لمن يغتاظ من هذه المسيره ........................ التي تذكر بانتصار كويتي
وثقه التاريخ ........................ هذه المسيرة سبق ان قام بها في عام
1977 وبرعاية المرحوم حضرت صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد آنذاك
فلماذااااااااااااااااااا يغتااااااااااااااااظ من هذه المسيرة من
يغتاااااااااااااظ الآن ؟؟؟؟؟؟
مجرد تساؤل ......؟؟؟؟
<H2>بسم الله الرحمن الرحيم</H2>
<H3>الإهــــــــداء</H3>
<H3>
يسعدني أن أهدي هذا البحث المتواضع إلى شهداء وطننا الأبرار الذين ضحوا من أجل وطنهم وأهلهم وذويهم، سواء من سقط منهم في ساحات القتال أو من قضى نحبه في الصراع الرهيب مع قوى الطبيعة القاسية في الصحاري المقفرة أو في أعماق البحار المظلمة. لقد كانت حياتهم كلها كفاحاً متواصلاً في السلم وفي الحرب.
وإذ نحن نستعيد بعض تلك الذكريات المشرفة أفليس الأجدى بنا أن نعيد النظر في ما وصلنا عليه بعد أن تبدلت الأحوال وتغيرت المفاهيم وخفت الموازين. وأن نأخذ من الماضي عبرة فنحافظ على البقية الباقية مما ترك لنا الأولون من عادات وخصال حميدة كانت يوماً ما مضرباً للأمثال فنتحصن بها ضد عادات وطباع غريبة وافدة لا تنسجم مع ما نشأنا عليه وتعودناه، فتسكن وتطمئن أرواح أولئك الأبرار.
{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون} صدق الله العظيم. المقدمـــة
عندما تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح وشمل برعايته سباق الخيل من الجهراء إلى الكويت عام 1977، وكان سموه في ذلك الوقت ولياً للعهد، فإن تلك الرعاية الكريمة كانت ترمز إلى عواطف نبيلة ومعان كثيرة منها تقدير وإحياء ذكرى أولئك الأبطال الذين صمدوا في وجه الطغيان والعدوان وموجة الجهل والتعصب وذلك دفاعاً عن وطنهم وأهلهم وشرفهم وكان بين أولئك الصامدين اثنان من الفرسان الأبطال قاما بمغامرة أسطورية حيث اخترقا الحصار المضروب على القصر الأحمر عندما فتحت أبوابه بطرفة عين فانطلقا على جواديهما كالسهام المارقة وشقا صفوف الأعداء المحيطين بالقصر متجهين نحو مدينة الكويت طالبين المدد والنجدة من إخوانهم المرابطين عند الأسوار الداخلية للمدينة إلى المحاصرين في القصر الأحمر.
هذان البطلان هما مرشد بن طوالة الشمري ومرزوق بن متعب بن عبدالكريم ومن المؤكد أن نجاح تلك المغامرة قلب استراتيجية المعركة وحولها إلى صالح الكويت، حيث رفعت من معنويات الجماعة المحاصرة داخل القصر كما ثبطت عزيمة القوات الغازية ونشرت بينهم روح البلبلة والتردد وجعلتهم يحسبون حساب النجدات التي لا بد أنها آتية، وقد تبدل الحال فعلاً وجاءت الأمور بما لا يشتهي الأعداء كما سنرى (لقد كان الشيخ عبدالله الجابر الصباح المستشار الخاص لحضرة صاحب السمو أمير البلاد على رأس المحتفلين بيوم السباق وقد أدلى بحديث إلى جريدة (الفروسية) الأسبوعية أشاد فيه بشجاعة الفارسين البطلين وأهمية المغامرة الفذة التي قاما بها من أجل فك الحصار عن القصر وقد اشترك الشيخ عبدالله في معركة الجهراء وكان من بين المحاصرين داخل القصر -جريدة الفروسية الأسبوعية- العدد 58 - تاريخ 13/11/1977).
وبينما كانت الصحف ووسائل الإعلام من تلفزيون وإذاعة تنشر أخبار ذلك السباق في أواخر عام 1977 وإذا بالفكر يسرح في الماضي البعيد وإذا بي أستعيد ذكريات بعض تلك الأحداث أيام طفولتي من بناء السور إلى تلك الليلة السوداء التي لعلع فيها الرصاص فجأة وبكثافة وانتشرت الإشاعات بأن الغزاة من (الإخوان) اقتحموا سور الكويت الذي تم بناؤه في تلك الأيام وارتسمت في مخيلة الجموع الخائفة خاصة من النساء والأطفال صور البطش والقسوة التي اتصفت بها حروب تلك الأيام من قتل ونهب وسلب وعمت الفوضى داخل المدينة وهجر بعض الناس بيوتهم بحثاً عن مكان أكثر أمناً وكنت أنا وجدتي لأمي وحدنا في البيت ولم أكن قد أكملت الثامنة من عمري في ذلك الوقت. كان الليل في أول هزيعه وكانت ليلة مظلمة موحشة، وخرجت وجدتي من البيت وهي ممسكة بيدي بقوة مارين بتلك الأزقة المظلمة وكانت وجهتها بيت الشيخ يوسف بن عيسى القناعي حيث كانت والدتي هناك مع قسم كبير من العائلة وكنا ونحن في الطريق نشاهد عند أبواب المنازل بعض النساء والأطفال وقد ملأ الرعب قلوبهم.
وفجأة يتوقف إطلاق الرصاص، وتأتي الأخبار المطمئنة بأن إطلاق الرصاص كان من بعض بدو الكويت الذين اشتركوا في المعركة وقد عادوا ومعهم بعض الجرحى وقد ظنهم المدافعون عند السور بأنهم من الأعداء فتبادلوا معهم إطلاق النار لفترة قصيرة.
هذه الذكريات التي أثارها السباق المشار إليه أذكت عندي الرغبة في تدوين ما علق بالذاكرة في تلك الأيام، كما رأيت أن من الفائدة أن أتوسع في البحث وقد سبق لي الاطلاع على الكثير من المصادر حول هذه الأمور وأشباهها مما كان يجري في تلك الأيام وبعدها كذلك ما سمعته من شهود عيان. وبما أن لكل حادث هام مسببات تسبقه ونتائج تعقبه ثم تصبح حقائق ثابتة نتيجة لما حدث.
لذا كان لا بد للباحث من أن يعود للمسببات، فمن حق القارئ أن يلم بالموضوع من جميع أطرافه وقد بذلت ما أستطيع من جهد للاطلاع على كل ما وقع تحت يدي من مصادر عربية وأجنبية وما ذكر فيها من حجج وحجج مضادة لجميع الأطراف المعنية وآراء الأشخاص الذين أرخوا لها وقد نسبت كل حادثة أو رواية إلى مصدرها كما أبديت رأيي في بعض الأمور، كما دونت آراء بعض من شهدوا المعركة أو أرخوا لها. كما دونت آراء بعض من شهدوا المعركة أو أرخوا لها. وعلى القارئ اللبيب أن يستخلص الحقيقة حسب إدراكه واجتهاده. وإني إذ أقدم هذا البحث المتواضع فإني أعترف بالتقصير الذي لا يمكن تحاشيه مهما حاول الإنسان التقرب من الكمال الذي هو لله وحده، وقد كانت النية أن أدرج موضوع الجهراء في الكتاب الذي بدأت أدون فيه أهم ذكريات الماضي والذي سميته (مع قافلة الحياة) ولكني وجدت أن موضوع الجهراء اتسع وتشعب حسب تسلسل الأحداث مما أوجب التفكير في جعله في كتيب منفصل، حيث تداخلت الأمور بعضها في بعض ورأيت أن من الفائدة إحاطة القارئ علماً بكل ما اقترن بموضوع الجهراء من طرافة أحياناً ومن مآس وفواجع أحياناً كثيرة.
وحسب اعتقادي بأن الشيء الذي يستحق الاهتمام هو التوقف عند حياة البداوة وشح الطبيعة وقسوتها وقابلية الإنسان للتكيف والتطبع ملائمة للظروف مهما اشتدت قسوتها وقد جاءت تلك الحروب التي عرفناها منذ أيام الجاهلية كنتيجة طبيعية لحالات معيشية و اجتماعية أملتها ظروف معينة مع ما أقترن بها من عادات وتقاليد نبعت من طبيعة المنطقة. والآن وقد ذهب ذلك النوع من الحروب إلى غير رجعة فلم يبق مجال للخيل والليل والبيداء كما يقول المتنبي ولا حتى السيف والرمح. ومهما اتصفت به تلك الحروب من شدة وقسوة فإنها أشفق وأرحم من حروب هذه الأيام وما بعدها وقانا الله جميعاً من شرورها آمنين.
وقبل أن أختم هذه المقدمة لا بد من الإشارة بأن هناك معلومات وتقارير كثيرة تتعلق بتاريخ بلادنا موزعة ومدونة في سجلات الدول التي كانت لها علاقات ومصالح بالمنطقة وما نشر منها حتى الآن ما هو إلا أقل من القليل. وتتبع مثل هذه الأمور يحتاج إلى تخصص ومثابرة وصبر وطول أناة. لهذا فإني أهيب بالشباب المثقف من أبناء العروبة عامة وأبناء الكويت خاصة بأن يبذلوا المستطاع من الطاقة من أجل البحث عن تلك الكنوز المطمورة من المعلومات المدونة في سجلات تلك الدول والتي أصبح الاطلاع عليها مباحة للدارسين والباحثين، بعد أن فقدت تلك المعلومات طابعها السري بمرور الزمن. وقد يجد الباحث في تلك الوثائق معلومات جديدة وحقائق ربما تختلف عن بعض ما هو شائع ومتداول الآن. فالبحث عن الحقيقة هو الهدف الأمثل. وفوق كل ذي علم عليم والله ولي التوفيق.
بدر خالد البدر الكويت في: 25 جمادي الأولى 1400هـ 11 إبريل (نيسان) 1980م
http://www.b-albadr.net/jahra.html
</H3>
ولنا عودة ............................