة تنتقل الى الخطوة الاصلاحية الاخرى المتمثلة بإعلان الاحزاب الوطنية .

تحية لك اخي العزيز
 

بوسند

عضو ذهبي
الاحزاب لا تصلح فى وضعنا الحالى ابدا ابدا ... والاسباب كثيرة وواضحة ...
طرح الموضوع وافكاره جاء بامتياز لان فيه اكثر من فكرة .... ولكنى - طبيعتى التى خلقت عليها - لا استطيع اخذ الامور المرسلة وكانها حقيقة مطلقة .....
فهل انت متاكد ان الشيوخ ( ومعهم التجار اللى هم اولى الاثافى) لا يد لهم فيما يحدث الان ؟؟؟
وهل نحن نرى كل ما يحدث ,وان الصورة مكتملة امام اعيننا ؟؟؟
وهل فعلا يتحكم الشيوخ بحياتنا السياسة تحكما قويا ؟؟؟

أخي الكريم..

الأحزاب لن توجد كيانات غير موجودة، وإنما ستنظم كيانات لها وجود على أرض الواقع لكنه غير منظم..

كل القوى السياسية لها أتباع ومؤيدين.. في حال تنظيم الأحزاب سيجعل لهؤلاء المؤيدين صفة رسمية

كل القوى السياسية لها ميزانية .. في حال تنظيم الأحزاب ستكون الميزانية مشهرة ومعلومة وهذا يمنع من الدعم المشبوه ..

كل القوى السياسية لها اماكن تجتمع فيها ... في حال تنظيم الأحزاب سيكون لها مقرات معروفة.. واجتماعات موثفة ..

لا أظن بأن أحدا يرفض مثل هذا الترتيب..


نعم الشيوخ لهم دور فيما يحدث، وأنا لم أعترض على هذا الدور، وإنما اعتراضي الشعور الذي يعيشه الكثير من الناس بأن لا نهضة إلا عن طريقهم ..

ولك التحية
 

جنجان

عضو بلاتيني
انتظار حل من الاحزاب السياسية الموجودة الان على الساحة نفس انتظار حل الشيوخ

انا اشوف انه يجب ان تكون هناك حركة شعبية شبابية حتى لو تبداء بمجموعة بسيطة لديها برنامج معين يطرح حل لكل المشاكل التي تعصف في بلدنا
 

بوسند

عضو ذهبي
عزيزي بو سند

اسمح لي بنقل تعليقي الذي وضعته في مدونتك , فسأعلق على هذا الموضوع الجميل اينما وجد :)

عزيزي بو سند

مبارك عليك باجي الشهر ., وشكرا لك على طرح موضوع اساسي في مشكلة الكويت

النبش بأسماء الشيوخ – البدلاء – كالنظر الى مالا يتجاوز ارنبة الأنف ! , ففعلا المشكلة كما تفضلت تكمن التنظيم السياسي للشارع الكويتي , فبالإضافة الى ما تفضلت به , اسمح لي ان اطرح جزء مهم من المشكلة ربما الكثير منا لم يعطه حقه في الإشارة !.

الجزء المهم يكمن في التقسيمة السياسية لهذه الجماعات السياسية , فهذه الجماعات لازالت غير متفقة فكريا حتى بالثوابت , هذه الجماعات , لازالت تتحدث عن اسلامية وطائفية او علمانية الدستور , ولازالت تتصارع في هذه القضية وكان من المفترض ان يتم الاتفاق على هذا الاساس الدستوري , وهنا اصل المشكلة فالميل السياسي مبني على هذه المعادلة بغض النظر عن الافكار السياسية التي تطرح وبغض النظر عن نزاهة مرشحي هذه القوى المهم ان تفوز جهة بهذا الصراع الابدي .

متى ما حلت هذه المشكلة , اعتقد بأننا سنقدم نسخة ناجحة من التجربة التركية ان لم تكن افضل , فالعدالة الدستورية لدينا افضل بالنظر الى مشكلة تسلط الجيش العلماني هناك .

متى ما تم التغيير في خريطة الشارع , ومتى ما اصبح الاستقطاب مبني على الافكار المنطقية وعلى النزاهة , فأعتقد بأننا سنرسم خريطة سياسية صحيحة تنتقل الى الخطوة الاصلاحية الاخرى المتمثلة بإعلان الاحزاب الوطنية .

تحية لك اخي العزيز

أخي حمد..

علينا وعليك تبارك ..

وشكرا على تعليقك القيم، واسمح لي بنقل تعليقي على تعليقك الجميل أينما وجد :)

أظن بأن عدم الاتفاق على تفسير بعض المواد الدستورية من قبل القوى السياسية أمر طبيعي في ظل بيئة سياسية صحية تسمح بالتنوع الفكري والسياسي، وهذا التنوع والاختلاف هو الذي يُعطي مشروعية للإحزاب القوى السياسية، فليس من المعقول أن تكون القوى السياسية متطابقة في فهم الدستور، وإلا لما كان هناك سبب لوجودها، فالخلاف الفكري وانعكاساته السياسية أمر مشروع وموجود في أعرق الديمقراطيات، وخصوصا إذا ما كانت هناك مؤسسات تفصل في هذا الاختلاف كالمحكمة الدستورية مثلا ..

المشكلة ليست في الاختلاف في فهم بعض المواد الدستورية والتي أغلبها يتعلق بهوية الدولة، المشكلة فيمن لا يعترف بالدستور أصلا، أو أولئك الذي يريدون تفريغه من محتواه والالتفاف حول نصوصه واعتبار الدستور غلطة تاريخية يجب التقليل من آثارها !! هذه هي المشكلة الحقيقية

ولك خالص التحايا
 

تكتل شعبي

عضو مميز
أنا أقول الله يعز ال الصباح


ورجل المرحله هو سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد
لا حو ولا قوة الا بالله

منك ومن رئيس الوزراء

والله ليسئل يوم القيامه

وانا واحد من الناس مو مسامحه عن اللي سواه من

الشعب.

وانت الله يشفيك من مرض الفداويه
 
أعلى