مرارة التَدَيّن وعالم الكراهية


أوسلو في 13 أكتوبر 2007

سؤال ما أنفك يطارد لساني ردحا طويلا من الزمن، وأخشى طرحه لئلا يؤدي عدمُ فهمه إلى نتائج عكسية!
لكن في الأعوام القليلة المنصرمة أصبح السؤالُ جواباً، وأضحى الاستفهامُ حالةً من الواقع إنْ احتجتَ لشهود عليها آتيك بآلاف منها قبل أن تقوم من مقامك، وبأضعاف ذلك قبل أن يرتد إليك طرْفُك!

لماذا يرتبط التديّن ارتباطا عضويا لصيقا، في معظم الأحوال، بحالة كراهية لكل شيء .. للنفس والناس والمرأة والحرية والجمال والآخر والدنيا؟
تكاد تتنازل الشمس لها إن أردت أن تضرب مثلا بالوضوح، وأي انكار لتلك الظاهرة كأنه تثبيت واثبات.
في المنتديات الإسلامية على النت، وفي الأقسام الدينية لمنتديات عامة لن تحتاج لأكثر من بضع دقائق حتى تظن نفسك في ساحة الوغى، وترى أناسا، يبدأون بالسملة وينتهون بذكر اسم رب العالمين، يفترسون الخصوم، ويخلقون من الحوارات سيوفا مُسَلّطة على من يخالفهم، ويستخرجون من آيات التسامح أوامر للقتل، ويُخفون تحت ألسنتهم قواميس للشتائم والسباب واللعنات كأن أصحابها سقطوا من بطون أمهاتهم في غرزة مخدرات أو في مصلحة أحداث بأحد السجون العربية.

حاول أن تجتهد في فكرك، وتستخدم عقلك، وتعرض رؤيتك الجديدة في قضايا مثل النقاب والحور العين والفروقات بين الارهاب والمقاومة، أو شارك بمداخلة أو مقال عن المساواة بين المرأة والرجل أو قيادة السيارة أو عدم أهلية أحد الشيوخ الفضائيين أو هاجم عالَم الفتاوى الفجّة والساقطة أو قُمْ بالمطالبة بمساواة المسلمين بغيرهم أو اطلب الرحمة من الله لشخصية مسيحية أو شكك في حديث أحادي وضعيف قيل بأنه ورد عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
انتقد الإخوان المسلمين أو أسامة بن لادن أو الظواهري أو الشيخ عمر عبد الرحمن، أو اكتب بأن من قاموا بتفجير البرجين التوأمين لا يعبرون عن روح الاسلام إنما هم إرهابيون، ولا تنس أن تقول بأن غير المسلمين ممن أتوا اللهَ بقلوب سليمة ومتسامحة وطيبة سيدخلهم اللهُ في رحمته.
فَنّدْ الفهمَ الديني لعمرو خالد أو الدكتور عمر عبد الكافي، ويمكنك أن تعرج على حياة أبي هريرة، وعارض بعض أفكار ابن تيمية، وقلّ بأن فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز لم تصالح العصر، ويمكنك رفض فتاوى العثيمين أو آل الشيخ.
قُلّ بأن صوت المرأة ليس حراما، وأن الغناء والموسيقى ترقق الطباع، وأن الفنون ضرورية للمجتمع، وأن من حق غير المسلمين بناء دور العبادة في أي مكان في العالم الاسلامي مادام المسلمون يمارسون نفس الحق في أركان الأرض الأربعة.
لن يترك لك معارضوك ومخالفوك فرصةً لالتقاط الأنفاس.
ستكتشف حينئذ أنَّ ممارسة الدعوة الدينية كما يفهمونها هي لسان سليط، وشتائم بذيئة، وسباب سافل وقبيح.
سيدهشك هذا الكم الهائل من البغضاء، ولن يقرأوا دفاعك، ولن يصل أي منهم للسطر الثالث من تعقيبك ثم تنفجر في وجهك براكين الحقد، والتكفير واتهامك في شرفك وأهلك وعِرْضِك.
سيقولون عنك جاهل وكافر أو مُوال للكفار والمشركين، أو تضع السم في العسل، أو عميل صهيوني.
ستقف حائرا ومندهشا وفاغرا فاك وغير مصدق أن هؤلاء هم المدافعون الجدد عن خاتمة الرسالات السماوية، وأنهم يقرأون القرآن الكريم، ويقفون أمام الله عز وجل في كل يوم طالبين أن يهديهم الصراط المستقيم.
قنابل موقوتة من البغضاء التدميرية، وسيارات مفخخة من كراهية مفترسة.
جوعى جنسيون خلطوا الحرمان بطاقة تفجير داخلية لا تفرّق بين اللسان الذي يطلق شظايا نارية، وبين قلب أتحدى أحدا أن يجد فيه نقطة بيضاء لا تراها العين المجردة.
كيف جمع هؤلاء بين التديّن الذي يرقق الطباع، ويلين النفس، ويلطف حشا الفؤاد، ويقترب من أسمى لحظات تحليق الروح في سماء الإيمان، وبين عشق مَرَضي لرؤية الدماء تسيل من وجوه خصومهم ومخالفيهم وأي مجتهد يستخدم رخصة إلهية باستعمال العقل والتدبر والتفكير؟
سيقول قائل بأنهم أقلية لا ينبغي أن نكترث لها، وأرَدُّ عن تجربة في الانترنيت والبريد الالكتروني ومتفرقات وكتب ونشرات ونقاشات وغيرها بأنهم كثيرون، ويمنعني الحياء والخوف على ديني من أن أقول بأنهم الأكثرية المتدينة.
ولكن الدين حالة حب وتسامح وانسجام مع الطبيعة، ورحمة تسكن القلب فيتسع للجار والمخالف والآخر بل وكل من لا يدين بالاسلام .
إنه دين يأمرك أن تأخذ بالعفو، وتقول للناس قولا ليّنا، وتعرِض عن الجاهلين، ولا تجعل أحدا ينفضّ من حولك إنْ كنت فظا غليظ القلب.
إنه دين الحرية في الاعتقاد، وشرط اسلامك أن يسلم من لسانك ويدك الآخرون، وإذا خاطبك أشد الناس كراهية لك فقل: سلاما!
إنه دين يضع لك في ميزان حسناتك الابتسامة، والكلمة الطيبة.
ومع ذلك فقد ظهر جيل من المسلمين كأنه تربى في أحضان تجار المخدرات، ورضع حليبا مخلوطا بتوابل مُرّة، وهو جيل تعرّف على الشاشة الصغيرة قبل أن يتلقى تربية منزلية، وأصبح عضوا في عدة منتديات على النت قبل أن يقرأ كتابا واحدا.
وصفتهم من قبل في مقال لي بأنهم ( صعاليك الإنترنيت) وأعتذر الآن عن هذا الوصف اللطيف والمخفف فهم شياطين النت وتلامذة إبليس.
لم يتعلموا من القرآن الكريم حرفا واحدا، إنما قرأوا فيه وعيونهم مُثَبّتة على نفوسهم المحشورة بين قرني الشيطان.
إنهم الطابور الخامس الجديد الذي سيجعل العالم كله يبغض الاسلام ، ويكره المسلمين، ويعيدنا قرونا إلى الخلف.
إنهم يقدمون على طبق من ذهب لخصوم المسلمين هدايا لم يحلموا بها، وتبريرات لكي يقوم الآخرون بعمليات شحن جماعية وسلطوية تساهم في العنصرية بكل صورها.
إنهم أشد خطرا على المسلمين والاسلام من المنافقين ومن قوى الاحتلال ومن الجهل والأمية والفساد.
إنهم أعداء الدين الجدد الذين يدافعون عن الدين ظاهرا، ويكيلون له ضربات قاضية بحقدهم وجهلهم.
صغار وشباب وطلاب جامعة وبلطجية ومسجلون خطرون وجهلة وأنصاف أميين لكنهم جراد انتشر على الانترنيت، وتعامل مع الكي بورد، ويُحصون مشاركاتهم كما يحصي البخيل أمواله صبحا ومساء.
يعرفون بعضهم باسماء حركية تتمسح بالدين وبشخصيات اسلامية، ويحشرون آيات قرآنية سامية في غير موضعها، ثم يدسون سمومهم من ألسنة حداد.
إنهم الأعداء الجدد الذين آذوا الاسلامَ كما لم تؤذه كل الحروب والغزوات والاستعمار الفكري والعسكري في تاريخه. إنهم الصورة الالكترونية الجديدة التي يختبيء خلفها إبليس.


محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
http://taeralshmal.jeeran.com
Taeralshmal@hotmail.com
http://Againstmoubarak.jeeran.com
http://blogs.albawaba.com/taeralshmal
 

رائــع

عضو مميز
التديّن الذي يرقق الطباع، ويلين النفس، ويلطف حشا الفؤاد، ويقترب من أسمى لحظات تحليق الروح في سماء الإيمان،



طائر الشمال إذا كنت تعرف أنت أن التدين يرقق الطباع ويليين النفس ويلطف حشا الفؤاد

ويقترب من أسمى لحظات تحليق الروح في سماء الإيمان .. فهذا يعني أنك تعلم ان

من وصفتهم في مقالك بعيدين عن التدين والدين وهم إما خوارج أو جهال ..

فلماذا تعمم بهم ولماذا تشغل نفسك بهم ...

وأعلم اخي الكريم ان خير من كرم المرأة وقبل الآخر وأعطى مساحة للحرية هو الإسلام... وكل

إتهامات بعكس ذلك هي إتهامات حاقدة ..

مية وردة

:وردة:
 

بن سلطان

عضو فعال
لو كان هذا الكاتب ملم بالحركات الإسلامية لما جاء بهذا الخلط العجيب.
ولو ذاق حلاوة الطاعة والتذلل لخالق السماء والأرض لعلم أن التدين ليس فيه مرارة لمن احتسب عمله لرب الأرباب وجامع الناس ليوم ليس فيه ارتياب.
 
تحياتي لمحمد عبد المجيد :

لا تخلط يا عزيزي بين التدين والتشدد !!

فالدين سهل وسمح ، ولكن المتشدد مصيبة متنقلة !!:)
 

Manager

عضو مميز
الخوارج

أنهم الخوارج يا أخ محمد

انها قشور الاسلام

فالمسلم اليوم يقيم كل صلاة جماعة لكن ينصب ويسرق ويقتل و يزني و يظلم وشرب الكولونيا ويجاهد و يؤيد بن لادن
 

أوراد الكويت

عضو بلاتيني
نعم ذكرت حقيقه تحدث في هذا العالم الهلامي خاصه في المنتديات الدينيه .. ناهيك عن المنتديات التي تتيع آيدلوجيات أخرى .. !!

الكل متعصب لما يميل أو يؤمن به .. ليس فقط الإسلاميين طبعا ( لا نشمل كل الإسلاميين بخوارج العصر .. وهم من اوقدوا الفتنة وسفكوا الدماء المعصومة وفرقوا الجماعة ووكفروا العالم واحتكموا الى الغوغائية .. وما اكثرهم في الشبة العنكبوتيه .. )
(الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون) ..
لا اكراه في الدين .. !! ) ..

كل منهم يحاول انتهاج طريق الإصلاح حسبما تصور له مصالحه .. ومن يتبع .. !!
غير آبه لغيره .. وكأننا في حلبة مصارعه الغلبة للأقوي .. !!
يشمل من يعتنقون معتقدات دخيلة على العرب والعروبه .. من ايدلوجيات مثل الليبراليه المتعصبة .. أو الإشتراكيه .. وهلم جره ..
فالاصلاح قناديل تشع الضوء في كل ارجاء المجتمع والاصلاح ولاء ونماء ورضى .. والاصلاح يستوعب كافة الامة ليجعل من وجودها اشراقا حضاريا لأنها تتصالح مع الذات وتواجه العصر بحوار ثقافي هاديء .. فلا يمكن لاحد ان يعيش خارج العصر .. كما انه لا يمكن رفض الآخر لأنه آخر او لأننا نختلف مع بعض توجهاته .. !!

تحياتي لك ..

:وردة:
 
من منا يتعلم الدرس؟


ماذا يحدث في منتدانا؟
كل ينتصر لمذهبه، وخيار لم يكن له عندما سقط من بطن أمه، وتعاليم تلقاها في البيت ومع الأسرة وفي صحبة من ينتمون لنفس المذهب أو الدين أو العقيدة أو التجمع أو غيره ...

الطائفية إحساس بالاستعلاء والفوقية وبأن الحقيقة محصورة في صدر المدافع عنها.
ما تمنيت شيئا للكويت وللبنان وللعراق وللبحرين ولمصر و لكل الوطن العربي الذي أحمل همومه أكثر من ممارسة العبادة لله عز وجل دون الخوض في الحديث عنها، ليلا ونهارا، صبحا ومساء.

أشعر بحزن مخلوط بغضب عندما أقرأ لمسلم واثق أنه صاحب الحق الوحيد، وأن الله تعالى منحاز إليه وليس إلى غيره.

لو أن قضية مغنية تم التعامل معها من وجهة نظر وطنية كويتية دون الانحياز المذهبي، مع أو ضد، مع وجود أرشيف وثائقي وإعلامي وأمني، لمذا وصلنا إلى هذا الحال.

لو أن قضية حزب الله تم التعامل معها من واقع النظام الطائفي الهش والعاجز في لبنان، لما وصلنا إلى هذا الحال.

كأن كل واحد منا يترقب، ويرصد لأخيه أي خطأ، ويحمل معه ( فتوى نقّالة) تسمح له أن يفتح بابا للجنة يدخل منه الآخر، أو نافذة على النار يطل منها مخالفه.

ما كرهت شيئا مثلما كرهت قطع الوطن إلى أجزاء، ثم الادعاء بأن الله، تعالى، قد اختار الجانب الذي سيقف معه.
ألم يأن الوقت الذي يبعث فيه الكويتي إلى ابن بلده رسالة حب بدلا من فتوى التشكيك في موقف أو رؤية أو تفسير أو اجتهاد.

ألم يأن الوقت الذي يضع فيه الكويتي وطنه الصغير قبل المذهب والقبيلة والتحزب والجماعة والطائفة، أم أن السيناريو العراقي اللبناني ليس كافيا لأن يجعل الكويتيين يرتعدون فزعا من جمر الطائفية؟

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج

 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
أوسلو في 13 أكتوبر 2007

سؤال ما أنفك يطارد لساني ردحا طويلا من الزمن، وأخشى طرحه لئلا يؤدي عدمُ فهمه إلى نتائج عكسية!
لكن في الأعوام القليلة المنصرمة أصبح السؤالُ جواباً، وأضحى الاستفهامُ حالةً من الواقع إنْ احتجتَ لشهود عليها آتيك بآلاف منها قبل أن تقوم من مقامك، وبأضعاف ذلك قبل أن يرتد إليك طرْفُك!
لماذا يرتبط التديّن ارتباطا عضويا لصيقا، في معظم الأحوال، بحالة كراهية لكل شيء .. للنفس والناس والمرأة والحرية والجمال والآخر والدنيا؟
تكاد تتنازل الشمس لها إن أردت أن تضرب مثلا بالوضوح، وأي انكار لتلك الظاهرة كأنه تثبيت واثبات.
في المنتديات الإسلامية على النت، وفي الأقسام الدينية لمنتديات عامة لن تحتاج لأكثر من بضع دقائق حتى تظن نفسك في ساحة الوغى، وترى أناسا، يبدأون بالسملة وينتهون بذكر اسم رب العالمين، يفترسون الخصوم، ويخلقون من الحوارات سيوفا مُسَلّطة على من يخالفهم، ويستخرجون من آيات التسامح أوامر للقتل، ويُخفون تحت ألسنتهم قواميس للشتائم والسباب واللعنات كأن أصحابها سقطوا من بطون أمهاتهم في غرزة مخدرات أو في مصلحة أحداث بأحد السجون العربية.
حاول أن تجتهد في فكرك، وتستخدم عقلك، وتعرض رؤيتك الجديدة في قضايا مثل النقاب والحور العين والفروقات بين الارهاب والمقاومة، أو شارك بمداخلة أو مقال عن المساواة بين المرأة والرجل أو قيادة السيارة أو عدم أهلية أحد الشيوخ الفضائيين أو هاجم عالَم الفتاوى الفجّة والساقطة أو قُمْ بالمطالبة بمساواة المسلمين بغيرهم أو اطلب الرحمة من الله لشخصية مسيحية أو شكك في حديث أحادي وضعيف قيل بأنه ورد عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
انتقد الإخوان المسلمين أو أسامة بن لادن أو الظواهري أو الشيخ عمر عبد الرحمن، أو اكتب بأن من قاموا بتفجير البرجين التوأمين لا يعبرون عن روح الاسلام إنما هم إرهابيون، ولا تنس أن تقول بأن غير المسلمين ممن أتوا اللهَ بقلوب سليمة ومتسامحة وطيبة سيدخلهم اللهُ في رحمته.
فَنّدْ الفهمَ الديني لعمرو خالد أو الدكتور عمر عبد الكافي، ويمكنك أن تعرج على حياة أبي هريرة، وعارض بعض أفكار ابن تيمية، وقلّ بأن فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز لم تصالح العصر، ويمكنك رفض فتاوى العثيمين أو آل الشيخ.
قُلّ بأن صوت المرأة ليس حراما، وأن الغناء والموسيقى ترقق الطباع، وأن الفنون ضرورية للمجتمع، وأن من حق غير المسلمين بناء دور العبادة في أي مكان في العالم الاسلامي مادام المسلمون يمارسون نفس الحق في أركان الأرض الأربعة.
لن يترك لك معارضوك ومخالفوك فرصةً لالتقاط الأنفاس.
ستكتشف حينئذ أنَّ ممارسة الدعوة الدينية كما يفهمونها هي لسان سليط، وشتائم بذيئة، وسباب سافل وقبيح.
سيدهشك هذا الكم الهائل من البغضاء، ولن يقرأوا دفاعك، ولن يصل أي منهم للسطر الثالث من تعقيبك ثم تنفجر في وجهك براكين الحقد، والتكفير واتهامك في شرفك وأهلك وعِرْضِك.
سيقولون عنك جاهل وكافر أو مُوال للكفار والمشركين، أو تضع السم في العسل، أو عميل صهيوني.
ستقف حائرا ومندهشا وفاغرا فاك وغير مصدق أن هؤلاء هم المدافعون الجدد عن خاتمة الرسالات السماوية، وأنهم يقرأون القرآن الكريم، ويقفون أمام الله عز وجل في كل يوم طالبين أن يهديهم الصراط المستقيم.
قنابل موقوتة من البغضاء التدميرية، وسيارات مفخخة من كراهية مفترسة.
جوعى جنسيون خلطوا الحرمان بطاقة تفجير داخلية لا تفرّق بين اللسان الذي يطلق شظايا نارية، وبين قلب أتحدى أحدا أن يجد فيه نقطة بيضاء لا تراها العين المجردة.
كيف جمع هؤلاء بين التديّن الذي يرقق الطباع، ويلين النفس، ويلطف حشا الفؤاد، ويقترب من أسمى لحظات تحليق الروح في سماء الإيمان، وبين عشق مَرَضي لرؤية الدماء تسيل من وجوه خصومهم ومخالفيهم وأي مجتهد يستخدم رخصة إلهية باستعمال العقل والتدبر والتفكير؟
سيقول قائل بأنهم أقلية لا ينبغي أن نكترث لها، وأرَدُّ عن تجربة في الانترنيت والبريد الالكتروني ومتفرقات وكتب ونشرات ونقاشات وغيرها بأنهم كثيرون، ويمنعني الحياء والخوف على ديني من أن أقول بأنهم الأكثرية المتدينة.
ولكن الدين حالة حب وتسامح وانسجام مع الطبيعة، ورحمة تسكن القلب فيتسع للجار والمخالف والآخر بل وكل من لا يدين بالاسلام .
إنه دين يأمرك أن تأخذ بالعفو، وتقول للناس قولا ليّنا، وتعرِض عن الجاهلين، ولا تجعل أحدا ينفضّ من حولك إنْ كنت فظا غليظ القلب.
إنه دين الحرية في الاعتقاد، وشرط اسلامك أن يسلم من لسانك ويدك الآخرون، وإذا خاطبك أشد الناس كراهية لك فقل: سلاما!
إنه دين يضع لك في ميزان حسناتك الابتسامة، والكلمة الطيبة.
ومع ذلك فقد ظهر جيل من المسلمين كأنه تربى في أحضان تجار المخدرات، ورضع حليبا مخلوطا بتوابل مُرّة، وهو جيل تعرّف على الشاشة الصغيرة قبل أن يتلقى تربية منزلية، وأصبح عضوا في عدة منتديات على النت قبل أن يقرأ كتابا واحدا.
وصفتهم من قبل في مقال لي بأنهم ( صعاليك الإنترنيت) وأعتذر الآن عن هذا الوصف اللطيف والمخفف فهم شياطين النت وتلامذة إبليس.
لم يتعلموا من القرآن الكريم حرفا واحدا، إنما قرأوا فيه وعيونهم مُثَبّتة على نفوسهم المحشورة بين قرني الشيطان.
إنهم الطابور الخامس الجديد الذي سيجعل العالم كله يبغض الاسلام ، ويكره المسلمين، ويعيدنا قرونا إلى الخلف.
إنهم يقدمون على طبق من ذهب لخصوم المسلمين هدايا لم يحلموا بها، وتبريرات لكي يقوم الآخرون بعمليات شحن جماعية وسلطوية تساهم في العنصرية بكل صورها.
إنهم أشد خطرا على المسلمين والاسلام من المنافقين ومن قوى الاحتلال ومن الجهل والأمية والفساد.
إنهم أعداء الدين الجدد الذين يدافعون عن الدين ظاهرا، ويكيلون له ضربات قاضية بحقدهم وجهلهم.
صغار وشباب وطلاب جامعة وبلطجية ومسجلون خطرون وجهلة وأنصاف أميين لكنهم جراد انتشر على الانترنيت، وتعامل مع الكي بورد، ويُحصون مشاركاتهم كما يحصي البخيل أمواله صبحا ومساء.
يعرفون بعضهم باسماء حركية تتمسح بالدين وبشخصيات اسلامية، ويحشرون آيات قرآنية سامية في غير موضعها، ثم يدسون سمومهم من ألسنة حداد.
إنهم الأعداء الجدد الذين آذوا الاسلامَ كما لم تؤذه كل الحروب والغزوات والاستعمار الفكري والعسكري في تاريخه. إنهم الصورة الالكترونية الجديدة التي يختبيء خلفها إبليس.

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
http://taeralshmal.jeeran.com
Taeralshmal@hotmail.com
http://Againstmoubarak.jeeran.com

http://blogs.albawaba.com/taeralshmal


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..


قال محمد الغزالي رحمه الله : الإسلام محاط بين كيد الأعداء وجهل الأبناء.

وفي الحقيقة أجد في المقالة السابقة خلط واضح بين ما هو مسموح وبين ما هو ممنوع , فمناقشة أفكار عمرو خالد أو عمر عبد الكافي حفظه الله أمر مسموح لمن ملك علما شرعيا ودليلا صحيحا
وأما مناقشة أوامر ونواهي النبي صلى الله عليه وسلم وومحاولة التبرير لذلك على أساس أنها " رؤية جديدة " لهو أمر مذموم ومختلف عن الأول.

والذي يغالب أمور الدين بدعوى الأفكار الجديدة , أو أراد تغيير معلم من معالم الديانة بسبب تعارضها مع ما وقر في قلبه من محبة للعلو الإنساني الغربي , ليقف في نفس الصف مع هذا الجاهل بالدين المتعصب للرأي الواحد وقاريء الكتاب الواحد والذي اتخذ من الشدة منهجا ومن الخشونة طريقا ظاهرا.


وليخبرني أحد عن الفرق بين المتشدد الذي يدافع عن قيم مخالفة لثوابت الدين وبين المتشدد الذي يدافع عن مسألة دينية قد ظهر الراجح في خلافها بغير تسامح من كليهما.

في الحقيقة أن الإختلاف أمر طبيعي وجبلي وقد خلق الناس جميعا على أنماط مختلفة , والفضائل منثورة بين الخلائق وإنما يعنينا هو كيفية التفريق بين إختلاف التنوع وإختلاف التضاد.

فالأول طبيعي والثاني شاذ
الأول صحي والثاني مرضي
الأول نعمة والثاني نقمة.


والمسلمون وقافون عند قوله تعالى ( ‏ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم‏)


والحمد لله رب العالمين
 

الساعة 6

عضو ذهبي
كتبت كلاماً طويلاً ، فارتأيت اختصاره بجملة واحدة .

تاجر المخدرات يرى الشرطي بانه الشر الذي يجب التخلص منه.
 
كتبت كلاماً طويلاً ، فارتأيت اختصاره بجملة واحدة .

تاجر المخدرات يرى الشرطي بانه الشر الذي يجب التخلص منه.

:D والله صحيح .

لقد أجاب أخونا الشيخ المكرم ( أبو عمر ) بإيجاز جميل يبرد القلب ، و من وحي مقالته أسأل الأخ محمد عبدالمجيد :
أليس لكل فعل رد فعل يساويه في القوة ويعاكسه في الاتجاه ؟
سبحان الله ، من قتل على الرأي ومن سبق من في استخدام ( التخوين والرجعية والظلامية والسجون والتنكيل و التقتيل والتشريد والابعاد وسحب الجنسية ....الخ ) من أفعال الدولة الحديثة الدكتاتورية العلمانية وتحالفها مع الدول الغربية ومع الدول الشرقية للقضاء على ظاهرة الصحوة الاسلامية ؟
هذا هو زرع حكومات العرب ، ولن يجنوا بعدما قتلوا سيد قطب وأمثال سيد قطب إلا مزيدا من التطرف ، وليأتين يوم على العرب يرون فيه القاعدة وابن لادن متهاونين متخاذلين في نصرة الاسلام والمسلمين إن استمرت الحكومات العربية و(الغربية ) على نفس النهج .
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
:D والله صحيح .

لقد أجاب أخونا الشيخ المكرم ( أبو عمر ) بإيجاز جميل يبرد القلب ، و من وحي مقالته أسأل الأخ محمد عبدالمجيد :
أليس لكل فعل رد فعل يساويه في القوة ويعاكسه في الاتجاه ؟
سبحان الله ، من قتل على الرأي ومن سبق من في استخدام ( التخوين والرجعية والظلامية والسجون والتنكيل و التقتيل والتشريد والابعاد وسحب الجنسية ....الخ ) من أفعال الدولة الحديثة الدكتاتورية العلمانية وتحالفها مع الدول الغربية ومع الدول الشرقية للقضاء على ظاهرة الصحوة الاسلامية ؟
هذا هو زرع حكومات العرب ، ولن يجنوا بعدما قتلوا سيد قطب وأمثال سيد قطب إلا مزيدا من التطرف ، وليأتين يوم على العرب يرون فيه القاعدة وابن لادن متهاونين متخاذلين في نصرة الاسلام والمسلمين إن استمرت الحكومات العربية و(الغربية ) على نفس النهج .



جزاك الله خيرا يا أخي عبد الله على تعبيراتك العالية وأسلوبك الطيب معي وإن كنت لا أستحقه.

ومشاركة أخينا " الساعة 6 " موجزة وصحيحة فكل إنسان يرى أنه على الجانب الصحيح وأن المخالف في الجانب المظلم , وهذا ينبغي أن يدفع الإنسان إلى إيراد سؤال هام وهو : ما هي المرجعية التي لا تخطيء والتي يجب على العقلاء أن يرجعوا إليها عند الإختلاف؟؟؟

فإذا كانت العقول تتفاوت والثقافات متغايرة فمن هو الذي يحكم بين المختلفين والمتضادين ؟؟؟

إجابة هذا السؤال هو حل لكل مشكلات المسلمين بدون أي مبالغة...


وأما بخصوص مداخلتك أخي عبد الله فهي في الصميم أيضا.

لأن كلما قيد على العلماء حركتهم وأقوالهم مع تعطش الناس إلى الدين كلما ظهرت حركات جاهلة بأمور الدين فأفتوا وأضلوا.

ولا تحارب الأفكار إلا بالأفكار ولا الأقوال إلا بالأدلة أما أن يحارب الأفكار بالأغاني والمسلسلات والأفلام السينمائية فهذا إن دل دل على قصر التفكير وسذاجة العقل.

فكل إنسان يضل في سبيل تطبيق الدين لا يقبل تغيير ما علق به إلا من جانب الدين نفسه...

فيجب أن يفسح المجال لأهل العلم ليتكلموا وينصحوا للأمة حتى يزداد العلم ويقل الجهل والله أعلى وأعلم.

والحمد لله رب العالمين
 

المعري

عضو بلاتيني
انه التحالف الشيطاني القديم بين السيف والقلم .
بين السلطان ورجال الدين .
بين الحكومه والمفتين .

ماان تستمد الحكومه شرعيتها من المفتين حتى تدع الجمل بما حمل للمفتين يفسدون فيه كيفما شاؤوا

( قل هل انبئكم بالاخسرين اعمالا . الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا )
 

ولد النوخذه

عضو ذهبي
الاخ محمد عبدالمجيد

الذى تريد ان تقوله لم تنطق به خشية زعل الاعضاء فى المنتدى وانا اعرف ماذا تريد ان تقول لكن لن تجد اجابة

لتسالاتك طالما الناس تخشى حتى التسائل خوفا على حياتها .لماذا تستغرب حمى الوطيس بين المسلمين

السنه والشيعه من خلال الانترنت ونحن فى القرن الحادى والعشرون ؟لماذا لا تعود الى 1400 عام عصر الطهاره

وتتخيل معركة الجمل عائشه (رضى الله عنها ) تجلس على ظهر بعير فى طرف المعركه وعلى بن ابى طالب

(كرم الله وجهه )فى الطرف الاخر من المعركه والصحابه (رضوان الله عليهم )يتساقطون بالمئات والدماء والاشلاء

والقتلى لماذا؟ ماذا كانت تريد عائشه (رضى الله عنها) من قيادة المعركه ؟ ماذا كان يريد على بن ابى طالب

(رضى الله عنه )من قيادة المعركه من الطرف الاخر؟ ماهو الشئ الثمين الذى يستحق كل هذه الدماء الطاهره

والاجساد الشريفه ؟مات هؤلاء الصحابه (رضوان الله عليهم )من اجل ماذا ؟

من قتل عثمان (رضى الله عنه ) فى منزله فى المدينه والصحابه وابنائهم موجودون فى المدينه ؟

من قتل عمر بن الخطاب (رضى الله عنه )وهو الخليفه ويصلى الفجر واصحابه خلفه ؟

من قتل على بن ابى طالب (رضى الله عنه )وبنفس الليله فشل فى قتل عمرو بن العاص (رضى الله عنه )

واصاب معاويه بن ابى سفيان (رضى الله عنه ) بين فخذيه فعقم ؟

من الذى قتل حفيد الرسول الحسين (رضى الله عنه )؟

اخ محمد

اذا استطعت ان ترد على تسالاتى فمن المؤكد عندئذ ان لاتستغرب هذه المعارك فى المنتديات بين مذاهب

المسلمين .لاتحتاج اسرائيل الى قتل المسلمين هم يقتلون انفسهم بانفسهم .انظر الى العراق من يقتل من؟

شيعى يقتل شيعى سنى يقتل شيعى وامريكا واسرائيل والعالم يتفرج .انظر الى لبنان الاجواء مهيئه الان

لمعارك الشيعه والسنه .

ولازالت الرصاصة فى جيبى .
 
الاخ محمد عبدالمجيد

الذى تريد ان تقوله لم تنطق به خشية زعل الاعضاء فى المنتدى وانا اعرف ماذا تريد ان تقول لكن لن تجد اجابة

لتسالاتك طالما الناس تخشى حتى التسائل خوفا على حياتها .لماذا تستغرب حمى الوطيس بين المسلمين

السنه والشيعه من خلال الانترنت ونحن فى القرن الحادى والعشرون ؟لماذا لا تعود الى 1400 عام عصر الطهاره

وتتخيل معركة الجمل عائشه (رضى الله عنها ) تجلس على ظهر بعير فى طرف المعركه وعلى بن ابى طالب

(كرم الله وجهه )فى الطرف الاخر من المعركه والصحابه (رضوان الله عليهم )يتساقطون بالمئات والدماء والاشلاء

والقتلى لماذا؟ ماذا كانت تريد عائشه (رضى الله عنها) من قيادة المعركه ؟ ماذا كان يريد على بن ابى طالب

(رضى الله عنه )من قيادة المعركه من الطرف الاخر؟ ماهو الشئ الثمين الذى يستحق كل هذه الدماء الطاهره

والاجساد الشريفه ؟مات هؤلاء الصحابه (رضوان الله عليهم )من اجل ماذا ؟

من قتل عثمان (رضى الله عنه ) فى منزله فى المدينه والصحابه وابنائهم موجودون فى المدينه ؟

من قتل عمر بن الخطاب (رضى الله عنه )وهو الخليفه ويصلى الفجر واصحابه خلفه ؟

من قتل على بن ابى طالب (رضى الله عنه )وبنفس الليله فشل فى قتل عمرو بن العاص (رضى الله عنه )

واصاب معاويه بن ابى سفيان (رضى الله عنه ) بين فخذيه فعقم ؟

من الذى قتل حفيد الرسول الحسين (رضى الله عنه )؟

اخ محمد

اذا استطعت ان ترد على تسالاتى فمن المؤكد عندئذ ان لاتستغرب هذه المعارك فى المنتديات بين مذاهب

المسلمين .لاتحتاج اسرائيل الى قتل المسلمين هم يقتلون انفسهم بانفسهم .انظر الى العراق من يقتل من؟

شيعى يقتل شيعى سنى يقتل شيعى وامريكا واسرائيل والعالم يتفرج .انظر الى لبنان الاجواء مهيئه الان

لمعارك الشيعه والسنه .

ولازالت الرصاصة فى جيبى .

تسطيح مرة أخرى ، ونظرة أحادية للتاريخ مبنية على قاعدة شاهد مشفش حاجة ( يا ابيض ياسود ) .
 

ابوحسن

عضو مميز
حياك الله ياأخ محمد عبدالمجيد
موضوعك من وجهت نظري ماينفع طرحه كتابه ولاكن الله يعين لفك شفرة كلامك

يقول تعالى(ولايزالون مختلفين الا مارحم ربك ولذلك خلقهم)
أخى محمد الاختلاف موجود وبصريح الأيه الكريمه ولكن أستثنى الله عزوجل
في قوله(الا مارحم ربك)....وهم من أتبع كتاب الله وسنة نبيه
فالواجب ترك الدخول فى دوماة ومناقشاة تدخلنا فى صريح الايه (ولايزالون مختلفين)
................................................
الأمر الثاني هو قوله صلي الله عليه وسلم (ماشاد الدين أحد ألا غلبه)أو كما قال
فالمسلم الفطن يثبت على ما أخبر به الصادق المصدوق وبفهم سلف الامه
وخير قصه أختارها لك قصت الصحابي الجليل سلمان الفارسي أرجع لها وتمعن
بأول حياته حتى عرف الحق وثبت عليه ......هذه كلمه مختصره أسأل الله لى ولك وجميع المسلمين
الثبات على كتاب الله وسنة نبيه.
 
صلب الموضوع

مرة أخرى، وهي أن موضوعي من أجل الدخول الرحب في عالم التسامح فهو الأبقى والأطهر والأفضل للإنسان.
التسامح دعوة للقوة وليس ضعفا، والتدين ينبغي أن يكون حالة محبة، وأن يطرد من القلب الكراهية، وأن أكتشف بعدها أن الإنسان سواء في كل مكان ما لم يكن هناك اعتداء صريح أو استعمار أو غزو .
موضوعي عن المزايدة الدينية التي أرى الدين منها بريئا تماما.

مع تحياتي

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج
 
أعلى