حفيد الانصار والمهاجرين
عضو ذهبي
ردا على الافاك الاشر ياسر الخبيث ومن اجل تعريف المسلمين بام المؤمنين عائشة فكنت اردت ان اجمع شيئا في ترجمة عائشة رضي الله عنها بشيء من اختصار لكن لم اجد افضل مما سطّره الامام ابن الجوزي رحمه الله في صفة الصفوة في ترجمتها ولهذا احببت ان انقل ترجمتها من هذا الكتاب العظيم وفيه ان شاء الله الخير العظيم وارى انه يكتفي في ترجمة ام المؤمنين ترجمة مختصرة واليكم ترجمتها من الكتاب:
عائشة بنت أبي بكر الصديق
رضي الله عنها كانت مسماة لجبير بن مطعم فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر رضي الله عنه: دعني حتى اسلها من جبير سلا رفيقا. فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة في شوال قبل الهجرة بسنتين وقيل بثلاث وهي بنت ست سنين وبنى بها بالمدينة وهي بنت تسع سنين. وبقيت عنده تسع سنين ولم يتزوج بكرا غيرها. وعن عباد بن حمزة عن عائشة انها قالت: يا رسول الله الا تكنيني? قال: تكني بابنك، يعني عبد الله بن الزبير. فكانت تكنى أم عبد الله.
وعن هشام عن ابيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريتك في المنام مرتين ورجل يحملك في سرقة من حرير فيقول: هذه امرأتك. فأقول: ان كان هذا من عند الله عز وجل يمضه أخرجاه في الصحيحين.
وعنها قالت تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين. فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج فوعكت فتمزق شعري فوفي جميمه فأتتني امي أم رومان واني لفي ارجوحة ومعي صوأحب لي فصرخت بي فأتيتها ما أدري ما تريد مني? فاخذت بيدي حتى اوقفتني على باب الدار واني لأنهج حتى سكن بعض نفسي ثم اخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي وراسي، ثم ادخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر. فأسلمتني اليهن، فاصلحن من شاني فلم يرعني الا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فاسلمنني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين أخرجاه في الصحيحين.
وعن عمرو بن العاص انه اتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أحب اليك يا رسول الله? قال: عائشة. قال من الرجال? قال: ابوها. قال: ثم من? قال: ثم عمر أخرجاه في الصحيحين.
وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون: وان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام أخرجاه في الصحيحين.
صفحة : 174
عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ان جبريل عليه السلام يقرأ عليك السلام قلت: وعليه السلام ورحمة الله أخرجاه في الصحيحين.
وعن أبي سلمة عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله ا رأيت لو نزلت واديا وفيه شجرة قد اكل منها ووجدت شجرة لم يؤكل منها: في ايهما كنت ترتع بعيرك? قال: في التي لم يرتع منها. تعني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها انفرد باخراجه البخاري.
وعن الزهري قال: اخبرني محمد بن عبد الرحمن بن هشام ان عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ارسل ازواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم فاستاذنت النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرضها فأذن لها فدخلت عليه فقالت: يا رسول الله ان ازواجك ارسلنني اليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة. فقال النبي )ك أي بنية الست تحبين ما أحب? فقالت بلى. قال: فأحبي هذه لعائشة قالت فقامت فاطمة عليها السلام فخرجت فجاءت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فحدثنهن بما قالت وبما قال لها فقلن ما أغنيت عنا من شيء فارجعي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت فاطمة عليها السلام: والله لا أكلمه فيها أبدا. فأرسل ازواج النبي زينب بنت جحش فاستاذنت فاذن لها فدخلت فقالت: يا رسول الله أرسلني اليك أزواجك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة. قالت عائشة ووقعت في زينب. قالت عائشة فطفقت انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم متى يأذن لي فيها. فلم ازل حتى عرفت النبي صلى الله عليه وسلم لا يكره ان انتصر. فقالت: فوقعت بزينب فلم أنشبها أن أفحمتها. فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: انها ابنة أبي بكر.
وعن عروة عن عائشة ان: رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه: اين انا غدا? اين انا غدا يريد يوم عائشة. فاذن له ازواجه ان يكون حيث شاء فكان في بيت عائشة حتى مات عندها.
قالت عائشة: فمات في اليوم الذي كان يدور فيه نوبتي فقبضه الله عز وجل وان رأسه بين نحري وسحري وخالط ريقه ريقي أخرجاه في الصحيحين.
وعنه قال: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة. قالت عائشة: فاجتمع صواحبي الى أم سلمة فقلن: يا أم سلمة: والله ان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وأنا نريد الخير كما تريده عائشة فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يامر الناس ان يهدوا إليه حيثما كان أو حيثما دار. قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي ). قالت: فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذاك فاعرض عني فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال: يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فانه ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها.
وعنه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من الأحزاب دخل المغتسل فجاءه جبريل عليه السلام فقال: أو قد وضعتم السلاح? ما وضعنا أسلحتنا بعد انهد الى بني قريظة. فقالت عائشة: كأني انظر الى جبريل عليه السلام من خلل الباب قد عصب رأسه الغبار.
وعن أبي سلمة قال: قالت عائشة: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضعا يديه على معرفة فرس دحية الكلبي وهو يكلمه قالت: فقلت: يارسول الله رأيتك واضعا يدك على معرفة دحية الكلبي وأنت تكلمه. قال: أو رأيته? قلت نعم. قال: ذاك جبريل وهو يقرئك السلام. قالت: وعليه السلام جزاه الله من صاحب أو دخيل خيرا فنعم الصاحب ونعم الدخيل.
قال سفيان: الدخيل: الضيف.
وعن القاسم عن عائشة قالت: وثب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبة شديدة فنظرت فإذا رجل معه واقف على برذون وعليه عمامة بيضاء طرفها بين كتفيه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع يده على معرفة برذونه. فقلت: يا رسول الله لقد راعتني وثبتك، من هذا? قال: أرأيته? قلت نعم. قال: ومن رأيت? قلت: دحية بن خليفة الكلبي قال: ذلك جبريل عليه السلام.
حديث الإفك
صفحة : 175
عن الزهري قال: أخبرتي سعيد المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله بما قالوا. وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم كان اوعى لحديثها من بعض وأثبت اقتصاصا. وقد وعيت عن كل منهم الحديث الذي حدثني وبعض حديثهم يصدق بعضا.
ذكروا أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد ان يخرج سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه.
قالت عائشة: فاقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعدما أنزل الحجاب، فأنا أحمل في هودجي وانزل فيه مسيرنا. حتى إذا فرغ رسول الله من غزوه وقفل ودنونا من المدينة اذن ليلة بالرحيل فقمت حتى آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت من شاني أقبلت الى الرحل فلمست صدري فإذا عقدي من جزع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون اني فيه.
قالت: وكانت النساء اذ ذاك خفافا لم يهبلن ولم يغشهن اللحم، انما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حيت رحلوه ورفعوه. وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش. فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب. فتيممت منزلي الذي كنت فيه وظننت ان القوم سيفقدوني فيرجعون إلي. فبينا انا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني قد عرس من وراء الجيش فادلج فاصبح عند منزلي فرأى سواد انسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني وقد كان يراني قبل ان يضرب الحجاب علي فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فجمرت وجهي بجلبابي، ووالله ما يكلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، حتى اناخ راحلته فوطيء على يدها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى اتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك من هلك في شأني.
وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي ابن سلول. فقدمنا المدينة فاشتكيت حيت قدمنا المدينة شهرا والناس يفيضون في قول أهل الإفك ولا اشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي اني لا اعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت ارى منه حين اشتكي، انما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول: كيف تيكم? فذاك يريبني ولا اشعر بالشر حتى خرجت بعد ما نقهت وخرجت معي أم مسطح قبل المناصع وهو متبرزنا ولا نخرج الا ليلا الى ليل، وذلك قبل ان تتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وامرنا أمر العرب الأول في التنزه. وكنا ننأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا فانطلقت انا وام مسطح وهي بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف، وامها ابنة صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب فاقبلت انا وبنت أبي رهم قبل بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت: تعس مسطح. فقلت لها: بئس ما قلت، أتسبين رجلا قد شهد بدرا? قالت أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال? قلت: ومإذا قال? قالت: فأخبرتني بقول أهل الإفك. فازددت مرضا الى مرضي فلما رجعت الى بيتي دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم قال: كيف تيكم? قلت اتاذن لي أن آتي أبوي قالت: وأنا حينئذ أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أبواي فقلت لامي: يا أمتاه: ما يتحدث من قبلهما. فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت ابوي فقلت لامي: يا امتاه: ما يتحدث الناس? فقالت: يا بنية هوني عليك، فو الله لقلما امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرن عليها قلت: سبحان الله، وقد تحدث الناس بهذا? قالت: فبكيت تلك الليلة حتى اصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم. ثم أصبحت أبكي.
عائشة بنت أبي بكر الصديق
رضي الله عنها كانت مسماة لجبير بن مطعم فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر رضي الله عنه: دعني حتى اسلها من جبير سلا رفيقا. فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة في شوال قبل الهجرة بسنتين وقيل بثلاث وهي بنت ست سنين وبنى بها بالمدينة وهي بنت تسع سنين. وبقيت عنده تسع سنين ولم يتزوج بكرا غيرها. وعن عباد بن حمزة عن عائشة انها قالت: يا رسول الله الا تكنيني? قال: تكني بابنك، يعني عبد الله بن الزبير. فكانت تكنى أم عبد الله.
وعن هشام عن ابيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريتك في المنام مرتين ورجل يحملك في سرقة من حرير فيقول: هذه امرأتك. فأقول: ان كان هذا من عند الله عز وجل يمضه أخرجاه في الصحيحين.
وعنها قالت تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين. فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج فوعكت فتمزق شعري فوفي جميمه فأتتني امي أم رومان واني لفي ارجوحة ومعي صوأحب لي فصرخت بي فأتيتها ما أدري ما تريد مني? فاخذت بيدي حتى اوقفتني على باب الدار واني لأنهج حتى سكن بعض نفسي ثم اخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي وراسي، ثم ادخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر. فأسلمتني اليهن، فاصلحن من شاني فلم يرعني الا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فاسلمنني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين أخرجاه في الصحيحين.
وعن عمرو بن العاص انه اتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أحب اليك يا رسول الله? قال: عائشة. قال من الرجال? قال: ابوها. قال: ثم من? قال: ثم عمر أخرجاه في الصحيحين.
وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون: وان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام أخرجاه في الصحيحين.
صفحة : 174
عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ان جبريل عليه السلام يقرأ عليك السلام قلت: وعليه السلام ورحمة الله أخرجاه في الصحيحين.
وعن أبي سلمة عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله ا رأيت لو نزلت واديا وفيه شجرة قد اكل منها ووجدت شجرة لم يؤكل منها: في ايهما كنت ترتع بعيرك? قال: في التي لم يرتع منها. تعني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها انفرد باخراجه البخاري.
وعن الزهري قال: اخبرني محمد بن عبد الرحمن بن هشام ان عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ارسل ازواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم فاستاذنت النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرضها فأذن لها فدخلت عليه فقالت: يا رسول الله ان ازواجك ارسلنني اليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة. فقال النبي )ك أي بنية الست تحبين ما أحب? فقالت بلى. قال: فأحبي هذه لعائشة قالت فقامت فاطمة عليها السلام فخرجت فجاءت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فحدثنهن بما قالت وبما قال لها فقلن ما أغنيت عنا من شيء فارجعي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت فاطمة عليها السلام: والله لا أكلمه فيها أبدا. فأرسل ازواج النبي زينب بنت جحش فاستاذنت فاذن لها فدخلت فقالت: يا رسول الله أرسلني اليك أزواجك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة. قالت عائشة ووقعت في زينب. قالت عائشة فطفقت انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم متى يأذن لي فيها. فلم ازل حتى عرفت النبي صلى الله عليه وسلم لا يكره ان انتصر. فقالت: فوقعت بزينب فلم أنشبها أن أفحمتها. فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: انها ابنة أبي بكر.
وعن عروة عن عائشة ان: رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه: اين انا غدا? اين انا غدا يريد يوم عائشة. فاذن له ازواجه ان يكون حيث شاء فكان في بيت عائشة حتى مات عندها.
قالت عائشة: فمات في اليوم الذي كان يدور فيه نوبتي فقبضه الله عز وجل وان رأسه بين نحري وسحري وخالط ريقه ريقي أخرجاه في الصحيحين.
وعنه قال: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة. قالت عائشة: فاجتمع صواحبي الى أم سلمة فقلن: يا أم سلمة: والله ان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وأنا نريد الخير كما تريده عائشة فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يامر الناس ان يهدوا إليه حيثما كان أو حيثما دار. قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي ). قالت: فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذاك فاعرض عني فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال: يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فانه ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها.
وعنه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من الأحزاب دخل المغتسل فجاءه جبريل عليه السلام فقال: أو قد وضعتم السلاح? ما وضعنا أسلحتنا بعد انهد الى بني قريظة. فقالت عائشة: كأني انظر الى جبريل عليه السلام من خلل الباب قد عصب رأسه الغبار.
وعن أبي سلمة قال: قالت عائشة: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضعا يديه على معرفة فرس دحية الكلبي وهو يكلمه قالت: فقلت: يارسول الله رأيتك واضعا يدك على معرفة دحية الكلبي وأنت تكلمه. قال: أو رأيته? قلت نعم. قال: ذاك جبريل وهو يقرئك السلام. قالت: وعليه السلام جزاه الله من صاحب أو دخيل خيرا فنعم الصاحب ونعم الدخيل.
قال سفيان: الدخيل: الضيف.
وعن القاسم عن عائشة قالت: وثب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبة شديدة فنظرت فإذا رجل معه واقف على برذون وعليه عمامة بيضاء طرفها بين كتفيه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع يده على معرفة برذونه. فقلت: يا رسول الله لقد راعتني وثبتك، من هذا? قال: أرأيته? قلت نعم. قال: ومن رأيت? قلت: دحية بن خليفة الكلبي قال: ذلك جبريل عليه السلام.
حديث الإفك
صفحة : 175
عن الزهري قال: أخبرتي سعيد المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله بما قالوا. وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم كان اوعى لحديثها من بعض وأثبت اقتصاصا. وقد وعيت عن كل منهم الحديث الذي حدثني وبعض حديثهم يصدق بعضا.
ذكروا أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد ان يخرج سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه.
قالت عائشة: فاقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعدما أنزل الحجاب، فأنا أحمل في هودجي وانزل فيه مسيرنا. حتى إذا فرغ رسول الله من غزوه وقفل ودنونا من المدينة اذن ليلة بالرحيل فقمت حتى آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت من شاني أقبلت الى الرحل فلمست صدري فإذا عقدي من جزع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون اني فيه.
قالت: وكانت النساء اذ ذاك خفافا لم يهبلن ولم يغشهن اللحم، انما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حيت رحلوه ورفعوه. وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش. فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب. فتيممت منزلي الذي كنت فيه وظننت ان القوم سيفقدوني فيرجعون إلي. فبينا انا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني قد عرس من وراء الجيش فادلج فاصبح عند منزلي فرأى سواد انسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني وقد كان يراني قبل ان يضرب الحجاب علي فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فجمرت وجهي بجلبابي، ووالله ما يكلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، حتى اناخ راحلته فوطيء على يدها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى اتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك من هلك في شأني.
وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي ابن سلول. فقدمنا المدينة فاشتكيت حيت قدمنا المدينة شهرا والناس يفيضون في قول أهل الإفك ولا اشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي اني لا اعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت ارى منه حين اشتكي، انما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول: كيف تيكم? فذاك يريبني ولا اشعر بالشر حتى خرجت بعد ما نقهت وخرجت معي أم مسطح قبل المناصع وهو متبرزنا ولا نخرج الا ليلا الى ليل، وذلك قبل ان تتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وامرنا أمر العرب الأول في التنزه. وكنا ننأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا فانطلقت انا وام مسطح وهي بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف، وامها ابنة صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب فاقبلت انا وبنت أبي رهم قبل بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت: تعس مسطح. فقلت لها: بئس ما قلت، أتسبين رجلا قد شهد بدرا? قالت أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال? قلت: ومإذا قال? قالت: فأخبرتني بقول أهل الإفك. فازددت مرضا الى مرضي فلما رجعت الى بيتي دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم قال: كيف تيكم? قلت اتاذن لي أن آتي أبوي قالت: وأنا حينئذ أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أبواي فقلت لامي: يا أمتاه: ما يتحدث من قبلهما. فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت ابوي فقلت لامي: يا امتاه: ما يتحدث الناس? فقالت: يا بنية هوني عليك، فو الله لقلما امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرن عليها قلت: سبحان الله، وقد تحدث الناس بهذا? قالت: فبكيت تلك الليلة حتى اصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم. ثم أصبحت أبكي.