ملاحظة : قبل يومين نشرت "أنا" هذه الكلمات في منتدى تمير تحت معرفي " كويتي عاشق تمير "
ملاحظة ثانية : لمن لم يسمع بتمير فهي إحدى قرى نجـــد ..
ملاحظة ثانية : لمن لم يسمع بتمير فهي إحدى قرى نجـــد ..

أمــــنْ تــذكر جيــــــرانٍ بـذي ســــلـمٍ .. مزجْـــتَ دمعـــا جَــــرَى مـن مقلـةٍ بــــدمِ
أَمْ هبَّتِ الريحُ مِنْ تلقاءِ كاظمـــةٍ .. وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضمِ
الله .. يا أهل تمير ..
الله .. يالكرام أبناء الكرام ..
ما أطيبكم وما أطيب قربكم..
قبل عشرين سنة بغتنا غزو كالموت .... بِتنا قبله نضحك ونعلبُ وأصبحنا نتقي الرصاص ..
أمسينا نملك البلاد من الحد إلى الحد وأصبحنا محتلون من الحد إلى الحد .. بتنا ونحن نخطط للمستقبل فأصبحنا نفقد الحاضر .. لم يكن بين ذلك إلا نومة فقط .. لم نكن نعرف أن الحوادث يطرقنَ أسحاراً ..
خرجنا من الكويت - بعد أيام قليلة - من مسقط رؤوسنا وأحلامنا بأغلى ما نملك فالمعركة ليست متكافئة والإنسان لا يقاوم الضبع..
تركنا أحلامنا ورائنا تبكي .. تركنا مستقبلنا يهيم في الشوارع المرعبة ..
خرجنا إلى الجار الجنوبي بلا أحلام ولا مستقبل .. وشتان بين الجارين .. جار يسلب لقمتك من فمك ويطأها بقدمه .. وآخر يقدم لقمة أبنائه في طبق وهو يبتسم.. جار يهدم بيتك لا لشيء الا لتبقى في العراء وآخر يقاسمك بيته ..
خرجنا ودارت بنا الأقدار .. وبعد شهر من الزمان سمعنا ونحن في طريقنا إلى الرياض حادياً يقول:
أنا الأرض الطيبة .. أنا الماء المروي .. أنا المجد.. أنا شامة نجد .. أنا الهواء النقي بنقاوة أهله .. أنا الفيضة الخضراء .. والناس الكرام ناسي .." أنا تميـر"..
فلم نرد دعوته ويممنا وجهنا شطره وأستأجرنا بيتاً وعشت أنقى وأجمل أيام عمري..
الله يا أهل تمير ما أطيبكم وما أنبلكم ..
كنت في ذلك الوقت بين الطفولة والمراهقة حائراً كحيرة عمري، كنت أذهب إلى الشعيب وأمكث الساعات الطوال أتأمل الطبيعة وأتسلى عن الفجيعة فتدمع عيناي على أشياء لا أدري ما هي .. فالانفعالات مضطربة ..
فهنا ناس طيبون .. هنا حب لا مثل له .. وكرم لا عدل له.. وهناك أخبار عن ابن جيراننا الذي قتله ضبع وألقاه أمام أهله طالباً ثمن الرصاصة.. هناك أخبار عن دموع الأمير الطيب أمير القلوب جابر الأحمد رحمه الله ..
هنآآآك بالأمس وفي ذلك المكان كنا نصرخ في طابور الصباح بأعلى صوت واًصدقه "تحيا الأمة العربية .. الكويت حرة"، واليوم ماتت الأمة العربية وصارت الكويت محتلة .. أعود محملاً بكل هذا الشجو فأنام.
وفي تمير أيضاً أتذكر أني كنت أذهب إلى المسجد قبيل الآذان بمدة لم يكن ذلك عن تدين ولكنّه شعور بفراغ لا يمتلئ إلا في المسجد ..
وأتذكر ذلك المؤذن الشيبة الجليل النبيل عندما دنا مني ذات يوم وقبل رأسي وعيناه تدمع وقال "بارك الله فيك يا ولدي" وجلس ينحب لا تدرون بعدها كيف تغير مجرى حياتي ..
ما أطيبكم ياأهل تمير..
أتذكر عندما كنت آخذ سيارة الوالد فالف لفة في طول تمير، ومرة تجرأت فسلكت طربق مبايض الرملي (لا أدري هل لازال رملياً)، ومرة ثانية تجرأت أكثر فذهبت إلى هجرة تسمى الشعب (إن لم تخني الذاكرة) فكادت السيارة أن تعلق بأحد الشطابة ..
أتذكر أيضاً طريق عشيرة وسدير العاصمة التجارية ..
أتذكر العيد معكم ما أجمله .. عيد لم أعهده في حياتي .. ولم يكن له من أسمه نصيب فلم يعد مرة أخرى .. كأني أرى كيف كان كل واحد يقدم صحنه راجياً أن تتصدق وتأكل .. كبسة على الصبح "أوووف" .. ما ألذها وما أطهر وأنقى اليد التي صنعتها ..
ما الذي أكتب ؟! والله لو أردت أن أكتب ما في خاطري لكتبت كل لحظة عشتها معكم بعدد الإيام والشهور السبعة..
أهل تمير آخر عهدي بكم كان عام 1990 ..
أهل تمير أحبكم في الله .. :وردة:
اخوكم الأسكندر "كويتي عاشق تمير"
اخوكم الأسكندر "كويتي عاشق تمير"