جواز التوسل و طلب الشفاعة من النبي و أهل بيته الاطهار بالدليل و البرهان

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

كاظمة

عضو بلاتيني
السلام عليكم،

أخواني و أخواتي الكرام،

أضع بين أيديكم هذا البحث القيم الغني بالمعلومات و الأدلة و البراهين الدالة على جواز التوسل بالنبي و آله الأطهار و طلب الشفاعة منهم،

و هذا الأمر ليس له علاقة بالشيعة فقط،

بل دأب المسلمون السنة قبل الشيعة على التشفع بالأولياء الصالحين و التوسل الى الله بهم،

بل ان التوسل هي سنة الانبياء و الاولياء منذ سيدنا آدم عليه السلام !

أدعوكم ايها الاخوة و الأخوات لقراءة هذا البحث بهدوء و موضوعية بعيدا عن التعصب الطائفي، و أن شاء الله سترون أن وجهة نظر المسلمين القائلين بجواز التوسل و طلب شفاعة النبي و أهل بيته هي وجهة نظر مبنية على أدلة دامغة صريحة واضحة و لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبارها شرك و العياذ بالله كما تحاول فئة معينة الترويج لذلك على اساس من الجهل و التعصب.







بسم الله الرحمن الرحيم

الوسيلة

• المقدمة :
لقد طال الكلامُ وزادَ اللغطُ في حُكم التوسلِ بين أهلِ السنةِ والإماميةِ الإثني عشرية ، وقامت فرقةٌ تحيكُ الفتنَ في الظلامِ لتقتلَ ما بقيَ من الوحدةِ في صفوفِ المسلمينَ بطمسِ الحقائقِ عن الناسِ وتلبيسِ الباطلِ لباسَ الحقِ والتمسكِ بالظنونِ وتركِ الحقِ الواضحِ المتيقنِ به ، وعندما فشِلتْ في إثباتِ فكرِها التكفيري عن طريقِ الدليلِ والبرهانِ تقنّعتْ بأسماءَ كثيرةٍ منها التوحيدُ لتجتذِبَ مشاعرَ الناسِ وتتمسكَ بالمتشابهِ وتتركَ المحكمَ ابتغاءَ الفتنةِ حتى صارَ التكفيرُ ثمرتَها التي تترتب عليها آثارٌ أخرى وتنطبقُ عليها أحكامُ (المرتدين أو المشركين وهو يعني نجاسةَ المتوسلِ ناهيك عن جوازِ قتلِه) ، وحتى تَشفي غليلَ أحقادِها بتلكَ الأعذارِ التي لا يتّبِعها إلا السُذّجُ أو الجُهّلُ المتعصّبون ، والذين لم يعرفوا للحظةٍ ما هي أسسُ الإسلامِ ، ولا أخلاقَ النبي (ص) ، ولا شيئاً من قانونِ الدولةِ الإسلاميةِ التي هي من دستورِ القرآنِ ومِنهاجِ الرسولِ (ص)...ذكر القرطبي في تفسيره ج8 ص76 لقول الله تعالى: { وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} (التوبة/6): ( قال سعيد بن جبير جاء رجل من المشركين إلى علي بن أبي طالب فقال: إن أراد الرجل منا أن يأتي محمدا بعد انقضاء الأربعة الأشهر فيسمع كلام الله أو يأتيه بحاجة قُتِل..؟ فقال علي بن أبي طالب لا لأن الله تبارك وتعالى يقول " وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ " ثم قال القرطبي وهذا هو الصحيح والآية محكمة ).
نعم هذا موقف الإسلام مع المشرك فكيف مع المسلم ، وقال اللهُ تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } (النساء/94)، وقالَ تعالى : { فَإِنْ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً * } (النساء/90)، وقد خصّصْنا هذا البحثَ العلميَ لمناقشةِ الموضوعِ عن طريقِ الاستدلالِ النقليِ والعقليِ المعتضدِ بالقرآنِ وباختصاٍر شديدٍ ، وقسّمنا الاستدلالَ النقليَ إلى الاستدلالِ بالقرآنِ والسنةِ ورأيِ الصحابةِ والعلماءِ من السلفِ الكرامِ من أهلِ السنةِ والجماعةِ وتركنا الشاذَّ منهم لأنّ رأيَ الجماعةِ غالبٌ عليه.

• الاستدلالُ العقلي :
إن اللهَ تعالى خلقَ الموجوداتِ وربطَ كلَّ ظاهرةٍ من الظواهرِ الكونيةِ بعلةٍ وسببٍ ، فكانت الأسبابُ والمسبباتُ من مخلوقاتِهِ جلَّ وعلا ، وسيّرَ الأرضَ ومن عليها بتلكَ القاعدةِ الربانيةِ، ومن الأسبابِ مثلاً: الشمسُ، النارُ، الطعامُ، الدواءُ .. وغيرها. والكلُّ يؤمنُ بلا ريبٍ أنَّ كلَّ شيِ يكونُ تحتَ تصرُّفِ اللهِ تعالى وهيْمنتِه، فجميعُ تلكَ الأسبابِ مرتبطةٌ به تعالى، فهي بطبعِها وتكوينِها فقيرةٌ إلى اللهِ وهو الغنيُ القيومُ الذي لا يجوزُ الاعتقادُ بانفصالِه عن تلكَ الهيمنةِ للحظةٍ منَ اللحظات ، ولا يمكنُ أيضاً للحظةٍ واحدةٍ انفكاكُ تلكَ المسبباتِ عن فقرِها الدائمِ لله سبحانه ، أو استغناؤها عن الارتباطِ به تباركَ وتعالى .

ومن ذلك نجدُ أنَّ حكمةَ اللهِ سبحانَه تقتضي إرغامَ المستفيدِ من خلقِه للّجوءِ إلى الأسبابِ وتوسّطِها بينَه تعالى وبينَ الاستفادةِ المرجوةِ منها معَ كونِها بعينِ اللهِ وبإذنِه وهيمنتِه، وذلك بعدَ أنْ جعلَ لها تلكَ الإمكاناتِ والقدراتِ، فإنّ اللهَ تعالى هو الشافي لكنْ منْ خلالِ الدواءِ ، واللهُ تعالى هوَ الرافعُ للجوعِ والعطشِ لكنْ من خلالِ الطعامِ والماءِ..وهكذا، وكلُّ ما في الأشياءِ من مقدرةٍ وحكمٍ فهوَ منْ تمليكِ اللهِ إياها وبإذنِه ، كقولِهِ جلَّ وعلا:{ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ }(البقرة/255)
وأيضاً قولِه تعالى : { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }(يونس/3). فالآيةُ المباركةُ تطرَّقتْ إلى التدبيرِ بأمرِهِ تعالى ، فلذا يكونُ المقصودُ من تلكَ الشفاعةِ (المشروطةِ بإذنِ اللهِ) هنا الأسبابَ التدبيريةَ التي قلنا أنَّها وسائطُ بينَ الحوادثِ والكائناتِ منْ جهةٍ وبينَه تعالى من جهةٍ عليا – كالنارِ المتخلّلةِ بينَه سبحانَه وبينَ الحرارةِ التي يخلُقُها ، وهو القادرُ على أنْ يسلبَها ما أعطاها منْ وظائفَ متى شاء ، كما قالَ سبحانَه : { قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}(الأنبياء/69).
"– فنجدُ أنّ النتيجةَ العقليةَ التي نصلُ إليها هي أنّ الأسبابَ تؤدي دورَ الشفاعةِ والوسيطِ عندَ اللهِ تعالى، وأنّ كلَّ سببٍ يشفعُ عندَ اللهِ منْ أجلِ حصولِ الأثرِ المرجوِّ بإذنِ الخالقِ الجبار.

• حقيقةُ الأسباب :
قال اللهُ تعالى في ذي القرنين : { إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} (الكهف/84)، إن الأسباب قد تتعدد وتكون متصلة ومرتبة بطريقة متسلسلة بشكل طولي فماذا يعني ذلك؟ إن الحوادث بشكل عام قد تستند إلى أسباب متعددة ومختلفة بدءا ً بالأسباب القريبة ومن ثم الأسباب البعيدة إلى أن تصل إلى السبب الأوحد وهو الخالق لهذه الأسباب، فمثلا ترى الشمس سببا للحرارة، والتفاعلات الكيميائية سببا لتكوين الشمس وهكذا نجد تتابعاً في السلسلة الطولية في الأسباب إلى أن نصل إلى السبب الرئيسي لتلك الأسباب ألا وهو الله وحده لا شريك له (وذلك ما يقتضيه توحيد الربوبية) ، فلا يمكن أن تنفك تلكم الأسباب عن رب العباد طرفة عين ، وبما أنّ الله قسم الحياة البشرية إلى ثلاث سبل تتمثل بعلاقة الإنسان بربه وبنفسه وبالمخلوقات من حوله ولابد أن تكون كلها في إطار رضا الله سبحانه ، ولذا قنَّن الله لها قوانين وبيّنها في كتابه المجيد وسنة النبي الأكرم (ص)، ومن الواضح أن علاقة الإنسان بنفسه وبالخلق من حوله تبنيها وتشيدها علاقة الإنسان بربه وهي أهم العلاقات كما قال الله تعالى : { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا }(الفرقان/77) فما نفْعُ جميع الأعمال إن لم يعبأ الله بعاملها ، ومن هذا المنطلق حرصنا على توضيح بعض الأسس والشروط والآداب في ذلكم الخطاب العظيم والعلاقة فيه بين المخلوق الحقير والخالق العظيم الكريم .

وهناك أمثلة من القرآن الكريم تُشير إلى بعض آداب وشروط قبول الدعاء واتِّخاذ الوسيلة والأسباب كقوله تعالى : { وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ }(البقرة/58)، ونحن نعتقد أنّ الله سبحانه إن أراد شيئاً قال له كن فيكون، ولكننا نراه في الآية السابقة قد وضع شروطا لقبول الدعوة من بني إسرائيل مثلاً ، فقد حدّد المكان بدخول الباب وبوضع خاص هو السجود ، وأن يقولوا لفظ "حطة" دلالة على الطلب حتى يغفر الله لهم سبحانه ، وفي موقع آخر شفى الله نبيه يعقوب (ع) من العمى وردّه بصيراً بوسيلة قميص يوسف (ع) الذي كان سببا إلهيا لكشف البلاء عنه... كما في قوله تعالى { اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا }(يوسف/93) ، وكذلك البقرة التي جعلها الله سبباً في إحياء الميْتِ كما جاء في قوله : { فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * }(البقرة/73) ومتى احتاج الرحمن – حاشاه - لبقرة حتى يحيي ميْتاً ، وكان نبي الله موسى (ع) سبباً لسقيا قومه بوسيلة عصاه قال تعالى : { وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا }(البقرة/60) وهل يحتاج الجبار تحريكَ موسى (ع) لعصاه لتتفجّرَ العيون؟!! ، وأيضاً هناك أوقاتٌ وأماكنُ خاصةٌ تُستَجاب الدعوةُ فيها كقوله تعالى: { كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وبِالأسحارِ هُم يَسْتَغْفِرونَ}(الذاريات/17-18) ، وما جرى لسيدنا زكريا (ع) عندما دخل على السيدة مريم (ع) فرأى ما أكرمها الله به فدعا بذاك الوقت والمكان وهذا ظاهر في قوله تعالى : { هنالِك دَعاَ زَكريا رَبَّهُ قال ربِّ هب لي من لَدُنكَ ذريةً طيبة إنّكَ سميع الدعاءِ *}(آل عمران/38) .

• أدوار الأسماء الحسنى :
أن الله تكرم على عباده أن جعل الأسماء الحسنى بمثابة البحر الفائض اللامتناهي من العطاء للخلق، وأمرنا أيضا أن ندعوه بها بقوله: { وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(الأعراف/180) ، فقد جعلها الله بمنزلة الوسائط بينه تعالى وبين مخلوقاته ، فتكون تلك الأسماء الكريمة مشفَّعة عند الله بإذنه جل وعلا، فنجد المريض قد يستشفع بالرؤوف الرحيم الشافي ، والفقير يتوسل بالغني الرزاق ، ونستعيذ بالله من سخطه بالرحمن ، ونلجأ إلى الله بقدرته بالعزيز ، فبذلك نحرص على انتقاء الاسم المناسب لجعله شافعا عند الله لقضاء حوائجنا، فلا نختار المنتقم وندعو به لاستغفار الذنوب، ولا يعقل أن نختار "المانع" لتلبية حاجة الرزق والعطاء، فكل اسم كريم له فضلُه الذي بيّنه الله ليكون وسيطا بينه وبين حاجة العبد، ويكون أيضا وسيلة يتطلع إليها الخلائق والكائنات.

روى الطبراني في كتاب الدعاء – ص397: (عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم أنه أمرنا بذلك الدعاء: {اللهم إني أسألك بأنك مسؤول لم يُسأل مثلُك ولا يَسأل، أسألك بحق محمد رسولك ونبيك وإبراهيم خليلك وصفيك وموسى كليمك ونجيك وعيسى كلمتك وروحك وأسألك بصحف إبراهيم وتوراة موسى وزبور داود وإنجيل عيسى وفرقان محمد صلى الله عليه (وآله) وسلم، وأسألك بكل وحي أوحيته وبكل حق قضيته وبكل سائل أعطيته وأسألك بأسمائك التي دعاك بها أنبياؤك فاستجبت لهم وأسألك باسمك المخزون المكنون الطهر الطاهر المطهر المبارك المقدس الحي القيوم ذي الجلال والإكرام وأسألك باسمك الواحد الأحد الصمد الفرد الوتر الذي ملأ الأركان كلها والذي من أركانك كلها وأسألك باسمك الذي وضعته فعلا على السماوات فقامت وأسألك باسمك الذي وضعته على الأرضين فاستقرت وأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فرست وأسألك باسمك الذي وضعته على الليل فأظلم وأسألك باسمك الذي وضعته على النهار فاستنار وأسألك باسمك الذي يحيي به العظام وهي رميم وأسألك بكتابك المنزل بالحق ونورك التام أن ترزقني حفظ القرآن وحفظ أصناف العلم وتثبتها في قلبي وأن تستعمل بها بدني في ليلي ونهاري أبدا ما أبقيتني يا أرحم الراحمين). فنحن هنا نجد حكمة رب العالمين ومشيئته في جعل الوسائط الكريمة والمشفَّعة لاستجابة الدعوة ، والتي بها يتقرب العبد إلى ربه ، فقد شمل التوسلَ أولاً بالرسولِ الأكرم محمدٍ (ص) وبعده الأنبياءَ بل أكثر من ذلك، فنحن نجد التوسلَ شملَ كلَ سائلٍ قد أعطاه الله تعالى ، واشتمل الأسماء الحسنى الكريمة عند الله فأمرهم النبي (ص) بالدعاء بها، فالله تعالى قادر على أن يقول للشيء كن فيكون ، لكنَّ مشيئته اقتضت أن ندعوَ بها ونبتغيَ ما نريده من خلال تلك الوسائط التي إنما هي بتلك المقدرة المستمدة من عنده بعينه وبإذنه تبارك وتعالى.

• المأذون له بالوسيلة والشفاعة :
الله تبارك وتعالى جعل لبعض مخلوقاته إمكاناتٍ وقدراتٍ وأذنَ لها في إدارة جوانبَ من هذا الوجود ، وجعلها بتلك المنزلة العظيمة لكنْ بشروطه وإذنه تعالى حيث قال : { مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ }(يونس:3) فلم يملّكهم اللهُ سبحانه إلا برضاه بقوله : { يَوْمَئِذٍ لاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً *}(طه:109) ، كما قال تعالى :{ لاَ يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنْ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ً* }(مريم:87)، فقد وكّل الله ملائكته الكرام في تدبير عدة أمور في عالم الدنيا وما بعدها، وجعل لهم حقَّ التدبير بإذنه تبارك وتعالى ، كقوله : { فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا * }(النازعات:5)، يقول الرازي في التفسير الكبير – ج31: ( أن كل حال من أحوال العالم السفلي مفوّض إلى تدبير واحد من الملائكة الذين هم العالم العلوي وسكان بقاع السماوات)، فملّك ربُ العباد تلكَ المخلوقات الكريمة التي رضي بها من جنٍّ و إنسٍ أو ملائكةٍ ونسبِ الأفعالِ لها لكنْ بعينِه وبإذنه جلّ وعلا ومن هذه الأمثلة :

• أولاً / الإماتة وقبض الأرواح:
إننا نجد اقتضاء مشيئة الرحمن في استيفاء الأنفس وقبضها على أيدي الملائكة الموكلين بذلك بقوله: { قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ * }(السجدة:11) ، وقوله تعالى: { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ }(الأنعام:61) وقوله تعالى: { فَكيف إذا تَوفَّتْهُمْ الملائِكَةُ يضرِبون وجُوهُهُمْ وأدْبارَهُمْ}(محمد:27) .

• ثانيا / العلم بالغيب:
ذلك العلم الذي اختصه الله لنفسه ، لكنهُ تكرّم على بعض عباده المخلَصين بإظهارهم عليه بقوله: { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا * }(الجن:26-27) .

• ثالثا / الرزق والمنع :
قال الله تعالى: { وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفًا * ً}(النساء:5) ، فلا شك ولا ريب في أن الرازق هو الله، لكن نجده يأمر ذوي الأموال بأن يرزقوا من يلوذ بهم من الضعفاء، فيصح عليهم صفة الرازقين لكن بإذن الله تعالى أيضا ، وخطابه للنبي (ص) بقوله تعالى : { هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}(ص:39)، لكنه تبارك وتعالى خير الرازقين حيث قال:{ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}(الحج/58).

• رابعا / الزرع:
فالزارع الحقيقي هو الله لكنه قد يطلق تلك الصفة على غيره تعالى: { ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا * }(الفتح:29) ، مع أن الله هو الخالق المنشئ كما في قوله تعالى { أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * }(الواقعة:64) .

• خامسا / كتابة أعمال العباد :
فقد تكفلت الملائكة الكرام في كتابة أعمال العباد حَيثُ أعطاهم الله تلك القدرات في إحصاء ما يُحدِثون من خير أو شر، سرا وعلانية بأمره وإذنه تعالى : { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ * }(الزخرف:80) ، وقوله تعالى : { إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُون * }(يونس:21) .

• سادسا / الخلق و الإحياء والشفاء :
استطاع بعض عباد الله المخلَصين الخلق ابتداءً مِن بعد إذن الله لهم ، كما منَّ الله عليهم بإحياء الموتى أيضاً متجسدا ذلك في قول الله على لسان عيسى عليه السلام : { أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ }(آل عمران:49).

• سابعا / الإغناء والعطاء :
إن الله هو المغني الذي يتفضل على عباده بالعطاء اللامتناهي والذي لا يختلف عليه أحد من المسلمين، ومع ذلك نجده يسند تلك الصفة أيضا وبإذنه إلى الرسول الأعظم (ص) من خلال قوله تعالى: { وَمَا نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ }(التوبة:74) ، وقوله تعالى { وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ* }(التوبة:59)

• التوسل في عين العلماء :
نحن نعلم أن المفسرين والمحدثين وغيرَهم من العلماء في الغالب يعتمدون في تـأويلاتهم وإثبات عقائدهم على القرآن والسنة ، وإن كان هناك اختلاف بينهم ، فهو إما مِن فهم النص الشرعي أو ثبوت هذا النص عند طائفة ، وضعفِه عند أخرى ، على حَسْبِ مَبنى الأخذ بالنص لكل طائفة منهم وقواعدِه ، وسنعرض بعضاً من النصوص القرآنية أو بعضاً من السنة الشريفة وآراء بعض الصحابة والعلماء من السلف .

معنى الوسلية :
لسان العرب ج : 11 ص: 724
وَسَلَ : الوَسِيلةُ : الـمَنْزِلة عند الـمَلِك. و الوَسِيلة: الدَّرَجة. و الوَسِيلة : القُرْبة.و وَسَّل فلانٌ إِلـى الله وسِيلةً إِذا عَمِل عملاً تقرَّب به إِلـيه. و الواسِل : الراغِبُ إِلـى الله؛ قال لبـيد: أَرى الناسَ لا يَدْرونَ ما قَدْرُ أَمرِهم ___ بَلـى كلُّ ذي رَأْيٍ إِلـى الله واسِلُ ، و توَسَّل إِلـيه بوَسِيلةٍ إِذا تقرَّب إِلـيه بعَمَل. و توَسَّل إِلـيه بكذا: تقرَّب إِلـيه بحُرْمَةِ آصِرةٍ تُعْطفه علـيه . و الوَسِيلةُ : الوُصْلة والقُرْبى، وجمعها الوسائل، قال الله تعالـى: ( أُولئك الذين يَدْعون يَبْتَغون إِلـى رَبِّهم الوَسِيلة أَيُّهُم أَقْرَبُ ) .


(يتبع)
 

كاظمة

عضو بلاتيني
• التوسّل في القرآن والسنة :
إنّ الله تعالى قد أعطى بعض مخلوقاته تلك الخصوصيات وفضلها على غيرها، وبذلك لا نجد أي غرابة من لجوء الناس إلى من هم أعظم منزلة ومكانة كالرسول الأكرم (ص) وغيره من الأولياء الصالحين، فإنه - وبلا شك - سيد الموجودات على الإطلاق، بل نجد أن الله تعالى قد أمرنا بابتغاء الوسيلة إليه سبحانه فقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ }(المائدة:35)، فالنافع والضار والسبب الأول والأخير هو الله سبحانه (لا مَنْ دون الله)، فالتوسل لا يعطي أيَّ نوع من الاستقلال في التأثير والوجاهة ، فكله من الله وبعينه وإذنه تعالى، فلا مانع من التقرب إلى الله بالرسول الأكرم وجعله الوسيلة إلى الله لقضاء الحاجات لما له من منزلة عظيمة.

ذلك ما صرح به الآلوسي في روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني – ج6 – ص187 المجلد الرابع حيث قال: ( وبعد هذا كله أنا لا أرى بأساً في التوسل إلى الله تعالى بجاه النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم عند الله تعالى حياً وميتاً، ويراد من الجاه معنى ً يرجع إلى صفة من صفاته مثل أن يراد به المحبة التامة المستدعية عدم رده وقبول شفاعته، فيكون معنى قول القائل: إلهي أتوسل برحمتك أن تفعل كذا، بل لا أرى بأسا أيضا بالأقسام على الله تعالى بجاهه صلى الله عليه (وآله) وسلم. ثم أن التوسل بجاه غير النبي (ص) لا بأس به أيضا إن كان المتوسل بجاهه مما علم أن له جاها ً عند الله كالمقطوع بصلاحه وولايته، وأما من لا قطع في حقه بذلك فلا يتوسل بجاهه، لما فيه من الحكم الضمني على الله تعالى بما لا يعلم تحققه منه عز شأنه)، فلا نجد ضرراً في إسناد أي جاهٍ قد مَنّهُ الله على أنبيائه المرسلين وعباده المقربين، فإننا نلجأ بجاه محمد (ص) إلى غفران الذنوب كما قال تعالى : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا * }(النساء:64)، وذلك ما أكّدَ عليه ابن كثير في تفسيره – ج1 – ص 532 حيث قال: ( يرشد تعالى العصاة والمذنبين إذا وقع منهم الخطأ والعصيان أن يأتوا إلى الرسول صلى الله عليه (وآله) وسلم فيستغفروا الله عنده ويسألوه [أي النبي] أن يستغفر لهم فإنهم إذا فعلوا ذلك تاب الله عليهم ورحمهم وغفر لهم ولهذا قال " لوجدوا الله توابا رحيما " ).

كما بينه الآلوسي في تفسيره روح المعاني – ج5 – ص103: ( " وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ " على إثر ظلمهم بلا ريب متوسلين بك تائبين عن جنايتهم غير جامعين – حَشْفاً وسوءَ كيْلة – باعتذارهم الباطل وأيمانهم الفاجرة " وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ " وسأل الله تعالى أن يقبل توبتهم ويغفر ذنوبهم .. " لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا " أي لعلموه قابلا لتوبتهم متفضلا عليهم بالتجاوز عما سلف من ذنوبهم)، والمثل (حَشْفاً وسوءَ كيْلة يضرب مثلا ويعني : تمراً رديئاً وبكيل رديء أيضا!).

وكذلك نجد استغفار يعقوب عليه السلام لأبنائه بطلب منهم بقوله تعالى: { قَالُوا يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ* قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * }(يوسف:97-98)، فنجد أن نبي الله قد تقبّل ذلك الاستغفار لهم ، فهو- بلا شك - عالم بأحكام الله ونهيه ، وهو لم يجد ذلك إلا تطبيقاً لسنة ربانية وحقيقة سماوية سار عليها الأنبياء والمرسلون جميعا .

وقد يقول قائل : إن هذه الآراء تُشير إلى اللجوء للأنبياء في حياتهم فقط ، فَلنتعرَّض إلى ما ينص عليه الرسولُ وأهلُ العلم من بعده بجواز التوسل بالرسول الأكرم (ص) والأولياء الصالحين قبل خلقهم وفي حياتهم وبعد الممات.

• قبل خلق النبي (ص):
ونجد أن ذلك دأب الأولين ابتداء من آدم عليه السلام الذي توسل بجاه محمد (ص) أن يغفر الله له كما جاء في الدر المنثور– ج1 – ص60 لجلال الدين السيوطي : (أخرج أحمد في الزهد عن قتادة: .. فإن الله قابلٌ توبتك وغافرٌ ذنبك قلْ اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا اله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا اله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم .. وأخرج ابن النجار عن ابن عباس قال سألت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه قال: سأل بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي فتاب عليه).

وأيضا ما جاء في المستدرك للحاكم النيسابوري – ج2 – ص615 وقال هذا حديث صحيح الإسناد وجاء أيضا في مجمع الزوائد للهيثمي– ج8 – ص253 ورواه الطبراني في الأوسط والصغير : (عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي قال الله: يا آدم وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه، قال يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت فيّ من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحبَ الخلق إليك، فقال الله: صدقت يا آدم انه لأحبُّ الخلق إليّ ادعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك).

وروى السمهودي بسند جيد في كتاب وفاء الوفا ج3 ص1376 طبعة دار الباز بأن الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور قد سأل مالكا وهو أحد أئمة المذاهب الأربعة فقال: (يا أبا عبد الله: أستقبل القبلة وادعوا أم أستقبل رسول الله (ص)؟ [فأجاب مالك]: لم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم (ع) إلى الله يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيُشفعك الله تعالى).

وروى القرطبي في تفسيره ج2 ص26-27 وكذلك الحاكم في المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 289 ما نصه: (قال ابن عباس كانت زفر خيبر تقاتل غطفان فلما التقوا هزمت زفر فعادت زفر بهذا الدعاء وقالوا إنا نسألك بحق النبي الأمي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان ألا تنصرنا عليهم قال فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كفروا).

• التوسل بالنبي (ص) وغيره من الصالحين في حياتهم:
إن الأمثلة الدالة على الاستشفاع والتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته كثيرة، فقد كان الصحابة يدركون أهمية توسّط الرسول بينهم وبين الله تعالى وجعلِه الواجهةَ لقبول أعمالهم والظفرِ برضا رب العباد، فقد روى النسائي في السنن الكبرى – ج6 – ص169، وكذلك الترمذي في سننه في كتاب الدعوات [ج5-ص569] حسن صحيح: (عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فقال : ادع الله تعالى أن يعافيني قال : " إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك قال : فادعه ، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضي لي اللهم شفّعه في)، وقد علق الطيبي في شرح الحديث في كتاب تحفة الآحوذي ج10 ص23 ما نصه : ( لكن في جعله شفيعا له ووسيلة في استجابة الدعاء ما يفهم أنه شريك فيه ، فيحسن الدفع ، أي يأتي بكمالاته من سننه وآدابه) [يعني من آداب الدعاء]، ويقصد الطيبي بقوله : فيحسن الدفع ، دفعَ شبهة الشرك في تلك الحالة كما يفهم من سياق كلامه ... فراجع، وزاد في رواية ابن ماجة: (ويصلي ركعتين اللهم إني أسألك أي أطلبك مقصودي) فالمفعول مقدّر وأتوجه إليك بنبيك ، الباء للتعدية محمد نبي الرحمة أي المبعوث رحمة للعالمين إني توجهت بك أي استشفعت بك والخطاب للنبي ففي رواية ابن ماجه "يا محمد إني قد توجهت بك لتُقضى لي" بصيغة المجهول أي لتقضي لي حاجتي بشفاعتك فشفعه بتشديد الفاء أي اقبل شفاعته في أي في حقي).. قوله هذا حديث حسن صحيح غريب وأخرجه النسائي وزاد في آخره فرجع وقد كشف الله عن بصره وأخرجه أيضا ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وزاد فيه فدعا بهذا الدعاء فقام وقد أبصر) انتهى كلام الطيبي.

وأيضا هناك حديث يدل على أن للدعاء شروطا وآدابا يجب الأخذُ بها ، وهو ما رواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج10 ص160 – باب الصلاة على النبي في الدعاء وغيره، رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات ) ما نصه: (عن علي [يعني ابن أبي طالب] قال: كُل دعاء محجوب حتى يصلي على محمد (ص) وآل محمد).

بل نحن نجدهم قد عملوا بها في حياتهم ولجئوا إلى من هم أقلَّ منزلة من الرسول (ص) فقد لجأ عمر بن الخطاب إلى عم النبي وذلك لقرابته للرسول الأكرم (ص) كما في رواية [البخاري – ج2 – ص16/باب فضائل العباس] : (عن أنس أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه (وآله) وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون).

بل أكثر من ذلك فقد تشفع بشيبة العباس ولعلها كناية عن جاهه كما في تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج 26 – ص361، وذكر الرواية هبة الله اللالكائي في كرامات الأولياء (ج: 1 ص: 137) ط/دار طيبة: (استسقى عمر بالعباس عام الرمادة فقال اللهم إن هؤلاء عبادك وبنو إمائك أتوك راغبين متوسلين إليك بعم نبيك عليه (وآله) الصلاة والسلام فاسقنا سقيا نافعة تعم البلاد وتحيي العباد اللهم إنا نستسقي وقال ابن طاووس نستسقيك بعم نبيك ونستشفع إليك بشيبته فسقوا)..، قال الشيخ الجليل الحافظ أبو القاسم سمعت أبا أحمد عبيد الله بن أحمد الفرائضي يقول وكان حدثنا عم حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي إلا أنه قال لم أشاهد أنا هذه الحكاية من حمزة وكانت مشهورة عنه ويوما مشهودا حتى رأى الناس هذا منه حين استسقى ببغداد فدعا الله عز وجل فأتى على شيبته وكان ذا شيبة حسنة فقال اللهم إني أنا من ولد ذلك الرجل الذي استسقى بشيبته عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسقوا اللهم فاسقنا فما زال يردد ويتوسل بهذه الوسيلة حتى سقوا).

ونجد أن الرسول الكريم قد بين حقيقة التوسل بشتى الوسائل والطرق ، فقد توسل هو (ص) بسيرته وممشاه وعلم الناس على ذلك الدعاء ففي رواية كنز العمال - المتقي الهندي ج 15 ص396 ورواه ابن خزيمة وهو صحيح : (من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: "اللهم إني أسألك بحق السائلين ، وأسألك بحق ممشاي هذا ، فاني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة ، وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك ، فأسألك أن تعيذني من النار ، وأن تغفر لي ذنوبي ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" أقبل الله عليه بوجهه ، ويستغفر له سبعون ألف ملك حتى تنقضي صلاته).

وقد توسل الرسول الأعظم بنفسه المقدسة لمكانتها عند الله تعالى وبسائر الأنبياء لاستغفار ذنوب فاطمة بنت أسد عليها السلام كما في رواية الهيثمي بمجمع الزوائد - ج9 - ص256 وعلق عليه بأن رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه روح بن صلاح وثقه ابن حبان والحاكم ، وبقية رجاله رجال الصحيح : (عن أنس بن مالك قال لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي رضي الله عنهما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فجلس عند رأسها فقال رحمكِ الله يا أمي كنت أمي بعد أمي تجوعين وتشبعيني وتعرين وتكسيني وتمنعين نفسك طيبا وتطعميني تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة ثم أمر أن تغسل ثلاثا فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم بيده ثم خلع رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قميصه فألبسها إياه وكفنها بِبُرْد فوقه ثم دعا رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاما أسود يحفرون فحفروا قبرها فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فاضطجع فيه فقال: الله الذي يحيى ويميت وهو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين).

(يتبع)
 

كاظمة

عضو بلاتيني
• التوسل بالنبي (ص) وغيره من الصالحين بعد وفاتهم :
إن الله تعالى خلق الكائنات وكرّم البشر من بني آدم منها ، وأكرم البشر هو الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وآله وهو الوجيه في الدنيا والآخرة عند الله ، وهذه الوجاهة لا تنتهي بوفاة النبي الأكرم (ص) وهذا الأمر مُسلّم لدى جميع طوائف المسلمين ، فمن يقف على قبر النبي الشريف (ص) فهو لا يكلم حجراً ولا جسداً هامداً بل روحَ النبيِ الأكرم.

وكما جاء في المستدرك للحاكم / ج5 ص720/ كتاب الفتن باب ابكوا على الدين.. وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، عن داود بن أبي صالح قال : (..أقبل مروان يوما فوجد رجلاً واضعاً وجهه على القبرِ فأخذ برقَبتِهِ قال أتدري ما تصنع؟ قال: نعم ، فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه فقال جئت رسول الله (ص) ولَم آتِ الحجر ، سمعت رسول الله (ص) يقول : " لا تبكوا على الدين إذا وِلِّيَهُ أهلهُ ولكن ابكوا عليه إذا وِلِّيهُ غير أهله) .

وذُكرت بعض خواص الروح في شرح سنن النسائي لجلال الدين السيوطي ج4 – ص 109 ما نصه: (وللروح من سرعة الحركة والانتقال الذي كلمح البصر ما يقتضي عروجَها من القبر إلى السماء في أدنى لحظة وشاهِدُ ذلك روحُ النائم فقد ثبت أن روحَ النائم تصعد حتى تخترق السبع الطباق وتسجدَ لله بين يدي العرش ثم تردُّ إلى جسده في أيسر الزمان)، فتلك القدرة كانت مستحيلة عندما كانت الروح محبوسة في الجسد، فالعين لا ترى إلا ما إذن لها وذلك بسبب الغطاء الحاجز عنها الذي يزول في حال الموت وانتزاع تلك الروح عن هذا الجسد بقوله تعالى: { فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ * }(ق:22).

فالروح لها إمكانيةُ سماعِ ورؤيةِ ما لا نستطيع نحن ذلك كما في الحديث الشريف في صحيح البخاري - ج2 - ص101 : (حدثني نافع أن ابن عمر أخبره قال اطّلع النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم على أهل القليب فقال: وجدتم ما وعد ربكم حقا، فقيل له : تدعو أمواتا؟ فقال : ما أنتم بأسمعَ منهم ولكن لا يجيبون)، فصرح النبي في خطابه مع موتى المشركين بأنهم يسمعون ولا نستطيع سماعهم، فإذا كانت تلك حال الروح عند المشركين، فكيف بكم وروح سيد البشرية أجمع.

فقد ذكر في المجموع لمحيى الدين النووي ج 8 - ص272 وعلق بأن رواه البخاري ومسلم وعنه ما نصه (قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: ما من أحد يسلم عليّ إلا ردَّ الله علي روحي حتى أرد عليه السلام )، فرسول الله يسمع كلامنا ويرد سلامنا بمشيئة الله تعالى وإذنه، كما ذكر جلال الدين السيوطي ج4 - ص 109 في شرح سنن النسائي: (وقد قال النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم : من صلى عليّ عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا بُلّغته وقال إن الله وكل بقبري ملكاً أعطاه أسماع الخلائق فلا يصلي علي أحد إلى يوم القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه)، فكان ابن عمر يسلم على الرسول (ص) ويوصل سلام الغير أيضا كما في رواية المجموع لمحيى الدين النووي ج 8 - ص272: (عن ابن عمر وعن مالك يقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، وإن كان قد أوصى بالسلام عليه صلى الله عليه (وآله) وسلم قال السلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان وفلان ابن فلان يسلم عليك يا رسول الله) .

وجاء بموطأ مالك [ باب زيارة قبر النبي(ص)/ ص334/ط1967/القاهرة ] ما نصّه : (أن ابن عمر كان إذا أراد سفراً أو قدم من سفر جاء قبر النبي (ص) فصلى عليه ودعا ثم انصرف)، وقد علق عليه الأستاذ بعلم الحديث عبد الوهاب عبد اللطيف قائلاً : " اتفق العلماء على أن زيارة قبر النبي عليه السلام قربة مشروعة ، فقيل واجب ، وقيل سنة. والأحاديث في فضل زيارة القبر النبوي كثيرة وصحيحة ، والضعيف منها يَرتَقي إلى درجة المقبول لتعدد طرقه وكثرة شواهده كما ذكره ابن حجر في التلخيص الكبير ، وما ذكره ابن الجوزي في (التحقيق) مِن أنّ حديث ((من حج فلم يزرني فقد جفاني)) مَوضوع وتابعه ابن تيمية في ذلك غير صحيح ، بل هو أما حسنٌ عند بعض المحدثين ، وإما ضعيفٌ كما عند بعضهم ، وانظر في ذلك (شفاء السقام للسبكي ، والجوهر المنظم لابن حجر الهيتمي ورسائل اللكنوي صاحب التعليق الممجّد) إنتهى كلامه.

بل دلت بعض الآراء على رد سلام المسلم الميت كما في شرح سنن النسائي لجلال الدين السيوطي ج4 – ص 109 ما نصه: (فإن للروح شأنا آخر فتكون في الرفيق الأعلى وهي متصلة بالبدن بحيث إذا سلم المسلم على صاحبه رد عليه السلام وهي في مكانها هناك)، كما وضح السيوطي تلك الحقيقة بقوله: ( فيعتقد أن الروح من جنس ما يعهد من الأجسام التي إذا شغلت مكانا لم يمكن أن تكون في غيره..!! وهذا غلط محض وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء موسى قائما يصلي في قبره ويرد على من يسلم عليه وهو في الرفيق الأعلى ولا تنافي بين الأمرين فإن شأن الروح غير شأن الأبدان).

فلا غرابة في معرفة تلك الحقيقة المؤكدة بمدى مقدرة الروح على السماع والالتقاء وغيرها من القدرات ، ونستنتج مِمّا مَر أن الروح لا تنعدم بعد الممات أو يستحيل الاتصال بها عن طريق المخاطبة كما يعتقد بعض السذج، فروح النبي أطهر الأرواح وأرفعها مقاما عند الحكيم الرحيم ، ومَن يسمع السلام لابد أنّه يسمع الكلام.

وقد جاء في مجمع الزوائد - الهيثمي - ج 2 - ص 279 ما نصه: (عن عثمان بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي وتذكر حاجتك ورح إلي حين أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال حاجتك فذكر حاجته فقضاها له ثم قال له ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة وقال ما كانت لك من حاجة فائتنا ثم إن الرجل خرج من عنده فلقى عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في فقال عثمان بن حنيف والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم تصبر فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الكلمات فقال عثمان بن حنيف فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل عليه الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط - قلت روى الترمذي وابن ماجة طرفا من آخره خاليا عن القصة وقد قال الطبراني عقبه والحديث صحيح بعد ذكر طرقه التي روى بها) .

ومِن الأدلة ما قاله محيى الدين النووي في المجموع - ج8 - ص272 الذي رواه البيهقي: (أن زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم من أهم القربات وانجح المساعي).

وكذلك ما ظفر به ذلك الأعرابي بغفران من الله من جراء توسله بالرسول الأكرم عند قبره الشريف كما في المجموع لمحيى الدين النووي ج 8 - ص274: (ومن أحسن ما يقول ما حكاه الماوردي والقاضي أبو الطيب وسائر أصحابنا عن العتبي مستحسنين له قال: كنت جالسا عند قبر رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول : وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا * وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعاً بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :
يا خيرَ من دُفِنتْ بالقاعِ أعظمُهُ -- وطابَ من طِيبِهِنَّ القاعُ والأَكَمُ
نفسي اْلفداءُ لقبرٍ أنتَ ساكِنُهُ -- فيهِ العفافُ وفيهِ الجودُ والكَرَمُ
ثم انصرف فحملتني عيناي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال : يا عتبى إلحق الأعرابي فبشره بان الله تعالى قد غفر له).. وقال عنه ابن كثير: [ تفسير ابن كثير ج1 ص520-521 ] (وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو منصور الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبي..) من ثم روى الرواية السابقة .

وروى ابن كثير في البداية والنهاية عن الحافظ أبو بكر البيهقي ج7 ص91-92/أحداث السنة 18/ وعلق: وهذا إسناد صحيح حيث قال: (عن أبي صالح عن مالك قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي (ص) فقال: يا رسول الله استسقِ لأمَّتِكَ فإنهم قد هلكوا فأتاه رسول الله في المنام فقال: إيتِ عمر.. وأخبرهم أنّهم مسقَون...فأتى الرجل فأخبر عمر فقال: يا رب ما آلوا إلا ما عجزت عنه).

ونقل صاحب كتاب [تحفة الآحوذي ج10 ص27/محمد أبو العلا] ورأى الشوكاني هذا المعنى بقوله: ( وهكذا الاستدلال على منع التوسل بقوله {ليس لك من الأمر شيء/ قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا} فإن هاتين الآيتين مصرحتان بأنه ليس لرسول الله من أمر الله شيء وأنه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فكيف يملك لغيره ، وليس فيهما منع التوسل به أو بغيره من الأنبياء أو الأولياء أو العلماء وقد جعل الله لرسوله المقام المحمود لمقام الشفاعة العظمى وأرشد الخلق إلى أن يسألوه ذلك ويطلبوه منه وقال له سل تعطه واشفع تشفع وقيل ذلك في كتابه العزيز بأن الشفاعة لا تكون إلا بإذنه ولا تكون إلا لمن ارتضى وهكذا الاستدلال على منع التوسل بقوله لما نزل قوله تعالى وأنذر عشيرتك الأقربين يا فلان بن فلان لا أملك لك من الله شيئا يا فلانة بنت فلان لا أملك لك من الله شيئا فإن هذا ليس فيها إلا التصريح بأنه لا يستطيع نفع من أراد الله ضره ولا ضر من أراد الله تعالى نفعه وأنه لا يملك لأحد من قرابته شيئا من الله فضلا عن غيرهم شيئا من الله وهذا معلوم لكل مسلم وليس فيه أنه لا يتوسل به إلى الله فإن ذلك هو طلب الأمر ممن له الأمر والنهي وإنما أراد الطالب أن يقدم بين يدي طلبه ما يكون سببا للإجابة ممن هو المنفرد بالعطاء والمنع وهو مالك يوم الدين انتهى كلام الشوكاني ).

وهذا ابن حبان الذي صرح بمقام أحد الأولياء الصالحين من ذرية النبي (ص) باستشفاعه لديه بقوله في الثقات لابن حبان – ج8 – ص456 : ( يقول ابن حبان : فمات من ساعته وذلك في يوم السبت آخر يوم سنة ثلاث ومائتين وقبره بسند آباد خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد قد زرته مرارا كثيرا وما حلت بي شدة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر علي بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عني إلا استجيب لي وزالت عني تلك الشدة وهذا شيء جربته مرارا فوجدته كذلك أماتنا الله على (حبّ الرسول) وأهل بيته صلى الله عليه وسلم و عليهم أجمعين).

كما قال ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب – ج7 – ص339 : (عن أبي بكر محمد ابن المؤمل ابن الحسن بن عيسى يقول خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشائخنا وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضا بطوس قال: فرأيت من تعظيمه - يعني بن خزيمة - لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا) .

وهذا توسل صريح للقرطبي في تفسير القرطبي ج8 ص240 ما نصه: ( فجعلنا إخوانَهُ إن اتقينا الله واقتفينا آثارَه حشرنا الله في زمرته ولا حاد بنا عن طريقته وملته بحق محمد وآله ).

وجاء [ في العلل والسؤالات ج2 ص492] ما نصه: (عن عبد الله بن أحمد بن حنبل أنّه سئل أباه ما نصه يقول سألت أبي : عن الرجل يَمَسُّ منبرَ النبي (ص) ويَتَبرّك بمسِّه ويُقبّله ويفعل مثل ذلك أو نحو هذا يُريد بذلك التقرب إلى الله عز وجل..؟ فقال: لا بأس).

وقال الذهبي [ معجم الشيوخ للذهبي/ص 55] ما نصه: (عن ابن عمر: كان يكره مَسّ قبر النبي (ص) قلت [يعني الذهبي] : كره ذلك لأنه رآه إساءةَ أدبٍ وقد سُئِلَ أحمد بن حنبل عن مس القبر النبوي وتقبيله فَلَمْ يَرَ بِذلك بأساً ، ورواه عنه ولده عبد الله بن أحمد).

وقال الألباني [ التوسل للألباني : ص 25] ما نصه (فأجاز الإمامُ أحمدُ التوسلَ بالرسول وحده فقط ، وأجاز غيرُه كالإمام الشوكاني التوسلَ به وبغيره من الأنبياء والصالحين).

وأضيف نصاً آخرا لأحد العلماء وهو السبكي [فيض القدير ج: 2 ص: 134ـ ص: 135/ومحمد أمين في حاشية ابن عابدين ج6 ص397 ] ما نصه: (قال السبكي ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي إلى ربه ولم ينكر ذلك أحد من السلف ولا من الخلف حتى جاء ابن تيمية فأنكر ذلك وعَدَلَ عن الصراط المستقيم وابتدع ما لم يقله عالم قبله وصار بين أهل الإسلام مثلة).

وقال الحافظ ابن حجر [ الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ج1 - ص154-155] في ترجمة ابن تيمية ما نصه : (ومنهم من نسبه إلى الزندقة لقوله: النبي (ص) لا يُستَغاث بهِ وأنّ في ذلك تنقيصاً ومنعاً من تعظيم النبي (ص)..انتهى كلامه) ومن ثم صرح برأيه قائلاً: (وإياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهَه هواهُ وأضلَّهُ الله وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله ، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة فظنوا بذلك أنهم على هدى من ربهم وليسوا كذلك).

وهناك من رد على ابن تيمية من العلماء والحفاظ .. مثل [ ابن حجر الهيتمي.. في كتابه الفتاوى الحديثة..ص203 /السبكي في فتاويه... ج2 ص210] ولكن أكتفي بهذا القدر تجنبا للإطالة.

وجاء في تاريخ بغداد [ج1 ص123] ما نصه: (عن علي بن ميمون قال : سمعت الشافعي يقول أني أتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم .. يعني زائراً.. فإذا عَرَضَتْ لي حاجةٌ صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألتُ الله تعالى الحاجة عنده فما تبعد عني حتى تُقضى).. ، ولا أدري كم معنى تحملُ هذه الروايةُ عن الإمام الشافعي من زيارة القبر أو التبرّك أو الدعاء عند القبر المبارك لقضاء الحاجة..؟! .

ونقل أيضا (بنفس المصدر): (عن إبراهيم الحربي يقول قبر معروف [الكرخي] الترياق المجرب) وأضاف بسند آخر (عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري قال سمعت أبي يقول قبر معروف الكرخي مجرب لقضاء الحوائج ويقال إنه من قرأ عنده مائة مرة قل هو لله أحد وسأل الله تعالى ما يريد قضى الله له حاجته انتهى.... ونقل بسنده عن أبا عبد الله بن المحاملي يقول اعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة ما قصده مهموم إلا فرج الله همه).

وفي النهاية أوثّق ما أوردنا من الاستشهاد بشأن التوسل وما لها من أمور ترافقها من زيارة قبر المتوسل به إلى الله أو المتقرب بجاههِ عنده سبحانه وتعالى لقضاء الحاجة وما هو من آداب الدعاء كما بيّنتها السنة النبوية الشريفة ببعض النصوص المقتبسة من [الموسوعة الفقهية] والتي قامت وزارة الأوقاف الكويتية بطباعتها سنة 1988م (ج14- ص156) وهو مبوب بالكلمتين على غلافه [ تماثل- تيمّن ] وفي الباب الخاص بكلمة توسل جاء تحت عنوان (التوسل بالنبي بعد وفاته) ما نصه: (اختلف العلماء في مشروعية التوسل بالنبي (ص) بعد وفاته كقول القائل: اللهم إني أسألك بنبيك أو بجاه نبيك أو بحق نبيك على أقوال: القول الأول: ذهب جمهور الفقهاء (المالكية والشافعية ومتأخرو الحنفية وهو المذهب عند الحنابلة) إلى جواز هذا النوع من التوسل سواء في حياة النبي (ص) أو بعد وفاته..).
وأوردوا الدلائل من آراء العلماء المستندة إلى السنة راجع المصدر حتى يطمئن قلبك.

وفي القول الثالث (ص164) تم نقل نصوص عن ابن تيمية في تقسيمه للتوسل وفي الأخير قال ما نصه : ( ولم يقل أحد : إن من قال بالقول الأول [ يعني التوسل ] فقد كفر ، ولا وجه لتكفيره ، فإن هذه المسألة خفية ليست أدلتها جلية ظاهرة ، والكفر إنما يكون بإنكار ما علم من الدين بالضرورة أو بإنكار الأحكام المتواترة والمجموع عليها ونحو ذلك بل المُكفر بمثل هذه الأمور يستحق من غليظ العقوبة والتعزير ما يستحقه أمثاله من المفترين على الدين... انتهى كلام ابن تيميه).

وفي القول الرابع (نفس الصفحة السابقة) بعنوان (التوسل بالصالحين من غير النبي) ما نصه: (لا يخرج حكم التوسل بالصالحين من غير النبي عما سبق في الخلاف في التوسل به صلى الله عليه وسلم) .


• الخاتمة :
نعم ذلك هو دأب الأنبياء والأولياء والصالحين في إعلامهم على قضية مهمة مقطوعة الصحة والدلالة، وحقيقة قرآنية أشار إليها جل جلاله في كتابه الكريم فنحن نشعر بخطورة كتابات وأعمال من في قلوبهم زيغٌ من الذين يتّبعون ما تشابه من القرآن والسنة الشريفة ابتغاء الفتنة، فنجدهم يذكرون آيات كريمات وردَتْ للتحذير من الدعوة دون الله سبحانه ويوظفونها في مسألة مطلوبة كالوسيلة ، فحاشا أن نجد مسلماً يتخذ غير الله ولياً لا يحتاج إلى الاتصال بمدد رب العباد ويستغني عن الله عز وجل أو يستقل في القدرات التي يملكها، فكلهم عباد مكرمون لا ينفكون عن الارتباط بالله تعالى طرفة عين ولا يملكون شيئا إلا منه سبحانه، فنجد تهافت الاتهامات على جملة من المسلمين ورميهم بالشرك وعبادة القبور وغيرها من الأمور التكفيرية التي لا تمت للمسلمين بصلة، وبه تخلق تصدعاً لوحدة الصف الواحد الذي يشتت المسلمين ويفرق الأحباب ويجعلنا كالأحزاب والأنداد يضرب بعضُنا بعضا، فبعد ما تبين لدينا من الأدلة القاطعة لعدد من أعلام المسلمين التي انعكست على سلوكهم قبل كتاباتهم ، ومن قبلهم الصحابة والتابعين في عهد خير الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الذين ساروا على ذلك النهج فلا نجد أي مبررُ لذلك التشرذم الذي يفتك بالأمة ويقصم ظهرها، فإذا لم تتبين الحقيقة لقصور من الباحث عنها ونقص في محتواه العلمي أو مخزونه الفكري ومَنهجه الاستدلالي فليكن ذلك ما اجتهد به وتوصل إليه هو ، وبالمقابل ليصنف من يعتقد بالتوسل والشفاعة والزيارة مع المجتهدين ، ولا يُسمِّيهم بالمارقين عن الدين ، ويتعمّد إبعادهم عن كونهم موحدين مسلمين، فنسأل الله عز وجل أن يجمع كلمتنا ويوحد صفوفنا وينير عقولنا في بحثنا الدائم عن الحق إنّه وليُ قدير.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
وسلم تسليما كثيرا.
 

الأعرابي

عضو فعال
مشروع بحث علمي

اشكر الزميل كاظمة على نقلة للموضوع من موقع شبكة الدفاع عن السنة
http://www.d-sunnah.org/forum/showthread.php?t=4529
في الحقيقة اطلعت على هذا البحث الذي قال كاتبه انه قد قام بإنجاز هذا البحث مجموعة من المؤمنين وراجعه خمسة من العلماء الأفاضل؟؟؟؟ من غير ذكرا أسماء العلماء المراجعين. لأن طريقة سرد الموضوع لاتدل ابدا على طريقة علماء اوطلبة علم .
الملاحظات
1_ يستند كثير على كتب التاريخ؟ وكتب التاريخ لاياخذ منها احكام فما بالك اذا كانت عقيدة!
2_ يذكر كتب من كتب الحديث؟ ويشكر على هذا لـــــــــــــــكن لايذكر من تابع هذا الروايات ؟ ربما لايعلم هذا افضل ما يقال فيه ؟ ولكن هذي الملاحظة لاتوصلة لدرجة البحث العلمي بل كفيلة باسقاطة!!!
3_ يحتج بالامم السابقة التى ورد ذكرها بالقرءان مثل ذو القرنيين وموسى عليه السلام وبقرة بني اسرائيل وزكريا الخ . وطالب العلم المبتدأ يعلم ان الامم السابقة لايحتج بفعلها الا بدليل من القرءان والسنه الصحيحة.
4_ ذكراسماء الله الحسنى ثم ذهب لمعانيها وبدا يقيس التوسل بمعاني الاسماء؟؟؟؟؟
احاديث ورد ذكرها بالموضوع . ولــــــكن تم استدراكها!!!!!
((عن عمر بن الخطاب مرفوعاً أنه : لما اقترف آدم الخطيئة قال يارب أسألك بحق محمد لما غفرت لي . فقال الله : يا آدم وكيف عرفت محمداً ولم اخلقه ؟ قال يارب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي ,
فرأيت على قوائم العرش مكتوباً " لا اله الا لالله محمد رسول الله " فعلمت أنك لم
تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك . فقال الله صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي
, ادعني بحقه , فقد غفرت لك , ولولا محمد ما خلقتك )))
استدراك الحديث
فتعقبه الذهبي بقوله : " بل موضوع , وعبدالرحمن واهٍ , وعبدالله بن مسلم الفهري لا أدري من هو "
.والفهري هذا أورده في ميزان الاعتدال لهذا الحديث وقال :" خبر باطل " , رواه
البيهقي في ( دلائل النبوة) " .وقال البيهقي :" تفرد به عبدالرحمن بن زيد بن أسلم , وهو ضعيف " .
وقال الالباني - رحمه الله - : وجملة القول : أن الحديث لا أصل له عنه صلى الله
عليه وسلم , فلا جرم أن حكم عليه بالبطلان الحافظان الجليلان الذهبي والعسقلاني ,
كما تقدم النقل عنهما .راجع ( الضعيفة) للإمام الالباني - رحمه الله - المجلد
الأول حديث رقم
( 25 ) .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله ورفع درجته - :ورواية
الحاكم لهذا الحديث مما أنكرعليه، فإنه نفسه قد قال في كتاب المدخل إلى معرفة

الصحيح من السقيم: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا يخفى على من تأملها من أهل

الصنعة أن الحمل فيها عليه.

وقال وأما تصحيح الحاكم لمثل هذاالحديث وأمثاله فهذا مما أنكره عليه أئمة العلم

بالحديث وقالوا: إن الحاكم يصحح أحاديث وهي موضوعة مكذوبة عند أهل المعرفة بالحديث..
الحديث الاخر

أما حديث ابن عباس-رضي الله عنه- فهو عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: ((من سره أن يوعيه الله عز وجل حفظ القرآن وحفظ أصناف العلم فليكتب هذا الدعاء في إناء نظيف أو في صحفة قوارير بعسل وزعفران وماء مطر ويشربه على الريق وليصم ثلاثة أيام وليكن إفطاره عليه فإنه يحفظها إن شاء الله عز وجل ويدعو به في أدبار صلواته المكتوبة : اللهم إني أسألك بأنك مسؤول لم يسأل مثلك ولا يسأل ، أسألك بحق محمد رسولك ونبيك وإبراهيم خليلك وصفيك وموسى كليمك ونجيك وعيسى كلمتك وروحك وأسألك بصحف إبراهيم وتوراة موسى وزبور داود وإنجيل عيسى وفرقان محمد –صلى الله عليه وسلم - وأسألك بكل وحي أوحيته وبكل حق قضيته وبكل سائل أعطيته وأسألك بأسمائك التي دعاك بها أنبياؤك فاستجبت لهم وأسألك باسمك المخزون المكنون الطهر الطاهر المطهر المبارك المقدس الحي القيوم ذي الجلال والإكرام وأسألك باسمك الذي وضعته على الأرضين فاستقرت وأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فرست وأسألك باسمك الذي وضعته على الليل فأظلم وأسألك باسمك الذي وضعته على النهار فاستنار وأسألك باسمك الذي يحيي به العظام وهي رميم وأسألك بكتابك المنزل بالحق ونورك التام أن ترزقني حفظ القرآن وحفظ أصناف العلم وتثبتها في قلبي وأن تستعمل بها بدني في ليلي ونهاري أبداً ما أبقيتني يا أرحم الراحمين)).

## إستدراك الحديث ##

رواه الطبراني في الدعاء(3/1422رقم1344) من طريق موسى بن عبد الرحمن الصنعاني صاحب التفسير عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- به.
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات(3/436-437رقم1669) من طريق عيسى بن موسى غنجار عن عمر بن صبح عن أبي عبد الله الشامي ومحمد بن أبي عائشة السعدي عن مجاهد بن جبر عن ابن مسعود رضي الله عنه به مرفوعاً.
ورواه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/261رقم1793) من طريق موسى بن إبراهيم المروزي عن وكيع عن عبيدة عن شقيق عن ابن مسعود رضي الله عنه به.
وله شاهد باطل من حديث أبي بكر-رضي الله عنه - وهو الآتي بعده.


## الحكم عليه:##

الحديث موضوع آفته موسى الصنعاني فإنه كذاب منكر الحديث.

قال شيخ الإسلام: “ وموسى بن عبد الرحمن هذا من الكذابين ، قال أبو أحمد بن عدي فيه: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم ابن حبان: دجال يضع الحديث وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتاباً في التفسير جمعه من كلام الكلبي ومقاتل” .
وأما حديث ابن مسعود رضي الله عنه :
فآفة الطريق الأول: عمر بن صبح كذاب وضاع.
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- والمتهم به عمر بن صبح قال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب.

وقال إسحاق ابن راهويه: أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير في البدعة والكذب: جهم بن صفوان وعمر بن الصبح ومقاتل بن سليمان.

وقال الذهبي : ( هذا في نسخة عيسى غنجار – أفما استحى من رواية مثله؟! بل هذا يدل على جهله -… فالمتهم به عمر بن صبح) .

وأما الطريق الآخر: فآفته: موسى بن إبراهيم المروزي: كذاب.

كذبه يحيى بن معين وقال الدارقطني وغيره متروك.
وقال الذهبي في ترجمة موسى هذا : ومن بلاياه ؛ وذكر هذا الحديث.
وأقره الحافظ في لسان الميزان.








الملاحظة الاخيرة لابد من معرفة كيفية قرائه مثل تلك الروايات وكيف كان الاولون ينقلون لكي لانضع انفسنا بهذا الاشكال .
موضوع سابق لي كان عنوانه
كيف نقرا التاريخ يتعلق كثيرا بما جاء بالبحث المزعوم خصوصا فقره رقم ثلاثة

 

Normal

عضو مخضرم
موضوع طويل جدا لم اقرأه ولكن مرور سريع جعلني استنتج من كلامك انه يجوز ان اتشفع باي شخص مثلا واقول يا كاظمة اشفني او بالصالحين يا امام المسجد اشفني او بالرسول يا محمد اشفني ولكن بشرط ان يموت من استشفع به
طبعا بامر الله حسب ما يذكر الكاتب لان الروح تصعد الى السماء وتسجد بلمح البصر وانا نائم



الخلاصه اني عقدت نفسي ولا يوجد شيئ يربط بين ما يقول واستدلاله بالقرآن

هل قرآت المقال ؟؟
 

بوكمان

عضو ذهبي
نصيحه للاخوه الذين يتصدوا للامور العقائديه واخص الزميل كاظمه

أن يلتزموا هدي السلف عند إلقاء الأحاديث الضعيفة أو التي يشكون في صحتها بين يدي العامة نقلا من الكتب من غير تحقيق فيت
حملونها عنهم المساكين على أنها صحيحه أيحبون أن يكون خصمهم يوم القيامة رسول الله ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله سلم:-
( كفى بالمرأ كذبا أن يحدث بكل ماسمع ) رواه مسلم
وقال ابن عبدالبر ( هم السفيه الرواية وهم العالم الدراية)
 

خلك طبيعي

عضو بلاتيني
هذا المدعو كاظمه قبوري
ويدعونا لدعاء الميت من دون الحي الذي لايموت
تأمل وتمعن في الاية ياكاظمه

إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
 

أبو العتاهيه

عضو مخضرم
اشكر الزميل كاظمة على نقلة للموضوع من موقع شبكة الدفاع عن السنة
http:// d-sunnah.org

:D هـذا الموقع ليس موقع شبكة الدفاع عن السنه

هذا موقع أنشئوه الشيعه الرافضه ,, مشابه لموقع الدفاع عن السنه للتظليل على الناس ,,

وموقع شبكة الدفاع عن السنة الصحيح هو

http://d-sunnah.net

لاحظ الفرق بالموقع بـ net- org

ضعف وهلع من الرافضه من الموقع الذى كشف أباطيلهم ,,فلم يستطيعوا الرد ,, ففضلوا التظليل على الناس حتى لا ينكشف أمرهم


لاحول ولاقوة الا بالله ,,,
 

دزني و اطيح

عضو ذهبي
السلام عليكم،

أخواني و أخواتي الكرام،

أضع بين أيديكم هذا البحث القيم الغني بالمعلومات و الأدلة و البراهين الدالة على جواز التوسل بالنبي و آله الأطهار و طلب الشفاعة منهم،

و هذا الأمر ليس له علاقة بالشيعة فقط،

بل دأب المسلمون السنة قبل الشيعة على التشفع بالأولياء الصالحين و التوسل الى الله بهم،

بل ان التوسل هي سنة الانبياء و الاولياء منذ سيدنا آدم عليه السلام !

أدعوكم ايها الاخوة و الأخوات لقراءة هذا البحث بهدوء و موضوعية بعيدا عن التعصب الطائفي، و أن شاء الله سترون أن وجهة نظر المسلمين القائلين بجواز التوسل و طلب شفاعة النبي و أهل بيته هي وجهة نظر مبنية على أدلة دامغة صريحة واضحة و لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبارها شرك و العياذ بالله كما تحاول فئة معينة الترويج لذلك على اساس من الجهل و التعصب.

(يتبع)

اكاد اجزم ان معظم الاخوان الذين قاموا بالتعليق لم يتعبوا انفسهم بقراءة الموضوع كما قال البعض :إستنكار:

اخي كاظمة، كل عام و انت بخير عزيزي :p
 
قال النبي صلى الله عليه وسلم: {لا تتخذوا قبري قبلة ولا مسجداً؛ فإن الله عز وجل لعن اليهود حين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد}[من لا يحضره الفقيه: (1/178)، وسائل الشيعة: (3/235)، (5/161)، بحار الأنوار: (79/20)].

وعن زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: الصلاة بين القبور! قال: صلِّ بين خِلالها، ولا تتخذ شيئاً منها قبلة؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، وقال: {لا تتخذوا قبري قبلة ولا مسجداً، فإن الله عز وجل لعن الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد}[بحار الأنوار: (80/313)، علل الشرائع: (2/358)].

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {لا تتخذوا قبوركم مساجدكم، ولا بيوتكم قبوراً}[مستدرك الوسائل: (2/379)]. أي: مثل المقابر لا تُصلى فيها النوافل والمستحبات.

وتجاوز النهي والتحذير عن الصلاة في المقابر إلى النهي عن البناء أو تزيين القبور.

فعن علي بن جعفر قال: [[سألت أبا الحسن موسى عليه السلام عن البناء على القبر والجلوس عليها: هل يصلح؟ قال: لا يصلح البناء عليه، ولا الجلوس، ولا تجصيصه، ولا تطيينه]][الاستبصار: (1/217)].

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: [[لا تبنوا على القبور ولا تصوروا سقوف البيوت؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره ذلك]][وسائل الشيعة: (3/210)، تهذيب الأحكام: (1/461)، بحار الأنوار: (73/159)، المحاسن2/612)].

وعن الصادق عن آبائه عليهم السلام في حديث المناهي قال: {نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تجصص المقابر ويصلى فيها، ونهى أن يصلي الرجل في المقابر والطرق والأرحية والأودية ومرابط الإبل وعلى ظهر الكعبة}[وسائل الشيعة: (5/158)، (3/211)].

وعن الصادق عن آبائه عليهم السلام في حديث المناهي أيضاً: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم {نهى أن يأكل الإنسان بشماله، وأن يأكل وهو متكئ، ونهى أن تجصص المقابر ويصلى فيها}[من لا يحضره الفقيه: (4/3)، بحار الأنوار: (73/328)، الأمالي للصدوق: (422)، مجموعة ورام: (2/256)].

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: {بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في هدم القبور وكسر الصور}[الكافي: (6/528)، وسائل الشيعة: (3/211)، بحار الأنوار: (76/286)، المحاسن: (2/614)].

وعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: [[مِن أكلِ السحت سبعة: الرشوة في الحكم، ومهر البغي، وأجر الكاهن، وثمن الكلب، والذين يبنون البنيان على القبور... الخبر]] [مستدرك الوسائل: (2/347)].

وجاء في بعض الروايات الأسباب المانعة من هذا الفعل.

فروى النوري الطبرسي عن العلامة الحلي في كتابه (النهاية) عن النبي صلى الله عليه وسلم {أنه نهى أن يجصص القبر أو يبنى عليه وأن يقعد عليه أو يكتب عليه؛ لأنه من زينة الدنيا فلا حاجة بالميت إليه}[مستدرك الوسائل: (2/347)].

وقال الصادق عليه السلام: [[كل ما جُعل على القبر من غير تراب القبر فهو ثقلٌ على الميت]][وسائل الشيعة: (3/202)].
 

السليطي

عضو مخضرم
قال النبي صلى الله عليه وسلم: {لا تتخذوا قبري قبلة ولا مسجداً؛ فإن الله عز وجل لعن اليهود حين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد}[من لا يحضره الفقيه: (1/178)، وسائل الشيعة: (3/235)، (5/161)، بحار الأنوار: (79/20)].

وعن زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: الصلاة بين القبور! قال: صلِّ بين خِلالها، ولا تتخذ شيئاً منها قبلة؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، وقال: {لا تتخذوا قبري قبلة ولا مسجداً، فإن الله عز وجل لعن الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد}[بحار الأنوار: (80/313)، علل الشرائع: (2/358)].

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {لا تتخذوا قبوركم مساجدكم، ولا بيوتكم قبوراً}[مستدرك الوسائل: (2/379)]. أي: مثل المقابر لا تُصلى فيها النوافل والمستحبات.

وتجاوز النهي والتحذير عن الصلاة في المقابر إلى النهي عن البناء أو تزيين القبور.

فعن علي بن جعفر قال: [[سألت أبا الحسن موسى عليه السلام عن البناء على القبر والجلوس عليها: هل يصلح؟ قال: لا يصلح البناء عليه، ولا الجلوس، ولا تجصيصه، ولا تطيينه]][الاستبصار: (1/217)].

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: [[لا تبنوا على القبور ولا تصوروا سقوف البيوت؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره ذلك]][وسائل الشيعة: (3/210)، تهذيب الأحكام: (1/461)، بحار الأنوار: (73/159)، المحاسن2/612)].

وعن الصادق عن آبائه عليهم السلام في حديث المناهي قال: {نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تجصص المقابر ويصلى فيها، ونهى أن يصلي الرجل في المقابر والطرق والأرحية والأودية ومرابط الإبل وعلى ظهر الكعبة}[وسائل الشيعة: (5/158)، (3/211)].

وعن الصادق عن آبائه عليهم السلام في حديث المناهي أيضاً: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم {نهى أن يأكل الإنسان بشماله، وأن يأكل وهو متكئ، ونهى أن تجصص المقابر ويصلى فيها}[من لا يحضره الفقيه: (4/3)، بحار الأنوار: (73/328)، الأمالي للصدوق: (422)، مجموعة ورام: (2/256)].

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: {بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في هدم القبور وكسر الصور}[الكافي: (6/528)، وسائل الشيعة: (3/211)، بحار الأنوار: (76/286)، المحاسن: (2/614)].

وعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: [[مِن أكلِ السحت سبعة: الرشوة في الحكم، ومهر البغي، وأجر الكاهن، وثمن الكلب، والذين يبنون البنيان على القبور... الخبر]] [مستدرك الوسائل: (2/347)].

وجاء في بعض الروايات الأسباب المانعة من هذا الفعل.

فروى النوري الطبرسي عن العلامة الحلي في كتابه (النهاية) عن النبي صلى الله عليه وسلم {أنه نهى أن يجصص القبر أو يبنى عليه وأن يقعد عليه أو يكتب عليه؛ لأنه من زينة الدنيا فلا حاجة بالميت إليه}[مستدرك الوسائل: (2/347)].

وقال الصادق عليه السلام: [[كل ما جُعل على القبر من غير تراب القبر فهو ثقلٌ على الميت]][وسائل الشيعة: (3/202)].


سبحان الله .. وهل يوجد كلام بعد هذا الكلام .. اخي الصارم .. فعلا انت صارم بالحق .. وفقك الرحمن .. وفي انتظار .. رد العلامة كاظمة .. لنشاهد كيف يخالف ائمة آل البيت ؟؟؟
 
الموضوع طويل فيحتاج إلى قراءة وتأمل وبعدها ستكون لي عودة
وتعليق على ما أتى به الأخوة من ردود وإشكالات

تشكر أخي كاظمة على هذا الجهد والبحث

(( لنا عودة بعد العيد , كل عام وأنتم بخير ))








ابن الطيار
 

كاظمة

عضو بلاتيني
الملاحظات
1_ يستند كثير على كتب التاريخ؟ وكتب التاريخ لاياخذ منها احكام فما بالك اذا كانت عقيدة!
2_ يذكر كتب من كتب الحديث؟ ويشكر على هذا لـــــــــــــــكن لايذكر من تابع هذا الروايات ؟ ربما لايعلم هذا افضل ما يقال فيه ؟ ولكن هذي الملاحظة لاتوصلة لدرجة البحث العلمي بل كفيلة باسقاطة!!!
3_ يحتج بالامم السابقة التى ورد ذكرها بالقرءان مثل ذو القرنيين وموسى عليه السلام وبقرة بني اسرائيل وزكريا الخ . وطالب العلم المبتدأ يعلم ان الامم السابقة لايحتج بفعلها الا بدليل من القرءان والسنه الصحيحة.
4_ ذكراسماء الله الحسنى ثم ذهب لمعانيها وبدا يقيس التوسل بمعاني الاسماء؟؟؟؟؟

...............


الملاحظة الاخيرة لابد من معرفة كيفية قرائه مثل تلك الروايات وكيف كان الاولون ينقلون لكي لانضع انفسنا بهذا الاشكال .
موضوع سابق لي كان عنوانه
كيف نقرا التاريخ يتعلق كثيرا بما جاء بالبحث المزعوم خصوصا فقره رقم ثلاثة




الأخ الاعرابي،

شكرا على ملا حظاتك و لكن اسمح لي ان اختلف معك بعض الشيئ و اعلق على بعض ما تفضلت به:

1- الذي يقرأ ملاحظاتك أخي الكريم يعتقد ان البحث لم يحتوي الا على قصتين فانتازيا من كتب التاريخ بالاضافة الى رواية أو روايتين تم استدراكهما !

و هذا قمة الاجحاف في تقييم الموضوع !

فبالرغم من أن هذا البحث الرائع قد وفق القائمون عليه بتطعيمه باستدلالات غاية في الأهمية سواء استدلالات عقلية مبنية على المنطق، و استدلالات اخرى لا تقل اهمية من مصادر مختلفة كالقرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة و كتب الحديث و سيَر العلماء و أخيرا التاريخ، فجنابك تجاهل كل ذلك و مارس الانتقائية في تناوله مادة الموضوع،

2- بعض الروايات التى تفضلت بذكر استدراكها لا يمكن تجاهلها بأي حال من الأحوال لا سيما ان هناك من الصحيح ما يقويها و يدعمها، و راجع البحث كاملا لترى ان هناك روايات موثقة ايضا ناهيك عن بقية الاستدلالات الواردة في البحث و التى تصب كلها في نفس الاتجاه.

3- اتفق معك ان كتب التاريخ تحتوي على الغث و السمين، و لكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال تجاهل ما ورد فيها من ادلة،

و من باب الاختصار و عدم تشتيت الموضوع دعنى أوضح مسألة تناول التاريخ من منظور ما يتعلق بالعقيدة و الشريعة،

نعم، المسلم لا يأخذ دينه من كتب التاريخ، بل يأخذ دينه من القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة، و لكن، ان كان هناك حوادث و مواقف تاريخية تتوافق مع ما جاء به القرآن الكريم و السنة، فلا مانع من الاستدلال بهذه المواقف و الحوادث من باب القرائن التى تدعم احتجاج صاحب وجهة النظر،

و كذلك ايضا بالنسبة لسير كبار علماء الدين و أعلامه، فعلى سبيل المثال، لا يمكننا تجاهل أفعال ابن حبان في لجوءه للتوسل بالامام الرضا عليه السلام !
و الشافعي في توسله بأني حنيفة !
و أقوال العلماء الآخرين مثل أحمد بن حنبل و غيرهم !

(لو كنتم قرأتم الموضوع لرأيتم كل ذلك !!! )

و العلامة الكبير ابو عبدالله الذهبي و ما ورد بهذا الشأن لا يمكن اغفاله أيضا و نعيد نقله هنا من باب شمولية الموضوع:

1) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج4 \ ص484-485 ردا على شيخه ابن تيمية بعدم جواز شد الرحل إلى قبر النبي :
" هذا مرسل وما استدل حسن في فتواه بطائل من الدلالة ،فمن وقف عند الحجرة المقدسة ذليلا مسلما مصليا على نبيه فيا طوبى له فقد أحسن الزيارة وأجمل في التذلل والحب وقد أتى بعبادة زائدة على من صلى عليه في أرضه أو في صلاته إذ الزائر له أجر الزيارة وأجر الصلاة عليه والمصلي عليه في سائر البلاد له أجر الصلاة فقط فمن صلى عليه واحدة صلى الله عليه عشرا ولكن من زاره صلوات الله عليه وأساء أدب الزيارة أو سجد للقبر أو فعل ما لا يشرع فهذا فعل حسنا وسيئا ، فيعلم برفق والله غفور رحيم


فوالله ما يحصل الانزعاج لمسلم والصياح وتقبيل الجدران وكثرة البكاء إلا وهو محب لله ولرسوله فحبه المعيار والفارق بين أهل الجنة وأهل النار
فزيارة قبره من أفضل القرب وشد الرحال إلى قبور الأنبياء والأولياء لئن سلمنا أنه غير مأذون فيه لعموم قوله صلوات الله عليه لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد فشد الرحال إلى نبينا صلى الله عليه وسلم مستلزم لشد الرحل إلى مسجده وذلك مشروع بلا نزاع إذ لا وصول إلى حجرته إلا بعد الدخول إلى مسجده فليبدأ بتحية المسجد ثم بتحية صاحب المسجد رزقنا الله وإياكم ذلك آمين ".



2) معجم شيوخ الذهبي ص55 :
" عن ابن عمر: أنه كان يكره مس قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت : كره ذلك لأنه رآه إساءة أدب . وقد سئل أحمد بن حنبل عن مس القبر النبوي وتقبيله فلم ير بذلك بأسا ، ورواه عنه ولده عبد الله بن أحمد .
فإن قيل : فهلا فعل ذلك الصحابة ؟! قيل : لأنهم عاينوه حيا وتملوا به وقبلوا يده وكادوا يقتتلون على وضوئه واقتسموا شعره المطهر يوم الحج الأكبر ، وكان إذا تنخم لا تكاد نخامته تقع إلا في يد رجل فيدلك بها وجهه ،

ونحن فلما لم يصح لنا مثل هذا النصيب الأوفر ترامينا على قبره بالالتزام والتبجيل والاستلام والتقبيل ، ألا ترى كيف فعل ثابت البناني ! كان يقبل يد أنس بن مالك ويضعها على وجهه ويقول : يد مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إذ هو مأمور بأن يحب الله ورسوله أشد من حبه لنفسه وولده والناس أجمعين، ومن أمواله ومن الجنة وحورها. ألا ترى الصحابة من فرط حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم قالوا: ألا نسجد لك ؟ فقال : لا .
فلو أذن لهم لسجدوا له سجود إجلال وتوقير لا سجود عبادة كما قد سجد إخوة يوسف -عليه السلام- ليوسف. وكذلك القول في سجود المسلم لقبر النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التعظيم والتبجيل لا يكفر به أصلا بل يكون عاصيا، فليعرّف أن هذا منهي عنه ، وكذلك الصلاة إلى القبر ".



3) وقال في سير أعلام النبلاء ج11ص212 :
" ومن آدابه : قال عبد الله بن أحمد -بن حنبل- رأيت أبي يأخذ شعره من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه يقبلها وأحسب أني رأيته يضعها على عينه ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به ورأيته أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في حب الماء ثم شرب فيها ورأيته يشرب من ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه .
قلت : أين المتنطع المنكر على أحمد وقد ثبت أن عبد الله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويمس الحجرة النبوية فقال لا أرى بذلك بأسا ؟!! أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع ".




4) سير أعلام النبلاء ج10\ص106 – ترجمة السيدة نفيسة
وقيل : كانت من الصالحات العوابد ، والدعاء مستجاب عند قبرها ، بل وعند قبور الأنبياء والصالحين وفي المساجد ، وعرفة ومزدلفة ، وفي السفر المباح ، وفي الصلاة ، وفي السحر ، ومن الأبوين ، ومن الغائب لأخيه ، ومن المضطر ، وعند قبور المعذبين وفي كل وقتٍ وحين ، لقوله تعالى : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ . ويُنهى الداعي عن الدعاء في وقت إلا وقت الحاجة، وفي الجماع، وشبه ذلك.


5) في ترجمة معروف الكرخي في سير أعلام النبلاء ( ج9 / ص343 )
قال الذهبي: وعن إبراهيم الحربي قال : قبر معروفٍ : الترياق المجرب.
يريد إجابة دعاء المضطر عنده لأن البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاء كما أن الدعاء في السحر مرجو ودبر الصلوات وفي المساجد ، بل دعاء المضطر مجاب في أي مكان اتفق ، اللهم إني مضطر إلى العفو ، فاعف عني.



6) ابن لال ( أي الأخرس بالفارسي ! ) الهمذانيالشيخ الإمام الفقيه , المحدِّث، أبو بكر , أحمد بن علي بن أحمد بن محـمد بن الفرج بن لال , الهمذاني الشافعي .
وله رحلة وحفظ ومعرفة .
وكان إمامًا مُفَنِّنًا .
قال شيرويه : كان ثقة , أوحد زمانه , مفتي البلد , وله مصنفات في علوم الحديث , غير أنه كان مشهورا بالفقه . قال : ورأيت له كتاب "السُّنَن" , و "مُعجـم الصحابة" , ما رأيت أحسن منه , والدعاء عند قبره مستجاب , ولد سنة ثمان وثلاث مائة، ومات في ربيع الآخر , سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة .
وقال الحسن بن علي بن بُندار الرنجاني الفرضي : ما رأيت قط مثل ابنِ لال -رحمه الله .
قلت : والدعاء مستجاب عند قبور الأنبياء والأولياء , وفي سائر البقاع , لكن سبب الإجابة حضور الداعي , وخشوعه وابتهاله , وبلا ريب في البقعة المباركة , وفي المسجد , وفي السَّحَر , ونحو ذلك , يتحصل ذلك للداعي كثيرا , وكل مضطر فدُعَاؤُه مجاب .


7) وقال في تذكرة الحفاظ ج3 ص985:
ترجمة صالح بن محمد السمسار: (الحافظ الكثير الصدق المعمر أبو الفضل التميمي الهمذاني السمسار، حدث عن أبيه وعلى بن الحسن بن سعد، وله مصنفات غزيرة، توفي في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاث مائة. والدعاء عند قبره مستجاب).

8) قبر منبع الكرامات محمد بن إسماعيل بن برد زبة البخاري - سير أعلام النبلاء ج12ص469 :
" وقال أبو علي الغساني - الحجة الحافظ الثبت - أخبرنا أبو الفتح نصر بن الحسن التنكتي السمرقندي - المحدث الثقة - قدم علينا بلنسية عام أربعين وستين وأربع مئة:

قال: قحط المطر عندنا بسمرقند في بعض الأعوام فاستسقى الناس مرارا فلم يسقوا فأتى رجل صالح معروف بالصلاح إلى قاضي سمرقند فقال له إني رأيت رأيا أعرضه عليك.

قال: وما هو ؟ قال: أرى أن تخرج ويخرج الناس معك إلى قبر الإمام محمد بن إسماعيل البخاري وقبره بخرتنك ونستسقي عنده فعسى الله أن يسقينا قال: فقال القاضي نعم ما رأيت.

فخرج القاضي والناس معه واستسقى القاضي بالناس وبكى الناس عند القبر (( وتشفعوا بصاحبه)) فأرسل الله تعالى السماء بماء عظيم غزير أقام الناس من أجله بخرتنك سبعة أيام أو نحوها لا يستطيع أحد الوصول إلى سمرقند من كثرة المطر وغزارته وبين خرتنك وسمرقند نحو ثلاثة أميال ".



9) سير أعلام النبلاء (ج1\ص358) :
بلال الحبشي رمى بنفسه على قبر النبي (ص) الشريف ، (( فجعل يبكي عنده ويمرغ عليه )).

10) سير أعلام النبلاء (ج3\ص213) :
ابن المنكدر التابعي كان يضع وجهه على قبر النبي (ص) وكان يصيبه الصمات فكان يقوم كما هو يضع خده على قبر النبي (ص) ثم يرجع ، فعوتب على ذلك ، فقال : (( إنه ليصيبني خطره ، فإذا وجدت ذلك استشفيت بقبر النبي ص )).

11) التبرك بقبر عبدالله الحداني ، سير أعلام النبلاء (ج12\ص467) :
(( المقتول سنة (183 هـ) قتل يوم التروية كان الناس يأخذون من تراب قبره كأنه مسك يصيرونه في ثيابهم )).

12) التوسل بقبر فورك الأصفهاني ، سير أعلام النبلاء (ج17\ص215) :
(( دفن بالحيرة ومشهده بها يزار ويستسقى به ، وتجاب الدعوة عنده )).




أخيرا،

أدعوك أخي الكريم و أدعو بقية الزملاء لأعادة قراءة الموضوع بدون انتقائية لأنه من التعليقات يبدو ان الزملاء بمجرد أن شاهدوا كاظمة "الرافضي" ينقل بحث عن "التوسل بالنبي و أهل البيت" قد قفزوا مباشرة لزر "اضافة رد" ليطلقوا سهامهم بدون أن يقرئوا الموضوع كاملا !!

و أعتذر أن تأخرت في أي تعقيبات مستقبلا و ذلك لارتباطاتي في فترة العيد و انشغالي ببعض الامور و سأحاول ان اتواصل مع الاخوة و الزملاء في أقرب فرصة ممكنة و السلام عليكم جميعا و رحمة الله و بركاته

و كل عام و انتم بألف خير :) :وردة::)
 

الأعرابي

عضو فعال
الطـــــــــــــريق ســــــــــد

اخوي كاظمة تاكد اني قرات البحث كاملا سواء الذي نقلته انت هنا او البحث الاصلي من المنتدى الاخر . وملاحظاتي كانت على الكاتب اكثر من الملاحظات التى ذكرتها لك .
ولكن حسب شروط البحوث العلمية اقول ان هذا الكلام الذي تم جمعه لايرتقي لدرجة البحث العلمي . وايضا يقول اطلع عليه خمس علماء ؟؟؟؟ انا كان تعقيبي على صاحب الموضوع وليس عليك شخصيا انت قرات الموضوع مثلي واعجبت به وهذا حقك وانا قرات فوجدت ملاحظات عديدة ذكرت جزء منها فقط . ولكن استمرار النقول من وجهة نظري لاطائل منها لسبب وهو ان من كتب الموضوع غير موجود معنا؟ حتى تعقيبك الاخير هو منقول وجدتة بصحيفة الوطن وكاتبة ابو قتادة القمي
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=533745&pageId=163
انا في الحقيقة لم اتعود هذي الطريقة من المناقشات الذي اعتدت علية مناقشة صاحب الفكرة مباشرة . لكي يفيد بعضنا بعضا .
على العموم لكل راية
وكل عام وانت وجميع الزملاء بخير وصحه وعافية
الأعرابي
 

السليطي

عضو مخضرم
اخوي كاظمة تاكد اني قرات البحث كاملا سواء الذي نقلته انت هنا او البحث الاصلي من المنتدى الاخر . وملاحظاتي كانت على الكاتب اكثر من الملاحظات التى ذكرتها لك .
ولكن حسب شروط البحوث العلمية اقول ان هذا الكلام الذي تم جمعه لايرتقي لدرجة البحث العلمي . وايضا يقول اطلع عليه خمس علماء ؟؟؟؟ انا كان تعقيبي على صاحب الموضوع وليس عليك شخصيا انت قرات الموضوع مثلي واعجبت به وهذا حقك وانا قرات فوجدت ملاحظات عديدة ذكرت جزء منها فقط . ولكن استمرار النقول من وجهة نظري لاطائل منها لسبب وهو ان من كتب الموضوع غير موجود معنا؟ حتى تعقيبك الاخير هو منقول وجدتة بصحيفة الوطن وكاتبة ابو قتادة القمي
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=533745&pageId=163
انا في الحقيقة لم اتعود هذي الطريقة من المناقشات الذي اعتدت علية مناقشة صاحب الفكرة مباشرة . لكي يفيد بعضنا بعضا .
على العموم لكل راية
وكل عام وانت وجميع الزملاء بخير وصحه وعافية
الأعرابي

:D:D:D:D:D يالاعرابي . ابصراحة لك تحية وتقدير .. الاخ حتي الردود ناقلها ... ويتفاخر ان هو كاتبها ..

كاظمة ليش ماتقدر تناقش بعلقك .. وانا اقول ليش الاخ مايجاوب على اسئلتي .. يمكن ماحصل رد من المواقع الي يحوس فيها .. :D;)

يالله ياكاظمة تكبر وتنسى بس السرقة حرام .. لاتناقش بعقل غيرك . صادووووووة
 

كاظمة

عضو بلاتيني
اخوي كاظمة تاكد اني قرات البحث كاملا سواء الذي نقلته انت هنا او البحث الاصلي من المنتدى الاخر . وملاحظاتي كانت على الكاتب اكثر من الملاحظات التى ذكرتها لك .
ولكن حسب شروط البحوث العلمية اقول ان هذا الكلام الذي تم جمعه لايرتقي لدرجة البحث العلمي . وايضا يقول اطلع عليه خمس علماء ؟؟؟؟ انا كان تعقيبي على صاحب الموضوع وليس عليك شخصيا انت قرات الموضوع مثلي واعجبت به وهذا حقك وانا قرات فوجدت ملاحظات عديدة ذكرت جزء منها فقط . ولكن استمرار النقول من وجهة نظري لاطائل منها لسبب وهو ان من كتب الموضوع غير موجود معنا؟ حتى تعقيبك الاخير هو منقول وجدتة بصحيفة الوطن وكاتبة ابو قتادة القمي
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=533745&pageId=163
انا في الحقيقة لم اتعود هذي الطريقة من المناقشات الذي اعتدت علية مناقشة صاحب الفكرة مباشرة . لكي يفيد بعضنا بعضا .
على العموم لكل راية
وكل عام وانت وجميع الزملاء بخير وصحه وعافية
الأعرابي

شكرا أخي العزيز على حسن تحاورك،

وجهة نظرك احترمها و لكني اختلف معها،

و بالنسبة لتعقيبي الأخير،

فهناك تعليق منى على ملاحظاتك، و قد قرنت تعليقي هذا ببعض مما ورد عن العلامة السنى الكبير أبو عبدالله الذهبي و قد قمت بنقله من موضوع قديم لي في الشبكة الكويتية الوطنية (راجع الارشيف)، و من الطبيعي أن لا اقوم بتأليف كلام و انسبه للعلامة الذهبي، بل لابد بنقله تماما كما هو !

و لنا عودة ان شاء الله بعد عدة أيام بحول الله و قوته،

و كل عام و انتم بخير :وردة::)
 

خلك طبيعي

عضو بلاتيني
الطيار اتق الله في نفسك اعطيناك من القران ومن كتب الشيعه
تبرأ من ماعليه ولاتكابر ولاتعاند هذا دين الله
 
بسمه تعالى

الأخ السليطي حفظك الله ورعاك
قلت :
:D:D:D:D:D يالاعرابي . ابصراحة لك تحية وتقدير .. الاخ حتي الردود ناقلها ... ويتفاخر ان هو كاتبها ..

كاظمة ليش ماتقدر تناقش بعلقك .. وانا اقول ليش الاخ مايجاوب على اسئلتي .. يمكن ماحصل رد من المواقع الي يحوس فيها .. :D;)

يالله ياكاظمة تكبر وتنسى بس السرقة حرام .. لاتناقش بعقل غيرك . صادووووووة

أخي الكريم حفظك الله ورعاك أنت كنت تأتي بمواضيع
سابقة ويتبين بعد حين بأنك اقتبست الموضوع

فلا تنه عن خلق وتأتي بمثله .... :وردة:

وبعض الأخوة يكتب مواضيع وبعد حين يتبين بأنها منقوله
وأحيانا بالنص ...

فهذا أمر وارد .. :وردة:

الطيار اتق الله في نفسك اعطيناك من القران ومن كتب الشيعه
تبرأ من ماعليه ولاتكابر ولاتعاند هذا دين الله


الأخ الكريم " خلك طبيعي " حفظك الله ورعاك
لأنه دين يجب علي أن أطلع وأتحقق وأتقصى عن مثل هذه الأمور

ويا أخي الكريم لا يحق لأحد أن يفرض اعتقاده على شخص آخر
فأنت - أو غيرك - أتيت بما لديك و بأدلتك وإلى هنا تكليفك الشرعي ينتهي

والباقي أنا من يقرر سواء أن اقتنعت أو لم أقتنع ... :وردة:

كما أنك لم تقتنع بالبحث الذي أورده الأخ كاظمة
ولا يلزمك أحد بهذا البحث وبالاعتقاد به






ابن الطيار
 
ضروري نحترم عقول بعضنا البعض

هل هي طريقة تخليص معاملات اطلب وتوسل يطلع ايده من قبره ويعطيك حاجتك

الكفار انفسهم يتوسلون بالاصنام لتقضي حاجتهم واسطه للوصول الى الله وتنقضي الحاجه
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى