محمد الوشيحي
كاتب و سياسي كويتي
أكرَموا لحاهم وأهانوا شواربهم
الشعب الكويتي يُعَد على أصابع المليون نسمة، حتى إن نائب رئيس الوزراء الشيخ أحمد الفهد يعرف اسم كل واحد منا وتاريخ ميلاده وملامح وجهه. ويغيب المواطن فترة فيبادره الشيخ أحمد عندما يلتقيه: "ليش حلقت سكسوكتك، كانت أحلى عليك؟". وعدد المناصب في الكويت أكثر من عدد أفراد الشعب، والسيد أحمد باقر لفّ على المناصب الحكومية كلها، أخذها "كعب داير"، لم يبقَ أمامه إلا مناصب ثلاثة لم يجربها إلى الآن؛ سائق سيارة إسعاف، ومخلص جمركي، ومدرس تاريخ. ثم يبدأ بعد ذلك رحلة مناصب الكويت الخارجية. ولو راجعنا ميزانيات حكوماتنا السابقة لوجدنا أن ثلثها تم صرفه على أختام "بو محمد"، فكل منصب يحتاج إلى ختم خاص به، وعليك الحساب.
وتفتح رخصة القيادة فتجد توقيع باقر وختمه، وتقرأ ميزانية مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية فتجدها موقعة باسمه، وتذهب إلى الحج فتزودك الحملة بكتيب الأدعية والأذكار، فتفتح صفحته الأولى فإذا هو بتوقيع باقر... وتذهب إلى سوق الجمعة، الذي هو سوق السلع المستعملة، وتتمشى في قسم الكراسي، فتقلب الواحد منها على بطنه، فتجد جملة كُتِبت بخط اليد "ذكرى أحمد باقر... بالأمس كنا هنا، واليوم نرتحلُ".
والسيد باقر عضو في "التجمع السلفي" الذي "أكرم اللحى وأهان الشوارب"، وهو تجمع لا تعرف وجهه من قفاه، فلا هو "سلفي" يطالب بالتضييق على الحريات كما هي عادة السلف السياسيين، ولا هو ينهى عن الفحشاء والمنكر في الصفقات والمشاريع. هو تجمع لا تراه إلا في مواسم الحصاد، في المناقصات والمناصب واللجنة المالية البرلمانية. ولا فرق في المواقف بين نواب التجمع والنائب عسكر العنزي إلا باللحية، فقط بس. لكنه (أي التجمع السلفي) خلال الفترة البسيطة الماضية "ركّب الفيش في الكهرباء" فتحرّك وانتفض كما تنتفض "غسالة ونشافة" ميد إن جاينا، وأصدر البيانات والتصاريح المعارضة، فتم تعيين باقر عضو في المجلس الأعلى للتخطيط، "فشلَع الفيش من كهرباء السلف". ولا تزال الكهرباء السلفية مقطوعة، إلى حين إقالة باقر، فيعيد تركيب الفيش، وهلم جرّا وسحباً.
وأحد أهم أعضاء التجمع السلفي، زميلي في الجريدة وجاري في الصفحة، الوزير السابق شريدة المعوشرجي، وهو شعلة من النشاط، ما شاء الله تبارك الله، فهو شاعر ومتدين وسياسي ومؤلف مسلسلات، أو بالأحرى مؤلف مسلسلين "أخوان مريم" و"أسد الجزيرة"، الأول عن الأسرة الحاكمة، والثاني عن حاكم الكويت الشهير مبارك الكبير، رحمه الله. المعوشرجي يحب الدفء. ويقال إنه حصل على نحو أربعمئة وخمسين ألف دينار نظير "تأليف" المسلسل الأول، ونحو مليون أو اكثر نظير تأليف المسلسل الثاني... بالهناء والشفاء. وأعرف صديقاً صبوراً جلداً استطاع مشاهدة أربع حلقات من مسلسل "أخوان مريم".
4 نوفمبر 2010
الشعب الكويتي يُعَد على أصابع المليون نسمة، حتى إن نائب رئيس الوزراء الشيخ أحمد الفهد يعرف اسم كل واحد منا وتاريخ ميلاده وملامح وجهه. ويغيب المواطن فترة فيبادره الشيخ أحمد عندما يلتقيه: "ليش حلقت سكسوكتك، كانت أحلى عليك؟". وعدد المناصب في الكويت أكثر من عدد أفراد الشعب، والسيد أحمد باقر لفّ على المناصب الحكومية كلها، أخذها "كعب داير"، لم يبقَ أمامه إلا مناصب ثلاثة لم يجربها إلى الآن؛ سائق سيارة إسعاف، ومخلص جمركي، ومدرس تاريخ. ثم يبدأ بعد ذلك رحلة مناصب الكويت الخارجية. ولو راجعنا ميزانيات حكوماتنا السابقة لوجدنا أن ثلثها تم صرفه على أختام "بو محمد"، فكل منصب يحتاج إلى ختم خاص به، وعليك الحساب.
وتفتح رخصة القيادة فتجد توقيع باقر وختمه، وتقرأ ميزانية مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية فتجدها موقعة باسمه، وتذهب إلى الحج فتزودك الحملة بكتيب الأدعية والأذكار، فتفتح صفحته الأولى فإذا هو بتوقيع باقر... وتذهب إلى سوق الجمعة، الذي هو سوق السلع المستعملة، وتتمشى في قسم الكراسي، فتقلب الواحد منها على بطنه، فتجد جملة كُتِبت بخط اليد "ذكرى أحمد باقر... بالأمس كنا هنا، واليوم نرتحلُ".
والسيد باقر عضو في "التجمع السلفي" الذي "أكرم اللحى وأهان الشوارب"، وهو تجمع لا تعرف وجهه من قفاه، فلا هو "سلفي" يطالب بالتضييق على الحريات كما هي عادة السلف السياسيين، ولا هو ينهى عن الفحشاء والمنكر في الصفقات والمشاريع. هو تجمع لا تراه إلا في مواسم الحصاد، في المناقصات والمناصب واللجنة المالية البرلمانية. ولا فرق في المواقف بين نواب التجمع والنائب عسكر العنزي إلا باللحية، فقط بس. لكنه (أي التجمع السلفي) خلال الفترة البسيطة الماضية "ركّب الفيش في الكهرباء" فتحرّك وانتفض كما تنتفض "غسالة ونشافة" ميد إن جاينا، وأصدر البيانات والتصاريح المعارضة، فتم تعيين باقر عضو في المجلس الأعلى للتخطيط، "فشلَع الفيش من كهرباء السلف". ولا تزال الكهرباء السلفية مقطوعة، إلى حين إقالة باقر، فيعيد تركيب الفيش، وهلم جرّا وسحباً.
وأحد أهم أعضاء التجمع السلفي، زميلي في الجريدة وجاري في الصفحة، الوزير السابق شريدة المعوشرجي، وهو شعلة من النشاط، ما شاء الله تبارك الله، فهو شاعر ومتدين وسياسي ومؤلف مسلسلات، أو بالأحرى مؤلف مسلسلين "أخوان مريم" و"أسد الجزيرة"، الأول عن الأسرة الحاكمة، والثاني عن حاكم الكويت الشهير مبارك الكبير، رحمه الله. المعوشرجي يحب الدفء. ويقال إنه حصل على نحو أربعمئة وخمسين ألف دينار نظير "تأليف" المسلسل الأول، ونحو مليون أو اكثر نظير تأليف المسلسل الثاني... بالهناء والشفاء. وأعرف صديقاً صبوراً جلداً استطاع مشاهدة أربع حلقات من مسلسل "أخوان مريم".
4 نوفمبر 2010