مقالة زايد الزيد اللتي منعت من النشر

صبرا جميلا ياعبيد


أخي وصديقي الدكتور عبيد الوسمي :
وأنا استرجع اليوم كلماتك، التي كانت تغلفها الصدمة، ونحن في إحدى صالات منزل النائب د. جمعان الحربش بعد حادث الأربعاء الأسود ، حينما كنت تتلقى الاسعافات الأولية، لازلت أتذكر أسئلتك المتتالية التي توجهها لي باستغراب: لماذا حدث ماحدث يا اباطلال؟! هل لديك تفسير لماجرى؟! أيضا استرجع اليوم حالة الذهول التي كانت تلفك، ونحن حضور في الاجتماع المغلق للنواب، وتذكرت صلابتك حينما أبلغتك والحاضرين ونحن في الاجتماع، بأن شخصا ما أبلغني بصدور مذكرة باعتقالك، قلت حينها: 'فليكن، فأنا أعرف تماما ما قلت، وأعرف تماما ألا جريمة فيما تفوهت'، كنت صامدا كالطود، فاستكملنا الاجتماع، وشاركت في تفاصيله، وكأن ماسمعته عن نبأ صدور مذكرة اعتقالك، كأنه لم يكن!
أخي وصديقي الدكتور عبيد الوسمي :
لازلت أتذكر، حينما زرتك في ديوانك العامر أول مرة في بدايات العام 2009، عندما قلت أن التيارات السياسية في الكويت في طريقها للاضمحلال، وانها اصبحت عديمة الجدوى لأن الناس فقدت الثقة بأطروحاتها وبشخوصها، وأضفت : بأن شخص كزايد الزيد، يفوق في القوة والتأثير أحزاب سياسية كاملة، وكنت تستشهد بالدور المتواضع لشخصي البسيط في إيقاف التعديات على المال العام، ونماذجها : شركة أمانة للتخزين، والمصفاة الرابعة، وصفقة الداو كيميكال، قلت هذا الكلام في حضرة أصدقائك الكثر، من رواد ديوانك العامر، والذي كان أغلبهم زملاء لك من أساتذة القانون، وجمع من المحامين والقانونيين ..
أخي وصديقي عبيد الوسمي :
لازلت أتذكر تماما ، أنك بعد اطرائك الكريم بحقي ، قلت موجها خطابك لي مباشرة : ' دير بالك يابوطلال على روحك، فأولاد الحرام كثر ، وأنا أحس أنهم لن يدعوك تتمتع بالانتصارات التي حققتها للكويت وللكويتيين ، وسيدبرون لك قضية ، وعسى الله يستر عليك ' ..
أخي وصديقي الدكتور عبيد الوسمي :
أتذكر تماما في زيارتك لي أيام حادث الاعتداء علي، أنك ذكرتني بهذا الكلام ، وقلت انك كنت تتوقع تدبير ملاحقات قانونية ضدي، وانك لم تكن تتصور أن المسألة ستصل إلى حد الاعتداء الجسدي!
أخي وصديقي الدكتور عبيد الوسمي :
التقينا بعد الحادث عشرات المرات، وكان تواصلنا عبر الهاتف شبه يومي، وفي موضوع الملاحقات السياسية لأخينا الكاتب محمد عبدالقادر الجاسم التي كانت تتم تحت غطاء قانوني يائس وبائس، وفي موضوع بؤس الحالة السياسية الراهنة التي تعيشها التيارات السياسية، توصلنا لقناعات مشتركة خطيرة تتصل: بمضامين الدستور( ماهو جيد منها ، وماهو بحاجة إلى تطوير وتنقيح للاقتراب أكثر إلى الديمقراطية )، وبحالات العبث في مقدرات البلد وثرواته ، وبالعبث في نسيج في المجتمع ، وبالتحولات السياسية والاقتصادية والمعرفية التي طرأت على فئات المجتمع كافة.
أخي وصديقي الدكتور عبيد الوسمي :
من المؤكد أنك تتذكر أنني قلت لك بعد مشاركاتك الرائعة في ندوتي الفحيحيل (في ديوان سعود العصفور) ومظلة العمل الكويتي (معك) الشهر الماضي : ' دير بالك يادكتور ، فإنني أشعر اليوم بأن الدور عليك ' ، وأذكر حينها أنك كنت مدركا تماما لما يجري، ولم تستبعد أي اجراء سيتخذ تجاهك ..
أخي وصديقي الدكتور عبيد الوسمي :
من خلال العلاقة الوثيقة التي ربطتنا سويا، تشكّل بيننا وعي مشترك، بما يحيط بنا وما يحيق، فاتفقنا أن تتشكل نواة للجنة شعبية، لحماية المجتمع والدولة، من محاولات العبث والتفتيت التي نعيشها، وحينما تداولنا الأسماء المقترحة لتشكيل هذه النواة، اتفقنا على اسم الأستاذ عبدالله الاحمد المحامي ليكون ثالثنا، وتكفلت أنا بمهمة ابلاغه بالأمر ، واتفقنا نحن الثلاثة، على أن يرشح كل منا عضو جديد للمجموعة ، فاقترحت أنت اسم الدكتور ثقل العجمي أستاذ القانون الدولي، واقترح عبدالله الاحمد اسم الأخ الكاتب عمر الطبطبائي ، واقترحت انا اسم الأخ الكاتب سعود العصفور، وشرفتموني باستضافة الاجتماع الأول في منزلي ، بتاريخ 30 نوفمبر الماضي، واتفقنا في ذلك الاجتماع على خطوط عامة ، ولكننا آثرنا التريث بصياغتها بشكل نهائي، حتى نقوم بتوسيع المجموعة، من خلال ترشيح كل واحد منا عضوا جديدا، ليصبح في النهاية العدد الاجمالي للمجموعة إثنا عشر شخصا، وكان موعد اجتماعنا اللاحق، هو يوم الخميس الموافق التاسع من الشهر الجاري، لكن أحداث الأربعاء الأسود ، التي سبقت موعد اجتماعنا بيوم واحد، وأنباء صدور مذكرة اعتقالك ، حالت دون ذلك الاجتماع ..
أخي وصديقي الدكتور عبيد الوسمي :
تتذكر أنت والاخوة د. ثقل العجمي وعبدالله الاحمد وسعود العصفور (عمر الطبطبائي اعتذر لظرف طاريء) ، أن أبنائي طلال وفواز وحتى الصغير مشعل، حرصوا في يوم اجتماعنا المذكور، على مشاركتي في استقبالكم، ولكن هل تعلم يادكتور أن إبنيك طلال وفواز يسألانني يوميا مرات عديدة عن سبب اعتقالك، وعن أحوالك في السجن منذ أن رأوا الصور المخجلة والمهينة لقوى البطش ، وهي تضربك وتسحلك بكل بوحشية! هل تعلم ياصديقي أنني لا أعرف كيف ، وبماذا أجيب أبنائي ، عن أسباب إهانة أستاذ جامعي يدرّس القانون ، ويدعو ليل نهار لسيادته فوق الجميع ، وعلى الكبير قبل الصغير ، لكن الأمر الذي أكدت عليه وقلته لأبنائي أن عمكم الدكتور عبيد لايمكن أن يسيء للمقام السامي لحضرة صاحب السمو أمير البلاد ، فالدكتور عبيد يعلم طلبته في كلية الحقوق بجامعة الكويت احترام الدستور واحترام الشرعية ، واحترام سمو امير البلاد هو من صلب احترام الدستور والشرعية ..
أخي وصديقي الدكتور عبيد الوسمي :
لتعلم أن قلوب ومشاعر شرفاء أهل الكويت كلها معك ، وأنها أزمة عابرة ، نعرف نحن أصدقاؤك ومحبوك ، أنك ستخرج منها أقوى مما كنت عليه ، فصبرا جميلا ياعبيد ..
والتعليق لكم
 
أعلى