الضرائب والتنمية ويأس الشباب

كاتب صحفي

عضو فعال
صوت القلم
الضرائب والتنمية ويأس الشباب!
كتب مـسفـر الـنعـيـس

كنت بصدد الكتابة عن التصريح المستفز لوزير المالية مصطفى الشمالي، عن فرض ضرائب على المواطنين تنفيذا لقانون الخصخصة الذي ينص على ذلك، ولكن ماغير فكرة المقال، سببان لاثالث لهما، الأول هو تصدي النائب دليهي الهاجري لتصريح الوزير الشمالي فهو ممثل دائرتي الانتخابية وسيكفيني للرد على الوزير بل سيفحمه بلا شك، أما السبب الثاني فهو تصريح الشيخ أحمد الفهد، للزميلة الجريدة، وهذا نصه «الحكومة أولت الشباب اهتماما كبيرا في خطة التنمية، باعتبارهم التنمية الحقيقية للمستقبل، لافتا إلى أن 63 في المئة من سياسات الخطة خلال السنوات الأربع المقبلة تركز على التنمية البشرية، مضيفا أن المشروعات الصغيرة تعزز هذه السياسات، خاصة أنها أصبحت تمثل أهمية كبيرة في الاقتصادات الحديثة، وتبرز أهميتها بوضوح إذا ما أخذنا في الاعتبار أن المشروعات الكبرى لا تزدهر أو تنمو إلا بوجود مشاريع صغيرة تمولها باحتياجاتها وتشتري منتجاتها» انتهى.
كلام جميل ياشيخ أحمد، فإن كانت الحكومة مقتنعة به تماما، نتمنى إقرانه بفعل، لأن الشباب خلال المرحلة الحالية، بدأ اليأس يتغلل الى نفوسهم، فهم مظلومين في بعض وزارات ومؤسسات الدولة، فإن لم تتغير طريقة ونهج بعض من الوزراء والمسؤولين فإن الأمور ستكون محلك سر وستزداد سوءا.
لماذا الشباب مظلوم وكيف وقع عليهم الظلم ؟ كثير من الشباب الكويتي المخلص لبلده يعاني من عدم إعطائه الفرصة الحقيقية لإبراز كفاءته وتحقيق ذاته، فلنا أن نتخيل كيف سيعمل إن كان مظلوما بشكل واضح، فعلى سبيل المثال هو يحمل مؤهلا جامعيا وربما أكبر من ذلك ورئيسه في العمل لديه شهادة ثانوية عامة أو دبلوم، ولعل سبب الظلم بسيط ومعروف للجميع وهو يمثل واقع الفساد من ناحيتين لاثالث لهما، بعض النواب الذين يتجاوزون القانون من أجل ناخبيهم وبعض الوزراء والمسؤولين الذين يجاملون هؤلاء النواب على حساب مصلحة العمل وظلم الموظف المستحق.
فإن كانت خطة الحكومة التنموية خلال أربع سنوات قادمة ترتكز على التنمية البشرية، فمن باب أولى أن تعالج الخلل في السلم الوظيفي الذي كسرت بعضا من عتباته .
أما دعم الشباب والاهتمام بهم والاعتماد عليهم، فهذا كلام شبعنا منه حتى اقتنعنا جميعا بأن الشباب لدى الحكومة يبدأ بعد الخمسين، لأن الاعتماد على شياب الديرة أصبح سيناريوها متكررا للحكومة، أما الشباب الذي تكسرت طموحه وآماله على صخرة الفساد والواسطة وكسر القوانين، فإنه لم يتبق له سوى سنوات بسيطة تعد على أصابع اليد الواحدة ليستحق التقاعد، بينما مازال شياب الديرة يقبعون فوق كراسيهم التي ملت من حملهم سنوات طوال، فنحن جميعا مع الحكومة إن استطاعت تغيير تركيبة مسؤوليها وإقران اقوالها بأفعال، حتى ذلك الحين فنحن ضد سياستها وسنبقى كذلك حتى يرد حقنا لنا، أو تمر السنوات ونتقاعد ليوقع على ورقة تقاعدنا أحد شياب الديرة، الذي لن تستغني عنه الحكومة وربما تحنطه بدلا من اقالته، عسى الله يعين الشباب على هالسياسة الغريبة .

رابط المقال في جريدة عالم اليوم
http://www.alamalyawm.com/articledetail.aspx?artid=162522
 
أعلى