هدم نظريه داروين

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .



الكفر في الأرض مبني على نظرية داروين :







أيها الإخوة، الحقيقة أن الكفر في الأرض مبني على نظرية داروين ، وهذه النظرية تنفي وجود الخالق ، وتؤكد أن المخلوقات على اختلاف أنواعها ، وأجناسها إنما نشأت بالصدفة ، فهذا الكون عند داروين ليس له خالق .



نظام الكون قاصمة ظهر نظرية داروين :



إن المتأمل لهذا الكون الذي نعيش فيه يرى كوناً فسيحاً قوامه أكثر من 250 مليار مجرة ، وكل مجرة تحوي وسطياً على 300 مليار نجم ، وكل نظم من هذه النظم الرائعة قائم على أسس من قوانين وقواعد معينة ، وفي كل جزء من أجزاء الكون تصميم وتنظيم ، وتوازن رائع ومذهل ، أرقام العقل لا يصدقها ، 250 مليار مجرة ، وكل مجرة فيها وسطياً 300 مليار نجم ، ومجرتنا درب التبابنة مجرة متواضعة صغيرة جداً ، والأرض والمجموعة الشمسية نقطة في هذه المجرة .
أما كوكبنا الأرض الذي يشغل حيزاً صغيراً في هذا الكون الهائل فيملك رموزاً معقدة ، وتوازنات حساسة تماماً ، فهو على العكس من جميع الأجرام السماوية يملك سطحاً صالحاً للحياة .


الكوكب الوحيد الصالح للحياة أرضنا ، أما المياه التي تغطي معظم أجزاء كوكبنا فهي من أهم شروط الحياة ، وقد صممت حرارة هذا الكون ومساره وسطحه بشكل خاص ليكون آهلاً بالحياة ، حجم الأرض ، وحركتها ، وسطحها ، ومسارها ، وسرعتها ، وجاذبيتها وكثافتها ، من أجل أن تكون مؤهلة للحياة .
يحتوي هذا الكوكب على أنواع غنية جداً من الأحياء ، فهناك الملايين من مختلف أنواع النبتات ، والحيوانات ، هذه كلها بالصدفة صارت حيث تعيش جميعاً بتلاؤم تام ، وهذا التلاؤم متين ، إلى درجة أنه يستطيع الاستمرار دون أي انقطاع ، طالما بقي بعيداً عن تدخل الإنسان ، فما شأن هذه النظم ، وهذه الأحياء ، عند مشاهدة الأحياء فوق كوكبنا يلاحظ وجود تصميم دقيق وواضح ، إذ جُهز كل حي بنظم معقدة كي يقوم بمهمته على أفصل وجه ، وكل هذه التعقيدات ، وهذه الكائنات عند داروين صدفة ، ولا خالق لها .
وبما أن الحياة مصممة ، ومبرمجة ، ومنظمة فلا بد أن هناك خالقاً لها ، وهو الخالق الذي عرف الإنسان بذاته ، منذ بداية التاريخ حتى الآن ، وهو :


أما نظرية التطور التي ظهرت في القرن 19 فقد أنكرت هذه الحقيقة الواضحة للخلق ، حيث زعمت أن جميع أنواع الأحياء الموجودة على الأرض لم تخلق من قِبل الله ، بل ظهرت نتيجة للمواصفات .
كان واضع النظرية نظرية التطور عالم الطبيعة يدعى " تشارلز داروين " ، وقد شرح داروين نظريته عام 1859 في كتابه " أصل الأنواع " ، كسب الكتاب شعبية وانتشاراً واسعاً في مدة قصيرة ، ولم يكن نجاحه مستنداً إلى قيمته العلمية ، بل إلى محتواه الإيديولوجي ، فقد أعطى دارون للفلسفة المادية الملحدة سنداً قوياً جداً ، لذا قام أنصار هذه الفلسفة بتأييد هذه النظرية بحرارة ، ولقد أهدى " كارل ماركس " واضع الفلسفة المادية كتابه المشهور " رأس المال " إلى داروين ـ فوافق شَنٌّ طبقة ـ وكتب في النسخة التي أهادها إليه عبارة : إلى تشارلز داروين من أشد المعجبين به .
حال أوروبا في العصور الوسطى :




الآن هناك توضيح ضروري جداً : التوضيح أن أوربا في العصور الوسطى كان فيها جهل مطبق ، العلم مرفوض ، وكل إنسان ظهر عنده نظريات أن الأرض كرة قُتل ، كان هناك إرهاب كنائسي ، فكان العلم يتناقض مع الدين ، لذلك ما كان مِن حل أمام العلم إلا أن يخترع نظرية يبطل بها الدين أصلاً ، نحن لا نحتاجها إطلاقاً ، نحن ديننا متوافق مع العلم 100 % ، يقول بعض العلماء الكبار وهو ابن القيم الجوزية : " إن توافق العلم والدين حتمي " ، توافق العقل والنقل حتمي ، لأن النقل كلام خالق السماوات والأرض ، والعقل مقياس أودعه الله فينا ، المصدر واحد ، وعندنا قاعدة أن الأشياء إذا كانت فرعاً لأصل هي متساوية ، فنحن بدينا الإسلامي العظيم ، بمنهجنا ، بقرآننا الكريم ، بسنة النبي ، وليس ثمة أي تناقض بين العقل والعلم ، بين العلم والدين ، بين الدين والفطرة ، بين الفطرة والواقع .
دوائر الحق :




أنا أقول دائماً : الحق دائرة ، يتقاطع فيها أربع خطوط ، خط النقل الصحيح وخط العقل الصريح ، وخط الفطرة السليمة ، وخط الواقع الموضوعي .

1 ـ العقل الصريح :
العقل الصريح ، لماذا قلت : العقل الصريح ؟ لأن هناك عقلا تبريريا .
هذا الذي يقال حينما أتوا إلينا ، ونهبوا البترول ، وقصفوا ، وأبادوا ، وأثاروا فتنا طائفية ، ماذا يقولون ؟ جئنا من أجل حريتكم ، من أجل أن تنعموا بالديمقراطية ، من أجل الحرية ، ماذا يفعلون بلبنان ؟ من أجل حرية لبنان ، من أجل مستقبل لبنان ، من أجل شرق أوسط جديد ، هذا ما اسمه ؟ اسمه عقل تبريري ، هذا في الوحل ، لا قيمة له أبداً ، ماذا قال فرعون ؟ قال :


حتى المجرم يغطي جريمته بكلام مقبول ، قضية حرية ، قضية ديمقراطية ، قضية نظام عالمي جديد ، قضية عولمة ، فأنا حينما أقول : العقل الصريح ، من أجل أن أبعد العقل التبريري ، هذا أحقر شيء في الإنسان ، أن يستخدم العقل التبريري ، ليغطي جريمته ، ويغطي انحرافه ، ويغطي بغضه بكلام .
العقل الصريح يقابله العقل التبريري ، العقل التبريري ساقط .
2 ـ النقل الصحيح :
الآن النقل الصحيح ، العقل الصريح يقابله عقل تبريري ، النقل الصحيح يقابله نقل غير صحيح ، حديث موضوع ، أو فهم لآية مغلوط ، إما النص صحيح ، والفهم مغلوط ، أو النص أصلاً غير صحيح .
لذلك العقل الصريح يتوافق مع النص الصحيح ، يتوافق مع الفطرة السليمة ، يتوافق مع الواقع الموضوعي ، الواقع الموضوعي خلق الله ، والعقل مقياس أودعه فينا ، والفطرة مقياس آخر أودعه فينا ، والنقل كلامه ، والأصل الله عز وجل ، نحن ما في ديننا أي تناقض بين العلم والدين ، وهناك في أوربا كان هناك تناقض مخيف ، وسيطرة للكنيسة على كل مرافق الحياة ، وكل إنسان يتعلم يُقتل ، هم عندهم مشكلة حلوها بهذه الطريقة .

خطا فلاسفة أوروبا أخلاقي وليس علميا :




لذلك أهم كلام سأقوله : خطأ داروين ، وفرويد ، وأنشتاين ، وماركس ، ما كان خطأهم علميا ، خطأهم أخلاقي ، كيف ؟
أنت قد تكون مفتيا ، قد تفتي بجهل ، لك عند الله حساب شديد ، لكن هناك حالة اسمها جريمة ، قد تفتي بخلاف ما تعلم ، هذا المجرم ، من يفتي بجهل يحاسب ، أما الذي يفتي بخلاف ما يعلم فهذا مجرم .
لذلك هؤلاء لم يكونوا قانعين هم أصلاً بنظريتهم ، لكن نظرية فرويد اعتبر الجنس كل شيء ، حتى الأنبياء يصنفهم مع الشاذين جنسياً ، لماذا ؟ قال : لأنهم يحبون أن يجلسوا مع الرجال ، الأنبياء العظام ، الله أنقذ بهم البشرية من الضلال ، فيفهم فرويد أنهم شاذون ، لمحبتهم أن يجلسوا مع الرجال .
داروين جعل الدين لا أصل له إطلاقاً ، والخلق عبارة عن كائنات وحيدة الخلية ، تكاثرت نمت ، تطورت ، في النهاية أصبحت إنسانا ، كله صدفة .
وإنسان آخر ، ماركس ، الاقتصاد عنده كل شيء ، والإنسان مادة ، على جنس ، على كفر ، خطأه ما هو بخطأ علمي ، بل هو خطأ أخلاقي ، وسوف ترون أن أشد الناس إنكاراً لنظريته هو داروين نفسه .
أساس نظرية داروين :





كانت الأحياء حسب نظرية داروين قد أتت من سلف واحد مشترك ، وتفرعت من لطيفة تكونت ضمن شريط طويل من الزمن ، لم يستطع داروين تقديم أي برهان يعتد به لإثبات نظريته هذه ، ولكنه كان على وعي لكثير من الحقائق التي تناقض نظريته ، واضطر إلى هذا الفصل الذي أضافه في كتابه ، تحت عنوان " مشاكل نظريته " ، ولكنه كان يأمل تجاوز هذه المشاكل بتقدم العلم ، والذي كان ، والذي فوجئ به على نقيض ذلك ، فكلما تقدم العلم نقض ادعاءات داروين ، هو اعتمد على تقدم علمي مستقبلي ، وقال : إن لم يثبت العلم نظريتي فهي باطلة ، قال : كيف نشأ أول كائن للوجود ؟ لا يتطرق داروين إلى هذا الأمر في كتابه ، فقد فاته أن هذا سيخلق مشكلة كبير لنظريته ، كيف بدأ أول مخلوق في الكون ؟ هذه ما أجاب عنها ، هذه ما لها إجابة ، إلا أن هناك خالقا خلقه ، كان تخلف العلم في عصره أدى إلى تصور خاطئ ، فهو أن الحياة قضية بسيطة جداً ، هو تصور الحياة قضية سهلة جداً ، الآن الخلية تدرس في الجامعة بكتب ومجلدات ، الخلية وحدها ، الخلية كان يُظن أنها أصغر وحدة بنائية ، الآن أصبحت أصغر وحدة وظيفية ، الخلية فيها نواة ، فيها غشاء ، وفيها هيولى ، النواة فيها ألوف من الجينات التي المبرمجة بوقت معين .
والله أيها الإخوة ، أحياناً لو اطلعتم على ما في كتب العلم بالجامعة المألوفة يكاد العقل لا يصدق ، الخلية ، هو كل اعتماده على تقدم العلم بإثبات نظريته ، فإن لم يثبت العلم نظريته فهي باطلة .
مثلاً : كان يظن أنه يمكن ظهور الأحياء بسهولة من مواد غير حية ، أحياء تظهر من مواد غير حية ، والفكرة كانت ظهور الضفادع من الوحل والطين ، تأتي بوحل وتراب ، تضع له ماء يصبح وحلا ، بعد هذا تخرج ضفدعة منه ، هذا موجود في كتابه ، هذه واحدة .
والحشرات من فضائل الطعام المنتشرة جداً ، تأتي لحمة ، تذبح مثلاً خروفا كتابه ، وتضع لحمة فيخرج منها دود ، الدود جاء من اللحم ، لكن ثبت بالعلم أن الدود يأتي من بيوض تنقلها الذباب إلى اللحم ، فخروج الضفدع من الطين لم تثبت معه ، والديدان تأتي من اللحم أيضاً لم تثبت معه ، حتى عمل تجارب طريفة لإثبات هذه الفكرة ، فقد وضعوا بعض الحبوب فوق خرق بالية ، وهم يتوقعون ظهور الفئران بعد فترة ، ائت الآن بخرق بالية ، وضع لها قليلا من القمح ، قال : تخرج فأرة ، هو من سذاجته اعتقد أنه يمكن أن تنشأ الحياة من جسم غير حي .
كما تم اعتبار خروج الديدان فوق اللحوم المتعفنة دليلاً وبرهاناً على ظهور الحياة من الجمادات ، والمواد غير حية ، ثم تبين فيما بعد أن هذه الديدان لا تظهر هكذا تلقائياً ، بل تخرج من بيوض صغيرة غبر مرئية بالعين المجرودة ، ينقلها الذباب ، ويضعها هنا .
نقض العلماء لنظرية داروين :




1 ـ نقض باستور لنظرية داروين :
أما في العهد الذي قدم فيه داروين نظريته فإن نشوء الجراثيم من المادة غير حية بكل بساطة كانت فكرة شائعة ، ومنتشرة في دنيا العلوم ، قام العالم البيولوجي الفرنسي المشهور ( باستور ) بعد خمس سنوات لنشر داروين نظريته أصل الأنواع بهدم هذه الفكرة بشكل علمي ، والتي كانت أسس نظرية التطور ، كان ملخص النتيجة الذي توصل إليها ( باستور ) بعد بحوث وتجارب عديدة وطويلة ، هو الآتي :
إن الزعم في أن انبساط الحياة هذا أكبر واحد كان مؤمن بداروين عالم كبير فرنسي ـ بالمناسبة كل العلماء بهذا الفيلم أجانب كانوا مؤمنين بالنظرية ، ثم نقضوها ـ قال : ثم انبساط الحياة من مواد غير حية ليس صحيحاً أبداً ، وأمسى في ذمة التاريخ .
2 ـ نقض ألكسندر أوفرلنظرية داروين :
في بداية القرن العشرين كان العالم الروسي المعروف ألكسندر أوفر أول من تناول نشوء الحياة وأصلها ، وكانت غايته بشرح ظهور الخلية الأولى ، التي زعمت نظرية داروين أنها السلف المشترك لأنواع الأحياء ، حاول أوفر بالثلاثينات تقديم بعض الفرضيات ، التي تدعي أنه من المحتمل ظهور الحياة بالخلية الأولى من مواد ميتة ، نتيجة لعوامل مصادفات غير أن محاولاته هذه باءت بالفشل ، واضطر أوفر للاعتراف بما يلي :
من المؤسف أن قضية ظهور الخلية الأولى تعد أظلم نقطة في نظرية التطور ، وانتهت جميع التجارب أن هذه العملية التي عجزت عقول البشر جميعاً مع كل التقدم التقني عن تحقيقها قد تمت سابقاً عن طريق المصادفات .
ثبت علميا أنه يستحيل خروج شيء حي من شيء غير حي :





الآن أول فكرة أن بنى دارون نظريته على أنه يمكن أن يخرج من شيء غير حي خلية حية هذا ، هذه نقطة ، الخشب غير حي ، التراب غير حي ، الصخر غير حي تنشأ حياة ، تنشأ ضفدعة ، تنشأ فارة ، ينشأ دودة ، الدودة كائن حي ، فهي النظرية كلها قائمة على أنه الكون بدأ بصخور ، بكواكب ، بعد هذا انبثقت الصخور كائنات حية ، الآن العلم الحديث نقضها ، وهذه النظرية انتهت ، ومستحيل أن نستخلص خلية واحدة حية من شيء غير حي .
لما تعذر واستحال أن يظهر كائن حي من شيء غير حي معنى ذلك أن هذه النظرية انتهت ، وسقطت ، هي بنيت على هذه الفكرة ، أن الجماد ينبثق منه حياة ، صدفة ، الآن مع التقدم التقني ، والمجاهر ، والكمبيوترات ، والتقدم بالفيزياء ، والكيمياء ، والعلوم الطبيعية لم يستطيعوا أن يجدوا شيئا ، ماذا تأكل البقرة ؟ الحشيش ، هل يمكنك أن تصنع حليب ، تأتي بكيلو حشيش ، وتصنع الحليب ؟ لا تستطيع ، ماذا تأكل الدجاجة ؟ تأكل فضلات ، فتخرج بيضة ، هل تستطيع أن تصنع بيضة ؟ هل يمكن أن يخرج شيء حي من كائن غير حي ؟ تأكل الدجاجة الحشيش ، وكل كل شيء تأكل الدجاجة تخرج بيضة ، والبيضة يخرج منها صوص ، الصوص كائن حي ، هل من الممكن للبشرية الآن أن تصنع صوصا من مواد غير حية ؟
إن النظرية كلها مبنية على أن خلية حية تنبثق من جسم غير حي ، هذه النظرية أنكرها العلم ، وأن ظهور خلية حية للوجود نتيجة للصدف يشبه ظهور طائرة بوينك 747 من معمل خردة ، تأتي بمستودع حديد ، ماذا عندك من حديد قديم ضعه مع بعضه ، بعد هذا يجب أن تخرج بوينك 747 ، مستحيل !.
الذي يؤمن بخروج خلية حية من أشياء غير حية ، كمن يؤمن بظهور طائرة بوينك 747 ، هذه الكرومزومات هذه ( دي إن إي ) ، هذه أعقد ما في الإنسان ، الكون كله ، بكل ما فيه ، الكون كم مجرة ؟ لا يمكن أن يظهر منه ذرة واحد حمض أميني صدفة ، هذا الحمض الأميني ، الآن كل واحد في الخلية عنده هذا ، يا ترى شعره سبط ، أجعد ، أسود ، عينه زرقة ، بيضاء سوداء ، بني ، جلده ، طويل ، قصير ، خده أسيل ، خده مدور ، رأسه صغير ، جسمه كبير ، كل صفاته ، فيه خمسة آلاف مليون صفة ، كلها مودعة بهذه الكرومزومات ، هذا علم الجينات الذي نمشي فيه الآن .
في هذه الخلية نواة ، وهناك كرومزومات ، الجينات التي تحدد الإنسان طوله ، ولونه ، ولن عيونه ، وجلده ، وعنده من أشياء خاصة ، حتى هويته .
3 ـ نقض (فريد هوي ) لنظرية داروين :
أيها الإخوة ، ضرب العالم الرياضي الفلكي الإنكليزي المعروف " فرد هوي " المثل الآتي ببيان مدى استحالة هذا الأمر ، فقال : إن ظهور خلية حية في الوجود نتيجة المصادفات يشبه ظهور طائرة بوينك ، وقتها كان 747 ، الآن هناك 777 ، عن طريق المصادفات نتيجة هبوب عاصفة على محل لأدوات الخردة ، فيستحي أن تظهر خلية من مادة غير حية كظهور طائرة بوينك 747 من محل خردة حديد ، ظهرت عاصفة ، قام فظهرت طائرة .
لقد أظهر علم الكيمياء الحيوي أنه ليست الخلية هي التي تملك تلك النظم فحسب ، بل إن الجزئيات ( دي إن إي ) الموجودة في نواة الخلية كل خلية بجسمنا فيها غلاف ، و هيولى ونواة ، بالنواة ( دي إن إي ) ، لما يتأكدون من شخصية إنسان ، فإن نواة الخلية تملك تصميما معقدا ومذهلا .

اكتشاف التصميم المذهل لـ ( دي أن إي ) :




قام العالمان جميس وداتسن فرانسيسكو عام 1955 باكتشاف التصميم المذهل لجزئيات ( دي إن إي ) ، نحن تركنا الخليلة ، تركنا الغلاف ، تركنا الهيلولة ، تركنا النواة ، بين النواة في ( دي إن إي ) ، يعني الحموض الأمينية ، هي معقدة ، رأيتموها مثل الحلزون ، ذرات الكون بأكمله لا تكفي لظهور خلية أو ذرة لـ ( دي إن إي ) صدفة .
مثلاً أن أجيب عشر ورقات ، أضع واحدا ، اثنين ، ثلاثة ، للعشرة ، أضعهم بكيس ، احتمال ظهور وراء بعضهم واحد أمامه عشرة أصفار ، أي عشرة آلاف مليون ، أعمل أنا عشرة آلاف مليون محاولة ، قطعة ورقية ، ائتِ بواحد واسحب ، أول محاولة 1ـ 7 ـ 8 ـ 4 ـ 2 ـ 5 وثاني محاولة ، الثالثة ، عشرة آلاف مليون محاولة يمكن صدفة أن تسحب 1 ـ 2 ـ 3 ـ 4 ـ 5 ـ 6 ـ 7 ـ 8 ـ 9 ـ 10 .
هذا الحمض الأميني ذرات الكون بأكملها ، المجرات كلها على ما هو معقد لا تكفي لظهور ذرة حمض أميني صدفة ، وبنية ( دي إن إي ) لا يمكن أن تظهر إلى الوجود صدفة ، لقد اضطر إلى هذا الاعتراف مع أنه من أنصار داروين ، ( دي إن إي ) فقط مستحيل أن تظهر صدفة ، قال : هي هذه الجزئية عملاقة موجودة بنواة كل خلية حية ، بالقطة ، وبالحصان ، وبكل شيء حي ، الخلية فيها ( دي إن إي ) ، كل كائن حي فيه ( دي إن إي ).
قال : والخواص المادية جميعها التي يملكها كل مخلوق مربوطة بشكل شفرات في الجزئية الحلزونية ، شكل الوجه ، لون العيون ، حواجبه مقفولة ، غير مقفولة مثلاً ، أنفه طويل ، قصير ، مع انحناء ، أفطس ، جسم الإنسان ، مشعراني ، مليون صفة كلها موجودة في ( دي إن إي ) .
والله مرة سمعت بحثا علميا بإذاعة ( بي بِي سي ) قال فيها الباحث : هذه النواة عبارة عن خمسة آلاف مليون صفة مبرمجة ، الشاب في سن الـ17 أو الـ 13 يخشن صوته ، يخرج شعر تحت إبطه ، لماذا خرج الشعر من هنا ؟ من أعطاه الأمر ؟ فيه أوامر مبرمجة ، قال : بدءاً من لون أعيننا ، وبنية جميع أعضائنا الداخلية وانتهاء إلى شكل ووظائف جميع الخلايا نراها موجودة بشكل مبرمج في الأقسام التي يطلق عليها اسم الجينات في هذه الجزئية ، تتألف شفرة ( دي إن إي ) من تراص أربع جزئيات مختلفة ، فإن قمنا بتشبيه كل جزئية لهذه الجزئيات بحرف قلنا : ( دي إن إي ) هو بنك للمعلومات مكون من أربعة أحرف ، وقد تم تخزين جميع المعلومات العائدة إلى الجسم في بنك المعلومات هذا ، ولو قمنا بتسجيل المعلومات الموجودة بـ ( دي إن إي ) ، وكتابتها على ورق لاحتجنا إلى مليون صفحة ، إذا أخذنا هذه المعلومات الموجدة بـ ( دي إن إي ) ، دون النواة اتركوا الغلاف ، اتركوا الهيولى ، ضمن النواة في ( دي إن إي ) ، إذا أخذنا المعلومات ، وكتبناها قال : نحتاج إلى مليون صفحة من صفات دوائر المعارف الكبيرة ، قال : هذا ما يعادل أربعين ضعفا من دائرة المعارف البريطانية ، وأكبر موسوعة في العالم دائرة المعرف البريطانية ، نحتاج أربعين ضعفا حتى نكتب معلومات مبرمجة بهذه ( دي إن إي ) التي ضمن النواة ، لكن داروين قال : إن هذه خلقت صدفة .
ولكن هذه المعلومات الهائلة مخبوءة في النواة الصغيرة للخلية الحية التي هي أصغر من 1 % من الميليمتر ، إذا أتينا مم وقسمناه مئة جزء ، هذه الخلية التي فيها غلاف وهليلولة ، ونواة ، هي الدي إن إي ، التي فيها معلومات يحتاج إلى مليون صفحة .
قال : وقد قدر أن جزئيات ( دي إن إي ) التي تملأ ملعقة شاي تستطيع أن تتسع لجميع المعلومات التي تحتويها جميع الكتب المطبوعة في العالم حتى الآن ، فكم من كتاب في الأرض ؟ كل الكتب المطبوعة حتى الآن لا تكفي ، بكل اللغات ، في العالم كله ، من وقت ظهور المطابع حتى الآن لا تكفي ، لكن دارون قال : هذه ظهرت صدفة .
ولا شك أن لمثل هذه الدنيا الرائعة ، والتصميم المذهل لا يمكن أن ينشأ من نفسه ، وضمن المصادفات العشوائية .

وأخيرا ظهر بطلان نظرية التطور والنشوء :





إن نظرية التطور التي تحاول إرجاع جميع الكائنات الحية إلى المصادفات تبقى عاجزة عجزاً مطلقاً أمام التركيب المذهل لجزئية ( دي إن إي ) ، ومن الواضح أن البروتينات في ( دي إن إي ) ، والخلايا وجميع الأحياء ليست إلا نتيجة وأثراً لخلق في درجة الكمال ، وما دام هناك مثل ، مثل هذا الخلق المذهل والكامل فلابد أن هناك خالقاً متصفاً بالقدرة ، والعلم المطلق اللانهاية .
إخواننا الكرام ، والله أنا ما مِن إنسان أحتقره أكثر من واحد صدق النظرية ، تخرج الضفدعة من الوحل ، والدود من اللحم ، وتأتي بخرق بالية ، وتوضع فيها قليل من القمح فتخرج فأرة ، و( دي إن إي ) التي فيها معلومات تحتاج مليون صفحة ، ولو أخذنا ملعقة شاي كل كتب المطبعة حتى الآن لا تكفي .

نحن معنا قرآن كريم ، أنا أتمنى أن الواحد لا يأخذ الأمور ببساطة ، الكتب المدرسية كلها من دون مبالغة في الجامعة هذه النظرية الأولى فيها ، وهي غير صحية إطلاقاً ، الذين تحمسوا لها نقضوها ، لكنها مريحة للكافر ، لماذا يقصف ، ويُذهب ملايين و، يلقي قنبلة ذرية على هيروشيما فيُذهب 300 ألف في ثوانٍ ؟ لأن عنده لا إله ، ما دام قويا فهو مرتاح .



والله لا تستطيع كمؤمن أن تدوس نملة ، هم يقتلون ملايين البشر ، ما عنده مشكلة أبداً ، لأن هناك داروين ، ليس عندهم الله ، ولا آخرة ، لا تصدق مجرما آمن بالله ، أو بالآخرة ، لو آمن بالله أو بالآخرة ترتعد مفاصله من قتل نملة لا إنسان .
(( دخلت امرأة النار في هرة ربطتها ، فلم تطعمها ، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض)) .

[البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ] .

من أجل أن تعرفوا هذه الحضارة الغربية قائمة كلها على داروين ، وقائمة على أنه لا إله ، و عندنا شيء اسمه تأله الإنسان ، الإنسان هو الإله ، يظن نفسه هو الإله ، لأن معه سلاحا .
مرة قال جندي إسرائيلي : أنا رب ، أرى إنسانا فأقتله أو أدعه ، يكون الطيار يريد أن يقصف ، السيارة كلها راحت ، هو مرتاح ، والله ما من قطرة دم تهرق إلا ويتحملها إنسان يوم القيامة ، انتبهوا ، اترك البشر ، (( دخلت امرأة النار في هرة ربطتها )) نحن ديننا دين انضباط .
أما سيدنا صلاح الدين لما فتح القدس فما أهرق قطرة دم ، ما نهب شيئا ، دفعوا أثماناً كاملة ، هذا الدين ، من دون الدين ماذا كان يحصل في العالم ؟

كتبه الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي
والحمد لله رب العالمين
 
أعلى