االروايات التي جاءت في كتب الشيعة فقط، والتي تنص صراحة على انه عليه السلام صام يوم العاشر من محرم شكرا لله تعالى واظهارا للنعمة وحث على صيامه، وهذا في نظري ادعى للقبول.
جاء في كتاب تهذيب الابصار 299/4 وكتاب الاستبصار 134/2 وهذان الكتابان من الكتب الاربعة التي نص على تواترها وصحة مضامينها ائمة الشيعة، قال عبدالمحسن شرف الدين العاملي في (المراجعات): (الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها) المراجعة 110 ص311، قال صاحب الاستبصار والتهذيب ابوجعفر الطوسي: (يروى عن أبي عبدالله عليه السلام عن أبيه علي عليهما السلام قال: صوموا عاشوراء التاسع والعاشر فانه يكفر ذنوب سنة).
وجاء فيهما ايضا عن جعفر عن أبيه عليه السلام انه قال: صيام يوم عاشوراء كفارة سنة، التهذيب 300/4 والاستبصار 134.2 ومعلوم عند السنة والشيعة ان اسم «عاشوراء» مختص بالعاشر من محرم.
وروي ابوالقاسم بن طاووس في كتاب اقبال الاعمال ص/ 544 والحر العاملي في وسائل الشيعة 347.7 والطبرسي في مستدرك الوسائل 594/1 عن ابن عباس رضي الله عنهما في جواب السائل الذي سأله عن صوم عاشوراء قال: (إذا رأيت هلال المحرم فاعدد، فإذا اصبحت تاسعه فأصبح صائما، قلت: كذلك كان يصوم محمد صلى الله عليه وآله؟ قال: نعم)
وهذا الحديث عندنا ايضا في صحيح مسلم، وهو صريح في انه عليه الصلاة والسلام كان يصوم عاشوراء، وصريح ايضا ان عاشوراء هي العاشر من محرم وليس العاشر من ربيع الاول.
واضاف العنجري انه ورد في التهذيب للطوسي ايضا 300/4 (عن ابي جعفر رحمه الله قال: لزقت السفينة يوم عاشوراء على الجودي فأمر نوح عليه السلام من معه من الجن والانس ان يصوموا ذلك اليوم. قال أبوجعفر عليه السلام: اتدرون ما هذا اليوم؟ هذا اليوم الذي تاب الله عز وجل فيه على آدم وحواء، وهذا اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبني اسرائيل فاغرق فرعون ومن معه.. وهذا اليوم الذي ولد فيه ابراهيم عليه السلام، وهذا اليوم الذي تاب فيه على قوم يونس، وهذا اليوم الذي ولد فيه عيسى ابن مريم).
وروى هذا الخبر ابوالقاسم ابن طاووس ثم علق (ووردت اخبار كثيرة بالحث على صيامه) من كتاب اقبال الاعمال ص/ 558.
والنصوص الدالة على انه صلى الله عليه وسلم صام يوم العاشر من محرم وحث على صيامه من كتب الشيعة كثيرة، وفيما نقلناه مقنع، وهي نصوص اسانيدها عند ائمة الشيعة معتبرة، بخلاف الاخرى التي وردت بالنهي عن صيامه عندهم فأسانيدهم ضعيفة، هذا ما صرح به الحاج السيد محمد رضا الحسيني الحائري في كتاب نجاة الامة ص/ 145.