من يقف وراء هذا المسلسل(مقال أعجبني 4)

على المعاش

عضو فعال
قضية التأبين والإثارة، التي صاحبتها والاعتقالات، التي أعقبتها، والتداعيات

الناجمة عنها... والتعامل الانتقائي المتفاوت بين انتخابات فرعية قبلية وأخرى

في العام 2008 وما نجم عنه من مواجهات غير مسبوقة بين قوات مكافحة

الشغب وعناصر المباحث مع أبناء بعض القبائل، التي جرى التصدي

لانتخاباتها الفرعية... وقضية الفالي والاستجواب المتصل بها والتأجيج

الطائفي المصاحب لها... والإثارة الإعلامية الانتقائية لما يسمى قضية

المزدوجين وما ارتبط بها من تأجيج فئوي ومناطقي بمعزل عن البعد القانوني

والمعالجة السليمة لوضعية ازدواجية الجنسية... وما أثاره ياسر الحبيب من

استفزاز طائفي مرفوض وتعمّد إبرازه والنفخ فيه واستغلاله في الشحن

الطائفي... هذه بعض عناوين حلقات المسلسل الطويل للإثارة والفتن

الطائفية والفئوية والمناطقية، التي ابتليت بها الكويت منذ بداية العام 2008

ولا تزال مستمرة، وربما سنشهد مستقبلا حلقات أشد إثارة من سابقاتها.

ألا يحق لنا بعد هذا العرض المتواصل لهذا المسلسل الخبيث أن نتساءل

ترى مَنْ يقف وراءه؟... فنحن نعرف الممثلين من أبطال وكومبارس، ولكننا لا

نزال نجهل مَنْ هو المؤلف؟ ولا نعرف اسم كاتب السيناريو، ولا يزال الغموض

يحيط بشخص منتج هذا المسلسل وكذلك مخرجه الرئيسي!

أثير هذه التساؤلات، لأنّ المجتمع الكويتي يختلف كثيرا عن حال المجتمعات

العربية بما فيها بعض دول الجوار، التي يتوافر فيها الأساس الموضوعي

للمشكلات الطائفية والفئوية... ففي بعض بلدان الجوار هناك تمييز طائفي

ومناطقي فاضح، فبعضها يفرض قيودا على حرية العبادة، وبعضها الآخر يمنع

قبول أبناء بعض الطوائف الإسلامية من الالتحاق في الجيش أو حتى قوة

الشرطة، وبعضها يستهدف بالتهميش الاقتصادي والاجتماعي بعض الطوائف

والفئات، وبعضها يقوم نظامه السياسي على محاصصة طائفية مقررة دستورا

أو قائمة عرفا، ولهذا فإنّ تلك المجتمعات تعاني مشكلات طائفية وفئوية

عميقة لها أساسها الموضوعي، الذي يدفع فئات واسعة من المواطنين إلى

استقطابات وصراعات ذات أبعاد طائفية وفئوية، بل ربما كانت الأساس لحروب

أهلية شهدتها... وبالتأكيد، فإنّه مهما كانت هناك من مظاهر سلبية وثغرات

وممارسات شاذة ذات أبعاد طائفية أو فئوية في الكويت، فإنّ حال مجتمعنا

الكويتي مختلفة تماما عن الحال المؤسفة في تلك المجتمعات، وليس هناك

أساس موضوعي قائم للتمييز أو التهميش الطائفي والفئوي، ومع ذلك كله

فإنّ الشحن الطائفي مستمر، والتأجيج الفئوي متواصل، وحلقات مسلسل

الفتن تتوالى... وهذا ما يقود بالضرورة إلى الاستنتاج بأنّ العنصر الأهم

والأخطر، ليس وجود مشكلة طائفية أو فئوية، وإنما يتمثّل في وجود أطراف

تقف وراء مثل هذا الشحن وذلك التأجيج وتلك الفتن، وهي التي تحرّك

الأحداث وتستثير الخلافات وتدفع المجتمع الكويتي نحو الاستقطاب الطائفي

والاصطفاف الفئوي... وقد تكون هذه الأطراف أطرافا محلية نافذة، تمارس هذا

الدور لحسابات قصيرة النظر، ولكن الأخطر أن تكون هناك أطراف إقليمية أو

ربما دولية هي، التي تحرّك المشهد المفتعل لخدمة أجنداتها، بحيث تتحوّل

الكويت إلى ساحة أخرى لصراع هذه الأجندات وتصفية حساباتها، مثلما هي

حال لبنان المبتلى بانقسام طائفي بغيض لم يتخلص منه؛ وصراعات دولية

وإقليمية دائرة على أرضه منذ عقود طويلة ولا تزال!

http://www.alamalyawm.com/articledetail.aspx?artid=155906


الأستاذ أحمد الديين



التعليق:بكل تأكيد ليست الصدفه وحدها من تقف خلف هذا كله,و لماذا تقف السلطه التنفيذيه عاجزه و مسلوبة الإراده ؟ و لماذا تفضل لعب دور المتفرج و خصوصا ان اللعب على أرضها و بين جماهيرها؟
 
أعلى