في مقال منصف ...حول التجار ...الذين يهاجَمون بحق أحياناً ....
وبغير حق أحياًناً أخرى...
جاء في مقالة ...
لعبدالهادي العجمي
لعبدالهادي العجمي
نشرتها الآن ...
رجالات الكويت من الرعيل الاول لم يدخلوا الجامعات ولم يتعلموا حتى في معاهد، الا انهم كانوا ومازال بعضهم القدوة والنموذج والمثال والشخصية التي تحتذى، فقد بنوا الكويت وخططوا مشاريعها ولم يكونوا مهندسين، ووضعوا المستقبل الصحي والطبي وبنوا المستشفيات ولم يكونوا اطباء وبنوا المدارس التي تحولت فيما بعد الى جامعات ووضعوا البنى الاساسية وخططوا لكل شيء، كانت تجمعهم وتدفعهم وتشحذهم محبتهم لهذه الارض الطاهرة واخلاصهم لها، يدفعهم ولاؤهم ويحاسبهم ايمانهم ويدقق حساباتهم ضميرهم ودينهم، هذا الرعيل من التجار كان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في أن تصل هذه الدولة الصغيرة في حجمها الفقيرة في مواردها الكبيرة من هؤلاء الرجال الى مصاف اكبر وارقى واغنى الدول، فقبل ظهور النفط الذي هو الآن مصدر قوتنا لا يذكر عمل تطوعي او بناء مسجد او مدرسة و..الخ في مجال الإنفاق والعطاء الا وكان اسم احد التجار الشرفاء واكررها الشرفاء وأضع تحتها مليون خط مرادفا له ولا عجب ان تنهض الدولة الحديثة على ايديهم .
وأضيف حادثة ربما ذكرها يوضح يرفع بعض الالتباس ويسلط الضوء على جانب مشرق من تاريخ الكويت ورجالاتها ....
الهيلك والمسغبة والمجاعة
نبذة :هي مجاعة عمت المنطقة العربية مابين الفرات شمالا حتى الإحساء جنوبا وكذلك البلاد الواقعة على الساحل الشرقي في الخليج العربي وذلك بسب ما أصاب المنطقة والبلاد المجاورة من جفاف واستمرت المجاعة من سنة 1285 حتى 1288 هـ وفي هذا الموقف الصعب قصد الكويت الكثير طلبا للمؤوي والغذاء خلال هذه السنين العجاف, وقام أهل الكويت الخيرين من هذا البلد بفتح بيوتهم للناس وإطعامهم في وقت يندر فيه من يسد رمق الجائع ويروي ظمأ العطشان
الهيلك والمسغبة والمجاعة جزء من تاريخ الكويت في منتصف القرن التاسع عشر، لا يظن احد ان الاحداث التي تمر على الكويت ويكون الحاكم وابناء الكويت لا يتصدون لها ولا يحركون ساكنا، ان الاجواء التي عاشتها الكويت مع امتداد تاريخها من ثلاثة قرون ونيف كان الكويتيون يعيشون عيشة الكفاف وكانت الارزاق محدودة ولولا ان كثيرا من ابناء الكويت الذين يعملون بالتجارة الرائجة في تلك الحقبة من الزمن وهي تجارة اللؤلؤ والغوص عليه ومن ثم بيعه في اسواق الهند وكذلك تجارة الخيل التي كانت مطلوبة لاوروبا في تلك الحقبة من الزمن.
لهذا فقد كان في عهد جابر الاول جابر العبد الله كثير من الكويتيين الذين برزوا في التجارة منهم عيسى محمد المخيزيم ويوسف بن عبد المحسن البدر وكذلك يوسف عبد الرز اق الصبيح وكذلك عبد اللطيف العتيقي وسالم بن سلطان آل معرفي وآل الابراهيم هؤلاء قليل من كثير الذين تصدوا لهذه المجاعة لكن كان هناك شاعر مجيد هو عبد الغفار الاخرس الذي كان في الموصل من العراق ثم انتقل الى بغداد ثم الى البصرة وكانت له صلاة مع تجار الكويت ومراسلات معهم ويحثهم على المزيد في مساعدة الفقراء وبهذا توجه يوسف الصبيح وآل الابراهيم وفتح كل منهم بيتا في البصرة او الدورة لاطعام الجياع من المحتاجين فما كان من الشاعر عبد الغفار الاخرس ان وجه رسالة شكر الى عيسى محمد المخيزيم الذي يعد من مليونيرية اهل الكويت في تلك الفترة رسالة شكر على تجاوبه مع ندائه هذا وكانت رسالة الاخرس عبارة عن قصيدة يقول في نصها التالي:
يا ابن المخيزيم وافتنا رسائلكم
مشحونة بضروب الفضل والادب
جاءت بأعذب ألفاظ منظمة
حتى لقد خلتها ضربا من الضرب
زهت بأوصاف من تعنيه وابتهجت
كما زهت كأسها الصبهاء بالحبب
عللتمونا بكتب منكم وردت
وربما نفع التعليل بالكتب
فيها من الشوق اضعاف مضاعفة
تطوي جوانح مشتاق على لهب
وربما عرضت باللطف واعترضت
دعابة هي بين الجد واللعب
قضيت من حسن ما ابدَعْته عجبا
وانت تقضي على الاحسان بالعجب
فنحن مما انتشينا من عذوبتها
ببنت فكرك نلهو لا ابنة العنب
فأطربتنا وهزتنا فصاحتها
فلا برحت مدى الايام في طرب
أما النقيبان أعلى الله قدرهما
في الخافقين ونالا ارفع الرتب
الطاهران النجيبان اللذان هما
من خير أم زكت اعراقها وأب
دام السعيد لديكم في سعادته
وسالم سالما من حادث النوب
ان الكويت حماها الله قد بلغت
باليوسفين مكان السبعة الشهب
تالله ما سمعت اذني ولا بصرت
عيني بعزهما في سائر العرب
فيوسف بن صبيح طيب عنصره
أذكى من المسك ان يعبق وان يطب
ويوسف البدر في سعد وفي شرف
بدر الاماجد لم يغرب ولم يغب
فخر الاكارم والامجاد قاطبة
وآفة الفضة البيضاء والذهب
من كل من بسطت في الجود راحته
صوب المكارم من ايديه في وصب
لولا امور اعاقتنا عوائقها
جئنا اليكم ولو حبواً على الركب
مشحونة بضروب الفضل والادب
جاءت بأعذب ألفاظ منظمة
حتى لقد خلتها ضربا من الضرب
زهت بأوصاف من تعنيه وابتهجت
كما زهت كأسها الصبهاء بالحبب
عللتمونا بكتب منكم وردت
وربما نفع التعليل بالكتب
فيها من الشوق اضعاف مضاعفة
تطوي جوانح مشتاق على لهب
وربما عرضت باللطف واعترضت
دعابة هي بين الجد واللعب
قضيت من حسن ما ابدَعْته عجبا
وانت تقضي على الاحسان بالعجب
فنحن مما انتشينا من عذوبتها
ببنت فكرك نلهو لا ابنة العنب
فأطربتنا وهزتنا فصاحتها
فلا برحت مدى الايام في طرب
أما النقيبان أعلى الله قدرهما
في الخافقين ونالا ارفع الرتب
الطاهران النجيبان اللذان هما
من خير أم زكت اعراقها وأب
دام السعيد لديكم في سعادته
وسالم سالما من حادث النوب
ان الكويت حماها الله قد بلغت
باليوسفين مكان السبعة الشهب
تالله ما سمعت اذني ولا بصرت
عيني بعزهما في سائر العرب
فيوسف بن صبيح طيب عنصره
أذكى من المسك ان يعبق وان يطب
ويوسف البدر في سعد وفي شرف
بدر الاماجد لم يغرب ولم يغب
فخر الاكارم والامجاد قاطبة
وآفة الفضة البيضاء والذهب
من كل من بسطت في الجود راحته
صوب المكارم من ايديه في وصب
لولا امور اعاقتنا عوائقها
جئنا اليكم ولو حبواً على الركب
ظلت هذه القصيدة الرسالة التي نقل الشيخ عبد العزيز الرشيد بيتين منها وهما (ان الكويت حماها الله قد بلغت باليوسفين) وذلك في كتابه تاريخ الكويت وكان لا يعرف من هو ابن المخيزيم وذكر نبذه عن اليوسفين.
ان المقصود بابن المخيزيم هو عيسى محمد المخيزيم الذي كان من أكابر اغنياء الكويت في تلك الحقية وانجب ولدا واحدا هو سليمان وبنتا واحدة هي منيرة واوصى ابنه سليمان بعتق جميع العبيد وان يهتم باخته منيرة والرجل الثاني الذي ذكر في القصيدة هو سالم وقال (وسالم سالما من حادث النوب) فقد ذكره الشيخ يوسف بن عيسى حيث ذكر من ضمن الذين يقدمون المساعدات (سالم بن سلطان).
هذا السالم بن سلطان كان قد علق المرحوم عبدالله علي الصانع في مجلة كاظم الكويتية عدد (5) سنة (1948) يقول عن شخص غير اسمه الى مجيد بن سلطان وكان اسمه الاصلي ماجد بن السلطان هذا الماجد كان من المتعاونين مع الشيخ يوسف الابراهيم في تلك الفترة من الزمن وكان ذا ثراء وجاه ومال كما ذكر الصانع هذا هو احد احفاد سالم بن سلطان المليونير المعروف انه ذلك الرجل الذي شارك في سنة الهيلك والتهلكة لكن هذه سنة الله وكثير من العائلات الكويتية التي كانت بارزة وكان لها جاه ومكانة قد انتهت، اين ابن رزق اين ابن عصفور مصيرهم مصير سالم بن سلطان صحيح هناك بعض العائلات صمدت مثل الصبيح والبدر ومعرفي والابراهيم لكن الكثير قد ذهب مع تغير التاريخ والزمن ومن يدري ماذا يخبىء المستقبل وهذه سنة الله اناس تأتي واناس ترحل وكل لها ذاهبون.
اخيرا في هاتين الحلقتين عن المجاعة والمسغبة التي تسمى في نجد والهيلك في الكويت ترينا تكاتف الكويتيين امام المحن هذا في القديم لكن في هذا التاريخ اليوم هل نتكاتف نرجو من الله ذلك.
جريدة الوطن 14/1/2005
موقع تاريخ الكويت
""""""
يجدر بنا ونحن نتناول الشأن العام ...أن لا نبخس الناس أشياءهم ....
ونسود صحائفهم ....
لمجرد أنهم تجار وانهم أغنياء ....
وكأننا (نحن متوسطي الدخل) في حرب معهم ...
ولينتبه الأخوة ....
أن كل حادثة ....بل كل سكنة وكل حركة ....
بالكويت مسيسية ...
أن كل حادثة ....بل كل سكنة وكل حركة ....
بالكويت مسيسية ...
ولا يظنن البعض أن الحرب على التجار ...غيرة على الكادحين ....
ولا الحرب ...على الرياضة ...غيرة على الرياضين ....
ولا الحرب ...على الرياضة ...غيرة على الرياضين ....
لذلك لنكن منصفين ...أيا كانت الاجواء ...
وليكن الميزان ...
وليكن الميزان ...
هو العدل والانصاف والموضوعية ...
فإذا أصاب التاجر ...شكرناه ....
وإن احتكر ...وغالى في الأسعار ...ونهب المال العام ...
فلنا كل الحق ...أن نقف ضده ...وضد جشعه ...