مقال ساخرجميل لعبدالهادي الجميل

صديق دروقبا

عضو فعال
مقال للكاتب الجميل / عبدالهادي الجميل
المقال مفعم بالسخرية والاسقاط الفني
--------------------------
كتب عبدالهادي الجميل
الكتاب المدرسي، مصدر الواجبات المُتعبة والمذاكرة المُنهكة، وسبب حرمان التلاميذ من اللهو واللعب. لهذا يكره الطالب المدرسة ويتفنّن في اختراع طرق التهرّب منها.
خلال فترة الدراسة، كنت أُشغل مخي في البحث عن الأعذار التي تجعلني أتغيّب عن المدرسة بدلا من إشغاله بالأسفار التي أحملها على ظهري. أشهر تلك الأعذار على الإطلاق؛ ادّعاء ضياع الكتب (غالبا ما تفشل هذه الخطة، خصوصا اذا كان عندك أخ يصغرك بسنة واحدة واسمه عبدالله ويعاني من داء “النحاسة” الذي يجعله يقلب البيت رأسا على عقب حتى يجد الكتب المُخبّأة).
كنت أكره مادة الرياضيات “الغثيثة”، لهذا كنت أخفي كتابها في مساء كل يوم جمعة، وعندما أستيقظ صباح السبت، أذهب مباشرة الى حقيبة كتبي لترتيبها حسب الجدول، لأكتشف اختفاء الكتاب، فأتظاهر بالبحث عنه، واتعمّد أن تراني أمّي كي تتأكد من جديّتي، ثم أعلن وبطريقة تمثيلية رديئة بأنني لن أذهب للمدرسة دون كتاب الرياضيات. لا تمضي أكثر من 5 دقائق حتى يأتي عبدالله “النحيس”حاملا كتابي بيمينه، فآخذه بشمالي، وأنا أشير إليه بأنني سأقتله في أقرب فرصة سانحة.
بعد انكشاف ذلك العذر،
تفتّق ذهني على عذر جديد لم يسبقني إليه أحد؛ ففي أحد الصباحات المدرسيّة البائسة، صارحت أبي برغبتي بترك الدراسة والخروج في سبيل الله للمرابطة في ثغور الإسلام في أفغانستان أو فلسطين، لكن أبي رد كيدي إلى نحري وقال: “انت خلّص الثانوية وبعدها بكيفك؛ تجاهد بأفغانستان أو ترقص الطنبورة في فرقة معيوف للفنون الشعبية. أهم شيء تكمّل دراستك بالأوّل، ولاحقين إن شاء الله على ثغور الإسلام”.
قبل عدة سنوات، أعلن وزير التربية عن تخفيف كميّة الكتب التي يحملها الطالب في حقيبته. ذهب ذلك الوزير وأتى بعده عدد من الوزراء والوزيرات، وبقيت الحقيبة المدرسية تُثقل كاهل الطلاب والطالبات.
ابنتي “شفيا” تدرس في الصف السابع في متوسطة “حسناء بنت معاوية” في منطقة القصور، وتحمل على ظهرها حقيبة ثقيلة جدا.
حاولتُ وزنها(أقصد الحقيبة وليس شفيا) في ميزان قسم”الخضار” في الجمعية، فلم يستطع الميزان الإلكتروني قراءة الوزن الذي يفوق عشرة كيلو غرامات، فنصحني البائع بالذهاب إلى فرع التموين ووزنها هناك، فبلغ وزنها وزن نصف “خيشة” عيش!!
كتلة الإصلاح والتنمية تنوي استجواب وزيرة التربية موضي الحمود خلال الفصل التشريعي المقبل، وهذا حق دستوري لا مُراء فيه، ولكن لدي اقتراح اذا وافقت عليه الكتلة، فسيتم الإطاحة بالوزيرة دون استجواب أو طرح ثقة، ودون أن تتشفّى بها غريمتها سلوى الجسّار. اقتراحي هو أن يتم نزع حقيبة موضي الحمود الوزاريّة وإجبارها على لبس حقيبة”شفيا” المدرسيّة على ظهرها لمدة 5 أيام فقط.
لن يمر اليوم السادس إلاّ والوزيرة الحمود تتقدم باستقالتها لسمو رئيس الوزراء، بداعي تردّي حالتها الصحيّة، ورغبتها المُلحّة بالعلاج في الخارج بعد إصابتها بـ “ديسك” شديد في الفقرتين الرابعة والخامسة.


**********
مقال جميل مااقدرش اقول حاجه عنه..
جعل نبيل الفضل فدوة لقلمك ومحبرتك:إستحسان:
 
أعلى